الفصل الرابع عشر

«حبيبي نزل إلى جنته، إلى خمائل الطيب ليرعى بين الجنات ويجمع السوسن»

١

كان أول ما رآه إبراهيم من حياة الريف — غير ما في البيت الأنيق الذي شاده الشيخ علي — أحمد الميت راقدًا في حظيرة البهائم، وكان إبراهيم قد اعتزم أن يقلل من المكث في البيت وأن يكثر من الخروج إلى الحقول والتجواب في القرية، على الأقل في النهار، حتى يجيء الشيخ علي من الإسكندرية، فقادته رجلاه إلى هذه الحظيرة وهو لا يدرى.

وكان أحمد قد سكر فلما بلغ الحظيرة عرج عليها وارتمى فيها، ولم يكن يدري لا هو ولا سواه كم ساعة قضاها هناك راقدًا يغط، بعمامته وجلبابه الأسود وحذائه الأصفر الشامي، وعلى أنه لم يكترث لذلك. بل لم يكن يبالي كم ساعة أخرى يمكن أن يقضيها هناك.

ولم يكن منظر هذا السكران الطافح بالغريب على ما يظهر فى القرية، يدل على هذا أن إبراهيم رأى قريبًا من رأس النائم حجرًا منصوبًا كأنما أراد واضعه أن يتماجن على النائم — وشهرته الميت — فرفع عليه حجرًا كالذي ينصب على القبور، وفيما عدا هذا الماجن المجهول لم يتبين إبراهيم أن أحمد أزعجه أحد آخر، إذا استثنينا حمارًا كان مطلقًا في الحظيرة وكان لا ينفك يدنو من هذا الراقد ويشمه كأنما يحسبه بعض المذاود أو بعض ما يوضع فيها. ويضاف إلى الحمار كلب — لم ينس إبراهيم أنه رآه ليلة جاء إلى هذه القرية — مستلقيًا عند قدميه ولا يزال يرفع رأسه فتقع الشمس في عينيه فتختلج جفونه.

وقف إبراهيم ينظر إلى هذا «الميت» ويفكر فيما ينبغي أن يصنع ويعجب للشيخ على كيف يتخذ مثل هذا المجنون السكير وكيلًا له ويعهد إليه في الإشراف على شؤون ضيعته. ثم تقدم فدفع الحجر برجله فألقاه، ولاحظ أن عمامة الرجل على الأرض وأن رأسه عار وأن أشعة الشمس واقعة عليه، وظن أن هذا قد يجديه فالتقط العمامة وغطى بها جبينه وعينيه وترك له فمه وأنقه ليتنفس، ولم يجد أن في وسعه شيئًا آخر فأولاه ظهره ومضى، ولكنه تلفت مرة قبل أن يخرج. فإذا بالعمامة على الأرض مرة أخرى وإذا بأحمد الميت قاعدًا يقول كلامًا غير مفهوم.

والحقيقة أن أحمد الميت — على خلاف أهل الريف — لم يكن يطيق أن ينام وعلى رأسه غطاء، ولعله يؤمن في أعماق نفسه بفائدة الشمس للجسم ولا يخشى وقوعها حتى على رأسه، وكان منذ حداثته يأبى أن يضع على رأسه شيئًا وهو نائم، ولكنه وهو قاعد ورجلاه ممدودتان لم يستطع أن يفضي إلى إبراهيم بعقيدته هذه ولا أن يبين له أن تلك عادته ولم تنفرج شفتاه إلا عن تمتمة غير مفهومة، فكرّ إليه إبراهيم وزجره أن ينهض إلى بيته إن كان له بيت غير هذه الحظيرة.

فنهض أحمد إلى قدميه وسأل إبراهيم: البيت؟ لماذا أذهب إلى البيت؟

ولم يكن هذا بالسؤال الذي يلقى على إبراهيم، ولكنه مع ذلك قال له وهو ممتعض من منظره: اغسل هذه الأقذار التى على جسدك أيها البهيم القذر.

ولم يكد يقولها حتى كان أحمد الميت يخلع ثيابه ويقذف حذاءه ويعدو في قميصه وسرواليه المصفرين، إلى النهر، فدهش إبراهيم وأيقن أن الرجل لا مفر له من الغرق، ولما كان لا يدري كيف ينقذه فقد بدا أن يرجع إلى البيت ويخبر من فيه.

٢

دفع إبراهيم باب الحديقة الخلفي بقدمه، وانثنى إلى اليسار ثم وقف. ذلك أن شوشو كانت حانية على حوض الزهر تقطف زهرة من أزهار الأراولة وظهرها إليه. فعض شفته وخطر له أن يتراجع غير أنه خشي أنه تنتبه، فظل واقفًا وقد بدأ المنظر يروقه، فقد نفخت شوشو الزهرة لتطير عنها الحشرات، ثم قبلتها ثلاثًا وراحت تنزع غلائها المستطيلة المتحازية على مدار كأسها — واحدة واحدة — وتلقيها وهى تقول على التوالي: «نعم، لا، نعم، لا.» فوافقت «لا» آخر ورقة، فتجهم وجهها وتفلت ما بقي من الزهرة من بين أصابعها إلى الأرض، ولبثت هنيهة جامدة لا تتحرك، ثم أهوت على الحوض فجأة واقتلعت زهرة أخرى وأعادت التجربة فكان ختامها «نعم» في هذه المرة، فلم تكد تقوى على الوقوف ساكنة وراحت تدب برجليها وتضم كأس الزهرة إلى فمها بكلتا يديها.

ثم كأنما طاف برأسها أن الكفتين متعادلتان وأن «نعم» يقابلها «لا» فالمسألة لم تتزحزح عن موضعها الذي كانت فيه من قبل، فلابد من تجربة ثالثة للترجيح، وشكت في أنها بدأت التجربة الثانية كما بدأت الأولى «نعم» فقد يكون عدد الغلائل واحدًا في كل زهرة من هذه الأزهار، فإن كان هذا هكذا فلا شك أن النتيجة تختلف تبعًا لاختلاف ما تبدأ به. وإذا صح أن البدايتين اختلفتا، وأن عدد الغلائل واحد. فهل غشت إلا نفسها؟ وهل يمكن أن تكون النتيجة إلا واحدة فى كل مرة؟

ولكن هل الغلائل عددها متساوِ؟ هذه هي المسألة! ولحلها حنت على الزهر فقطفت اثنتين ومضت تشد الورق وتعد، فاختلف الرقمان، فتهلل وجهها وبدا السرور في وقفتها وحركاتها، فقد صار التجريب معقولًا، والأمر متروكًا للمصادفة والاتفاق، وليس مما يسهل العلم بنتيجته من غير أن يتكلف المرء قطف الزهر وإفساده بنزع ورقه، وصاحت «لنبدأ من جديد».

فعلم إبراهيم أنها محت التجربتين وأسقطتهما من حسابها، وراحت تنزع الورق في تؤدة وأناة وتثني رأسها على صدرها في كل مرة، حتى بقيت ورقة واحدة قالت من غير أن تنزعها «نعم» طويلة ممطوطة كأنها الصعداء تتنفسها وتحط بها عن كاهلها وقرًا، ثم وقفت ساكنة لا تصنع شيئًا ولا تتحرك. ورأسها مثني على صدرها وعينها ترنو إلى الكاس الذي لم تبق على حافته سوى ورقة واحدة وفي وجهها طول، وفي هيئتها استرخاء كأن جسمها موشك أن يتهافت وأن يهوي إلى الأرض كومًا مفكك الذرات.

فعجب إبراهيم لهذه التي كانت تطفر كالفراشة قبل دقيقة لماذا وجمت بغتة؛ وللنفس الإنسانية وسرعة انتقالها من المرح والكآبة، ولخفاء البواعث التي تفضى إلى هذا أو ذاك؛ على حين تدعو الظواهر إلى النقيض، وود في هذه اللحظة لو يستطيع أن يرد إليها البِشْرَ الذي كان ينضح به وجهها، والخفةَ التى كانت فى روحها، والمرحَ اَلذي كان في سلوكها، والضحكاتِ الكروانية والدعابة التي كانت تركب بها الحياة نفسها — في ليالِ معدودات — غاب كل هذا، وذهبت شوشو اللعوب المفراح التي لم تحتج يومًا أن تفكر أن تمد بصرها إلى ما وراء اللحظة التي هي فيها. ولكن هذا ليس في وسعه، وما هو بأحسن منها حالًا ولا بأقل حاجة إلى الغوث، نعم، الغوث، ولكنه رجل مجرب وهي فتاة غريرة، وهو قد خاض العباب وغالب التيار وتدرب على المكافحة، وهذا أول عهدها باللجة الطامية، وما أهول الغصص التي تعانيها وهي تغوص وتطفو وتختنق وتشرق وتدفع باليدين والرجلين وتحاول أن تصيح طلبا للنجدة فيخرسها الماء الذي يملأ فمها، وتومئ فلا يراها أحد، ومن ذا الذي يغيث في هذا الخضم الضاغي؟

أين اليد التي ليست في شاغل من أمرها؟

ومع أن ما كانت شوشو فيه، واضح المعنى، فقد شاء إبراهيم أن يتجاهله وارتد إلى الباب ففتحه ثم أغلقه بعنف كأنما كان داخلًا لتوه، وأقبل على شوشو التي انتبهت على صوت الباب، وتكلف البشاشة وفي صدره أظافر تمزقه وبسط إليها كفيه وقال وهو يسرع إليها: ما أبدع الجو في البكور! هل أفطرت؟

فمنحته كلتا يديها وسألته بصوت خافت: أين كنت؟

فأبقى كفيها في يديه ونظر إليها وقال بلا تكلف: ما ابدعك!

– إبراهيم!

– إنك تفرغين على الحديقة جمالًا جديدًا. أحب أن أخبرك أني اليوم مجرم … لماذا تتراجعين؟ أتتخلين عني في محنتي؟ نعم لقد قتلت رجلًا. لا تُراعي! إنه ليس إلا أحمد الميت؟ غرق أو هو يغرق الآن أو لا أدري فقد يعود إلى الحياة ثانية! على كل حال ليست هذه أول ميتاته إن صح ما تحكون عنه.

ولما رآها حائرة مضطربة قص عليها ما حدث وبالغ في الوصف فسرّى عنها وأغربت في الضحك وجعلت هي تطمئنه وتؤكد له أن لا خوف أن يقاد به.

•••

وجاءت هي إليه بالطعام في غرفته، فلما جلس إليه علىٍ البساط أسندت ظهرها إلى الكنبة فنظر إليها فقالت: «لا أحس جوعًا» فالتفت إليها وقال بلهجة الجد الصارم: سأرخي لحيتي احتجاجًا.

فقالت وهي تضحك: ولكن لماذا؟ ما علاقة لحيتك بأن آكل أو لا آكل.

فقال: «تصوري منظر قريبك وقد أرسل حول خديه وتحت ذقنه لحية كثة! إنه منظر يوقظ الضمير النائم. وما أظنك ترتاحين إلى لقائي بعد ذلك ولحيتي في يدي. أفهمت الآن»؟

وبعد أن أصابا شبعهما قال: «والآن أين القهوة يا فتاتي المهملة؟ ألا تعلمين أن لي معك حديثًا خطيرًا يتطلب كل ما في رأسي من اتزان وحكمة».

ولم تدر أهو يجد أو يهزل، ومضت عنه ولكنها ما عتمت أن عادت لا بالقهوة بل بأدواتها: بحُقِّ البن وحُقِّ السكر، والسبرتو، وقعدت أمامه تصنعها.

وقال دون أن ينظر إليها بصوت لا يكاد يسمع فكأنه يتنفس أو يحدث نفسه: شوشو أيتها الفتاة الرائعة، لقد رأيتك اليوم تنزعين ورق «الأراولة» وتجربين حظك أو تستوحين هذه الزهرة الفاتنة، تسأليها عن مصيرنا..

فتحولت إلى جانبه ولم تتكلم، فأراح ذراعه على كتفها ومضى في حديثه أو مناجاته.

– هممت أن أصرفك عن استنباء الزهرة، ولكني قلت أدع لها ذكرى حميدة تنعم بها في يوم من الأيام المقبلة. أترك لها حلمها الجميل وإن كنت في شك من أن الأحلام ليست خطرة. شوشو، إن أنفاسك لا تتعلق أو تحتبس حين ترينني مقبلًا أو مدبرًا …».

فتمتمت في حياء: «ولكني آسر..».

فقال: «ربما» (فرفعت إليه عينيها بسرعة فلم يعبأ بهذه الحركة ومضى إلى غايته) «على أن هذا أشبه بأن يكون شعورًا أخويًا منه بأن يكون أ.. أ.. تعرفين ما أعني؟ نحن قريبان وبيننا من الود فوق ما يكون بين الأقرباء في العادة. ولكن هذا ليس معناه أننا … أننا … أكثر من ذلك … اسمعي يا شوشو. لقد أخطأتُ حين جئت إلى هنا. لو كنت أعلم أن هذا سيحدث لما جئت. ولكن هذا لا ينهض عذرًا لي. أنا الملوم. ماذا جرى؟ أتبكين؟ يا ألله»!

وجذبها إليه فأسندت خدها إلى صدره وهي تنشج فكاد قلبه يتمزق رقة لها وعطفًا عليها وعلى نفسه أيضًا؛ ولم يسعه إلا أن يهمس في أذنها: شوشو يا فتاتي الساحرة. ازجري العين عن بكاها. إنك تعلمين أني أتصنع أني كاذب لا أعني ما أقول. إني مجنون بك وسأظل مجنونًا. هذه هي الحقيقة وليكن ما شاءت المقادير فلن تصبو نفسي إلى غيرك.

وكان صوته يرتعش ويده ترتجف وكيانه كله يهتز فالتفت ذراعها بعنقه وقالت هامسة: أعرف ذلك.

وهدأت الأعصاب، وبعد لحظةً ادار إليها وجهه ولثم شفتيها ثم قال: اصغي إلي. فما أستطيع أن أرفع صوتي. سأبكي إذا فعلت.

فدنت منه حتى لصقت به، وشد هو نفسه حتى خيل إليه أنه صار كالصخرة، ولكن صوته ظل متهدجًا على الرغم منه.

– إني اكبر منك سنًا وأكثر تجارب، ولم يكن من حقي أن أدع الأمر بيننا يبلغ هذا الحد، وعلى أن لك على صغرك وغضارة سنك وقلة خبرتك، من الذكاء ما يعينك على التقدير السديد والنظر السليم، وإني لأعلم كما تعلمين أن بيننا.. تفاهمًا.. تفاهمًا مباركًا.. ولست أعتقد أن بين اثنين سوانا مثل هذا التعاطف الطبيعي. كلانا خلق لصاحبه، ولكن لهذه الأمور مقتضياتها، مستلزمات لا مفر منها ولا معدى عنها، إذا لم يكن الزواج هو المصير فليس يجوز أن ينشأ بيننا أو يظل مثل هذا التفاهم. إنه تحدٍّ للطبيعة: أن يتحاب اثنان ثم لا شيء. الشأن شأننا في الحقيقة. والأمر لا يعني سوانا ولكن الأيام مقلوبة. والعادات والتقاليد سخيفة ومنافية للعقل والواجب. صارمة أيضًا. ونحن نوشك أن نحدث في سورها ثغرة … أن نقتحم الحصن المنيع الذي بناه الجهل … ولست أراك تقوين على ذلك. ولا أحسبني خيرًا منك. ينبغي أن نفتح عيوننا. عاجلًا أو آجلًا. أنا أوثر أن يكون ذلك آجلآ. وهو أحلى وأعذب وأندى على النفس. ولكنه لن يكون إلا حلمًا مهما طال. ونحن ننسى أحيانًا مصير كل شيء لا يساير التيار، ولا يوافق الزمن ولا يطابق روح الأيام. وإذا كان لابد من التحطم على صخور التقاليد فليكن ذلك … اليوم».

فخنقت الفتاة عبرتها وتعلقت به يائسة ثم قالت، وكلتا ذراعيها حول عنقه ووجهها مدفون في صدره: لا أقدر … لا أقدر … مرة واحدة … كلا لا أقدر.

فمسح لها شعرها في رفق وقال: «لابد … وإنك لتعلمين ذلك. لابد أن نكسر قلبينا».

فقالت: «نكسر؟ ولكن أوه! أوه! لماذا نمزق قلبينا؟ دعني أيامًا … أمهلني وقتًا كافيًا. لا هكذا في دقيقة واحدة، بالتدريج، إبراهيم. بالتدريج، ليبقى لي شيء أذكره. أحلم به. أدّخره للأيام السود. دع لي شعاعًا واحدًا من النور، لا أكثر، لا تهشم حياتي كلها اليوم. لا تمح دنياي بلفظة. حتى التعذيب يجب أن يكون تدريجًا ليحتمل».

فابتسم لها — في عينيها.

وكما أن لمسه ألانه وفتره وسرَّى عنه أيضًا، كذلك ضعفها قواه وأمر عزمه وقال: كلا! يا شوشوِ. ليس هذا خليقًا بك. يجب أن نصدق أنفسنا ونكون أقوى منها أيضًا. نحلق فوق مقاديرنا. وسيفسد كل شيء إذا لم نختم هذه الحكاية الآن ثم ننهض مبتسميْن. لقد غرسنا معًا أجمل زهرة. ونمت وتفتحت حتى صارت منى النفس وريحانة العين والأنف — حسن منظر وذكاء مشم. وقد آن أن نقطفها … يجب أن يكون قطفها كما ينبغي. لا ورقة ورقة، فلا تبقى هناك زهرة. وتصوري جمال الذكرى. ذكرى الزهرة الجميلة التي كانت لنا والتي لم نخف أن نقطفها … لما أينعت … سنزهى بذلك ونسعد أيضًا حين نذكره. نذكر زهرتنا التي لم ندعها تذبل أو تموت … ويجب أن نقطفها بابتسامة يا شوشو من أجلك وأجلي …».

– أوه! إن هذا كالموت. لا أستطيع أن أواجهه.

– بل تقدرين معي. نحن الاثنين نستطيع أن نواجه أي شيء، وماذا يعنينا من الموت ما دمنا نستطيع أن نسير في الحياة بقلب سليم؟

فرفعت شوشو رأسها وقالت: أنت محق. يجب أن نسير بقلوب سليمة.

وتحولت عينها إلى النافذة وارتفعت منها إلى السماء. ثم ارتدت إليه ومدت يدها البضة ولمست شعره ومشطته بأصابعها إلى الوراء وتركها هو تداعب شعره كما تحب؛ ثم قالت وهي باسمة وفي صوتها حنو دافق: فلنقطف زهرتنا الآن.

فابتسم لها..

والتقت شفاههما في قبلة طويلة ودارت الأرض حولهما، ثم أرخى ذراعيه فتخلت عنه وتناول كفها فلثم أطراف أصابعها ثم اضطجع على الكنبة وأخرج سيجارة وأخذ يلعب بها وهو يفكر ويبتسم، ثم رفع رأسه وقال: شوشو، ما قولك في مكثى أيامًا أخرى؟ لقد كنت معتزمًا أن أرحل، لكني أظن أننا نستحق أن نبقى معًا قليلًا — كأخوين!

فقالت وهى تنهض وتشده معها: «لقد ترفقت بي على الرغم من قسوتك».

وغادرا الغرفة معًا إلى حيث أختها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤