كلمة

بقلم  سليم قبعين

عني المستشرقون والمستعربون الغربيون بجمع شتات اللغة العربية وأوابدها وتاريخها الحافل، فلم يدعوا شاردة ولا واردة إلا زفوها بثوب قشيب نسجت خيوطه من الأبحاث الدقيقة والتنقيب المتواصل. ووجهوا التفاتهم إلى أقطاب العلم عندنا، وذكروا سير حياتهم وأقوالهم وما فيها من عبر وعظات بالغة.

وقد رأت الأمم التي تبوأت أريكة العلم أن من دواعي فخرها ومجدها وسؤددها إحياء ذكرى رجالها الغابرين الذين مثلوا أدوارًا هامة في الحياة الاجتماعية — على اختلاف منازعها ومراميها — فوضعوا كتبًا قيمة سردوا فيها سير أولئك الأمجاد الذين تركوا لهم أسمى ذكر في التاريخ.

وكان الأولى بنا نحن سلالة أبناء يعرب وقحطان أن ننسج على هذا المنوال، ونجمع سير رجالنا العظام وأقوالهم الحكيمة ونزفها لأبناء هذا العصر ليعتبروا بعبرها ويقفوا على ما كان عليه أسلافهم من المجد والعلم والبطولة. وقد رأينا أن نسد هذا الفراغ فطلبنا إلى حضرة الكاتب اللوذعي الأستاذ كامل أفندي كيلاني المتخصص بالأدب العربي أن يجمع لنا طائفة طيبة من تاريخ أعيان العرب ومصارعهم.

•••

ومن عرف كامل أفندي كيلاني وطالع كتبه المختلفة، كالأدب الأندلسي ورسالة الغفران ومصارع الخلفاء، وديوان ابن الرومي، ومختار القصص وقصص الأطفال وغيرها، يثق بأن مجموعته ستكون أنفس مجموعة من نوعها من حيث الدقة وحسن الأسلوب وروعة البيان.

ولعلنا نقوم بذلك ببعض الواجب المطلوب منا للأدب العربي وللشرق والشرقيين وهذا حسبنا وكفى.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤