عبد الرحمن الكزبري الثاني١

١١٨٤–١٢٦٤ﻫ

وقفتُ له على ترجمة كتبها السيدُ محمد أبو الخير عابدين الذي كان مفتيًا للشام، نصُّها:

هو الشيخ الإمام الدمشقي الأصل والمنشأ الشافعي المذهب، محدِّث الأقطار الشامية على الإطلاق، بل إمام العصر في جميع الآفاق، الحائز من طارف الرواية وتِلادها أعظمَ الذخائر، المالك لأزِمَّة التحقيق والدراية كابرًا عن كابر، بركة الدنيا في زمانه، وخاتمة الحفَّاظ في أوانه، أستاذ الأساتذة العِظام، وشيخ الشيوخ الأعلام، العالِم الكبير، والإمام المحدث الشهير، شيخ مشايخنا أبو المحاسن زين الدين الأثري، سيدي الشيخ عبد الرحمن الكزبري، الملقَّب بوجيه الدين، مدرِّس الحديث بجامع بني أمية، ابن المرحوم بركة الأنام الإمام المحدث الشهير الأثري الشيخ شمس الدين محمد الكزبري المولود بدمشق سنة ١١٤٠ﻫ والمتوفَّى بها سنة ١٢٢١ﻫ، ابن المرحوم الشيخ عبد الرحمن الكزبري الكبير المولود بدمشق سنة ١١٠٠ﻫ والمتوفَّى بها سنة ١١٨٥ﻫ، ابن محمد بن زين الدين الكزبري الدمشقي، تغمَّدهم الله برحمته وغفرانه، وأغدَق على ضرائحهم سحائبَ رحمته وإحسانه.

أخذ عن جملة ممن أسانيدهم في غاية العلو والاشتهار، كالشمس واسطة النهار، يقاربون الخمسين من دمشقيين وحجازيين، وعراقيين ومصريين، وغالبهم بالإجازة مشافهة وكتابة، أو مكاتبة من بلادهم، كما ذكره الشيخ عبد الغني الميداني شارح متن القدوري في الثبت الذي جمعه له.

وكانت ولادتُه غُرَّة شوال سنة ١١٨٤ﻫ بدمشق، وتُوفي بمكة المكرمة نهار الأربعاء ١٤ من ذي الحجة سنة ١٢٦٤ﻫ، وصُلِّي عليه بالحرم الشريف المكي، ودُفِن في «المعلى» كما رأيته بخط شيخنا المرحوم ابن العم السيد محمد علاء الدين عابدين، رحمه الله تعالى.

وقد اطلعت على إجازة للمترجَم ولولدَيه المرحومَين الشيخ عبد الله والشيخ أحمد مسلم مدرس الحديث ولأولادهم من الشيخ محمد بن أحمد العطوشي الملتجئ إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخطه المتبوع بخاتمه بتاريخ عاشوراء سنة ١٢٥٩ﻫ.

١  كان الإمام عبد الرحمن الكزبري الأول جدَّ المترجَم لأبيه، رحمهم الله جميعًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤