أحلام الفارس القديم في رحلة السندباد الأخيرة

عندما تتخطى نفسك المتلهفة زمنك، تمكث حزينًا على شاطئ بارد بين أهلك وأنت لا تعرفهم، تسمع الترانيم، إلا أنها ترانيم على أوتار مقطوعة مع الحلم المستحيل والزمن المفقود، في البُعد السادس، من الأسبوع الخامس، في اليوم الثاني والثلاثين، من الشهر الثالث عشر، في السنة التي لن تأتي أبدًا، في الرحلة الأخيرة، إما النجاة، وإما السقوط في دوامة التيه السرمدي، وضياع أبدي في ثقب الكون الأسود.

أصوات البحر تتعالى والموج يتهادى فيصطدم برصيف المرفأ متطايرًا رزازًا يملأ الجو برائحة البحر المميزة، ثم ينحسر الموج من بين الصخور، مرسلًا أنغامًا رقيقة، ثم يعود في دفقات تشبه دقات القلب. كان السندباد يتأمل البحر في ليلة مقمرة وهو يجلس على رصيف المرفأ الموغل في القِدم كقِدم المدينة التي يسكنها، وكانت السفن الراسية تتأرجح في اهتزازات ناعمة مع حركة البحر كطفل تهدهده أمه في رقة وحنان، تتلألأ من جوانبها الكوات المضيئة كعيون ترصد في الظلام أحلام المغامرين بينما يتصاعد بين الحين والحين نداء من هذا الجانب أو ضحكة من ذاك الجانب، وآخر يعزف لحن الحنين ويغني لطيور النورس الساكنة على القلوع.

خطا خطوتين نحو السلم المؤدي إلى الشاطئ الرملي المجاور للميناء، خلع حذاءه وراح يمشي مستمتعًا بملمس الرمل الندي تاركًا آثار أقدامه تهاجمها موجات البحر القادمة لتحمل الأثر والآثار في انحسارها نحو عمق المحيط، تأمل اللحظة، من هنا مرت أقدام كثيرة تحمل أسرار الشاطئ، ذهبت كلها إلى عمق المحيط، حيث مستودع الآثار والأسرار.

جلس يتأمل وقد عكست صورة القمر هالات فضية على صفحة الماء، وفي لحظة التجليات التي تصيب العقل الواعي راحت عيناه تبصر وتراجع حياته صورة صورة ومن زمن إلى زمن. جاب دروب الدنيا، جلس تلميذًا للمعرفة، صديقًا للمنطق، أخًا غير شقيق للفلسفة، وابنًا بارًّا لتعاليم الدين، وراح يتطلع كيف تداركته رحمة الله في كل حياته، وأنه لولا العناية الإلهية التي كانت تدركه دائمًا في الوقت العصيب لكان من الهالكين، تمتم بكلمات الحمد والثناء لرب العباد.

ولكن، وآهٍ من قسوتها تلك الكلمة؛ لأنها تقول إنه يفتقد شيئًا جوهريًّا وكبيرًا، يشعر بالوحدة الشديدة، بالفشل التام برغم النجاح الظاهري، إحساس دائم بالوقوف على حافة الهاوية برغم الأصدقاء والأسرة والأبناء، من أجل هذا كان يأتي هنا، يبحر كثيرًا كمن يبحث عن شيء لا يعرفه، ابتسم، بل يعرفه جيدًا ولكنه غير موجود، فهو كمن يبحث عن حلم مستحيل.

أسند رأسه إلى جذع الشجرة التي يستند إليها، رفع عينيه للسماء، ليلة صافية مرصعة بالنجوم يضيئها القمر في تمامه، وراحت عيناه وعقله يبحران ويوغلان في أعماق السماء، الآن إحساس جارف يدفعه نحو بوابة أغلقها منذ زمن بعيد تراءت له في عمق السماء، تحمله خطواته بتثاقل مليء بالرهبة والقلق والتردد، تمتد يده المرتجفة بين اندفاع رغبة المواجهة مع النفس وبين الإشفاق عليها، تحمل المفتاح الذي يحمل أرقامه السرية والتي لا يعرفها إلا هو.

يدور المفتاح، وينفتح الباب محدثًا هذا الصرير المنعش الذي يحمل بين طياته ذكرى زمن مضى لم يعبر فيه هذه البوابة، وعلى عتبة الباب بدت له غاباته بكل أشجارها العالية كالحصون وزهورها العجيبة ذات الجمال الأخَّاذ، وذاك العبير الذي ليس له مثيل، وأشواكها التي تنمو أحراش تحرس أخطر مناطق غاباته حيث الترانيم المقدسة، درة القيم، وتنهار مقاومته تمامًا، يسرع الخطى في حلم سرمدي أخَّاذ متلمسًا طريقه بين كل هذا الجمال وكل هذه الرهبة الموحشة للوحدة والصمت.

وكأن الأرض أحست خطاه وتعرف من ولماذا يأتي القادم من الباب السحري، ومع لحظة المعاناة والمناجاة والخلوة في الأعماق تبدأ الجراح في الانفتاح التدريجي ويبدأ قلبه في النزف، نزف مليء بآلام ومتعة الحقيقة لأنه الألم الذي يبحث ويضيء وينقل القيم بصراع الشر الكامن في نفوسنا وعذوبة النقاء الذي يحرك أوتار القلب في تناغم قيثارة الأحلام، ويتساءل في لحظة التجلي كيف يحمل قلبي كل هذه الوحدة وكل هذا الحزن؟

ويصبح الجرح غائرًا، أليمًا، وتتساقط قطرات دمه على أرض الغابة، تنمو أزهارًا بارعة الحسن، وأشواكًا تدمي القلب، كان يسير مأخوذًا بلحظة المناجاة مغمض العينين في حلم عجيب يبحث عن بحيراته التي ملأتها دموعه منذ زمن بعيد ويسأل في لحظة الإلهام المتحلية، أين تكمن معاناتي؟

أبحث عنها في كل مكان، وحيدًا عاري القدمين أسير بحثًا عنها.

وتنفلت منه مشاعره في غفلة الزمان والمكان، تمرح، تجري في غاباته غير عائبة بكل ما يصيبها، برغم وحدتها لا زالت تقاوم وتملك القدرة على الفرح والانتصار.

تمتم تمتمات التجلي عن الدنقلي:١

«أعطني القدرة حتى أبتسم، عندما ينغرس الجرح في صدر المرح.»

«أعطني القدرة حتى لا أموت، منهك قلبي من الطرق على كل أبواب الحقيقة.»

وتأتي المعرفة تتهادى، عرفها منذ كان صبيًّا، لا زالت كما هي، درة التاج.

ولؤلؤة الزمان وريحانة المكان، كان صغيرًا ولم يكن يعرف سر نظرتها الحزينة.

فالمعرفة قاسية، ولكنها لا تخدعك، وتتطلع المعرفة إلى عينيه المليئة بندى غاباته، والممطرة بقسوة وعنف لم تعرفه منذ زمن بعيد، حيث يغسل كل أحزانه، وتسأله: ماذا تخفي عني عيناك الممطرة؟ تسأله بحنان دافق، مفقود ومفتقد، لماذا تنسحب داخل نفسك؟ أصبحت تعرف الكثير، وتشعر بالكثير، تقتحم غابات الألم، نظرة إلى عينَي الآخرين تنبئك عمَّا هناك، ولا أحد يتطلع إلى عينيك ليرى ما تحمل معاناة كانت أم فرحًا، أو عذابًا كبيرًا تحمله وحدك، المعرفة قاسية، لا تتراجع، تنبش بيدها وأظافرها الحادة جرحه المفتوح النازف، ويزداد ألمه عنفًا، ويزداد عذابه، وتنفجر من بين أجمل أزهاره وأشواكه رسوم أيامه يومًا بعد يوم، سنة بعد سنة، إنها عين الألم التي انفجرت بإحساس الغربة الداخلي، المعرفة قاسية ولكنها لا تخدعك، تضع الأشياء في موضعها.

عندما تحملك عربة المعرفة إلى قدس الأقداس، إلى الآفاق العالية وتعود، فإنك تعود تحمل غربتك معك لأنه لا أحد يستطيع أن يرحل معك، والمعرفة تلح، أجبني، أنت تنسحب داخل نفسك، وحيدًا منذ الآن ستعيش، أردت أن تعرف نفوس من عرفت، فعرفت وأفضت، ترمم، تلملم أحزانهم، ولأنهم لا يعرفون فستدفع أنت الثمن، لم ولن يتجول أحد داخل مشاعرك، من أجل هذا ومنذ الآن ستعيش وحيدًا تبحث عن حلم لن يتحقق، وتتراجع المعرفة بين غصون الشجر مختفية داخل غاباته المسحورة تاركة الحقيقة بين عينيه.

في زمن القهر، المعرفة بلا فعل تتلاشى في ظلمة أبدية.

وسمع هاتف القباني:٢

ستفتش عن حلمك في كل مكان، وستسأل عنه موج البحر وفيروز الشطآن، وستجوب بحارًا وبحارًا، وتفيض دموعك أنهارًا، وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارًا، وسترجع يومًا، مهزومًا، مكسور الوجدان، وتعرف بعد رحيل العمر أنك كنت تطارد خيط دخان.

ويمضي قدمًا، خطوة، خطوة، اقترب من البحيرة المستورة والمرصودة، قد صنعتها دموعه عبر الزمن، ومن بين الضباب على سطح البحيرة تخرج له عن بُعد الرومانسية كنز الحياة المفقود، تلك الأميرة الساحرة الجميلة ذات الفم العنقودي والضفائر الذهبية المجدولة المرصودة، الرومانسية بكل قوامها المرمري وتلك اللمسة السحرية الساحرة، وتلك العينان التي تحتضنك عن بُعد قبل اللقاء، وذاك الشذى الذي يخرج مع أنفاسها يحمل عطرًا ملائكيًّا ساحرًا يبعث فيك ذاك الخدر الذي يسري في أوصالك.

هي التي هجس بها وهما في أحلامه، هي الحدس الذي ينسجه خيال الشوق إلى امرأة تنتظرك في مكان ما من العالم، امرأة الحلم والصدمة التي تباغتك كجنية بحر ذات غسق، تأخذك فتبحران في لجة الليل والقمر والعواصف والموت.

نادته بصوتها الشجي الرقيق: أعرف أني سبب أحزانك.

ارتفع صوته عبر لحظة المناجاة والإلهام بالوصال: اقتربي، ضميني إليك. بأعلى صوته ناداها.

ولكن هيهات، هيهات، فهي مرصودة.

هو الذي صنع الرصد في لحظة غضب عنيف مع الواقع … في لحظة انتحار …

هو من وضعها في هذا التابوت الزجاجي المرصود، والرصد لا يمكن فكه.

كان يحدِّثها ودموعه تتساقط قطرات دم من قلبه المنزوع: آه يا أميرتي، قد كنت بك فيما فات من أيام يا فتنتي محاربًا صلبًا وفارسًا همامًا.

كان وقتها يضمها لقلبه ويغتسل معها في بحيراته.

الآن تعذبه رؤيتها، لا يستطيع ضمها، الواقع أجبره بعنف غير مسبوق على وضعها في ذلك التابوت، فلا الرومانسية ولا الواقع كان من الممكن أن يعيشا معًا؛ لأن حلمه كان فوق مستوى الواقع، من أجل الواقع خسر حياته.

من أجل الآخرين جعل من قلبه معبرًا آمنًا تدوس فوقه أقدامهم ليحققوا أحلامهم، جعل من كبريائه درعًا يحميهم من الشموس والصقيع التي أذلت كبرياءه الرفيع، ولكنه هو الفارس الذي حقق أحلام الآخرين، وأضاع حلمه.

كان يحلم بحلم الصبوري.٣

لو أننا كنا كغصني شجرة، الشمس أرضعت عروقنا معًا، والفجر روانا ندًى معًا، ثم اصطبغنا خضرة مزدهرة حين استطلنا فاعتنقنا أذرعنا.

لو أننا كنا نجمتين جارتين، من شرفة واحدة مطلعنا، في غيمة واحدة مضجعنا، وحين يأفل الزمان يا حبيبتي يدركنا الأفول، يبعثنا الإله في قارب الجنان، درتين بين حصًى كثير، وإذ يرانا ملك يعبر السبيل، يشد عينيه صفاؤنا، يلقطنا، يمسحنا في ريشه، يرشقنا في المفرق الطهور.

لو أننا كنا جناحي نورس رقيق، ناعم لا يبرح المضيق، محلق على ذؤابات السفن يؤنس البحارة، ويؤنسون وحدته، بالشدو والأشعار والنفخ في المزمار.

كان يحسب أن هذا حال الدنيا، دنيا العاشقين والحزانى الساهرين الحافظين موثق الأحبة، كان يحسب أن رومانسيتها واقعية، لكننا، وآهٍ من قسوتها لكننا؛ لأنها تقول في حروفها الملفوفة المشتبكة بأن هذا هو المستحيل.

كان يحلم بعالم سعيد، فقال «لا» في وجه من قالوا «نعم» للذل والقهر.

كان يحلم بعالم سعيد، ولكن هيهات هيهات، فلا زالت أصداء صيحات الدنقلي في نزعه الأخير تملأ الفراغ السرمدي.

لا تحلموا بعالم سعيد، فخلف كل قيصر يموت، قيصر جديد.

وخلف كل ثائر يموت، أحزان بلا جدوى ودمعة سدى.

ارفعوا عيونكم للثائر المشنوق، لربما إذا التقت عيونكم بالموت في عينيه، يبتسم الفناء داخله، لأنكم رفعتم رأسكم مرة!

«سيزيف» لم تعد على أكتافه الصخرة، يحملها الذين يولدون في مخادع الرقيق، والبحر كالصحراء لا يروي العطش؛ لأن من يقول «لا» لا يرتوي إلا من الدموع.

هذا زمن السكتة، سالومي تغني وترقص، من ترى يحمل رأس «المعمدان»؟!

أيها السادة لم يبقَ اختيار، سقط المُهر من الإعياء وانحلت سيور العربة، ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة، صدرنا يلمسه السيف وفي الظهر جدار!

قد منحنا جزية الصمت للمملوك وعبد.

ليس ما نخسره الآن سوى الرحلة من عار، لعار.

بيده صنع الرصد، نامت فيه رومانسيته الجميلة وهي باكية في فستانها الوردي وشعرها ذي الضفائر الذهبية، وأخذت معها جزءًا منزوعًا من قلبه تاركة جرحًا غائرًا داميًا، أخذت معها كل أحلامه، بلا أحلام عاش قلب السندباد، وتندفع قطرات الندى في موجة عاتية تعيد التابوت الزجاجي بما يحمل إلى قاع بحيراته الفضية.

يحلم بمعجزة تفك الرصد.

ألقى نظرة الوداع على غاباته المزهرة، فرأى بعينيه أشواكًا زرعها بعضهم في قلبه.

يسامح من ألبسه تاج الشوك، ولم يلبسه إلا المسيح عليه السلام، يسامح من أدمى قدمه وطموحه، وقد سامحهم الرسول عليه الصلاة والسلام وقد سالت دماؤه الزكية طلبًا للحق والمعرفة.

وفي حلم اليقظة، يرى فيما يشبه الإلهام، بابًا مرصودًا.

مفتاحه سيف صنع من قلبه هو، مقبضه عقله، نصله الحاد مشاعره.

مكتوب على مقبض السيف: المعركة الأخيرة.

على الباب المرصود مكتوب:

«بالسيف في طريق الحق تنزف، تتألم.»

«تؤلم البعض، يضيع كل شيء، أو يبقى كل شيء.»

«تعبر النار إما منتصرًا، أو مهزومًا للأبد، وعليك أن تختار.»

إن لم يمسك السيف لفتح الباب المرصود إلى طريق أحلامه فهو مهزوم للأبد.

ضائع للأبد؛ لأن بوابة الأحلام تظهر في العمر مرة.

إن أمسك بالسيف عليه أن يخوض معركة من أجلها ومن أجله، لا يسقط السيف من يده إلا فاقدًا قلبه، في لحظة الإلهام كان كل ما يؤمن به، كل ما اعتقده مرهون بقراره، خطوة واحدة وينفك رصد الرومانسية، منطقة الإلهام، وتستعيد حياتها، لمسة واحدة، إما أن يعود الفارس ذو القلب الشجاع، أو يصبح دون كيشوت محارب طواحين الهواء، قول بلا فعل، وفعل دون مستوى الحياة، وسقوط لكل المعاني التي عاش بها ولها، المحاولة الأخيرة في الرحلة الأخيرة ليكون الحلم واقعًا، في لحظة الإلهام امتدت يده للسيف، بكل عزمه وقوته قبض على مقبضه وانتزع السيف من الصخرة المسحورة، وبكل قوة وضع السيف على الباب المرصود، وما كاد أن يفعل، وإذ الباب ينفتح على مصراعيه محدثًا دويًّا هائلًا، جحيم مستعر، خلف الباب أفاعٍ لها رءوس الشياطين، أشواك تملأ الطريق، انطلق الجني خادم الرصد يصرخ هلعًا حاملًا التابوت المرصود مختفيًا به في آتون النار المستعرة.

بدأت حرب الرصد.

تنبَّه من حلم اليقظة على صوت رعد، السماء ملبدة بالغيوم، اختفى القمر، مطر عنيف، ارتفع مد البحر، أدرك في لحظة أنها الحرب وأن حلمه أصبح تحقيقه مرهونًا بالسيف، اختفت المرصودة، يقولون حملها الجني خادم الرصد إلى جزيرة الشيطان، حبسها في قيد لا يكسره إلا سيف الرومانسية، في وضح النهار حيث النور يملأ الدنيا، تغيب الشمس وتغرب وتصبح الأرض مظلمة لها رطوبة القبر الموحش، كان السندباد وحيدًا فاقدًا للحلم عاجزًا أمام تصريف القدر وقد حل الظلام الأبدي، فالشمس رحلت ككوكب فقد مساره.

تغيب، ولكنها محفورة في القلب والعقل.

تغيب، ويغيب معها كل شيء.

تتوارى عن العين وهي تملأ كل العين.

يا أميرة الزمن المفقود.

•••

في مأساة تراجيدية، يرحل السندباد في طقس عاصف.

أمواج كالجبال المتلاطمة، ظلام دامس لا ينيره إلا البرق.

وصمت لا تسمع فيه إلا عويل الرعد.

«تلك هي أسطورة العشق بين الفارس والرومانسية، وتبقى الأسطورة لكل العصور لأنها حلم البشرية الأبدي برومانسية الحب وأخلاق الفرسان التي تحمل سيف العدل.»

١  الدنقلي: الشاعر أمل دنقل.
٢  القباني: الشاعر نزار قباني.
٣  الصبوري: الشاعر صلاح عبد الصبور.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤