وداع المريض

مهداة إلى س …

مريضٌ عزيزٌ سهر الشاعر عند سريره يعنى به، وكان وداعه في الصباح فكتب يودعه بالقصيدة التالية:

فيم الغدو غدًا؟ وأيْن رواحي؟
ويح الصباح! لقد مضى بصباحي
عصفت علينا غير راحمة لنا
يا صفوة الأحباب، أي رياحِ!
عبثت بمعبود العيون وصيَّرت
كالورس لونًا توأم التفاح
ذهبوا به كالورد جافاه الندى
ومضوا به شبحًا من الأشباح
يا هاتفًا باسمي فديت مناديًا
ردَّ النداء عليه حر نواحي!
يا آسي الآسي لممت جراحتي
وأسلت يوم نواك أي جراحِ!
طأطأتُ للبين المشتِّت هامتي
وخفضت للقدر المُغِيرِ جناحي!
أي الليالي العاتيات سهرتها
في أي آلام وأيُّ كفاح!
هدم الضنى العادِي قويَّ شكيمتي
وثنى معاندتي ورَدَّ جماحي!
وطغى على الملك الموسد بيننا
في لطف زنبقة وضعف أقاح!

•••

كيف المآب إلى مكان موحش
متجهم العرصات قفرِ الساح؟!
في كل ناحيةٍ خيالٌ هاتفٌ
ومذكر بجبينكَ الوضاح
وموسد كالطيف صاحٍ ليله
أمسيت أرعاه بجفنٍ صاح!
عاد الشقي إلى قديم شقائه
ومحا من الدنيا السعادة ماحي
ويح الحياة اليوم! أين جمالها؟
وعلام إخفاقي بها ونجاحي؟
أنت الذي وهب الحياة لميِّت
في الأرض منفرد بغير طماح
أشرقت في ظلمائها وغمامها
وطلعت مثل البارق اللماح!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤