تصدير

ليس موضوع كتابنا هذا دراسة الفن الإسلامي عامة؛ وإنما نريد أن نتتبع فيه تطوُّر هذا الفن في مصر دون غيرها من الأقطار التي شملتها الإمبراطورية العربية.

على أن لتاريخ الفن الإسلامي في مصر حلقاتٍ وعصورًا، ولكلٍّ من هذه صفات تميِّزها، ومن ثَمَّ آثرنا أن نقسِّم دراسة الفنون في مصر الإسلامية إلى ثلاث مراحل؛ الأولى: تبدأ بالفتح العربي وتنتهي بسقوط الدولة الطولونية، والثانية: تشمل عصر الفاطميين، وتحتوي الثالثة على عصر المماليك، وإن بقيَتْ في تاريخ مصر قبل العصور الحديثة أسرتان مالكتان لم يَرِد لهما ذِكْر في هذا التقسيم، وهما أسرتا: الإخشيديين، والأيوبيين؛ فليس ذلك إلا لأن الفن في عهدَيهما لم تكن تُخصِّصه مميزات كثيرة ظاهرة، بل كان في أكثر الأحايين يتبع الفن الذي سبقه، ويُمهِّد للفن الذي تلاه.

وقد رأينا تسهيلًا للدرس أن نخُص كل مرحلة من هذه المراحل بجزءٍ من كتابنا، ويسرُّنا أن نقدِّم الآن للقُرَّاء ولزائري دار الآثار العربية الجزء الأول، نتتبَّع فيه تطوُّر الفن الإسلامي في مصر حتى نهاية العصر الطولوني. وقد كان في استطاعتنا أن نجعل العصر الطولوني عنوانًا لهذا الجزء من الكتاب، فسيرى القُرَّاء أنه لم يبقَ من الأبنية الإسلامية ما يمكن إرجاعه بتمامه إلى ما قبل زمن الطولونيين، كما أن معلوماتنا عن تاريخ الفنون الفرعية قبل بني طولون ضئيلة غير وافية.

زكي محمد حسن

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤