الفصل الثالث

أثر اختفاء المرأة

وعاش الفتى وصاحباه أعوامًا غرباء عن الأزهر قريبين منه، يُلِمُّون به بين حين وحين، إن أتيح لهم ذلك، فيجلسون في مجلسهم ذاك بين الإدارة والرواق العباسي، ويتندرون كما أحبوا أن يفعلوا دائمًا بالمقبلين على الأزهر والخارجين منه، وبالشيوخ والطلاب. وربما قرأ عليهم أحدهم الزيات في هذا الكتاب أو ذاك من كتب الأدب القديمة أو الجديدة، وربما قرأ هذه الصحيفة أو تلك من صحف المساء، فأخذوا في حديث السياسة وخطوبها، أو في ذكر كُتَّاب تلك الأيام وشعرائها، يُلمُّون بهذا كله ولا يمعنون فيه، فقد كانوا في تلك الساعات لا يكرهون شيئًا كما كانوا يكرهون أخذ الأمور مأخذ الجِدِّ.

كانوا يقصدون إلى الأزهر ليلهوا ويلعبوا، لا ليعملوا ويجدُّوا، فقد استقر في نفوسهم أن لِلْمُجِدِّ مكانًا غير الأزهر، هو الجامعة إذا كان المساء، وهو دار الكتب أثناء النهار. وربما شاقهم طعام الأزهر، فذهب ثالثهم الزناتي فاشترى لهم من هذا الطعام، وأقبلوا عليه كَلِفين به ساخرين منه، ومن الذين يعيشون عليه، ومن أنفسهم حين كانوا يعيشون عليه. فقد تغيرت أحوالهم شيئًا؛ عمل أحدهم مدرسًا في كلية الفرير، وعمل الآخر مُصَحِّحًا في المطبعة الأميرية، وأصبح لكل منهما مرتب في آخر الشهر يُتيح له شيئًا من سعة، وينأى به عن حياة الأزهر تلك القاسية الجافية، وعن طعام الأزهر ذلك الخشن الغليظ. ولم يكن صاحبنا الفتى معلمًا ولا مصححًا، ولم يكن له مرتب في آخر الشهر أو أوله، ولكن حياته مع ذلك لانت بعض اللين. فقد ظلَّ الشيخ يُرسل إليه وإلى أخيه وابن خالته ما تعوَّد أن يرسل من الزاد والنفقة على اتساع فيهما قليل. وأضيف إلى ذلك ما كان أخو الفتى يأخذه من مدرسة القضاء في كل شهر، وما كان ابن خالته يأخذه من دار العلوم في كل شهر أيضًا. وكان كلاهما يُصيب غداءه في المدرسة التي يختلف إليها. وكان صاحبنا قد خلِّي بينه وبين ما يتاح له من طعام أثناء النهار، ليس ليِّنًا ولا رقيقًا، ولكنه خير من طعام الأزهر على كل حال. وأتيح للفتى أن يُصيب من الطعام المطبوخ مرتين في الأسبوع، فكان طعام الأزهر بالقياس إليه خشنًا غليظًا، وكان ربما استطرفه بين حين وحين.

وقد جعل هؤلاء الفِتية الثلاثة يحيَوْن حياة الأدباء في تلك الأيام. وكانت حياة الأدباء في تلك الأيام مِزاجًا غريبًا من متعة تُختلس بين حين وحين، ومن بؤسٍ نفسيٍّ يُفرضونه على أنفسهم، وإن لم تفرضه عليهم الحياة؛ فالأديب عندهم وعند غيرهم في تلك الأيام بائس بطبعه، طامح بطبعه إلى النعيم، يتَّخذ البؤس لنفسه عشيرًا، ويجعل النعيم لنفسه حلمًا، ويختلس المتعة القصيرة بين حين وحين إن أتيح أن يخرج من حياته المألوفة إلى رياضة في الضواحي، أو تَنَزُّهٍ في الحدائق، أو جلسة في قهوة من القهوات.

وكانت حياة الأديب فيما وراء ذلك ألوانًا من الرضا والسخط تأتيه من قراءاته الكثيرة المختلفة، قِوامها أن يُفكر كما كان يفكر القدماء الذين يقرأ آثارهم ويشعر كما يشعرون، ويسير في الناس كما كانوا يسيرون. وقد ألحَّ أولئك الفِتيَة في قراءة الشعر الجاهليِّ والإسلاميِّ والعباسيِّ وحفظه، كما ألحُّوا في قراءة أخبار الشعراء والكُتَّاب وعلماء اللغة، فعاشوا عيشة أولئك الناس في دخائل نفوسهم، وإن لم يستطيعوا أن يعيشوها في حياتهم الواقعة؛ لأن الظروف كانت تحُول بينهم وبين ما كانوا يريدون من ذلك، وهم قرءوا شعر أبي نواس وأصحابه، وقرءوا شعر الغَزِلين العذريِّين، فاستحبُّوا من الغزل ما استحبَّ أولئك الشعراء، وذهبوا فيه مذاهبهم المختلفة، حافظ منهم من حافظ فآثر شعر العذريين وغزلهم، وجدَّد منهم من جدد فآثر شعر العباسيين وغزلهم، وخلقوا لأنفسهم مُثُلًا للجمال يتغزَّلون فيها ويُشَبِّبون بها، ولم يكن للمحافظين منهم بدٌّ من أن يخترعوا مُثُلَهم العليا اختراعًا، فقد كانت الحياة تحول بينهم وبين لقاء الغواني. ولكن المجددين كانوا خيرًا منهم حظًّا، فلم يكن من الممتنع أن يلقوا في الأزهر أو خارج الأزهر بعض الوجوه الصِّباح، وأن يتخذوا لغزلهم موضوعات لا يخترعها لهم الخيال، وإنما تعرضها عليهم الحياة.

وكذلك وُجد بين هؤلاء الفِتية من كان يذهب مذهب جميل وكُثَيِّر، وكان الحرمان المطلق محتومًا عليه؛ كما كان منهم من يذهب مذهب أبي نواس وأصحابه، وكان حظه من الحرمان أقل، ونصيبه من النعيم أكثر، فهو كان يستطيع أن يلقى أصحاب الوجوه الصِّباح، وأن يقول لهم ويسمع منهم، ويهيم بهم، ويقول فيهم الشعر، ويذهب في هذا الشعر المذاهب، وربما ورَّطه هيامه وشعره وورَّط معه صاحبيه في الشر القليل أو الكثير.

وكان ثالث هؤلاء الفتية نُواسيَّ الشعر ونواسيَّ الهوى، وما أسرع ما ألِف أفرادًا من ذوي الوجوه الحسان، واطمأن إليهم وأكثر من لقائهم، يسعى إليهم وحده في مجالسهم، وربما دعا أحدهم إلى مجلسه مع صاحبيه، وصاحباه يضحكان منه ويعبثان به أول الأمر، ثم يرثيان له ويُلحَّان عليه بالنصح بعد ذلك، يؤدون إليه ما يُحبون من العبث به والنصح له، بالحديث مرة وبالشعر مرة أخرى. ولكنه لا يحفِل بعبثهما ولا بنصحهما، وإنما يمضي مع هواه لا يَلْوِي على شيء، حتى أصبح حديث أترابه، وحتى أقبل الفتية ذات يوم إلى مجلسهم ذاك من الرواق العباسي فوجدوا بعض الزارين على عَبَثِهم قد كتب لهم على الجدار الذي كانوا يستندون إليه هذين البيتين اللذين كتبهما شاعر قديم لأبي عبيدة معمر بن المثنى:

صلَّى الإلهُ على لوطٍ وشِيعتِه
أبا عبيدة قُلْ بالله آمينا
فأنت عندي بلا شكِّ بقيَّتهم
… … … … …

ولم يكد صاحبا الفتى يريان هذا الشعر حتى أخذهما ما يُشبه الصاعقة، وضحك صاحبنا، وأغرق في الضحك، وثاب صاحباه إلى مثل ما كان فيه، فضحكا معه وأغرقا في الضحك أيضًا، ولكن بغضهم لزملائهم من طلاب الأزهر زاد أضعافًا مضاعفةً، وجعل الفتى النواسيُّ يبحث عن كاتب هذين البيتين بدون أن يصل من بحثه إلى شيءٍ، ولكنه رجح لغير سبب أن خصمه إنما هو ذلك الطالب الأسود الذي كان يُنافسه في دروس النحو، والذي كان يُبغضه أشدَّ البغض، فاتخذه لنفسه عدوًّا، وجعل يتعمد إيذاءه كلما وجد إلى إيذائه سبيلًا، فكان لا يراه — وما أكثر ما كان يراه — إلا رفع صوته بهذين البيتين اللذين حفظهما فيما زعم عن أبيه:

في الهندِ طيرٌ ناطقٌ
سبحانَ مَن قد ألهمَهْ
يقولُ في تسبيحِه
ابنُ الأَمَهْ ما ألأَمهْ

ومنذ ذلك الوقت أسرف ذلك الفتى النواسيُّ على نفسه وعلى صاحبيه وعلى زملائه من الطلاب، فكان يتتبع سيئاتهم وأغلاطهم، ويزيد فيها ويضيف إليها، ويقول في ذلك الشعر، حتى أصبح هجَّاءً. وكان لا يحتفظ بهجائه لنفسه ولصاحبيه، وإنما يجهر به كلما وجد إلى الجهر به سبيلًا. وربما احتال حتى يُنشد شعره ذاك بأرفع صوته ليُسمعه مَن قِيل فيهم مِن الطلاب. ثم عظم في نفسه الوهم واستأثر بها حبُّ الشر، فكان كلما رأى أحدًا ينظر إليه فيطيل النظر، أو ينظر إلى بعض أصحابه أولئك الحسان اتخذه لنفسه عدوًّا وهجاه. ثم بدا له أن الهجاء وحده لا يُغني عنه شيئًا، فعمد إلى شر منه، وجعل يكتب إلى إدارة الأزهر وإلى الشيخ الأكبر خاصة، الرسائل في كل يوم، يسعى بها عنده في هؤلاء الطلاب الذين اتخذهم لنفسه عدوًّا.

وضاق الشيخ الأكبر بهذه الرسائل التي جعلت تُصَبُّ عليه في كل يوم كما ينصب المطر من السماء، وإذا الإدارة تُعَلِّقُ ذات يوم في لوحة الإعلانات تنبيهًا تدعو فيه الطلاب إلى أن يكفُّوا عن هذه الخطة التي يُنكرها الخُلُق ويُحرِّمها الدين، وهي السعي بالسوء في الشيوخ والطلاب عند المشيخة. وقد قرأ الفتى النواسيَّ هذا التنبيه ذات يوم بين هذه الإعلانات الكثيرة التي كان الطلاب يُعَلِّقُونَها يُعْلِنون فيها أن نعالهم قد ضاعت منهم، وأن من وجدها فليرُدَّها إلى صاحبها، وأن من سرقها فهو جدير بأن يغضب الله عليه ويقطعه من هذا المكان.

قرأ الفتى النواسيَّ هذا التنبيه بين تلك الإعلانات، فامتلأ قلبه غبطةً وابتهاجًا، وزعم أنه قد فاز فوزًا عظيمًا؛ لأنه ضايق الشيخ وأحرجه، وألحَّ في كتابة رسائله تلك إمعانًا في مُضايقة الشيخ وإحراجه، ولم يكفَّ عن ذلك إلا حين كف صاحباه عن الإلمام بالأزهر مخافةَ سوء العاقبة، واضطر هو إلى أن يهجر الأزهر كما هجره صاحباه.

على أن صاحبنا الفتى لم يلبث أن شُغِلَ — أو كاد يُشْغَلُ — عن صاحبيه بياض النهار، فقد كان يخلص لحياته هذه الجديدة التي أخذ يحياها منذ قرأ لنفسه أول مقال نشرته له الصحف. أرضاه ذلك عن نفسه وأطمعه في المزيد منه، فجعل يكتب في الجريدة رغبةً في الكتابة أحيانًا، وتقرُّبًا بها إلى مدير الجريدة أحيانًا أخرى، وجعل مدير الجريدة يرضى عن فصوله، ويُغريه بالكتابة، ويحثه عليها حثًّا، ويعلِّمه القصد في اللفظ والأناة في التفكير.

وما هي إلا أن جعل يُقرِّبه إليه، ويدعوه إلى زيارته حتى أصبح الفتى ملازمًا لمكتب المدير، يلمُّ به في أكثر أيام الأسبوع حين يرتفع الضحى، فلا يحجب عنه، وإنما يلقاه الأستاذ المدير هاشًّا له، مرحِّبًا به، آخذًا في التحدث إليه والاستماع منه، فاتحًا له أبوابًا من التفكير، لم تكن تخطر له على بال، خائضًا معه في حديث الأدب القديم، راويًا له من الشعر ما كان يحفظ وما لم يكن قد سمعه من قبل، حتى استأثر بقلب الفتى وعقله وحتى أصبح للفتى أستاذان يختصُّهما بحبه وإعجابه، أحدهما يذكِّره بأئمة البصرة والكوفة وهو الشيخ سيد المرصفي، والآخر يُذكره بفلاسفة اليونان الذين سمع أسماءهم في الأزهر وجعل يدرس أطرافًا من فلسفتهم في الجامعة، وهو لطفي السيد.

وكان الفتى يختلف مع ذلك إلى الشيخ عبد العزيز جاويش رحمه الله، فيسمع له صوتًا عذبًا وحديثًا لينًا رقيقًا، ويرى من وراء هذا اللين وتلك العذوبة عنفًا أيَّ عنف إن ذُكِرت السياسة، أو ذُكِر الأزهر وشيوخه، أو ذُكِر بعض الكتاب الظاهرين الذين لا يكتبون في صحف الحزب الوطني. وكان يحِّبب العنف إلى الفتى ويُرغِّبه فيه، ويزيِّن في قلبه الجهر بخصومة الشيوخ والنعي عليهم في غير تحفُّظٍ ولا احتياط. فهو كان يرى أنهم آفة هذا الوطن يحولون بينه وبين التقدم بما كانوا يلجُّون فيه من المحافظة ويعينون عليه الظالمين بممالأتهم للخديو، ومصانعتهم للإنجليز.

وكان بُغضه لسعد زغلول رحمه الله معروفًا يتحدَّث به الناس، هجاه بمقالاته المشهورة التي جعل عنوانها: «ظلموك يا سعد»، وهجاه هجاءً مُنكرًا في بعض الشعر الذي لم ينشره؛ لأنه كان أعنف من أن يُنشر.

وقد أنشدني قصيدة قالها في السجن، وقد بلغه أن سعدًا قد يعود إلى الوزارة أو يصبح رئيسًا لمجلس الوزراء، لم أحفظ منها إلا مطلعها وهو بَشِعٌ كما ترى:

إنْ صَحَّ ما أنهَى الرواةُ لمسمعي
فلسوفَ تُصبحُ تحت حكمِ الأقرعِ

وعلى الشيخ عبد العزيز جاويش رحمه الله يقع نصيب غير قليل من ثقل تلك الفصول الطوال السمجة التي كتبها الفتى، فشَغَل به الأدباء والمثقفين حينًا، ثم لم ينقطع استخذاؤه لها وضيقه بها وخجله منها كلما ذكرت له، وكان موضوعها نقد «نظرات» المنفلوطي رحمه الله، وكان عنوانها: «نظراتٌ في النظراتِ».

قرأ الفتى الفصول الأولى من نظرات المنفلوطي راضيًا عنها، مُعجبًا بها، ثم لم يلبث أن سئمها وانصرف عنها. ولكنه لم يكد يراها مجموعة في كتاب حتى ضاق بها أشدَّ الضيق، وكتب يعيبها ويغضُّ منها. وفرح الشيخ عبد العزيز جاويش بما كتب الفتى أشد الفرح، واستزاده من الكتابة، وحرَّضه عليها وألحَّ في التحريض، حتى ألقى في رُوعه ألا يدع فصلًا من فصول المنفلوطي إلا اختصه بفصل من النقد. وكان الفتى قديم المذهب في الأدب لا ينظر منه إلا إلى اللفظ، ولا يحفل من اللفظ إلا بمكانه من معجمات اللغة، فكان عيب المنفلوطي عنده أنه يُخطئ في اللغة ويضع الألفاظ في غير مواضعها، ويصطنع ألفاظًا لم تثبت في «لسان العرب» ولا في «القاموس المحيط».

وما أسرع ما انزلق الفتى من هذا النقد السخيف إلى طول اللسان وشيء من الشتم لم تكن بينه وبين النقد صلة. ولم ينسَ الفتى مقالًا دفعه ذات مساء إلى الشيخ عبد العزيز جاويش، فلم يكد يقرأ أوله حتى طرب له وأبى إلا أن يقرأه بصوته العذب على من يحضر مجلسه ذاك، وابتهج الفتى حين سمع الثناء، وأحسَّ بالإعجاب، واستيقن أنه أصبح كاتبًا ممتازًا، ثم لم يذكر بعد ذلك أول هذا المقال حتى طأطأ من رأسه ومن نفسه، وسأل الله أن يتيح له التكفير عن ذنبه ذاك العظيم، وكان أول المقال: «عِمْ صباحًا أو مساءً، واشرب هواءً أو ماء، واستأجر من تشاء لما تشاء فقد وضح الحق وبرح الخفاء.»

كان بعض تَبِعَةِ هذا السخف يقع على الشيخ عبد العزيز جاويش، ولكن للشيخ عبد العزيز جاويش فضلًا على الفتى أيَّ فضل، فهو الذي ألقى في رُوع الفتى فكرة السفر إلى أوروبا حين قال له ذات يوم: «لا بدَّ من أن نصنع شيئًا لإرسالك إلى فرنسا عاميْن أو ثلاثة أعوام.» لم يكد الفتى يسمع هذه الألفاظ حتى استقرَّ في نفسه أن ليس له بدٌّ من عبور البحر على أي نحو من الأنحاء، وقد لاحظ الفتى فيما بعد أن أحاديثه تلك عن المنفلوطي قد شغلت الناس حتى تحدَّث إليه فيها كل من كان يلقاه، إلا رجلًا واحدًا لم يُشر إليها قط على كثرة ما كان يلقَى الفتى، وعلى كثرة ما كان يتحدَّث إليه، وهو مدير الجريدة لطفي السيد.

فَهِم الفتى — ولكن مُتأخرًا — أن لطفي السيد لم يرضَ قطُّ عن هذه الفصول، ولو قد رضي عنها، وعن بعضها، لتحدَّثَ إليه فيها، وهو الذي كان كثيرًا ما يُشجِّع الفتى فيتنبأ له مرة بأنه سيكون موضعه من مصر موضع فولتير من فرنسا، ويقول له مرة أخرى: أنت أبو العلائنا، يتعمد إثبات الألف واللام على رغم الإضافة في اسم أبي العلاء، ثم يضحك ويغرق في الضحك حين يرى تنكُّر الفتى للجمع بين الإضافة وأداة التعريف.

أصبح الفتى كاتبًا بفضل هذين الرجلين: لطفي السيد وعبد العزيز جاويش، وأصبح كاتبًا لشيءٍ آخر: وهو أنه أثناء الأعوام العشرة الأولى من كتابته في الصحف لم يكتب إلا حُبًّا للكتابة ورغبةً فيها، لم يكسب بها درهمًا ولا ملِّيمًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤