الفصل الثالث والعشرون

حامل الرسالة

حضر إيليا واشنطن إلى لندن طلبًا للاستشارة. ولولا كدمةٌ زرقاءُ تحت عينه اليمنى، لما ظهر عليه أيُّ أثر من تجربته المزعجة.

قاده ليون جونزاليس إلى البلدة، وفي طريقه، عبَّر الرجل الضخم عن آرائه بشأن لدغة الأفعى التي كانت مثيرةً للغاية بالنسبة إلى الرجل الذي يتولَّى القيادة. حيث قال: «لقد تبيَّن لي الأمرُ على هذا النحو: لا توجد أفعى على الإطلاق. ما يحدث هو أن هؤلاء الرجال قد استخرَجوا سمَّ الأفعى — وهذا أمرٌ سهل، من خلال جعْل ثعبانٍ سامٍّ يلدغ شيئًا ناعمًا — وسمَّموا سهمًا أو نبلة. لقد رأيتُ ذلك يحدث في أفريقيا، ولا سيما في مقاطعة إيتوري، وهو أمر شائع جدًّا في أمريكا الجنوبية. يقوم الرجل برميه أو إطلاقه، وحيث يقع السهم، يُصيب الهدف بسمِّ الأفعى مباشرة.»

قال ليون: «هذه نظرية ممتازة، ولكن … لم يُعثر على سهمٍ أو نبلة على الإطلاق. فقد كان ذلك أولَ شيء بحثَت عنه الشرطة في قضية سمسار البورصة. لقد فتَّشوا الأرضَ أيامًا. وكان ذلك نفسَ الشيء في حالة المتشرد وموظَّف البنك، ونفس الشيء في قضية باربرتون. سوف يلتصقُ السهم بعضَ الوقت وستجده في ملابس الرجل أو بالقرب من المكان الذي ضُرِبَ فيه. فكيف يمكنك تفسير ذلك؟».

اعترف السيد واشنطن بصراحةٍ أنه لا يستطيع تفسير ذلك على الإطلاق، فضحك ليون.

وقال: «يمكنني ذلك. في الواقع، أنا أعلم كيف يحدث ذلك تمامًا.»

شهق واشنطن مندهشًا: «يا إلهي!» وأضاف: «لماذا لا تُخبر الشرطة إذن؟»

قال ليون: «الشرطة تعرف … الآن». وتابع: «إنها ليست لدغة أفعى … إنه تسمُّم بالنيكوتين.»

سأل الرجل المذهول: «كيف ذلك؟» لكن ليون احتفظ بالمزحة لنفسه.

بعد استشارةٍ استمرَّت معظمَ الليل، أحضروا واشنطن من راث هول، وفي الطريق ألمح ليون بلطفٍ إلى أن الثلاثة لديهم مهمة من أجله، وأعرب عن أمله في قَبولها.

قال: «أنت رجلٌ صالح للغاية بحيث لا يمكن وضعك في موقفٍ خطيرٍ لا داعي له؛ وحتى لو لم تكن كذلك، فلن نُجازف بحياتك المباركة بهذه السهولة؛ لكن المهمة التي علينا أن نطلب منك القيامَ بها ليست مجردَ نزهة».

قال السيد واشنطن بانفعال مفاجئ: «اسمع! أنا لا أريد المزيد من الأفاعي — وخاصةً هذا النوع من الأفاعي! لقد عانيتُ من الألم كثيرًا في حياتي، لكن لا شيء مثل هذا! أعلم أنه كان سمَّ أفعى، لكني أودُّ أن أقابل ذلك المتلاعبَ الصغير الذي يصنع هذا النوع الذي أصابني، وربما أغيِّر رأيي بشأن القبض عليه — على قيد الحياة!».

وافق ليون بصمت، وفي اللحظات القليلة التالية كان يتجنَّب سيارةً على جانب الطريق، وعربة الخباز على الجانب الآخر، وامرأةً محبَطة كانت تسير بلا هدفٍ في الطريق، على ما يبدو أنه ليس لديها نيةٌ أخرى سوى محاولة الموت في سنٍّ مبكرة، تلك هي طريقة النساء المحبَطة.

قال السيد واشنطن، بينما انزلقت السيارة على طريق مشحم: «أووه!» وتابع: «لا أعرف ما إذا كنت سائقًا جيدًا أم أنك بطبيعتك تتمتَّع بحماية العناية الإلهية.»

قال ليون بينما يُحاول السيطرة على اتجاه السيارة في مسارها الطبيعي: «كلاهما». وأضاف: «كل السائقين الجيدين كذلك.»

ثم عاد ليُكمل حديثه:

«إنه سمُّ الأفعى فعلًا يا سيد واشنطن؛ ولكنه سمُّ الأفعى الذي جرَت معالجته بعنايةٍ من قِبَل رجل يعرف جيدًا طريقةَ تركيز سُمِّه وكيفيةَ استخراج مكوناته غير المؤذية. نظريتي هي أنه قد أُضيفت بعض أشباه القلَويات، ومن الممكن أن يكون هناك مزيجٌ من نوعَين مختلفَين من السُّم. لكنك محقٌّ عندما تقول إنه لا يوجد حيوانٌ واحد يحمل في كيس السُّم الخاص به هذا النوعَ المعيَّن من عصارة الموت. وإذا كان لذلك أيُّ قيمة بالنسبة إليك، فنحن على استعداد لمنحك شهادةً أنك محصَّن ضد سم الأفعى!»

حذَّره إيليا واشنطن قائلًا: «لا أريد تجرِبةً أخرى من ذلك النوع»؛ لكن ليون حوَّل الحديث إلى حالة الطريق ومشكلات التحكم في سيولة المرور.

لم يكن هناك أيُّ معلومات عن ميرابيل، وقد وُجِّهَت أنشطة ميدوز في الوقت الحاليِّ إلى جلسة الاستجواب الوشيكة عن مقتل باربرتون. في الوقت الحاضر، كلما ذهب إلى سكوتلاند يارد، وجد نفسَه مدفوعًا وسط حشدٍ من المراسلين، وكلهم متلهِّفون لمعرفةِ ما إذا كان هناك المزيد من التطورات. كان مقتل باربرتون لا يزال الموضوعَ الأكثر حيويةً على صفحات الجرائد؛ لقد تجدَّد الشعور القديم بالخوف من الأفعى وازداد إلى حدٍّ ما. لم تكن هناك جريدةٌ لا تحتوي على أعمدة من الرسائل إلى المحرر تُندِّد بتخاذل الشرطة. سأل أحد المراسلين الساخرين: هل كانوا تحت تأثير عيون الأفعى المنومة؟ كما سأل آخرُ: ألا يستطيعون التخلِّيَ عن حبس متجاوزي السرعة على طريق لينجفيلد وتركيز عقولهم المتميزة لتفسير لغزٍ من المفترض أنه يتسبَّب في قلقٍ عارم لجميع الأُسَر في لندن؟ كانت جريمةُ مقتل باربرتون بمثابة المِشْجَب الذي يُعلِّق عليه كلُّ مبتدئ في كتابة الرسائل وجهةَ نظره الجديدة، ولم يكن السيد ميدوز يمرُّ بأفضلِ أوقاته كضابط في قوات الأمن في هذا الوقت.

سأل واشنطن بينما يصلون إلى كورزون ستريت: «أين لي؟»

«إنه في المدينة في الوقت الحاليِّ، لكننا سوف ننقله إلى شمال إنجلترا، على الرغم من أنني لا أعتقد أن هناك أيَّ خطر عليه، بعد أن صارت رسائلُ باربرتون في حوزتنا الآن. كانوا سيقتلونه أمسِ لمنعِنا من الوصول إلى تلك المراسَلات. واليوم يُخيَّل لي أنه لم تَعُد له أيُّ أهمية خاصة في نظر أوبيرزون وشركائه. وها نحن أولاء قد وصلنا!»

خرج السيد واشنطن بصورةٍ رسمية وكان في استقباله على الفور كبيرُ الخدم. صعد الرجال الثلاثة إلى الطابَق العُلوي حيث كان جورج مانفريد يُجاهد لحل مرحلةٍ من مراحل اللغز. ولكنه لم يكن وحده؛ حيث جلس ديجبي حزينًا، ورأسه مغطًّى بالضمادات، على حافة كرسيٍّ وأجاب تحيةَ ليون المبتهجة بابتسامة كئيبة.

«سوف أرسل ديجبي لمراقبة منزل أوبيرزون؛ وأريده على وجه الخصوص أن يُفتش ذلك القاربَ القديم الخاص به.»

كان يُشير في كلامه إلى مركبٍ قديم يرسو في الوحل عند قاع مرفأ السيد أوبيرزون الخاص. وهناك ممرٌّ مائي ضيق من القناة يمر في أراضي المصنع الصغيرة. لقد مرَّ وقتٌ طويل منذ أن رُفِع الجسر الناتئ الصغير الذي يُغطي المدخل، حتى إن السكان المحليِّين اعتبروا أرضية الجسر جزءًا من الضفة الأصلية للقناة. لكن خلف بوابات المياه الخضراء كان هناك مرفأ خَرساني كبير بما يكفي لاستيعاب قاربٍ واحد، وظل القارب القديم المتهالك يرسو هنا سنواتٍ، وأصبح مرتعًا للفئران ومكانَ نومٍ للمشردين البائسين.

قال ليون: «لا يمكن تحريك القارب عمليًّا، ولقد أبلغتُ عن ذلك بالفعل.»

فأجابه مانفريد: «إنه يبدو كذلك بالتأكيد، ومع ذلك فإنني أرغب في تفتيشه. أنت تُدرك أن هذه مهمةٌ ليلية، وقد طلبت من ميدوز إخطار المفتش المحلي بأنك ستكون في مهمة — لا أريد أن أُجرَّ من فراشي للتعرف عليك في مركز شرطة بيكهام. إنها ليست مهمةً مبهجة، ولكن قد تكون قادرًا على جعلها مهمةً ممتعة من خلال استكشاف طريقك في أرضه. لا أعتقد أن مراقبة المصنع ستسفر عن الكثير، لكن المنزل سيكون بالتأكيد دراسةً مفيدة بالنسبة إلى مَن يراقب الطبيعة البشرية.»

قال ديجبي وهو يستدير ليذهب: «آمُل أن أوفَّق بشكلٍ أفضلَ هذه المرة، يا سيد مانفريد. وإذا كنت لا تُمانع، فسأذهب أثناء النهار وألقي نظرة على المكان. لا أريد أن أُخفق هذه المرة!»

ابتسم جورج بينما ينهض ويُصافح الرجل عند مغادرته. وقال بخبث: «حتى السيد جونزاليس يرتكب أخطاء.» وبدا ليون متألمًا لذلك.

رتَّب مانفريد بعض الأوراق على مكتبه ووضعها في دُرج، في انتظار عودة بويكارت. وعندما جاء قال: «سوف نُخبرك، الآن، يا سيد واشنطن، بما نُريدك أن تفعله. نريدك أن توصل رسالةً إلى لشبونة. ربما ألمح ليون إلى شيءٍ بهذا المعنى، ومن واجبي الآن إخبارُك بأن هذه المهمة بكل تأكيد خطيرةٌ للغاية، لكنك أنت الرجل الوحيد الذي أعرفه ويمكنني أن أعهَد إليه بهذه الوثيقة المهمة. أشعر أنني لا أستطيع السماحَ لك بالاضطلاع بهذه المهمة دون إخبارك بأن احتمالات وصولك إلى البرتغال ضعيفة للغاية».

قال واشنطن في خَواء: «بارك الله فيك على هذه الكلمات المبهجة». وتابع: «الشيء الوحيد الذي أريد أن أتأكد منه هو: هل من المحتمل أن أقابل الأفعى المتنكِّرة؟»

أومأ مانفريد برأسه، فتجهَّم وجه الرجل الأمريكي.

ثم قال أخيرًا: «لا أعلم حتى إن كان هذا يُخيفني، خاصةً الآن وبعد أن علمت أن المخدِّر الذي يستخدمونه ليس سُمَّ أفعى حقيقيًّا على الإطلاق، بل سمٌّ مصطنَع. إن اهتزاز ثقتي في الأفاعي هو ما ضايقني. متى تريدني أن أذهب؟»

«الليلة.»

أصبح السيد واشنطن متحيرًا في تلك اللحظة، وتابع مانفريد قائلًا: «ليس من خلال طريق دوفر-كاليه. نُفضِّل أن تُسافر عبر نيوهافن-ديبي. فلن يكون أصدقاؤنا في حالةِ تأهُّب، على الرغم من أنني لا أستطيع حتى أن أضمنَ لك ذلك. أوبيرزون يُنفق الكثير من المال في التجسس. هذا المنزل كان تحت المراقبة أيامًا. سوف أثبت لكم ذلك.»

ثم ذهب نحو النافذة وفتح الستارة.

سألهم: «هل ترون أيَّ جاسوس؟» وكان بعينيه بريق.

فنظر السيد واشنطن نحو الشارع.

وقال: «بالتأكيد!» وتابع: «ذلك الرجل في الزاوية الذي يُدخِّن سيجارًا …»

قال مانفريد: «إنه ضابط محقِّق من سكوتلاند يارد. هل ترى شخصًا آخر؟»

قال واشنطن بعد وهلة: «أجل، هناك رجلٌ يُنظِّف النوافذ في الجهة المقابلة من الطريق، إنه ينظر نحوَنا على نحوٍ متواصل.»

قال مانفريد: «إنه مواطن بريء تمامًا.»

أومأ السيد واشنطن برأسه نحوَ صفٍّ من سيارات الأجرة التي تقف مصفوفةً في وسط الطريق. وقال: «حسنًا، لا يمكن أن يكون في أيٍّ من سيارات الأجرة هذه؛ لأنها لا تحمل ركَّابًا.»

«على العكس، فهو في أول سيارة أجرة في الصف — إنه السائق! إذا خرجتَ واستدعيتَ سيارة أجرة، فسيأتي إليك. إذا ناداه أيُّ شخص آخر، فسوف يُصبح مشغولًا. اسمه كلارك، يعيش في ٤٣، بورتلينجتون ميوز؛ وهو مُدان سابق يعيش بعيدًا عن زوجته، ويتقاضى سبعة جنيهات في الأسبوع مقابل خدماته، وعشَرة جنيهات في كل مرة يقود فيها سيارة أوبيرزون، وكل الأموال التي يَجنيها من سيارته الأجرة.»

ثم ابتسم بسبب دهشة الآخر.

«لذا فإن الاحتمالات هي أن تُصبح تحركاتُك معروفة؛ حتى لو لم تستدعِ السيارة الأجرة، فسوف يتْبعُك. يجب أن تكون مستعدًّا لذلك. أنا أكشف لك كلَّ أوراقي، يا سيد واشنطن، وأطلب منك أن تفعل شيئًا، إذا كنتَ لا تستطيع أن تحمل نفسك على الموافقة عليه، فيجب أن أفعله أنا، أو بويكارت أو جونزاليس. بصراحة، لا أحدَ منا يُمكنه التهرُّب.»

قال الأمريكي: «سأذهب». وتابع: «سواءٌ أكانت هناك أفعى أم لا، أنا ذاهبٌ إلى لشبونة. ما الطريق الذي سأسلكه؟»

أخرج بويكارت ورقةً مطوية من جيبه.

«نيوهافن، ديبي، باريس. لديك مقصورة محجوزة في قطار سود إكسبريس؛ ستصل إلى مدينة فالادوليد في وقتٍ متأخر من ليلة الغد، ثم تُغيِّر وِجهتك بقطار البريد البرتغالي، إلا إذا تمكنتَ من حجز طائرة لمقابلتك في مدينة إيرون. نحن نحاول الآن. وإلا، فيجب أن تكون في لشبونة في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم التالي. من الأفضل أن يأخذ الرسالة الآن، يا جورج.»

فتح مانفريد خزينةَ الحائط، وأخرج مظروفًا طويلًا. وكان موجهًا إلى «وزير المستعمرات السيد ألفاز مانويل إي سينترا»، وكان مغلقًا بإحكام.

وقال: «أريدك أن تُسلِّم هذا إلى يد السيد سينترا شخصيًّا. لن تجد صعوبة هناك؛ لأنه ينتظر ذَهابك إليه. هل ستسافر بهذه البدلة؟»

فكَّر الرجل الأمريكي لحظة.

وقال: «نعم؛ فمِثلها مِثل غيرها.»

«هل يمكن أن تخلع الجاكيت؟»

أطاع السيد واشنطن الأمر، فقطع مانفريد شقًّا صغيرًا في البطانة باستخدام مقصٍّ صغير ودسَّ الرسالة بداخله. ثم، وأمام دهشة الأمريكي، تحوَّل ليون إلى ربَّة منزل حقيقية، وأدخل الخيط في ثقب إبرة ببراعةٍ لافتةٍ للنظر، وخلال الدقائق الخمس التاليةِ راقب صائدُ الأفاعي الأصابعَ البارعة بينما تَخيط ما بين الورَق والبِطانة. خِيطَت الفتحةُ بمهارة لدرجة أن إيليا واشنطن كان عليه أن ينظر مرتَين للتأكد من مكانِ قَطع البطانة.

وقال: «حسنًا، هذا عملٌ احترافي للغاية!» وتابع: «يا سيد جونزاليس، سوف أُرسل لك قُمصاني لإصلاحها!»

«وهذا شيء لك لِتَحمله.» وكانت محفظةً جلدية سوداء، باليةً للغاية. أُرْفِقَت بها سلسلةٌ فولاذية تنتهي بحزام جلدي في أحد طرفَيها. ثم أردف قائلًا: «أريدك أن تضع هذا الحزام حول خَصرك، ومن الآن فصاعدًا تحمل تلك المحفظة. إنها لا تحتوي على شيءٍ أكثرَ أهميةً من مجرد بضعة مظاريفَ مغلقةٍ بأحكام شديد، وإذا فقدتَها فلن يتسبب ذلك في أي ضررٍ كبير.»

أومأ مانفريد برأسه إيجابًا، عندما سأله واشنطن: «هل تعتقد أنهم سيسعَون للحصول على المحفظة؟»

ثم قال: «لا يمكن للمرء أن يتنبأ، بالطبع، بما سيفعله أوبيرزون، فهو ماكرٌ مثل أفاعيه. لكن خبرتي تقول كلَّما كان المجرم أكثرَ ذكاءً، كبرَت حماقتُه وزادت أخطاؤه. سوف تحتاج إلى المال.»

قال الآخر بابتسامة: «حسنًا، لا، لستُ محتاجًا إلى المال». وتابع: «تُعد الأفاعي عملًا مربحًا للغاية. ومع ذلك، فأنا رجل أعمال …»

وفي الدقائق الخمس التالية ناقشوا التفاصيلَ المالية، وقد فُوجئ كثيرًا باكتشاف الاستهتار في صرف الأموال.

ثم خرج، وهو ينظر بلمحةٍ من زاوية عينه إلى سائق السيارة الأجرة الذي رفع يده مستفسرًا، لكنه تجاهل السائق، واستدار وسار باتجاه ريجنت ستريت، ووجد في الحال سيارة أجرة متجولةً ليست مشكوكًا فيها، وأمر الرجل بقيادة سيارته إلى فندق ريتز كارلتون، حيث حُجِزت له غرفة.

وصل إلى شارع ريجنت قبل أن ينظر حوله من خلال الفتحة، وكما وعدَه مانفريد، كانت سيارة الأجرة تتبعه، مع تلاعُب سائقها بإشاراتها الضوئية حتى لا يطلبه أحدٌ بشكل عرَضي. صعد السيد واشنطن إلى غرفته، وفتح النافذة ونظر إلى الخارج، فوجد سيارة الأجرة قد وقفت في مكانِ انتظار قريب. وترك السائق مقصورة القيادة.

تمتم السيد واشنطن قائلًا: «إنه يتحدث في الهاتف»، وكان على استعدادٍ لإنفاق الكثير من المال ليعرف طبيعة المكالمة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤