ملاحظة على اللغات المستخدَمة

يتناول الكتاب لغتين مستخدمتين من قِبَل التراث الهندي، وهما: اللغة السنسكريتية واللغة الباليَّة. وكما هو موضح في الفصول الأولى، بدأ التراث عندما هاجر أناس أطلقوا على أنفسهم اسم الآريِّين من وسط أوراسيا إلى شمال الهند، عن طريق باكستان الحالية، منذ مئات السنوات قبل الميلاد، وكانت اللغة التي استخدموها في حفظ ممارساتهم الشعائرية هي السنسكريتية، وقد نُظِّمت هذه اللغة في وقت لاحقٍ في شكلها «الكلاسيكي» على يدِ نحويٍّ يُدعى بانيني (انظر الفصل الرابع). وتُعرف اللغة السنسكريتية في تاريخ اللغات باللغة «الهندو-آرية القديمة»، وهي اللغة المدوَّن بها معظم المواد الفلسفية الهندية. وبمرور الوقت ظهرت — بالإضافة إلى السنسكريتية الكلاسيكية — صورٌ أخرى متنوعة وأكثر شيوعًا من اللغة، وتُعرف حاليًّا إجمالًا باسم اللغات «الهندو-آرية الوسطى». وإحدى هذه اللغات هي اللغة البالية، وهي اللغة المحفوظ بها كثير من النصوص البوذية الأولية. ويتضح الارتباط الوثيق بين اللغتين في الكلمة السنسكريتية «دارما» التي ترادفها كلمة «دامَّا» في اللغة البالية، وكذلك كلمة «نيرفانا» التي تصبح «نيبَّانا» في اللغة البالية (أو نيرفانا كما تستخدم في الإنجليزية).

اللغة السنسكريتية واللغة البالية كلتاهما لغتان صوتيَّتان تعتمدان على الأبجدية نفسها، وهذه الأبجدية أطول إلى حدٍّ ما من الأبجدية الرومانية المعروفة، وكثير من الحروف الإضافية يُمثَّل بإضافةِ ما يُعرف باسم «علامات التشكيل»؛ فمثلًا بعض الحروف تختلف طريقة نطقها باختلاف علامة التشكيل، ونجد في بعض الأحيان أن الأعمال المترجمة تنقل هذه الكلمات وفقًا لصوت الحرف لا لشكله، ورغم ذلك فالنطق يصبح أكثر دقَّة في حالةِ وجودِ علاماتِ التشكيل؛ ولذلك اخترتُ استخدام الأبجدية السنسكريتية والبالية كاملةً في هذا الكتاب.

إنَّ التعوُّد على طريقة النطق يمكن أن يساعد في التغلُّب على الشعور بالغرابة الذي قد يراود المرء في البداية عند نطق هذه الكلمات.

إن التمرُّن على نطق الأمثلة القليلة التالية سوف يساعد في التعود على طريقة النطق، فجرِّب نطق الكلمات التالية:

ريشي، هيمالايا، دامَّا، سانسارا، ناجارجونا، بهارتريهاري، أنفيكشيكي، أتمان، ميمانسا، دارشانا، موكشا، فايشيشيكا، شانكارا، سانكايا، فيشيشتا أدفايتا فيدانتا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤