وداع لبنان
ربَّة الشعرِ وقفةً نتملَّى
            
            والتَّنَائِي حانْ
            
            مِنْ سماه، وليس أَجْلى وَأَحْلَى
            
            مِنْ سَمَا لُبْنَانْ
            
            انْظُرِيهَا وَاللَّيْلُ مَدَّ عَلَيْهَا
               
               مِنْ نَسِيجِ الحِلَى وِشَاحًا ثَمِينا
               
            فَتخَالي الأَدِيمَ فِيهَا غَدِيرًا
               
               وَتَخَالِي النُّجُومَ فِيهَا عُيُونا
               
            وَاخْشَعِي للظلامِ فَهْوَ إِلَهٌ
               
               كَمْ عَبَدْنَا فِي بُرْدَتَيْهِ السُّكُونَا!
               
            وَاسْمَعِيهِ يَدْعُو الشفاهَ إِلَى الصمـ
               
               ـتِ وَيَدْعُو إِلَى الهُدُوءِ الجُفُونَا
               
            وَاذْكُرِي كَمْ لَنَا هُنَالِكَ قَبْلَا
            
            موقفٌ فَتَّانْ
            
            نَرْتَوِي بِالكُئُوسِ تُحْسى وَتُمْلَا
            
            مِنْ بَنَاتِ الحَانْ
            
            •••
رَبَّة الشعرِ وَقْفَةً نَتَمَلَّى
            
            وَالتَّنَائِي حَانْ
            
            مِنْ هَوَاهُ، وَلَيْسَ أَنْقَى وَأَحْلَى
            
            مِنْ هَوَا لُبْنَانْ
            
            وَلْنُودِّع أنفاسَهُ وَنَداهَا
               
               وَلْنُزَوِّدْ صُدُورَنَا مِنْهُ طيبَا
               
            سَوْفَ يَغْدُو عَنَّا بَعِيدًا، وَنَغْدُو
               
               بَعْدَ حِينٍ غَرِيبةً وَغَرِيبَا
               
            نَشْتَهِي مِنْهُ نَشْقَةً تُنْعِشُ الرُّو
               
               حَ وَتَمْلَا مِنَ الغَرَامِ القُلُوبَا
               
            وَتَعَالَي نُرْوي جَنَاحَيْهِ بِالدَّمْـ
               
               ـعِ عَسَى أَنَّهُ يَزُورُ الحَبِيبَا
               
            كَمْ حَنَا قَبْلُ فَوْقَنَا وَتَدَلَّى
            
            مِنْ يَدِ الأَغْصَانْ
            
            ثُمَّ أَوْحَى لَنَا القَوَافِي وَأَمْلَى
            
            أَعْذَبَ الأَوْزَانْ
            
            •••
رَبَّة الشِّعْرِ وَقْفَةً نَتَمَلَّى
            
            وَالتَّنَائِي حَانْ
            
            مِنْ رُبَاهُ وَلَيْسَ أَبْهَى وَأَحْلَى
            
            مِنْ رُبَى لُبْنَانْ
            
            كَمْ عَشِقْنَا الحَيَاةَ فَوْقَ ذُرَاهَا
               
               وَعَبَدْنَا الجَمَالَ فِي وَادِيهَا
               
            ورتعنَا والغيدَ مَا بَيْنَ شَهْدٍ
               
               نَحْتَسِيهِ وَوَرْدَةٍ نَجْتَنِيهَا
               
            وَعَلَيْنَا مِنَ الخَيَالِ جَنَاحٌ
               
               يَحْتَوِينَا مَعًا كَمَا يَحْتَوِيهَا
               
            وَلْنُشَيِّعْ مِنْ بَعْدِهَا كُلَّ أُنْسٍ
               
               وَلْنُحَطِّمْ قِيثَارَةَ الشعرِ فِيهَا
               
            وَلْنُوَدِّعْ صَحْبًا هُنَاكَ وَأَهْلا
            
            وَحَبِيبًا بَانْ
            
            وَسَمَاءً صَفَتْ وَوَعرًا وَسَهْلا
            
            وَهَوًا رَيَّانْ