أحمد عبد الغني عابدين

١٢٣٨–١٣٠٧ﻫ

هو العلَّامة أحمد عبد الغني عمر المشهور كأسلافه بعابدين، وبقية نسبه في ترجمة العلَّامة محمد علاء الدين عابدين، وقفتُ له على ترجمة كتبها ولدُه مفتي الشام الشيخ محمد أبو الخير عابدين، نصُّها:

هو العلَّامة الفقيه الصوفي الزاهد العابد المحدث أحمد بن عبد الغني عابدين، كان رحمه الله تعالى حنفيَّ المذهب، مشتغلًا بالعلم، يقرأ الدرس للطلبة في داره وأحيانًا في جامع الورد، قرأ النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان مع ابن عمِّه السيد علاء الدين عابدين، وأخذ الفقه والحديث عن عمِّه السيد محمد أمين عابدين، وعن فقيه الشام وعالِمها الشيخ هاشم الناجي، وأجازه الشيخ عبد الرحمن الكزبري، وسمع هو وابنُ عمه الكتبَ الستة من شيخ الشيوخ الشيخ سعيد الحلبي، وكانا صغيرين، وكان يُحضرهما ويُقعدهما في شباك حجرته، وحصل لهما إجازة كسائر الحاضرين، وأخذ التوحيد والتفسير عن المنلا أبي بكر الكلالي المفسر عن شيخه الشيخ محمد الخطي، وله إجازات عديدة من علماء عاملين، وأئمة معتبرين، منهم: الشيخ داود بن سليمان البغدادي، والشيخ عمر الآمدي عن الشيخ محمد الكزبري، وكان يسلك في الطريقة النقشبندية، أخذَها عن الشيخ محمد الخاني، ثم في الطريقة الخلوتية عن القطب الرباني الشيخ محمد المهدي المغربي الزواوي.

وله مؤلفات تنيف على العشرين، منها: كتاب في الطهارة والأنجاس، وشرح قصة المولد الشريف لابن حجر المكي في عشرين كراسًا، وشرح علم الحال، وشرح العقيدة الإسلامية ومتنها للسيد محمود الحمزاوي، ورسالة بتبرئة الشيخ الأكبر مما نُسب إليه من القول بالحلول والاتحاد، ورسالة في إهداء ثواب الأعمال للنبي والمؤمنين ردًّا على من قال: إن النبي صلى الله تعالى عليه منتهٍ في درجات الكمال فلا يقبل الزيادة، ورسالة في زواج النبي بالسيدة زينب رضي الله عنها، وشرح حديث ابن عباس: «احفظ الله يحفظك» الحديث، ورسالة في قوله عليه الصلاة والسلام: «السعيد سعيد في بطن أُمه»، ورسالة في «الكبائر»، ونسبه الشريف متصل بالسيد السبط عليه الرضوان، وكانت ولادتُه سنة ١٢٣٨ﻫ، ووفاته في ٢٦ ربيع الثاني سنة ١٣٠٧ﻫ، ودُفن في تربة باب الصغير بدمشق في جوار عمِّه السيد محمد وجده السيد عمر عابدين، رحم الله الجميع رحمة واسعة، وأعاد علينا من بركاتهم، آمين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤