رثاء كلب صغير

قالت «لميكي» سِرْ بنا
نمشي لحاجتنا الهُوَيْنى
فأطاع مسرورًا كعا
دته ولم يسأَل لأَيْنا

•••

فيم السؤال وكل شـ
ـيءٍ طيِّبٌ من أجلها
وبنفسه حبٌّ قُصا
راه الحياةُ بظلها
ماذا تغيَّر عزَّة
أو ذلَّة في حبها
سارت وكلُّ متاعِهِ
في أن يسير بقربها

•••

يستاف نعلَيْها ويأ
بى في الوجودِ مُنافسا
فإذا تخيَّل دانيًا
من ترْبِها أو لامسا
يختال مِلْءَ نُباحِهِ
زَهْوًا ويخطرُ حارسا!

•••

عجبًا له ولزهوه!
ما يصنع الواهي الصغيرْ؟
ما يصنع النابُ الضعيـ
ـفُ وما يُخيفُ ولا يُجيرْ؟

•••

لكنّ «ميكي» لا يبا
لي أن يموت فداءها
في وثبه هيهات يسـ
ـأل ما يكون وراءها

•••

الأمرُ كلُّ الأمر أنْ
يغدو يدافع دونها
والنفس تُنكر في الضحـ
ـيَّة عقلها وجنونها

•••

من ذلك الظلُّ الملا
زم في الحياة وفي الطريقْ؟
المخلصُ الوافي إذا
عَزَّ المنادمُ والرفيقْ

•••

من قلبُه صافٍ ودَيـ
ـدنُه الولاءُ المطلقُ
فكأنما فيه الولاء
سجيَّةٌ تتدفقُ

•••

وإذا أُسِيءَ فإنَّ أسـ
ـمى الحبِّ أن يُبدي رضاءَهْ
والصفح عند ذوي القلو
بِ البيضِ من قبل الإساءَهْ

•••

مهما نظرت له نظر
ت إلى مَعِينٍ من حنانِ
يُفضي إليك بسره الـ
ـذَّنَبُ الصغير ومقلتان!

•••

لا بأس إنْ هند جفت
وقست أليست ربَّتَهْ؟
أَقْصَتْهُ ثم تلفَّتت
ترجو إلَيها أوْبتَهْ

•••

زَجَرتْه أو نهرته أو
كفَّتْ على جُرْمٍ يده
فهي التي لم تَنْسَهُ
والأكل ملءُ المائده

•••

وهو الذي في بعدها
لم يَألُها طولَ ارتقاب
يقظان ينتظر المآب
وَثَوى يُرَاقبُ خَلْف بَاب!

•••

هند التي اتَّخذته من
دون الخلائق إلْفَها
بحثت عن الإلْف الصغيـ
ـر فلم تجدْهُ خلفها

•••

ميكي! وما ميكي ومصر
عُه على الدنيا جديد
نفسٌ يذوب وصرخةٌ
تدوي هنالك من بعيد

•••

وتلفَّتَت هندٌ لمو
ضعه تغالب وَجْدَها
لا شيءَ، قد سارت برفـ
ـقته وترجعُ وحدها

•••

خرجت به جذلانَ يضـ
ـحك مثلما ضحك الصباح
فكأنما خرجت به
ليُلاقيَ القَدَر المُتاح

•••

سارتْ به صبحًا وعا
دت بالمواجع والدموع
يغدو الحزينُ على الأسى
وأشقُّ شَطْريْه الرجوع

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤