باقة الزهر

سِيرِي إِلَى مَعْبُودَتِي الزَّاهِرَهْ
يَا بَاقَةَ الزَّهْرِ
عَاطِرَةً تُهْدَى إِلَى عَاطِرَهْ
عِطرًا إِلَى عِطرِ

•••

سَوْفَ تَنَامِينَ عَلَى صَدْرِهَا
يَهنِيكِ هَذَا الحَظُّ لَوْ كَانَ لِي!
وَتَنْهَلِينَ الشَّهْدَ مِنْ ثَغْرِهَا
يَا نِعَمَ ذَاكَ الثَّغْرُ مِنْ مَنْهَلِ!
وَتَحْمِلِينَ العِطْرَ مِنْ شَعْرِهَا
وَغَيْرَ عِبْءِ الهَمِّ لَمْ أَحْمِلِ
يَهْنِيكِ هَذَا الحَظُّ، لَوْ كَانَ لِي
فِي حُبِّهَا المُعْضِلِ
لَا الموتُ أَخْشَاهُ، وَلا الآخِرَهْ
أَوْ سَاعَةُ الحَشْرِ
فَسَاعَةٌ مَعَ ظَبْيَتِي السَّاحِرَهْ
تُغنِي عَنِ العُمرِ

•••

يَا بَاقَتِي كُونِي لَهَا مِنْ يَدِي
رِسَالَةً صَامِتَةً ناطِقَهْ
يَرْوِي النَّدَى فِي جِيدِكِ الأَغْيَدِ
عَنْ أَدْمُعِي السَّابِقَةِ اللَّاحِقَهْ
وَتَرْمُزُ الوَرْدَةُ عَنْ مَوْقِدِ
فِي أَضْلُعِي نِيرَانُهُ عَالِقَهْ
رِسَالَةً صَامِتَةً نَاطِقَهْ
عَنْ صَبْوَتِي الصَّادِقَهْ
تَقْرَأُ فِي أَوْرَاقِهَا النَّاضِرَهْ
عَنْ أَمَلِي النَّضْرِ
تُنْبِئُهَا الزَّنْبَقَةُ الطَّاهِرَهْ
عَنْ حُبِّيَ العُذري

•••

وَحِينَ تُلقِي في الدُّجَى رَأْسَهَا
فَوْقَ الفَرَاشِ الخَافِقِ الحَالِمِ
فَدَغْدِغِي بالعِطْرِ إِحْسَاسَهَا
ولْيَنْتَشِرْ فِي جِسْمِهَا النَّاعِمِ
وقَبِّلِي بالسِّرِّ أَنْفَاسَهَا
وَحَدِّقِي فِي حُسْنِهَا الحَائِمِ
فَوْقَ الفَرَاشِ الخَافِقِ الحَالِمِ
كَقَلْبِيَ الهَائِمِ
حَمَلْتِ مِنِّي دَمْعَتِي الصَّادِرَهْ
مَعْ زَفْرَةِ الصَّدْرِ
فَفِيكِ رُوحِي نَحْوَهَا طَائِرَهْ
بَيْنَ الشَّذَا تَجِرِي

•••

لَكِنْ مَتَى صَفَّقَ طَيرُ الكَرَى
عِنْدَ ارْتِقاصِ الفَجْرِ بَيْنَ الغُيُومْ
ولامَسَ النُّورُ جُفُونَ الوَرَى
وَأَنْعَشَ الزَّهْرَةَ قَطْرُ النَّسِيمْ
لَا تَبْسِمِي مِثْلَ زُهُورِ الثَّرَى
وَانْطَفِئِي مِثْلَ شُعَاعِ النُّجُومْ
عِنْدَ ارْتِقَاصِ الفَجْرِ بَيْنَ الغُيُومْ
فَوْقَ الكُرُومْ
وَلْتَنْطَوِ أَوْرَاقُكِ النَّاشِرَهْ
ذَيْلًا مِنَ النَّشرِ
ذَابِلَةً كَالمُقْلَةِ الفَاتِرَهْ
فِي مَطْلَعِ الفَجْرِ

•••

عَسَى تَرَى فِيكِ فَتَاةُ الدَّلَالْ
أُمْثُولَةً مَمْلُوءَةً بِالعِبَرْ
تُنْبِئُهَا أَنَّ شَبَابَ الجَمَالْ
يَذْبُلُ يَوْمًا كَذُبُولِ الزَّهَرْ
وَالحُسْنُ حُسْنُ الجِسْمِ رَهْنُ الزَّوَال
لَا عَيْنَ يُبْقِي بَعْدَهُ أَوْ أَثَرْ
أُمْثُولَةٌ مَمْلُوءَةٌ بِالعِبَرْ
لِمَنْ فَكَرْ
يَا حَبَّذَا لَوْ أَنَّهَا شَاعِرَهْ
بِذَلِكَ الأَمْرِ
لَكِنَّهَا جَائِرَةٌ نَافِرَهْ
إِذْ هِيَ لَا تَدْرِي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤