ليالي الأرق

زيارة من حبيب يسأل: لماذا نتلقى هذه اللحظات الهاربة ما دمنا نفترق بعد ذلك؟

هل في العصيب المدلهمْ
مصغٍ لشاكٍ لم ينمْ
سهدٌ على سهدٍ وذكـ
ـرى فوق ذكرى تزدحمْ
وحنين قلب لا يثو
ب إلى خيالٍ لا يلمْ
يا من أحب وأفتدي
ويلذُّ لي فيه الألمْ
لو كنتَ تسمع لاسترحـ
ـت من الشكايةِ للظلمْ
إن الكواكبَ ضقنَ بي
ذرعًا وآسيها سئِمْ
ومن العجائبِ في الليا
لي والحوادث تستجمْ
شكوى الحيارى في الحيا
ة إلى حيارى في السدمْ!

•••

لمنْ انتظاري في الظلا
م كأنَّ بي شبه اللممْ؟
وتساؤلي في حالكٍ
لا صوت فيه ولا قدمْ؟
وعلام إصغائي لعلَّ
خطاكِ هذي عن أَممْ؟
ليلِي العشية مثل ليـ
ـلِي في غرامكِ من قدَمْ
يا طالما أدنتكِ أو
هامٌ كواذبُ كالحُلُمْ
فلمحت صبحكِ في السوا
دِ وخلتُ روحكِ في النسمْ
وشفيتُ وهمي من رضا
كِ ورُبَّ ذي يأسٍ وَهمْ
ورويتُ أذْني من حديـ
ـثكِ وهْو معبود النغمْ
وحرقت قلبي من سنا
كِ على جمالٍ يضطرمْ
كفراشةٍ حامت عليـ
ـكِ وأيُّ قلبٍ لَم يحُمْ!

•••

لك حسنُ نوَّار الخميـ
ـلة طُلَّ صبحًا فابتسمْ
لك نضرةُ الفجر الجميـ
ـل على الذوائبِ والقممْ
لك طلعةُ البرءِ المرجـَّ
ـى بعد مستعصى السقمْ
لك كل ما أوفى على
قدر النهاية واستتمْ
فبأي قلبٍ أتقي؟
وبأي حصنٍ أعتصمْ؟

•••

يا زائرًا عجلانَ لَمْ
يطلِ اللقاءُ ولَمْ يقمْ
ودَّعتَ ما أشبعتَ لي
روحي ولا نظري النهِمْ
ومضيتَ عن دنيا خلَتْ
وجرت بنعمى لَم تَتِمْ
لم يبقَ من أثرِ اللقا
ء بها سوى عبقٍ ينمْ
وسؤالِ دمعك حين يسـ
ـألني ومَن لي بالكلمْ
لِمَ يا أليفَ خواطري
غفت العيون ونحن لَمْ؟!
وإِلامَ تدفعنا الحوا
دث في عُبابٍ يلتطمْ
دَفَعتْ بمركبنا المقا
ديرُ الخفيةُ والقِسمْ
خَرَجَتْ وما تدري الغَدا
ة بأي صخرٍ ترتَطِمْ
بدَأتْ عَلَى ريح الرضا
والله يدري المختتمْ!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤