الغربة في الوطن

أَمْرِي عَجِيبْ
أَنَا الغَرِيبْ
أَنَّى أَمِيلْ
وَلَا قَبِيلْ
بَيْنَ الأُمَمْ
فَلَا عَلَمْ
أَلْقَى المِحَنْ
وَلَا وَطَنْ
أَنَا الغَرِيبُ فَلَا أَهلٌ وَلَا وَطَنٌ
إِذَا انْتَسَبْتُ أَمَامَ النَّاسِ وَانْتَسَبُوا
وَلَا لِوَاءَ إِذَا دَقَّ النَّفيرُ مَشَى
يَحْمِيهِ مِنْ صِيدِ قومي العَسْكَرُ اللَّجِبُ
وَمَنْ يَكُونُ غَرِيبًا فِي مَوَاطِنِهِ
لَا بِدْعَ إِنْ أَنْكَرَتْهُ الأَرْضُ وَالشُّهُبُ
صِرْنَا وَصَارَ حِمَانَا منزلًا خَرِبًا
يدِبُّ فِي ساحِهِ مِنْ دَائِنَا العَطَبُ
تَمْضِي القُرُونُ وَلَا يُخلِيهِ مُغْتَصِبٌ
إِلَّا لِيَحتَلَّهُ بِالسَّيفِ مُغْتَصِبُ
وَالجَهْلُ وَالدِّينُ والإِهْمَالُ عِلَّتُهُ
وَلَيْسَ عِلَّتُهُ غَازٍ وَمُنْتَدَبُ
فِينَا الدَّوَاءُ وَفِينَا الدَّاءُ، وَا عَجَبِي!
وَنَحْنُ يَأْخُذُنَا مِنْ حَالِنَا العَجَبُ
فَإِنْ طَمَحْنَا إِلَى العَلْيَاءِ نَطْلُبُهَا
فَحَقُّهُ الهَدْمُ ذَاكَ المَنْزِلُ الخَرِبُ
إِيهٍ بَنِي وَطَنِي وَالنَّاسُ قَاطِبَةً
لِرَفْعِ أَوْطَانِهَا قَامَتْ لَهَا أُهُبُ
هُبُّوا إِلَى المَجْدِ وَلْنُنْشِئْ لَنَا وَطَنًا
قِوَامُهُ العِلْمُ لَا الهِنْدِيَّةُ القُضُبُ
وَلْيَرْفَعِ العَزْمُ وَالأَعْمَالُ سُدَّتَهُ
فَوْقَ السِّمَاكَيْنِ لَا الأَقْوَالُ وَالخُطَبُ

•••

فَلْتَحْيَ قَوْمِيَّةٌ كَانَتْ لَنَا نَسَبًا
يَضُمُّ أَشْتَاتَنَا مَا فَاتَنَا النَّسَبُ
وَمَنْ يَكُونُ بِلَا قَوْمٍ يَدِلُّ بِهِمْ
فَلَا يُشَرِّفُهُ دِينٌ وَلَا لَقَبُ
دِينِي لِنَفْسِي وَلَكِنْ قَبْلَهُ وَطَنِي
وَدِينُهُ الوَفْقُ وَالإِخْلَاصُ لَا الشَّغَبُ
تَاللهِ لَا نَرْتَقِي إِلَّا مَتَى اتَّحَدَتْ
تِلْكَ المَآذِنُ فِي الأَوْطَانِ وَالقِبَبُ
وَلْنُكْرِمِ العِلْمَ أَيًّا كَانَ مَصْدَرُهُ
فَإِنَّهُ لِلتَّآخِي وَالعُلَى سَبَبُ
لَا دِينَ لِلعِلْمِ فِي الدُّنْيَا وَلَا وَطَنٌ
فَالعِلْمُ كَالنُّورِ لَمْ تَحْصِرْ بِهِ تُرَبُ
وَلْتَسْتَعِدْ لُغَةُ الضَّادِ الَّتِي دُعِيَتْ
أُمَّ اللُّغَاتِ شَبَابًا بُرْدُهُ قَشِبُ
إِنْ لَمْ نَكُنْ كُلُّنَا فِي أَصْلِنَا عربًا
فنَحْنُ تَحْتَ لِوَاهَا كُلُّنَا عَرَبُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤