الفصل الثامن

جَوْلَةٌ فِي الْبَلْدَةِ

عِنْدَمَا فَتَحَتْ هايدي عَيْنَيْهَا فِي الْيَوْمِ التَّالِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ أَيْنَ هِيَ. وَعِنْدَمَا نَظَرَتْ حَوْلَهَا فِي الْغُرْفَةِ تَذَكَّرَتْ كُلَّ مَا حَدَثَ فِي الْأَيَّامِ الْقَلِيلَةِ الْمَاضِيَةِ. فَقَفَزَتْ مِنْ عَلَى الْفِرَاشِ، وَارْتَدَتْ مَلَابِسَهَا وَرَكَضَتْ إِلَى النَّافِذَةِ. كَانَتْ هايدي مُتَشَوِّقَةً إِلَى رُؤْيَةِ السَّمَاءِ وَالْبَلَدِ فِي الْخَارِجِ، وَلَكِنَّ السَّتَائِرَ كَانَتْ ثَقِيلَةً جِدًّا فَلَمْ تَسْتَطِعْ تَنْحِيَتَهَا جَانِبًا. عِوَضًا عَنْ ذَلِك، زَحَفَتْ تَحْتَهَا لِتَصِلَ إِلَى النَّافِذَةِ. وَلَكِنْ عِنْدَمَا وَصَلَتْ هُنَاكَ، اكْتَشَفَتْ أَنَّ الزُّجَاجَ عَالٍ جِدًّا. لَمْ تَسْتَطِعْ سِوَى أَنْ تَرْفَعَ رَأْسَهَا فَوْقَ حَافَّةِ النَّافِذَةِ لِتُلْقِيَ نَظْرَةً عَلَى الْخَارِجِ، وَلَمْ تَتَمَكَّنْ مِنْ رُؤْيَةِ مَا أَرَادَتْ. رَكَضَتْ مِنْ نَافِذَةٍ إِلَى أُخْرَى، وَوَجَدَتْ نَفْسَ الْمُشْكِلَةِ مَعَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَشَعَرَتْ كَعُصْفُورٍ مَحْبُوسٍ فِي قَفَصٍ.

فَجْأَةً، سَمِعَتْ هايدي شَخْصًا يُنَادِي: «الْفَطُورُ جَاهِزٌ!» تَرَكَتِ النَّافِذَةَ وَانْضَمَّتْ إِلَى كلارا فِي غُرْفَةِ الطَّعَامِ. تَنَاوَلَتْ هايدي طَعَامَهَا بِطَرِيقَةٍ مُمْتَازَةٍ. ثُمَّ عِنْدَمَا لَمْ تَكُنِ السَّيِّدَةُ روتينماير تَنْظُرُ، دَسَّتْ لُفَافَةَ الْخُبْزِ الْأَبْيَضِ فِي جَيْبِ مِئْزَرِهَا بِسُرْعَةٍ. عِنْدَمَا انْتَهَتِ الْوَجْبَةُ، رَكَضَتْ إِلَى الْأَعْلَى لِغُرْفَتِهَا وَوَضَعَتْهَا فِي الْخِزَانَةِ لِتَأْخُذَهَا لِلْجَدَّةِ. فَكَّرَتْ هايدي فِي الْيَوْمِ الَّذِي سَتَتَمَكَّنُ فِيهِ مِنْ إِعْطَاءِ هَذَا الرَّغِيفِ اللَّذِيذِ لِلْجَدَّةِ. فِي الْوَقْتِ الرَّاهِنِ، سَتُحَاوِلُ هايدي أَنْ تَنْسَى الْأَفْكَارَ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالْجَدَّةِ، لِأَنَّهَا إِذَا لَمْ تَفْعَلْ، فَسَتَجْعَلُهَا حَزِينَةً جِدًّا. بَعْدَ إِلْقَاءِ نَظْرَةٍ أَخِيرَةٍ عَلَى الرَّغِيفِ، أَغْلَقَتْ بَابَ الْخِزَانَةِ وَانْضَمَّتْ إِلَى كلارا فِي غُرْفَةِ الْمَعِيشَةِ.

بِمُجَرَّدِ أَنْ أَصْبَحَتِ الطِّفْلَتَانِ بِمُفْرَدِهِمَا، سَأَلَتْ هايدي كلارا عَنِ النَّوَافِذِ.

– «أُوه، يَجِبُ أَنْ تَفْتَحِي النَّوَافِذَ لِكَيْ تَنْظُرِي لِلْخَارِجِ. وَلَكِنْ يَصْعُبُ فَتْحُهَا. اطْلُبِي مِنْ سيباستيان أَنْ يَفْتَحَهَا لَكِ بَعْدَ دُرُوسِنَا.»

•••

عِنْدَمَا انْتَهَتْ دُرُوسُهُمَا، كَانَ عَلَى كلارا أَنْ تَسْتَرِيحَ فِي فَتْرَةِ مَا بَعْدَ الظَّهِيرَةِ. كَانَ هَذَا وَقْتَ رَاحَةِ السَّيِّدَةِ روتينماير أَيْضًا؛ لِذَا كَانَتْ هايدي حُرَّةً لِتَفْعَلَ مَا تَشَاءُ. وَكَانَ أَوَّلُ مَا فَعَلَتْهُ هايدي هُوَ الْبَحْثُ عَنْ سيباستيان وَجَعْلُهُ يَفْتَحُ لَهَا نَافِذَةً.

صَعِدَتْ هايدي فَوْقَ مِسْنَدِ الْقَدَمَيْنِ. أَخِيرًا كَانَتْ سَتَرَى مَا كَانَتْ تَتُوقُ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهَا عِنْدَمَا نَظَرَتْ إِلَى الْخَارِجِ، وَجَدَتْ مَنْظَرًا مُخَيِّبًا لِلْآمَالِ.

قَالَتْ فِي حُزْنٍ: «مَاذَا؟! لَا يُوجَدُ شَيْءٌ فِي الْخَارِجِ سِوَى طُرُقٍ حَجَرِيَّةٍ. مَاذَا سَأَرَى إِذَا ذَهَبْتُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ مِنَ الْمَنْزِلِ يَا سيباستيان؟»

قَالَ الرَّجُلُ: «نَفْسَ الشَّيْءِ.»

سَأَلَتْ هايدي: «وَلَكِنْ إِلَى أَيْنَ يُمْكِنُنِي الذَّهَابُ لِكَيْ أَرَى الْوَادِيَ كُلَّهُ؟»

– «يَجِبُ أَنْ تَصْعَدِي إِلَى قِمَّةِ بُرْجٍ عَالٍ، مِثْلِ ذَلِك الْبُرْجِ هُنَاكَ ذِي الْكُرَةِ الذَّهَبِيَّةِ فَوْقَهُ. مِنْ هُنَاكَ يُمْكِنُكِ رُؤْيَةُ كُلِّ شَيْءٍ.»

نَزَلَتْ هايدي مِنْ عَلَى مِسْنَدِ الْقَدَمَيْنِ وَرَكَضَتْ إِلَى الشَّارِعِ بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُهَا، وَلَكِنَّ الْأُمُورَ لَمْ تَكُنْ بِالسُّهُولَةِ الَّتِي اعْتَقَدَتْهَا. بَدَا الْبُرْجُ قَرِيبًا جِدًّا مِنَ النَّافِذَةِ. وَلَكِنِ الْآنَ لَمْ تَسْتَطِعْ حَتَّى أَنْ تُحَدِّدَ فِي أَيِّ اتِّجَاهٍ كَانَ. سَارَتْ بِبُطْءٍ عَبْرَ الطُّرُقَاتِ، تَمُرُّ بِجَانِبِ أَشْخَاصٍ يَبْدُونَ جَمِيعًا فِي عَجَلَةٍ لِلْوُصُولِ إِلَى مَكَانٍ مَا. فَجْأَةً رَأَتْ صَبِيًّا يَقِفُ بِالْقُرْبِ مِنْهَا. كَانَ يَحْمِلُ أُرْغُنًا يَدَوِيًّا عَلَى ظَهْرِهِ وَيَحْمِلُ سُلَحْفَاةً صَغِيرَةً فِي يَدِهِ. جَرَتْ هايدي نَحْوَهُ وَقَالَتْ: «أَيْنَ الْبُرْجُ ذُو الْكُرَةِ الذَّهَبِيَّةِ؟»

– «سَآخُذُكِ إِلَى هُنَاكِ نَظِيرَ أَرْبَعَةِ بِنْسَاتٍ.»

وَعَدَتْ هايدي أَنَّهَا سَتُحْضِرُ الْمَالَ مِنْ كلارا لَاحِقًا. بَدَا أَنَّ الصَّبِيَّ يَثِقُ بِهَا وَأَرَاهَا جَمِيعَ أَنْحَاءِ الْبَلْدَةِ. وَأَخِيرًا وَصَلَا إِلَى الْبُرْجِ. قَرَعَا جَرَسَ الِاسْتِدْعَاءِ وَظَهَرَ رَجُلٌ عَجُوزٌ فِي الْمَدْخَلِ. فِي الْبِدَايَةِ ظَنَّ أَنَّ هايدي صَغِيرَةٌ جِدًّا لِلِاهْتِمَامِ بِهَا، وَلَكِنَّ عَيْنَيِ الطِّفْلَةِ الْمُتَوَسِّلَتَيْنِ أَقْنَعَتَاهُ بِأَنْ يَأْخُذَهَا إِلَى أَعْلَى الْبُرْجِ. تَمَسَّكَتْ هايدي بِيَدِ الرَّجُلِ الْعَجُوزِ وَصَعِدَتِ السَّلَالِمَ الْكَثِيرَةَ. وَعِنْدَمَا وَصَلَا لِلْقِمَّةِ، رَفَعَهَا الرَّجُلُ الْعَجُوزُ لِكَيْ تَسْتَطِيعَ النَّظَرَ إِلَى الْخَارِجِ عَبْرَ النَّافِذَةِ الْمَفْتُوحَةِ.

رَأَتْ هايدي تَحْتَهَا عَدَدًا هَائِلًا مِنَ الْأَسْقُفِ وَالْأَبْرَاجِ وَالْمَدَاخِنِ. سَحَبَتْ رَأْسَهَا لِلْخَلْفِ وَقَالَتْ فِي صَوْتٍ خَافِتٍ: «لَيْسَ هَذَا مَا كُنْتُ أَظُنُّ عَلَى الْإِطْلَاقِ.»

أَنْزَلَ الرَّجُلُ هايدي لِلْأَرْضِ وَقَادَهَا عَبْرَ الدَّرَجِ الضَّيِّقِ إِلَى أَسْفَلَ. وَبَيْنَمَا كَانَا يَتَّجِهَانِ نَحْوَ غُرْفَةِ الْحَارِسِ، سَمِعَتْ هايدي مُوَاءً عَالِيًا.

تَوَقَّفَتِ الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ وَنَظَرَتْ حَوْلَهَا فِي هَذِهِ الْمِسَاحَةِ الصَّغِيرَةِ.

عِنْدَمَا رَأَى الْعَجُوزُ هايدي مُهْتَمَّةً بِهَذَا الشَّكْلِ، أَشَارَ لَهَا نَحْوَ سَلَّةٍ.

ظَلَّتْ تَقُولُ: «أُوه، كَمْ هِيَ لَطِيفَةٌ، يَا لَهَا مِنْ قِطَطٍ جَمِيلَةٍ!»

سَأَلَ الرَّجُلُ الْعَجُوزُ: «هَلْ تَوَدِّينَ الْحُصُولَ عَلَى وَاحِدَةٍ؟»

– «أَحْتَفِظُ بِهَا؟»

– «نَعَمْ، بِالطَّبْعِ. أَكْثَرَ مِنْ وَاحِدَةٍ إِذَا أَحْبَبْتِ. فِي الْحَقِيقَةِ، يُمْكِنُكِ أَخْذُهَا كُلِّهَا إِذَا أَرَدْتِ.»

ابْتَسَمَتْ هايدي وَهِيَ تُفَكِّرُ فِي السَّعَادَةِ الَّتِي سَتَجْلِبُهَا الْقِطَطُ لِكلارا: «هَلْ يُمْكِنُنِي أَخْذُ اثْنَيْنِ الْيَوْمَ وَالْبَاقِي لَاحِقًا؟»

رَدَّ الرَّجُلُ ضَاحِكًا: «بِالطَّبْعِ، بَلْ إِنِّي سَأُحْضِرُهَا لَكِ بِنَفْسِي!»

أَشَارَتْ هايدي إِلَى حَيْثُ تَعِيشُ. ثُمَّ قَضَتِ الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ دَقِيقَةً أَوْ أَكْثَرَ فِي اخْتِيَارِ الْقِطَّتَيْنِ اللَّتَيْنِ سَتَذْهَبَانِ مَعَهَا. وَضَعَتْهُمَا فِي جُيُوبِهَا ثُمَّ رَكَضَتْ نَازِلَةً دَرَجَاتِ السُّلَّمِ الْمُتَبَقِّيَةَ لِتَصِلَ إِلَى الصَّبِيِّ الْمُنْتَظِرِ فِي الشَّارِعِ.

قَالَ الصَّبِيُّ: «أَرْبَعَةَ بِنْسَاتٍ لِأُعِيدَكِ؟»

أَوْمَأَتْ هايدي بِرَأْسِهَا وَتَبِعَتْهُ لِمَنْزِلِهَا. كَانَ سيباستيان يَنْتَظِرُ لَدَى الْبَابِ.

– «أَسْرِعِي! أَسْرِعِي يَا آنِسَتِيَ الصَّغيِرَةَ! اذْهَبِي فَوْرًا إِلَى غُرْفَةِ الطَّعَامِ. السَّيِّدَةُ روتينماير فِي انْتِظَارِكِ.»

انْطَلَقَتْ هايدي عَبْرَ الْبَابِ وَأَغْلَقَهُ سيباستيان خَلْفَهَا، تَارِكًا الصَّبِيَّ وَاقِفًا عَلَى الدَّرَجِ.

دَلَفَتْ هايدي إِلَى الْغُرْفَةِ وَاسْتَمَعَتْ إِلَى تَعْنِيفِ السَّيِّدَةِ روتينماير. وَعِنْدَمَا انْتَهَتْ مِنْ تَعْنِيفِهَا، سَأَلَتْ هايدي عَمَّا لَدَيْهَا لِتُدَافِعَ بِهِ عَنْ نَفْسِهَا.

«مِيَاوْ.» هَكَذَا جَاءَتِ الْإِجَابَةُ.

قَفَزَتِ السَّيِّدَةُ الْعَجُوزُ وَاقِفَةً فِي غَضَبٍ. «أديلهايد، مَاذَا قُلْتِ؟»

قَالَتْ هايدي: «لَمْ أَقُلْ …» لَكِنْ قَاطَعَهَا صَوْتُ الْمُوَاءِ، «مِيَاوْ! مِيَاوْ!»

كَانَ سيباستيان يَجِدُ صُعُوبَةً فِي كَتْمِ الضَّحِكِ وَكَادَ يُسْقِطُ الْأَطْبَاقَ. سَارَتِ السَّيِّدَةُ روتينماير بِهُدُوءٍ إِلَى هايدي لِتَرَى مَا الَّذِي أَصْدَرَ هَذَا الصَّوْتَ.

صَاحَتْ ذُعْرًا: «قِطَطٌ صَغِيرَةٌ! سيباستيان! تينيت! أَخْرِجَا هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الصَّغِيرَةَ الْبَغِيضَةَ مِنْ هُنَا! خُذَاهَا بَعِيدًا!» وَبِهَذِهِ الْجُمْلَةِ، اسْتَدَارَتْ وَذَهَبَتْ لِغُرْفَةِ الْمَعِيشَةِ.

قَفَزَتْ هايدي وَاقِفَةً وَرَكَضَتْ إِلَى حَيْثُ جَلَسَتْ كلارا. أَخَذَتِ الْقِطَّتَيْنِ مِنْ جُيُوبِهَا وَوَضَعَتْهُمَا عَلَى حِجْرِ الْفَتَاةِ.

صَرَخَتْ كلارا مَرَحًا وَهِيَ تَضُمُّ الْقِطَّتَيْنِ الصَّغِيرَتَيْنِ إِلَى صَدْرِهَا: «هايدي، أَيْنَ وَجَدْتِ هَاتَيْنِ الصَّغِيرَتَيْنِ اللَّطِيفَتَيْنِ؟»

لَكِنَّ هايدي كَانَتْ مَشْغُولَةً فِي مُطَارَدَةِ الْقِطَّتَيْنِ الْمُنْدَفِعَتَيْنِ فَلَمْ تُجِبْ. غَطَّتْ ضَحِكَاتُهَا عَلَى أَوَامِرِ السَّيِّدَةِ روتينماير مِنَ الْغُرْفَةِ الْمُجَاوِرَةِ. إِلَّا أَنَّ كلارا سَمِعَتِ الصَّرْخَةَ الْمُسْتَاءَةَ الَّتِي تَعَالَتْ مِنَ الْغُرْفَةِ الْمُجَاوِرَةِ وَعَلِمَتْ أَنَّ السَّيِّدَةَ سَتَفْعَلُ مَا بِوُسْعِهَا لِتُخَلِّصَ الْمَنْزِلَ مِنْ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ.

تَوَسَّلَتْ كلارا: «مِنْ فَضْلِكَ يَا سيباستيان جِدْ مَكَانًا لِتُخَبِّئَهُمَا مِنْ أَجْلِنَا. يَجِبُ أَنْ نَحْتَفِظَ بِهِمَا!» وَتَمَسَّكَتْ بِقِطَّةٍ بَيْضَاءَ صَغِيرَةٍ جَمِيلَةٍ ذَاتِ ذَيْلٍ أَسْوَدِ الطَّرَفِ.

أَجَابَ سيباستيان بِابْتِسَامَةٍ: «سَأَعْمَلُ عَلَى ذَلِك. سَأَضْعُهُمَا فِي مَكَانٍ لَا تَذْهَبُ لَهُ السَّيِّدَةُ عَلَى الْأَرْجَحِ.»

وَهَكَذَا ذَهَبَتْ هايدي وَكلارا إِلَى النَّوْمِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَهُمَا تَعْلَمَانِ أَنَّ الْقِطَطَ بِأَمَانٍ وَدِفْءٍ فِي فِرَاشٍ مُرِيحٍ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤