ثناء على الكتاب
على مدى القرن الماضي، تغيَّر تصوُّر الأمريكيين عن الصين بشِدةٍ من كونها ضحيةً إلى كونها مقاتلًا بطلًا حتى كونها متعصبةً للشيوعية؛ لقد أحببناها وخفنا منها. والآن، كما توضح سارة بونجورني بعباراتٍ شخصيةٍ مفعمةٍ بالحيوية، دخلنا في مرحلةٍ جديدةٍ نشعر فيها بكلا الشعورين؛ أصبحت الصين عملاقًا اقتصاديًّا يمكن أن يُخيفنا، ولكن يجب أن نُعانقه.
عندما قرَّرَت المؤلفة التخليَ عن السلع الصينية لمدة سنةٍ واحدة، قادتْ أسرتَها النشطة في تجرِبةٍ رائعةٍ تتطلب أعمالًا مذهلة من قوة الإرادة والإبداع. إن مغامرة الأسرة عبْر متاهة الحياة الاستهلاكية الأمريكية الحديثة مُثيرة للتفكير وممتعة في القراءة على حدٍّ سواء. وبعدها، لن تبدوَ عبارة «صنع في الصين» كما كانت من قبلُ أبدًا.
الانفصال يصعب القيام به بالفعل، كما أثبتت سارة بونجورني في هذه المذكرات الفاتنة حول مقاطعة أسرتها للمنتجات الصينية لمدة سنةٍ واحدة. وهذا الكتاب يُشبه المقالات الممتعة لإرما بومبيك وعلوم الاقتصاد، كما يُمثل معجزةً مفعمةً بالحياة؛ كحلقةٍ دراسيةٍ مكثفةٍ ومسليةٍ في العولمة.
قصة مضحكة ومثيرة للاهتمام حول تجرِبة خاضتها أسرة في الاقتصاد العالمي. عاشت أسرة بونجورني دون أحذيةٍ رياضيةٍ أو نظاراتٍ شمسيةٍ أو خراطيش طابعة، ولكنهم اكتسبوا إبداعًا قويًّا وحسَّ دعابةٍ ضروريًّا؛ ففي كل رحلة تسوُّق، تتضح التعقيدات الأخلاقية التي لا تُعَد ولا تُحصى الموجودة في العلاقة بين المستهلكين الأمريكيين والمصانع الصينية.
لن تتسوَّق أبدًا كما كنتَ تتسوَّق سابقًا! من المستحيل أن تقرأ كتاب سارة بونجورني ولا تأسرك تعقيدات وتحديات مهمتها، ثم تُجرب عيشها بنفسك ليوم واحد وتفشل فشلًا ذريعًا بحلول وقت الغداء. هذا هو الكتاب النادر الذي يجعلك تفكر في مدى تأثير القضايا العالمية فعليًّا على منزلك، وسوف يجعلك تناقش هذه القضايا مع أصدقائك.