محمود الحمزاوي

١٢٣٦–١٣٠٥ﻫ

وقفتُ له على ترجمة كتبها السيد محمد أبو الخير عابدين الذي كان مفتيًا للشام، قال فيها:

هو الإمام العالِم العلَّامة الشهير، والناقد الخبير البصير، الحنفي المذهب، تولَّى إفتاء الشام اثنتين وعشرين سنة وأشهرًا حتى وفاته، وكانت الأسئلة المشكلة في جميع الفنون ترِد إليه من بلاد كثيرة، منها البلاد الأوروبية، فيُجيب عنها بالأجوبة المرْضية، وكان رحمه الله عالِمًا نحريرًا، فقيهًا أديبًا، شاعرًا مفننًا، له مؤلفات عديدة، منها: التفسير بحروف المهمل المسمَّى بدُرِّ الأسرار، ونظم «الجامع الصغير» للإمام محمد صاحب أبي حنيفة، ونظم «مرقاة الأصول» لمنلا خسرو، و«اللآلي البهية في الفوائد والقواعد الفقهية»، و«الطريقة الواضحة في البينة الراجحة»، و«بُغية الطالب شرح رسالة الصديق لعلي بن أبي طالب» رضي الله تعالى عنهما، و«قواعد الأوقاف»، و«كشف الستور في المهايأة في المأجور»، و«منظوم غريب الفتاوى»، و«الفتاوى الحمزاوية»، وشرح لبديعية والده اسمه «كشف القناع»، و«دليل الكمل إلى المهمل في اللغة»، و«التفاوض في المتناقض»، و«كشف المجانة عن الغسل في الإجانة»، و«رسالة في جواز أخذ الأجرة على التلاوة».

وقد ذكر مشايخُه الذين أخَذ عنهم في ثبْته المسمَّى «عنوان الأسانيد»، ومنهم: الشيخ عبد الرحمن الكزبري الثاني، وشيخ الحنفية بدمشق الشيخ سعيد الحلبي، والشيخ حامد العطار، والشيخ عمر الآمدي عن السيد محمد الزبيدي شارح «الإحياء» و«القاموس».

وكانت ولادته رحمه الله بدمشق سنة ١٢٣٦ﻫ، وتُوفي في اليوم الحادي عشر من المحرم سنة ١٣٠٥ﻫ، ودُفن بتربة مرج الدحداح بدمشق.

وقد رأيتُ سلسلةَ نسبِه بخط السيد أبي الخير محمد عابدين، وفيها: أن والده السيد محمد نسيب نقيب الأشراف بدمشق ابن حسين بن يحيى نقيب الأشراف بدمشق ابن حسن نقيب الأشراف بدمشق (المولود سنة ١٠٩١ﻫ كما وُجِد بخط السيد مرتضى الزبيدي) ابن عبد الكريم نقيب الأشراف بدمشق (ترجمة المحبي والمرادي والغزي العامري) ابن محمد نقيب الأشراف بدمشق ابن كمال الدين محمد نقيب الأشراف بدمشق ابن حسين نقيب الأشراف بدمشق (الملقب بشرف الدين أو بدر الدين، المولود سنة ٩٢٦ﻫ، والمتوفى في ذي القعدة سنة ٩٧١ﻫ) ابن الحافظ كمال الدين محمد مفتي مصر ونقيب الطالبيين بدمشق (المولود سنة ٨٥٠ﻫ، وقدِم القاهرة سنة ٨٧١ﻫ) ابن عز الدين حمزة المعروف بابن أبي هاشم (وُلِد سنة ٨٢٠ﻫ، وتوفي سنة ٨٧٤ﻫ، كما وُجِد بخط السيد مرتضى الزبيدي) ابن أحمد الشهاب أبي العباس (المولود سنة ٧٨٧ﻫ، والمتوفى سنة ٨٤٨ﻫ) ابن علاء الدين علي نقيب الأشراف بدمشق (المكنى بأبي هاشم) ابن الحافظ شمس الدين أبي المحاسن محمد (المتوفى سنة ٧٦٥ﻫ) ابن علي بن حسن بن حمزة بن محمد بن ناصر بن علي الشجاع ابن حسين المحترف ابن إسماعيل (وهو أول من جاء دمشق نقيبًا للأشراف سنة ٣٣٠ﻫ، وترجم له ابن عساكر في تاريخه) ابن حسين المنتوف (وبخط السيد مرتضى الزبيدي: المفتون) ابن أحمد صاحب الشام ابن إسماعيل الثاني ابن محمد بن الإمام إسماعيل الأعرج ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب.

هذا وقد قرَّظ المغفور له الأمير عبد القادر الحسني الجزائري تفسيرَ العالِم السيد محمود الحمزاوي مفتي الشام بأبيات، فقال:

سرِّح سوادك والطروس سماء
ما للسماك لدى العروس علاء
حمدًا لمُلهم أوحد العلماء محـ
ـمود علومًا ما لها إحصاء
هو أعلمُ العلماء واحدُ عصرِه
هو طَود سرِّ هدى له إهداء

وأرسل سمو الأمير عبد القادر الجزائري أبياتًا مع هدية، قال:

تفضَّلْ بالقبول لها فإني
أرى الدنيا جميعًا دون قدْرِك
لأنك بضعةُ المختار صرفًا
ففخر الخلق طرًّا دون فخرِك

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤