الدرس الثامن

تقسيم العمل والتخصص

ستتعلم في هذا الدرس

  • تعريف كل من تقسيم العمل (التخصص)، وإنتاجية العمالة.

  • مزايا تقسيم العمل.

  • مبدأ الميزة النسبية.

(١) تقسيم العمل والتخصص

في الدرس السابق علمنا أن استخدام التبادل غير المباشر يوسع نطاق عمليات التبادل المفيدة إلى حد بعيد، لا سيما عندما ينتهي ذلك بالنتيجة المنطقية المتمثلة في استخدام النقود. لكن الاقتصاد النقدي لا يسهل إعادة ترتيب السلع الموجودة بالفعل فحسب، بل إن إحدى فوائده الرئيسية تشجيع «تقسيم العمل»، بما يعني أن الأفراد يتخصصون في مهام مختلفة بغرض إنتاج السلع في المقام الأول.

بعبارة أخرى، افترضنا في الدرس السابق أن هناك شخصًا يسمَّى «جزارًا» يقضي وقته في إعداد اللحوم وبيعها، وآخر «إسكافي» يقضي يومه في بيع الأحذية وتصليح البالي منها. لكننا هكذا نعكس ترتيب الأشياء، لأنه من دون التبادل غير المباشر وبخاصة من دون استخدام النقود، تصير خيارات التبادل محدودة للغاية، حتى إن الجميع سيُضطرون إلى تحقيق قدر كبير من الاكتفاء الذاتي. أي لو أن المجتمع يقتصر في تعاملاته على التبادل المباشر، لما تحمَّل أي من أفراده أن يعمل إسكافيًّا، إذ ربما يصاب بالإسقربوط إذا ظل بضعة أشهر لا يصلح أحذية شخص لديه خضراوات.

رأينا من قبل أن استخدام النقود يمكننا من التغلب على هذا القيد. يمكن تنظيم سلاسل الإنتاج والتداول بالغة التعقيد ما دام بإمكان الباعة في كل خطوة التنازل عن بضاعتهم مقابل النقود، ثم البحث عن أقل الأسعار في دورهم كمشترين. يستطيع الإسكافي شراء الخدمات والسلع من عشرات المهنيين الآخرين، على الرغم من أن بعضًا منهم قد لا يكون بحاجة لخدمات الإسكافي. الواقع أن استخدام النقود يتيح للإسكافي أن يسدي «خدمة» إلى طرف ثالث (وليكن طبيب أسنان على سبيل المثال) الذي يسدي بدوره «خدمة» إلى الجزار (بأن يعالج أسنانه) ثم يسدي الجزار «خدمة» هو الآخر إلى الإسكافي (بأن يبيعه بعض اللحم). ولا يمكن حدوث «تبادل الخدمات» المتداخل هذا إلا من خلال استخدام النقود، وهو ما يدفع الأفراد إلى «تقسيم العمل» الذي ينبغي القيام به، ويسمح للأفراد بالتخصص في مهام بعينها.

وللتعرف على مدى أهمية تقسيم العمل تخيل عالمًا يخلو منه. فبدلًا من أن يتخصص الأفراد في مهن مختلفة، بحيث ينتجون أكثر بكثير مما يحتاجون إليه من السلع، سنجدهم يحاولون سد احتياجاتهم بالاعتماد على أنفسهم. فكل شخص (أو كل أسرة على الأقل) سيزرع طعامه، ويحيك ثيابه، ويصنع أثاث منزله، ويعالج الأمراض التي قد تصيب جسمه وأسنانه … إلخ. من الواضح أن معظم السكان في عالم كهذا سيموتون في غضون شهر أو شهرين، أما البقية القليلة الناجية فستعيش حياة بدائية، لا سيما بعد أن تبلى أدواتهم وتتعطل ماكيناتهم وينفد مخزونهم من الوقود.

لِمَ قد تنهار الحضارة الحديثة دون تقسيم العمل؟ الإجابة الفورية هي أن إنتاجية العمالة ستنخفض انخفاضًا حادًّا. تذكر أن روبنسون كروزو — في وحدته على الجزيرة — كان قادرًا على تحسين موقفه وعلى أن يحيا حياة يعتبرها أكثر إرضاءً من خلال استخدام عمله في تغيير بيئته المحيطة. ورأينا أنه استطاع من خلال الادخار والاستثمار (ليصنع عصا خشبية من أغصان الأشجار) أن يرفع إنتاجية عمله، أي استطاع زيادة عدد ثمار الجوز التي يحصل عليها في ساعة العمل الواحدة.

لكن الادخار والاستثمار ليسا سوى طريقة لزيادة إنتاجية العمالة. وتقسيم العمل طريقة أخرى لتحقيق ذلك، حيث يُقسَّم العمل إلى أنواع مختلفة من المهام، ويتخصص الأفراد في أداء مهمة واحدة أو بضع مهام. وبدلًا من أن يضطر كل شخص إلى زراعة طعامه، وحياكة ثيابه، وعلاج أسنانه … إلخ، سيزرع بعض الأشخاص كل الطعام، ويعالج البعض الآخر كل مرضى الأسنان … إلخ. وفي مجتمعنا هناك مسميان لهاتين المجموعتين هما: المزارعون وأطباء الأسنان.

تزداد إنتاجية العمالة كثيرًا عندما «تُقسَّم» على هذا النحو. يمكن للأفراد إنتاج منتجات أكثر عندما يتخصص كل منهم في مهمة محددة، بدلًا من محاولة كل شخص أن ينتج جزءًا صغيرًا من كل عنصر في إجمالي المنتجات. فعندما يتخصص مجموعة أشخاص في الزراعة وآخرون في علاج الأسنان، سيؤدي ذلك إلى إنتاج مزيد من الطعام وعلاج كثير من مرضى الأسنان كل عام مقارنة بما كانت ستئول إليه الأمور دون تقسيم العمل. عندما يكون هناك إنتاج أكثر سيتمتع الجميع بقدر أكبر من الطعام والكساء وهكذا دواليك في ظل تقسيم العمل.

(٢) لماذا يزيد التخصص من إنتاجية العمالة؟

يتفق معظم الأفراد على أنه لو تعيَّن عليهم زرع ما يأكلونه، وحياكة ما يلبسونه … إلخ، لعاشوا في فقر مدقع. وعلى الرغم من أن هذا الاستنتاج منطقي، فمن المفيد توضيح بعض الأسباب التي تجعل التخصص سببًا في زيادة الإنتاجية إلى حد بعيد:
  • تقليل الوقت المهدر في الانتقال من مهمة إلى أخرى: تخيل ثلاثة أطفال ينظفون مائدة الطعام بعد الانتهاء من تناول العشاء. مما لا شك فيه أنهم سيتمكنون من إنجاز هذه المهمة على نحو أسرع إذا قاموا بتقسيم المهام فيما بينهم، لسبب بسيط وهو أنهم سيوفرون الوقت الذي يُهدر في المشي جيئة وذهابًا. فمثلًا يمكن أن يقوم أحدهم بوضع بقايا الطعام في حاوية القمامة ونقل الأطباق إلى حوض الغسيل. ويمكن أن يقوم الثاني بغسل الأطباق والثالث بتجفيفها. هذا التنظيم أكثر فاعلية بكثير — وأقل إهدارًا للوقت — مما لو تخلص كل طفل من بقايا الطعام من أحد الأطباق وحمله إلى الحوض وغسله ثم جففه ووضعه جانبًا. وينطبق المبدأ نفسه على كافة عمليات الإنتاج.
  • تعزيز الأتمتة: عندما نتولى مهمة معقدة ونقسمها إلى عناصر، فإن تقسيم العمل يعزز عملية الأتمتة (التشغيل الآلي). فلو زرع كل شخص طعامه في حديقة منزله، لما كانت هناك حاجة لاختراع الجرار الزراعي. حتى عندما نطبق هذا المبدأ على العمل داخل أي مصنع، نلاحظ أن الإنتاجية تزداد عندما يتخصص العمال في مهمة بعينها، لأنه سيكون من السهل عندها إدخال الماكينات والأدوات اللازمة لمساعدتهم.
  • ظهور وفورات الحجم: وهو مفهوم عام يشمل المبدأين السابقين. ففي كثير من عمليات الإنتاج توجد «وفورات حجم» حتى مستوى معين على الأقل من الإنتاج. وهذا المبدأ يعني أن مضاعفة مدخلات الإنتاج تؤدي إلى زيادة الإنتاج بأكثر من الضعف. على سبيل المثال: إذا تحول أحد الطهاة من إعداد مكرونة تكفي شخصًا واحدًا إلى إطعام خمسين شخصًا، فإن الوقت الذي يقضيه الطاهي في إعداد الصلصة وغلي الماء وما إلى ذلك لن يزداد خمسين مرة. وهذا المبدأ في حد ذاته يوضح السبب في أن شركاء السكن يتناوبون إعداد الطعام بدلًا من أن يعد كل واحد منهم طعامًا لنفسه فقط كل يوم. وهناك مثال آخر من الحياة اليومية على وفورات الحجم؛ فسواء أكنت تنوي تحضير فنجان واحد أو أربعة فناجين من القهوة، فعملية التحضير واحدة إلى حد بعيد، ولذلك كثيرًا ما يسأل البعض: «سأعد فنجانًا من القهوة؛ هل يريد أحدكم فنجانًا معي؟»
  • الاستعداد الفطري: حتى الآن أوضحت مبادئنا أنه حتى لو امتلأ العالم بأشخاص متطابقين، فسيظل للتخصص مزاياه. وفي العالم الواقعي لا يكون الأفراد متطابقين بالطبع. فبعضهم ماهر في الزراعة بطبعه أكثر من الآخرين، وهذه الميزة الطبيعية يمكن أن تتدخل فيها العوامل الجغرافية. فمثلًا، على الأرجح يستطيع فتى قوي من ولاية أيداهو زراعة قدر أكبر من البطاطس من صبي آخر مريض طريح الفراش في أيداهو أيضًا، لكن في نفس الوقت يستطيع فتى قوي من فلوريدا زراعة قدر أكبر من البرتقال عن ذلك الفتى القوي في أيداهو. وذلك الفتى المريض في أيداهو ربما كان يتمتع بمهارة لغوية فائقة مما يؤهله لأن يكون صحافيًّا أو روائيًّا على عكس الصبيين القويين الآخرين اللذين تؤهلهما قوتهما لأن يكونا مزارعين بارعين.
  • الاستعداد المكتسب: تتحصل المزايا الفعلية من وراء تقسيم العمل عندما يطور الأفراد مهاراتهم الفطرية بالتدريب والممارسة. فالشخص الذي طالما كان يتمتع بموهبة في حساب الأرقام عندما كان طالبًا في المدرسة، سيتميز إذا عمل بعد تخرجه من المدرسة الثانوية محاسبًا لدى إحدى الشركات عن طالب آخر طالما عانى صعوبة في دراسة الرياضيات. فإذا التحق الطالب البارع في الرياضيات بالجامعة وتخصص في دراسة المحاسبة، فسيبرز تفوقه أكثر بكثير. وأخيرًا، إذا تتبعنا هذا الشخص حتى بلوغه سن الخمسين — أي بعد قضاء ٢٨ عامًا من عمره في مهنة المحاسبة — فلا بد أن مهاراته ستكون أفضل بكثير؛ أي إن إنتاجية عمله ستزداد كثيرًا عن أي شخص آخر لا يملك خبرة مماثلة.

قائمة النقاط الواردة أعلاه ليست شاملة، بل توضح بعض الأسباب الرئيسية وراء زيادة إنتاجية العمل من خلال التخصص.

(٣) إثراء الجميع بالتركيز على الميزة النسبية

من المهم أن نؤكد على أن فوائد التخصص لا يمكن تحصيلها إلا عندما يستطيع الأفراد التبادل بعضهم مع بعض. فإذا ركز بعض الأشخاص على زراعة المواد الغذائية، بينما ركز البعض الآخر على بناء البيوت، فلن يكون لهذا الوضع فائدة إلا إذا أتيح للمزارعين بيع فائض محاصيلهم مقابل الحصول على فائض المنازل التي يبنيها البناءون، وإلا فسيتجمد المزارعون من برد العراء، وسيموت البناءون جوعًا. فمن دون القدرة على تداول السلع في المحيط الاقتصادي، لن يكون تحقيق طفرة في الناتج الإجمالي (الممكن من خلال تقسيم العمل) إلا انتصارًا أجوف.

من السهل تمامًا أن تلاحظ الفوائد المتبادلة لكل من التخصص وتبادل السلع بين فردين يعملان في مجالين مختلفين. على سبيل المثال: إذا كان جو بارعًا في زراعة القمح وحصاده، بينما بيل متخصص في حياكة السراويل، فمن الواضح أن الاثنين سيحظيان بمستوى معيشي أفضل إذا ركز كل منهما على تخصصه.

مع ذلك وجد الاقتصاديون أن هذا المبدأ ينطبق حتى على حالات يكون فيها شخص واحد أعلى إنتاجية من كافة النواحي. وبلغة الاقتصاد يمكننا أن نقول إنه حتى لو كان لدى شخص واحد «ميزة مطلقة» على مستوى جميع خطوط الإنتاج، فإنه سيستفيد من «الميزة النسبية» التي يتمتع بها؛ أي المجال الذي يظهر فيه تفوقه على نحو نسبي.

كان مبدأ الميزة النسبية يستخدم في السابق لتوضيح فوائد التجارة الحرة في السلع بين دولتين، لكن يمكننا هنا تيسير الأمر بعرض مثال يضم شخصين في ظل اقتصاد نقدي. انظر الجدول التالي:

الوقت اللازم لأداء المهام في متجر ملابس.
ترتيب المتجر في نهاية اليوم إقناع الزبائن بالشراء
جون (عامل) ٦٠ دقيقة ١٢٠ دقيقة
مارشا (مالكة المتجر) ٣٠ دقيقة ١٥ دقيقة

في الجدول السابق نرى الوقت الذي يستغرقه أداء المهام في متجر ملابس يعمل فيه جون (عامل) ومارشا (صاحبة المتجر). وكما تبين الأرقام، فإن مارشا أفضل من جون سواء في البيع أو ترتيب المتجر في نهاية اليوم استعدادًا لليوم التالي.

ونظرًا لأن مارشا لديها ميزة مطلقة في البيع وفي ترتيب المتجر، فقد تظن في بادئ الأمر أن أفضل شيء تفعله هو أن تقسم يومها بين أداء المهمتين دون الاستعانة بجون. لكن هذا ليس صحيحًا. فعندما تستعين مارشا بجون ليركز على التخلص من القمامة وتنظيف الأرضيات … إلخ في نهاية كل يوم، ستتمكن هي من التركيز على ميزتها النسبية وهي إقناع الزبائن بالشراء. بعبارة أخرى يمكن لمارشا أن تسمح للزبائن بالبقاء في المتجر فترة أطول والتجول فيه (مما يزيد المبيعات) لأنها — في تلك الأثناء — ستترك مهمة ترتيب المكان لجون.

إذا كانت مارشا تدير عملها في ظل اقتصاد نقدي، فمن السهل عليها أن تقرر هل ينبغي تعيين مساعد لها (جون)، أم الأجدر بها أن تستغني عنه وتغلق المتجر في وقت مبكر ليتسنى لها ترتيب المكان بنفسها استعدادًا لليوم التالي. على سبيل المثال: سنفترض أن صافي ربح مارشا من عملية شراء من مشترٍ عادي ٢٠ دولارًا.١ ذلك يعني أن كل ١٥ دقيقة تقضيها مارشا في مساعدة الزبائن تعود عليها بمتوسط ٢٠ دولارًا. إذا اضطرت مارشا لغلق أبواب المتجر حتى تقضي آخر ٣٠ دقيقة كل يوم في تنظيف المكان، فإنها بذلك تخسر في المتوسط نحو ٤٠ دولارًا كان من الممكن أن تربحها من البيع في ذلك الوقت.

هل من فائدة وراء استعانة مارشا بجون الذي يهتم بخدمة التنظيف اللازمة للمتجر؟ هذا يعتمد على ما يتقاضاه جون مقابل خدماته. ما دام جون على استعداد لأن يتقاضى مبلغًا أقل من ٤٠ دولارًا مقابل تنظيف متجر مارشا نهاية كل يوم، فمن الأفضل أن تترك مارشا له هذه المهمة. ولأن جون ليس سوى شاب بلا مهارات مميزة، فسيرضى بالحصول على ١٥ دولارًا عن الساعة التي سيقضيها في ذلك العمل. نلاحظ من الأرقام الموجودة في الجدول أن هناك فوائد كبيرة من عملية التبادل الحاصلة بين جون ومارشا؛ جدير بمارشا أن تستعين بشخص ينظف المكان وأن تدفع له حتى ٤٠ دولارًا، بينما سيسعد جون بأداء هذه المهمة — التي تستغرق منه ساعة واحدة في اليوم — مقابل أي مبلغ يزيد على ١٥ دولارًا. فمع أي سعر في هذا النطاق ستعتبر مارشا وجون الصفقة مربحة.

أخيرًا، لاحظ أنه ليس من المعقول أن تستعين مارشا بجون في عملية البيع، أو أن يترك جون مهمة التنظيف ويعمل بالمبيعات. فلأن جون أسوأ في البيع من مارشا، فإنه يبيع قطعة كل ساعتين (١٢٠ دقيقة). وهذا يعني أنه لو حاول جون تقليد مارشا في البيع، لحقق صافي ربح قدره ٢٠ دولارًا كل ساعتين، أو لنقل ١٠ دولارات في الساعة الواحدة. وكما رأينا من قبل، بإمكان جون أن يربح أكثر من ذلك بكثير وهو يؤدي مهمة التنظيف.

أوضح مثالنا السابق مبدأ الميزة النسبية؛ فعلى الرغم من أن إنتاجية مارشا أعلى في ترتيب المتجر وإنهاء صفقات البيع، فإنها تستفيد من التعامل مع جون. تتمتع مارشا بميزة مطلقة في كلا المهمتين، لكنها تتمتع بميزة نسبية في البيع فقط. (ليس لدى جون ميزة مطلقة في أي من المهمتين، لكنه يتمتع بميزة نسبية في التنظيف.)

التخصص والتبادل يعودان بفيض من المنافع على كل الأطراف المشاركة فيهما، حتى وإن كان أحد الأطراف أكثر تميزًا وقدرة من الآخرين. وكما سنرى في الدرس التاسع عشر ينطبق مبدأ الميزة النسبية على التجارة الدولية تمامًا كما ينطبق على مارشا وجون. فدولة غنية ومنتجة كالولايات المتحدة تستفيد من التبادل التجاري مع دولة نامية كل عمَّالها أقل إنتاجية في جميع خطوط العمل والإنتاج.

خلاصة الدرس

  • من مزايا النقود أنها تتيح للأفراد التخصص في مهن مختلفة.

  • يعزز تقسيم العمل (التخصص) إنتاجية العمل بدرجة كبيرة. فالناتج الإجمالي يزداد عندما يركز بعض الأشخاص على زراعة الغذاء، ويركز آخرون على بناء البيوت، وآخرون على علاج المرضى … إلخ.

  • حتى الفرد الأعلى إنتاجية في جميع الأنشطة بإمكانه الاستفادة من الأفراد الذين ليسوا على قدر إنتاجيته. وحتى في هذه الحالة، ينبغي أن يركز الطرفان على المجالات التي يتمتعون فيها بتفوق نسبي (الميزة النسبية) وأن ينتفع كل منهما بناتج الآخر.

مصطلحات جديدة

  • تقسيم العمل/التخصص: نظام يؤدي فيه كل فرد من الأفراد مهمة واحدة أو بضع مهام، ثم يتبادلون فيما بينهم للحصول على الأشياء التي ينتجها الآخرون.
  • إنتاجية العمالة: مقدار الإنتاج الذي ينتجه العامل في فترة زمنية محددة.
  • وفورات الحجم: حالة يزداد فيها الإنتاج بنسبة تفوق زيادة مدخلات الإنتاج. على سبيل المثال: تحدث وفورات الحجم إذا نتج عن مضاعفة مدخلات الإنتاج مرتين فحسب تضاعف المخرجات ثلاث مرات.
  • الميزة المطلقة: تحدث عندما يستطيع شخص ما إنتاج وحدات أكثر في الساعة عند أدائه مهمة معينة إذا ما قورن بشخص آخر.
  • الميزة النسبية: تحدث عندما يتمتع شخص بتفوق نسبي في عمل معين بالنظر إلى كافة الأعمال الأخرى. (قد يتمتع جيم بميزة نسبية في مهمة بعينها، حتى وإن كانت ماري تتمتع بالميزة المطلقة، لأن ماري قد تتمتع بميزة مطلقة «أكبر» في مهمة أخرى.)

أسئلة الدرس

(١) ما العلاقة بين التخصص وإنتاجية العمالة؟
(٢) إذا امتلأ العالم بأشخاص متطابقين، هل سيظل التخصص مفيدًا؟
(٣) ما أهمية التبادل التجاري بالنسبة لتقسيم العمل؟
(٤) اشرح العبارة التالية: «تتضح مكاسب التبادل التجاري في حالة الميزة المطلقة، لكنها قد تكون غير واضحة تمامًا في حالة الميزة النسبية.
(٥) ما الذي يجعل مارشا صاحبة المتجر على استعداد لدفع ما يصل إلى ٤٠ دولارًا مقابل الاستعانة بشخص ينظف المتجر في نهاية اليوم؟

هوامش

(١) على سبيل المثال: قد تبيع مارشا ملابس بقيمة ٥٠ دولارًا بسعر التجزئة، لكنها في المقابل أنفقت ٣٠ دولارًا على هذه الملابس في شرائها بسعر الجملة الأصلي وأيضًا التكاليف العامة من استئجار المتجر، ودفع فاتورة الكهرباء، وغيرها. ويمكنك التعرف في كتاب متقدم عن هذا على الطرق الدقيقة التي تتبعها الشركات في التعامل مع النفقات المختلفة وحساب العائدات من عملية بيع محددة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤