غير أن التراب ظل ترابًا

حدِّثاني إن كنتما تعلمانِ
أَصَحَا الكون أيها السائلان
حدِّثاني، أثاب من فلوات التـ
ـيه عقل الإنسان للإنسان
حدِّثاني، وأمِّلاني، فقد كا
د يضيع الوطيد من إيماني

•••

أخذ الله حفنة من تراب
وحباها بمنطق وبيان
جعل الكائنات طوع يديها
وقياد الطوارق الحدثان
إن تشأ ينصع الجماد، وإن تأ
مر يقم في ركابها القمران
غير أن التراب ظل ترابًا
من هوانٍ مسيره لهوان
زعزع الأرض بعد أن رفع الفكـ
ـر بناءً موطَّد الأركان
فإذا بالحمام يعصف، والبنـ
ـيان يهوي تحت اللظى والدخان
وإذا الفكر سيِّد الكون مسخ
واهن العزم كاذب اللمعان
ما له، ويحه! وقد طغت الأهـ
ـواء في دفع ما يهاب يدان

•••

يا أبا الخير، ساء ظنيَ بالنا
سِ أراهم والشر رأس عيان
يخطبون العلا وهم غرباء
وتصافيك دونهم وتداني
أنت كالدرة اليتيمة لا تد
خلْ أناسًا سواك بالحسبان
جبت ما جبت من دنى تَرِدُ العلـ
ـم، وتبني للبرِّ والإحسان
طيِّب القول والعبارة والفهـ
ـم أصيل التفكير حلو المعاني

•••

والذي دأبه التبصُّر والنقـ
ـب على العلم كان نعم الباني
يصل الفكر ناهدًا من ربى لبـ
ـنانَ بالفكر في سما اليونان
هذه آية الكمال، فأكرم
بسبيل الأوربِّ من لبنان!
بلدٌ أطلع الحضارات سمحا
ء، وشدَّ الشطآن بالشطآن
قال بالسعي قوله، فإذا البيـ
ـد عمار ونضرة ومغاني
وتهادى الشراع يستضحك اليم
ويسري على هدى الرحمن
يا أخا الفضل والمحامد، لولا
كَ وقوم من الكرام الهجان
عقدوا رأيهم على الخير حتى
هو منهم في ألف جزر مصان
لظنَنَّا الرجاء وجه مريب
وحسبنا الحياة فعلةَ جان

•••

أنت للناس بعد ربك، فَليَنْـ
ـعَمْ بك الناس منهلًا للحنان
كلما ألحف الشقاء عليهم
رحت تشقى شقاءهم وتعاني
طي أحشائهم جراحك، والآ
لام والدمع في عيون المهان

•••

إن يشح الزمان، أو يخفر العهـ
ـد ويجفو، فأنت فضل الزمان

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤