مقدمة
في ١٩٣٥ أصدرتُ كتابَ «المسألة الحبشية» مُتحدِّثًا عن تاريخ أتيوبيا وصلاتها بجيرانها إلى أن غزتها إيطاليا في ذلك العام وجعلت منها إمبراطورية إيطالية، أو قل إمبراطورية رومانية جديدة. وبعد قيام الحرب العالمية الثانية في سبتمبر ١٩٣٩ بعامين، هُزمت إيطاليا في إريتريا والصومال والحبشة، وعاد الإمبراطور الأتيوبي هيلاسلاسي إلى أديس أبابا. ومن الوجهة الدولية نستطيع أن نقول: إن مسألة الحبشة قد حُلَّت، وذلك باسترداد الحبشة استقلالها وزوال الإمبراطورية الإيطالية منها.
هذا ونؤثر أن نتحدَّث عن المسألة الهندية عارضين لتاريخ الهند القديم وكتبها المقدسة ومنبوذيها وللحكم الإسلامي وعهد الشركات الأجنبية وإقامة الإمبراطورية البريطانية في الهند، والمقترحات البريطانية للحكم الذاتي هناك.
أما غايتنا من بسط هذا الموضوع، فهي أن يقف أبناء العربية على شئون البلاد الشرقية في أفريقيا وآسيا.
وينبغي أن نذكر هنا ما ذكرناه في مقدمات الكتب التي أصدرناها في عامي ١٩٤٤ و١٩٤٥، وهو أن عدم حصولنا على الورق الجيد وندرة الورق غير الجيد وغلاء الأسعار، شفيعنا لدى القراء في أن نقدم كتابنا في هذه المساحة على هذه الصورة.