الحُلم والأوباش
«عندما أضاءت الشمسُ الأفق، استيقظ طاليس، ورأى ظلَّه يمتد في اتجاه الغرب. فكَّر أنه مهما كان صِغر شيءٍ ما، يُوجد دائمًا إضاءة تجعله كبيرًا. ظل واقفًا، لمدةٍ طويلة، بلا حَراك، وعيناه مثبَّتتان على البقعة الداكنة التي يكوِّنها جسمه على الأرض. رأى أن هذه البقعة تصغُر كلما ارتفعَت الشمسُ في السماء.»
تصحبك هذه الرواية البوليسية المشوِّقة في رحلةٍ علميةٍ عبْر أزمنةٍ وأمكنةٍ عديدة؛ للتعرف على قصة الرياضيات وعلمائها؛ إذ عرَض لنا «دنيس جيدج» في توالٍ تاريخي بشكلٍ أقرب إلى سلسلةٍ من القضايا المشوِّقة؛ كلَّ قضية تحمل قصتَها معها وقصصَ علماء الرياضيات، مثل الفارسيَّين «عمر الخيَّام» و«الطوسي»، والإيطالي «تارتاجليا»، والفرنسي «فيرما»، والسويسري «أويلر»، وكثيرين غيرهم. ويغطِّي الكتاب العديد من الموضوعات الرياضية ابتداءً من الأعداد الأولية، والأعداد غير الجذرية، والأعداد المتحاربة، والأعداد التخيُّلية، إلى اكتشاف «فيثاغورس» و«إقليدس» و«أرخميدس»، وصولًا إلى حساب التفاضل والزمرات والاحتمالات؛ متنقلًا بين باريس والأمازون وصقلية، واصفًا لنا الكثير من المدن مثل الإسكندرية، ساردًا كيفية تأسيسها ومعمارها وشوارعها الفسيحة، وبغداد المدينة المستديرة وأبوابها الأربعة، وسراقوصة بسواحلها الصخرية، وكيف استطاع «أرخميدس» أن يدافع عنها بالآلات التي ابتكرها، في مواجهة الغزو الروماني لها.