الفصل الثاني

العمارة الدينية

ليست دراسة العمارة الدينية في عهد الطولونيين أمرًا من الصعوبة بمكان يُذكَر، والفضل في ذلك يرجع إلى جامع أحمد بن طولون الذي لم تُغيِّر العصور الطويلة كثيرًا من معالمه، فبقي حتى العصر الحاضر دليلًا على ما بلغته العمارة من تقدُّم في صدر الإسلام. ولا غرو؛ فقد كانت العمارة أجلَّ الفنون عند المسلمين، فبلغوا فيها شأوًا بعيدًا، ولم يكن للفنون الفرعية لديهم قُوام إلا بالعمارة، فأخذوا عن الأمم التي اختلطوا بها ما أخذوا، وابتدعوا أساليب جديدةً غايةً في العظمة والجمال.

ونحن إذا لاحظنا أن جامع عمرو بن العاص لم يبقَ على حاله كما كان في عصر بنائه، وأنه أُدخِل عليه من الإصلاحات الكثيرة، وأُضيف إليه من الأبنية المُستحدثة ما غيَّر معالمه الأولى؛ رأينا أن جامع ابن طولون أهمَّ الآثار العربية في مصر، وأقدم شاهد على المدنية الإسلامية فيها.

على أن هذا المسجد الجامع ليس المسجد الوحيد الذي يُنسَب إلى أحمد بن طولون؛ فهناك مسجد آخر يُسمُّونه: مسجد التنُّور، بناه ابن طولون في أعلى جبل المقطم بعد أن ضاق جامع العسكر بالمصلين من جُند الأمير وعامة الشعب.

وقال المقريزي وغيره من أصحاب كتب الخطط: إن مسجد التنُّور هو موضع تنُّور فرعون، كان يوقَد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب منصرفًا من عين شمس. ويُقال: إن تنُّور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قُوَّاد أحمد ابن طولون يُقال له وصيف قاطرميز، فهدمه وحفر تحته، وقدَّر أن تحته مالًا، فلم يجد فيه شيئًا. ويذكر الشاعر الطولوني سعيد القاص مسجد التنُّور في الأبيات الآتية من قصيدته المشهورة التي يُعدِّد فيها مناقب الدولة الطولونية:١
وتنُّور فرعون الذي فوق قلة
على جبلٍ عالٍ على شاهق وعر
بنى مسجدًا فيه يروق بناؤه
ويهدي به في الليل إن ضلَّ من يسري
تخال سنا قنديله وضياءه
سُهيلًا إذا ما لاح في الليل للسفر
ولكن الظاهر أن مسجد التنور لم تُقَم فيه الجمعة قطُّ،٢ ونحن نعلم أن الخليفة عمر بن الخطاب لما مصَّر الأمصار، كتب إلى عُمَّاله فيها أن يتخذ كل منهم مسجدًا للجماعة، وتتخذ القبائل مساجد أخرى تتركها يوم الجمعة للانضمام إلى مسجد الجماعة، ولما قدِم ابن طولون ديار مصر كانت الجمعة تُقام بجامع عمرو بن العاص وبجامع العسكر، إلى أن بنى الأمير مسجده الجامع على جبل يشكر.
والرواة مختلفون في سبب تسمية هذا الجبل، فابن دقماق يروي أن: يشكر الذي ينسبونه إليه كان رجلًا صالحًا،٣ والقضاعي ينسبه إلى: يشكر بن جُزيلة من قبيلة لخم التي اتخذَتْ خطتها في هذا الجبل بعد أن تمَّ للعرب فتح مصر.٤

ومهما يكن من شيء فإن ابن طولون أراد أن يكون له مسجد كبير يتضاءل جانبه جامع عمرو وجامع العسكر، ويدل على عظمة الأمير، ورخاء البلاد في عصره.

موقع الجامع الطولوني وتاريخ إنشائه

اختلف المؤرخون في تاريخ إنشاء الجامع، فقال المقريزي:٥ إن بنيانه ابتدأ سنة ٢٦٣ هجرية  (٨٧٦-٨٧٧ ميلادية). وخالفه ابن دقماق وأبو المحاسن بن تغري بردي، فذهبا إلى أن الشُّروع في تشييده كان سنة ٢٥٩ﻫ  (٨٧٣-٨٧٤م).٦ ويذكر الكِندي أن ابن طولون ابتدأ في تشييد مسجده سنة ٢٦٤ﻫ  (٨٧٧-٨٧٨م)، وأتمَّه في سنة ٢٦٦ﻫ  (٨٧٩-٨٨٠م)،٧ ولكن الصواب ما ذكره المقريزي من أن الفراغ من بناء الجامع كان في سنة ٢٦٥ﻫ  (٨٧٨-٨٧٩م)، وهو التاريخ الوارد في الكتابة التاريخية التي وُجدتْ بالجامع منقوشةً بالخط الكوفيِّ على لوح من الرخام،٨ والتي يجد القارئ نصَّها في كتاب الأستاذ محمود عكوش عن الجامع الطولوني (ص٢١ وما بعدها).

ولا يزال جامع ابن طولون قائمًا بين القاهرة والفسطاط في حي السيدة زينب الآن، ولسنا نجهل أن المباني قد امتدت منذ قرون طويلة بين الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة حتى اتصلَتْ عواصم مصر كلها، وأصبحت بلدًا واحدًا، هو العاصمة الحالية.

وقد كان جبل يشكر الذي أُقيم عليه الجامع موضعًا مباركًا، يعتقد الناس بفضائله، وبأن الدعاء يُستجاب فيه، ويزعمون أن الله عزَّ وجلَّ كلَّم موسى عليه.٩

مهندس الجامع

عَهِد ابن طولون ببناء مسجده الجامع، والعَين التي أرادها بظاهر المعافر — والتي سيأتي الكلام عليها — إلى مهندس مسيحي، يصفه المقريزي بأنه كان رجلًا نصرانيًّا حسن الهندسة حاذقًا بها، وأكبر الظن أن هذا المهندس لو كان بيزنطيَّ الأصل؛ لقال المقريزي إنه رومي، ولسنا نستطيع أيضًا القول بأنه كان مسيحيًّا من مصر؛ لأن المقريزي لم يكن ليغفل عن إيضاح ذلك والنص بأن المهندس كان قبطيًّا.

فنحن نُرجِّح إذن أن المهندس المذكور كان عراقيَّ الأصل، ولا يبعد أن يكون قد قدِم إلى مصر في رِكاب ابن طولون، أو أن يكون هذا قد أرسل في استدعائه عندما عقد العزم على تشييد المسجد الجامع وغيره من الأبنية.

ومهما يكن من شيء فإن طراز العمارة الطولونية يُنبئ عن صناعة عراقية، فضلًا عن أن ما بها من زخارف جِصِّية يجعلنا نحكم بأن المهندس الطولونيَّ أتى من سامرَّا، أو كان على الأقل خبيرًا بما ازدهر فيها من فنون.

رسم الجامع ووصفه

يتكوَّن الجامع من صحن مربَّع مكشوف، مساحته ٩٢٫٣٠ × ٩١٫٩٥ مترًا؛ أي نحو ٨٤٨٧ مترًا مربعًا، وتحيط به أروقة من جوانبه الأربعة، وأكبر هذه الأروقة فيه القبلة. ويشمل خمس بلاطات travées، بينما يشمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى بلاطتَين. وبين جدران الجامع وسوره الخارجي ثلاثة أروقة خارجية حول بلاطات المؤخِّر والجانبين؛ أي من الجهات الشمالية الشرقية والغربية. وهذه الأروقة الخارجية (أو الزيادات كما يسميها ابن دقماق) مضافة إلى مساحة الجامع نفسه تُكوِّن مربعًا ضِلعاه ١٦١٫٧٣ مترًا × ١٦٢٫٥٠ مترًا.١٠
ويُعلِّل ابن دقماق بناء هذه الأروقة بأن الجامع ضاق عن المصلين، فقالوا لابن طولون: نريد أن تزيد لنا فيه زيادة؛ فزاد فيه هذه الزيادة بظاهره.١١
ولكنا نعلم الآن بأن مثل هذه الزيادات كان موجودًا في المسجد الجامع بسامرَّا (٨٤٧م) وفي مسجد أبي دلف.١٢
ولسنا نؤيد ما يذهب إليه بعض العلماء من أن أصل هذه الزيادات راجع إلى أن المساجد الأولى في سامرَّا كانت مساجد حربية، وأنها لم تكن مُعدَّة للجيوش المنصورة فحسب، بل كانت تتخذ شكل المعسكرات.١٣ والواقع أنه لم يكن في سامرَّا جيوش منصورة ولا معسكرات في المساجد لتلك الجيوش. وقد كتب الأستاذ الدكتور كونل DR. KÜHNEL عند كلامه عن الأبراج في جدران المسجد الجامع بسامرَّا: «إن الجدران الخارجية التي تقويها الأبراج تُذكِّر بمساجد المعسكرات» Die mit Rundtürmen verstärkte Umfassungsmauer erinnert noch an die Lagermoscheen.١٤

ولكن مساجد المعسكرات نفسها لم توجد في سامرَّا.

وقد زعمَتِ الآنسة آلنشتيل أنجل AHLENSTIEL-ENGEL في كتابها عن الفن العربي١٥ أن الجامع الطولوني كان من مساجد المعسكرات.

وقالت أيضًا: إن مسجدًا آخر من مساجد المعسكرات بُني قبل عصر ابن طولون، وأُطلق عليه اسم: العسكر. وفاتها أن هذا الاسم أُطلِق في الإسلام على المدن التي أنشأها قُوَّاد الجيوش الإسلامية محل معسكراتهم، وأنه أصبح في مصر عَلَمًا على الضاحية التي اتخذها وُلاة بني العباس حاضرةً للبلاد شماليَّ الفسطاط، وسُميَ جامع العسكر بهذا الاسم نسبةً إلى تلك الضاحية التي أُقيم فيها.

وذكر الأستاذ عكوش ما ذهب إليه باسكال كوست من أن الغرض من إحاطة المسجد بالأروِقة: أن يكون بعيدًا عن أن تصل إليه الضوضاء من الخارج.١٦
هذا ومن المعروف أن القاضي المصري الحارث بن مسكين (سنة ٨٥٢) أمر ببناء زيادة غربيَّ جامع عمرو.١٧

وأكبر الظن أن مثل هذه الأروقة الزائدة اتُّخذت في غير المسجد الطولوني، وفي غير مسجدَي سامرَّا وأبي دلف، وفي رأينا أن الباعث إليها ما ذكره ابن دقماق، وهو الرغبة في تكبير الجامع وزيادته.

وكانت الأروقة الثلاثة الخارجية في الجامع الطولوني تحيط بها أسوار توازي جدران المسجد وتقل عنها في الارتفاع، وعليها شرفات مُخرَّمة غريبة الشكل، وبها أبواب تُقابل أبواب المسجد، كانت كلها بسيطةً لا تضارِع في الفخامة ما اتُّخِذ من الأبواب في المساجد المتأخِّرَة.

مواد البناء

وجامع ابن طولون مُشيَّد بآجُر أحمر غامق، مقياسه في المتوسط ٠٫١٨ × ٠٫٠٨ × ٠٫٠٤، ومداميكه واحد يرص بطول الطوبة على امتداد الجدار، يليه آخر يُرصُّ بعرض الطوبة عموديًّا على طول الجدار، وهكذا على النحو الذي يسميه البناءون — كما يقول الأستاذ عكوش — مداميك أدِّية وشناوي،١٨ ولحام الآجُر بعضه ببعض سميك، وفيه شيء من الانتظام، وهناك طبقة سميكة من الجِصِّ تُغطي أبنية الجامع كلها، كالعادة التي اتُّبِعَتْ في العمارة بسامرَّا.
ومع أن استعمال اللَّبِن والآجُر دون غيرهما من مواد البناء كان خاصةً من خواصِّ العمارة في العراق؛ حيث تتطلبه طبيعة الأرض وقلَّة الأحجار؛ فإننا لا نظن أن بناء الجامع الطولوني بالآجُر كان سببه أن المهندس عراقي الوطن كما ظن الأستاذ سلادان H. SALADIN.١٩
والواقع أن أقدم الأبنية الإسلامية في مصر وهو مقياس النيل في الروضة مُشيَّد بالحجر، ولكننا نعلم بالرغم من ذلك أن البنَّائين في مصر استعملوا اللَّبِن والآجُر حتى أوائل العصر الفاطمي (آخر القرن العاشر)، حين نرى الحجر مستعملًا لأول مرة في باب مسجد الحاكم ومَنارتَيْه.٢٠ هذا ولسنا نجهل أن الآجُر واللَّبِن كانا معروفَين في العمارة عند قدماء المصريين.٢١
ومهما يكن من شيء فقد زعموا أن ابن طولون لمَّا عقد العزم على تشييد الجامع قال: أريد أن أبني بناءً إن احترقَتْ مصر بقي، وإن غرقت بقي، فقيل له: يُبنى بالجير والرماد والآجُر الأحمر القويِّ النار إلى السقف، ولا يُجعَل فيه أساطين رخام؛ فإنه لا صبر لها على النار. فبناه هذا البناء.٢٢

الدعائم

وممَّا يلفت نظر علماء الآثار في جامع ابن طولون: أن أقواس الأروِقة أو طاراتها مرفوعة على دعائم ضخمة من الآجُر المُجَلَّل بطبقة سميكة من الجِصِّ، فتلك أول مرة لا نلاحظ فيها استعمال العُمُد التي كان المسلمون يأخذونها من الكنائس والمعاهد القديمة، كما فعل قبلهم القبط والقوط VISIGOTHES حين كانوا يهدمون الأبنية الأثرية؛ لاستخدام موادها في أبنية جديدة.٢٣

ومن السهل أن نتصوَّر أنه في عصر ابن طولون كانت المباني التي توجد فيها الأعمدة التي يمكن نقلها إلى الأبنية الجديدة قد نفدَتْ محتوياتها أو كادَتْ، فضلًا عن أنه لو تيسَّر الحصول عليها؛ فإن التوحيد بين أشكالها وأحجامها والتوفيق بين تيجانها وقواعدها كان يتطلَّب نفقات باهظة، ووقتًا غير قصير.

وقد يكون الأمير أراد ألا يستخدم في مسجده أعمدةً الرخام، ظانًّا — كما قيل له — أنه لا صبر لها على النار، ومعتقدًا أن اتخاذ الدعائم من الآجُر يزيد بنيان الجامع ثباتًا، ولعله لم يكن مُخطِئًا في هذا الظن الذي لا يقلِّل من قيمته ما نراه من العطب الذي حلَّ ببعض المساجد الأخرى كجامع بيبرس، بالرغم من أن الدعائم اتُّخِذَتْ فيها بدل العُمُد، فالواقع أن ما حلَّ بتلك المساجد يرجع إلى عبث الجُند بها وبنائها على أرضٍ غير ثابتة.

ومهما يكن من شيء؛ فإن الأقاصيص تريد أن تجعل لتوَرُّع ابن طولون دخلًا في تفضيله دعائم الآجُر على عُمُد الرخام؛ فتزعُم أنه عندما أراد بناء الجامع قدَّر له ٣٠٠ عمود من الرخام، فقيل له: إنه لا سبيل إلى الحصول عليها إلا إذا خرَّب الكنائس في الأرياف، فلم يقبل ذلك، وبلغ الخبر المهندس النصراني الذي كان قد تولَّى بناء العيون التي سنعود إلى الكلام عليها — وكان قد ألقى به في غياهب السجن — فكتب إلى ابن طولون يقول: «أنا أبنيه لك كما تحب وتختار بلا عُمُد إلا عمودَي القبلة، فأحضره ابن طولون، وقد طال شعره حتى نزل على وجهه، فقال له: ويحك ما تقول في بناء الجامع؟ فقال: أنا أصوِّره للأمير؛ حتى يراه عيانًا بلا عُمُد إلا عمودَي القبلة؛ فأمر بأن تُحضَر له الجلود فأُحضِرَتْ، وصوَّره له، فأعجبه واستحسنه وأطلقه، ومنحه مائة ألف دينار، فقال له: أنفِق، وما احتجت إليه بعد ذلك أطلقناه لك. فوضع النصراني يده في البناء في الموضع الذي هو فيه، وهو جبل يشكر، فكان ينشر منه ويعمل الجير ويبني، إلى أن فرغَ من جميعه وبيَّضَه.٢٤
على أن لهذه الدعائم المستعملة في الجامع الطولوني مَيزةً معمارية، فإن لكل منها في الزوايا الأربع عمودًا من الآجُر مندمجًا فيها، ولا غرض من هذه العُمُد إلا الزينة؛ نظرًا لأن الثقل الحقيقي واقع على الدعائم نفسها، وهناك أمثلة عديدة في تاريخ العمارة القديمة والعمارة الإسلامية لأعمدة اتُّخذَتْ في أركان الدعائم المربَّعة أو المستطيلة: من ذلك ما وجده العالمان الفرنسيَّان دي مرجان DE MORGAN، ودي سرزك DE SARZEK في تلُّو وسوزا TELLO & SUSE،٢٥ وما وُجد في سورية والرقة وأُخَيضِر وديار بكر.٢٦
هذا وقد كانت للمسجد الجامع في سامرَّا قوائم من الآجُر، في أركانها أعمدة من الرخام وليست من الآجُر أو اللَّبِن كما زعم المسيو هنري تراس H. TERRASSE.٢٧
وقد لخَّص الأستاذ الدكتور كونل DR. KÜHNEL ما طرأ على العمارة الإسلامية من تغيير منذ استولَتِ الدولة العباسية على مقاليد الحكم، وأصبحَتْ سيادة الإمبراطورية الإسلامية للعراق دون الشام، فقال:٢٨
In der Folge bedingte der Primat Mesopotamiens eine wesentliche Änderung insofern. als man jetzt ganz zum Backsteinban iiberging und nicht mehr monolithe Säulen verwendete, sondern gemaurete Pfeiler, meist mit eingestellten Ecksäulen. Auf denen durehgängig Spitz-oder Kielbogen ruhten.

وملخص هذا أن انتقال السيادة إلى العراق أدَّى إلى تغيير كبير في أساليب العمارة؛ فانتقل البناءون إلى استعمال الآجُر بدلًا من الحجر، وإلى بناء القوائم عِوضًا عن اتخاذ الأعمدة، وإن كانوا في أكثر الأحيان عملوا على تجميل تلك القوائم بأعمدة مندمجة في أركانها.

التيجان

وللأعمدة التي تظهر في أركان الدعائم بالجامع الطولوني تيجان chapiteaux بسيطة على شكل نواقيس، على أسلوب التيجان الكورنثية ذات الورق المُسمَّى «شَوك اليهود»، ولكنها لا تساويها جمالًا وإتقانًا، والورق في هذه التيجان الطولونية محفور وليس بارزًا.

العقود Les ares

والأقواس أو القناطر التي تقوم فوق دعائم الجامع الطولوني من الطراز الستينيِّ، أو هي عقود منكسرة تجاوَزَتْ قليلًا حدود المراكز légèrement outrepassés. وقد وُجدت العقود المنكسرة في طاق كسرى بإيران، وفي العمارة القبطية البيزنطية، وفي مقياس النيل. وقُصارى القول أن منها أمثلةً كثيرةً في العصور التاريخية المختلفة، ولسنا نعتقد بأنها من خصائص العمارة العربية، وأنها انتقلَتْ منها إلى العمارة القوطية كما زعم كثيرون من علماء الآثار.٢٩
هذا وإننا نرى فوق كل دعامة فيها بين القوسين dans les écoinçons entre les arcades طاقة صغيرة عقدُها ستينيٌّ كالعقود الكبيرة، وقمَّتها ترتفع إلى مثل ارتفاعها، والغرض منها تحلية البناء، وتخفيف الثِّقَل عن الدعائم، وهذا أسلوب عراقي نجده في مسجد أبي دلف بسامرَّا، وهو أقدم من الجامع الطولوني ببضع سنين.

المنارة٣٠

تقع منارة الجامع الطولوني في الرواق الخارجي الغربي، فتكاد لا تتصل بسائر بناء الجامع، هذا فضلًا عن أن شكلها يستلفت الأنظار، ويسترعي الانتباه، فإنه لا نظير لها في الأقطار الإسلامية، اللهم إلا بالمسجد الجامع، وبمسجد أبي دلف بسامرَّا، ووجه الغرابة فيها أنها تتكوَّن من قاعدة مربعة، تقوم عليها طبقة أسطوانية عليها أخرى مُثمَّنة، وأن مَراقيها من الخارج على شكل مُدرَّج حلزونيٍّ.

وهذه المنارة مَبنيَّة بالحجر، وارتفاع قمَّتها عن أرض الجامع نحو ٢٩ مترًا، ولكنَّها ضخمة لا تناسُب في أبعادها.

وعلماء الآثار مختلفون في تحديد العصر الذي ترجع إليه المنارة الحالية؛ فبعضهم لا يشك في نسبتها إلى أحمد بن طولون، ويميل آخرون إلى القول بأنها من العصر الفاطمي، ويعتقد فريق ثالث بأنها من بناء السلطان لاجين حين عمَّر المسجد. وليس هنا مجال مناقشة هذه الآراء؛ فقد فصَّلها الأستاذ كريزول CRESWELL في مؤلَّفاته العديدة، ولخَّصها الأستاذ عكوش في كتابه عن المسجد الطولوني.٣١ ومهما يكن من شيء فإن علماء الآثار الذين لا يُسَلِّمون بأن المنارة الحالية ترجع إلى عصر ابن طولون، يعتقدون في الوقت نفسه أنها في جوهرها صورة من نموذج قديم بُنِي في العصر المذكور؛ فقد روى المقريزي عن القضاعي قوله:
وبناه على بناء جامع سامرَّا، وكذلك المنارة.٣٢
وقد فطن مؤلفو العرب إلى غرابة هذه المنارة؛ فأخذوا يروون القصص عن سبب بنائها على هذا الشكل، وقالوا إن أحمد بن طولون كان ساكن المجلس، لا يعبث بيده أبدًا، واتفق له ذات مرة أن أخذ دَرَج ورق بيده وأخرجه ومدَّه، واستيقظ لنفسه؛ فتعجَّب أهل المجلس من ذلك، ونظر بعضهم إلى بعض، ففطن ابن طولون، فقال: أنا فعلت ذلك لأني أردت أن أبني منارة الجامع على هذا المثال، وأمر فأُتِي بالمعمار، وطلب إليه تنفيذ ذلك.٣٣

فهذه المنارة منسوبة دائمًا لابن طولون، والواقع أنه لا صلة بينها وبين منائر العصور التالية، وأكبر الظن أنها لم تدخل في الرسم الذي وضعه المهندس للجامع الطولوني، وإنما أُقيمَتْ على هذا الشكل تحقيقًا لرغبة ابن طولون نفسه، متأثِّرًا بما رآه من المنائر في سامرَّا، ولا سيَّما أنه لم تكن في مصر إذ ذاك مآذن يمكن أن يُنسَج على منوالها؛ فلا شك في أن المآذن التي بناها الأمير مسلمة بن مخلد الأنصاري في جامع عمرو كانت أوَّلية وبسيطة، لا تتفق والعظمة التي أرادها ابن طولون لمسجده الجامع.

هذا ولا تزال أطلال المنارة التي بناها المتوكل في سامرَّا موجودة، وتُعرف باسم: المنارة الملويَّة، وليس الشبه تامًّا بينها وبين منارة الجامع الطولوني؛ فإن بناء الأولى حلزونيٌّ من أسفلها، يدور ستَّ مرات صاعدًا بانحدار قليل، يقوم مقام الدَّرَج الذي نراه في المنارة الطولونية، التي تمتاز فوق ذلك بقاعدتها المربَّعة.٣٤

ومما يستحق الذكر أننا نجد عن الخليفة المتوكل والمنارة الملويَّة بسامرا نفس القصة التي تُروى عن ابن طولون ودَرَج الورق الذي كان يلهو به ثم جعله نموذجًا للمنارة.

على أن بعض علماء الآثار فطِنَ إلى أوجه الشبه بين منارات المسجد الجامع بسامرَّا، ومسجد أبي دلف، والمسجد الطولوني، وبين المعابد القديمة التي اتخذها السومريون في بلاد الجزيرة، والتي تُعرَف باسم الزيجورات Ziggourats،٣٥ أو معابد النار التي كانت للساسانيين، والتي تُعرَف باسم: اتشكاه.٣٦ ولا يتطلب ذلك أن نستبعد أن يكون المهندس نصرانيًّا عراقيًّا، وأن نظنه من المجوس،٣٧ فإن الفنون الإسلامية فيها من الذكريات الساسانية ما يجعلنا لا نجزم بمجوسية المعمار أو الفنَّان كلما وجدنا في الأبنية أو التحف الأثرية بعض التأثير الإيراني القديم.
ولاحظ بعض العلماء أن هناك شَبهًا بين منارة الجامع الطولوني وبين فنار الإسكندرية الذي ورد ذِكْره في كثير من المؤلفات العربية، والذي وصفه المقريزي بأنه: «ثلاثة أشكال: فقريب من النصف وأكثر من الثلث مربَّع الشكل، بناؤه بأحجارٍ بِيض، ثم بعد ذلك مُثَمَّن الشكل مبنيٌّ بالحجر والجِصِّ، وأعلاه مُدوَّر».٣٨
وأشار الدكتور كونيل DR. KÜHNEL إلى الشبه الموجود بين المنارة الطولونية، وبين كثير من المباني الصينية التي يرجِع عهدها إلى أسرة طانج TANG٣٩ (٦١٨–٩٠٧م).

ولسنا نريد أن نتحدث هنا عن التعديلات التي أُدخِلَتْ على المنارة، ولا عن العقدَين اللذين يصلانها بالمسجد؛ فذلك كله يرجع إلى زمن متأخر، ولا يتعلق بالعصر الذي ندرسه الآن.

القبة القائمة وسط الصحن

نرى الآن في وسط صحن الجامع الطولوني ميضأةً مرفوعًا عليها قُبَّة، كان قد تهدَّم بعض أجزائها فأصلحَتْه لجنة حفظ الآثار العربية فيما جدَّدته في الجامع المذكور.

ومهما يكن من شيء فإن هذه القبة لا يرجع عهدها إلى العصر الطولوني، بل أمر بإنشائها السلطان لاجين حين عمَّر الجامع سنة ١٢٩٦، وعلى ذلك فهي لا تدخل في الدراسة التي نحن بصددها الآن.

ولكن المعروف أن ابن طولون حين شيَّد الجامع جعل في وسطه بناءً وصفه المقريزي بعبارة مضطربة، فقال: «قُبَّة مُشبَّكة من جميع جوانبها، وهي مُذهَّبة على عشرة عُمُد رخام، وستة عشر عمود رخام في جوانبها، مفروشة كلها بالرخام، وتحت القُبَّة قصعة رخام فسحتها أربعة أذرُع، في وسطها فوَّارة تفور بالماء، وفي وسطها قُبَّة مزوَّقة يؤذَّن فيها، وفي أخرى على سُلَّمها، وفي السطح علامات الزوال، والسطح بدرابزين ساج»، ولعل المقصود بذلك كما كتب الأستاذ عكوش: أن هذا البناء كان على شكل مُخمَّس، ترتكز كل زاوية من زواياه على عمودَين، وحول ذلك مُثمَّن محمول على عُمُد بالترتيب السابق، وتحت القُبَّة قصعة من رخام، قُطرها أربعة أذرع (أعني مترَين وثلاثين سنتيمترًا)، وفي وسطها فوَّارة. والظاهر بالرغم من اضطراب عبارة المقريزي وغموضها أن سطح المُثمَّن كان محوطًا بدرابزين ساج، ويُستعمل للأذان، وقيل: بل كان المستعمل لذلك السُّلَّم، وكانت على القُبَّة علامات الزوال.٤٠
وأكبر الظن أن تلك الفوَّارة لم تُتَّخَذ في الصحن إلا للزينة؛ فإنها لم تُستعمل للوضوء، بدليل ما رُوي من أن ابن طولون لما فرغ من بناء الجامع، دسَّ عيونًا لسماع ما يقوله الناس من العيوب فيه، فسمعوا رجلًا يقول إن المسجد تنقصه ميضأة، فقال له ابن طولون: أمَّا الميضأة فإني نظرت ما يكون بها من النجاسات فطهَّرته منها وأنا أبنيها خلفه. ثم أمر ببنائها،٤١ كما شيَّد أيضًا خزانة شراب جمع فيها الأدوية والأشربة، وجعل على خدمتها طبيبًا يجلس يوم الجمعة لإسعاف مَن يُصاب بأي حادث من المُصلِّين.٤٢

وقد احترقَتِ الفوَّارة المذكورة سنة ٨٩٦م/٣٧٦ﻫ وبُنيَتْ أخرى عوضًا عنها في حكم العزيز بالله الفاطمي سنة ٩٩٥م/٣٨٥ﻫ.

المحراب

لم تكن المحاريب — لتحديد اتجاه مكة — معروفةً في أوَّل الإسلام، وكان المقصود باللفظ قصرًا، أو جزءًا من قصر، أو مكان النساء في البيت، أو طاقةً فيها تمثال، وهناك على هذه الاستعمالات شواهد عدَّة، بيَّنها الأستاذ بدرسن PEDERSEN عند الكلام على المحاريب في المادة: «مسجد» بدائرة المعارف الإسلامية.٤٣ واستُعمل اللفظ في القرآن الكريم للدلالة على بعض هذه المعاني، كما استُعمل أيضًا بمعنى: المعبد؛ كله أو الجزء المُعَد فيه لإقامة الصلاة، ومن ذلك قوله عز وجل: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا،٤٤ وقوله تعالى: فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ.٤٥
وليس من شكٍّ في أن المسلمين أدخلوا في مساجدهم المحراب بالمعنى الذي نعرفه الآن؛ متأثرين بعمارة الكنائس عند المسيحيين، وبالحَنْية التي توجد في صدر الكنيسة، ويُسمَّونها بالفرنسية: abside.٤٦ وممَّا يستحق الذِّكْر أن هذه الحنيات يكون اتجاهها في الكنائس غالبًا إلى جهة الشرق، أي: جهة بيت المقدس. وقد فطِنَ كثيرون من مؤلِّفي العرب إلى أن المحراب مُتَّخَذ من حنية الكنيسة، وما لبثوا أن استخرجوا حديثًا نسبوا فيه إلى النبي أنه قال: «إن ظهور المحاريب التي تجعل المساجد تشبه الكنائس علامةً من علامات الساعة».٤٧
وكتب بعض العلماء في ذلك، فألَّف السيوطي مثلًا رسالة سمَّاها: «إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب».٤٨
وليس علماء الآثار متفقين في تحديد التاريخ الذي بدأ فيه استعمال المحاريب في المساجد، ولكن أكثرهم يعتقد أن ذلك كان في عصر الوليد بن عبد الملك (٧٥٥–٧١٥) حين اتخذ عمر بن عبد العزيز عامله على المدينة محرابًا في مسجدها، ويروون أيضًا أن قُرَّة بن شريك، عامل الوليد على مصر من سنة ٧٠٩ إلى سنة ٧١٥ هو الذي أدخل المحراب في مساجدها.٤٩
على أن هناك مساجد متأخرة لا محراب فيها، ومن ذلك: الجامع القديم الذي بُني بضريح الشيخ صفي الدين بأردبيل، في القرنَين السادس عشر والسابع عشر، والذي لا شيء يحدِّد اتجاه القبلة فيه إلا مدخله، وأكبر الظن أيضًا أن جامع أبي دلف بسامرَّا لم يكن له أي محراب.٥٠

ومهما يكن من شيء فإن في الجامع الطولوني ستة محاريب، لا يهمنا الآن إلا اثنان منها: الكبير، وهو الذي كان موجودًا في عصر ابن طولون، وقد عُمِلَتْ فيه إصلاحات عديدة، ثم محراب قديم بقيَتْ فيه زخارف طولونية متأخرة.

ويروي المقريزي أن مجلسًا عُقد في عصر الناصر محمد بن قلاون؛ للنظر في أمر المحراب الكبير، وأجمع أعضاؤه على أنه منحرف عن خط سَمْت القبلة إلى جهة الجنوب مُغرِّبًا بقدر أربع عشرة درجة.٥١ وذكر المقريزي في سبب هذا الانحراف: أن ابن طولون حين عزم على تشييد جامعِه بعث إلى محراب جامع المدينة من أخذَ سَمْتَه، فإذا هو مائل عن خط سَمْت القبلة المُستخرَج بالطُّرق الهندسية بنحو عشر درجات إلى جهة الجنوب؛ فوضع حينئذٍ محراب مسجده هذا مائلًا عن خط سَمْت القبلة إلى جهة الجنوب نحو ذلك؛ اقتداءً منه بمحراب مسجد الرسول، وقيل أيضًا: إن ابن طولون رأى النبي في منامه يَخُطُّ له المحراب، فلمَّا أصبح رأى النمل قد طاف بالمكان الذي خطَّه له النبي، فبنى المحراب على خط النمل، وغلب عليه طويلًا اسم: محراب النمل.

وقد وصل إلينا المحراب الطولوني بعد عمارة السلطان لاجين في حالة جيدة من الحفظ، فأجزاؤه القديمة وزخرفته تكاد تكون كلها موجودة، ويُلاحَظ أن عمق تجويفه في الجدران أكثر من عمق المحاريب الأخرى، ويكتنف هذا التجويف من كل من جانبَيه عمودان متلاصقان ومرتدُّ أحدهما عن الآخر، وتيجان هذه الأعمدة صناعتها بيزنطية، وبينها وبين الأبدان توافق وتناسُب حسن، وأكبر الظن أنه لم يُصنَع من هذه الأعمدة خصيصًا للمحراب إلا قواعدها، أمَّا بقية أجزائها فقد جُمعَت من أبنية قديمة، والتيجان الأربعة من الرخام المُفرَّغ، كل اثنين منها متشابهان، وصناعتها غاية في الدقة والإبداع، تتجلَّى في التزهير الموجود في اثنين منها، وفي عمل السَّلَّة والتوريق في التاجَين الآخرَين، ممَّا يوهم الناظر أن ما يراه من الجِصِّ لا من الرخام.

وفي تجويف المحراب الكبير كسوة من ألواح من الرخام المُلوَّن، فوقها نطاق من الفُسيفساء المُذَهَّبَة، ولكن هذه الكسوة والفسيفساء يرجع عهدها إلى زمن السلطان لاجين الذي جدَّد الجامع في سنة ١٢٩٥ م/٦٩٦ﻫ.

وإذا استثنينا زخرفة المحراب القديم التي سيأتي الكلام عليها، فإنه لم يبقَ في محاريب الجامع الطولوني ما يهمنا الآن الحديث عنه، ولسنا نريد أيضًا الكلام عن الذي عُمل بالمسجد من عمارات وتجديدات، وما حلَّ به من صروف الدهر،٥٢ ويكفينا أن نكرر ما ذكرناه من أن الجامع الطولوني قد احتفظ تقريبًا بكل تصميماته الأولى، وأصبح البناء الوحيد الذي توافَرَتْ فيه هذه الشروط في مصر وسورية قبل العهد الفاطمي. ويُلخِّص الأستاذ بريجز BRIGGS أهميته لدى علماء الآثار في العبارة التي ختم بها حديثه عنه، ونصها:٥٣
This absence of Arab monuments in Egypt and Syria prior to Ibn Tulun’s mosque and for a century after its completion makes it all the more an architectural landmark, standing in splendid isolation.
١  راجع: كتاب الوُلاة والقُضاة للكندي، ص٢٥٥؛ وZAKY M. HASSAN: Les Tulunides، ص٢٧٣ وما بعدها.
٢  راجع: خطط المقريزي، ج٢، ص٢٤٤ و٢٧٥ و٢٧٦؛ وتاريخ ووصف الجامع الطولوني لعكوش، ص١٠٥.
٣  انظر: الانتصار لابن دقماق، ج٤، ص١٢٣.
٤  خطط المقريزي: ج١، ص١٢٥؛ وصبح الأعشى للقلقشندي، ج٣، ص٣٤٤.
٥  خطط المقريزي: ج٢، ص٢٦١.
٦  الانتصار لابن دقماق: ج٤، ص١٢٣؛ والنجوم الزاهرة لأبي المحاسن: ج٣، ص٩.
٧  كتاب الوُلاة والقُضاة: ص٢١٩.
٨  انظر اللوحة رقم ١٠.
٩  انظر: صبح الأعشى للقلقشندي: ج٣، ص٣٤٤؛ وخطط المقريزي: ج١، ص١٢٥؛ والانتصار لابن دقماق: ج٤، ص١٢٣.
١٠  انظر: شكل رقم ٢، وشكل رقم ٣ من كتاب الأستاذ عكوش في تاريخ ووصف الجامع الطولوني.
١١  الانتصار لابن دقماق: ج٤، ص١٢٣.
١٢  انظر شكل ٥٠، وشكل ٥١ من كتاب: E. DIEZ: Die Kunst der Islamischen völker، ص٤٠.
١٣  قارن: HAUTECOEUR ET WIET: Les Mosquées du Caire، ص٢٠٨.
١٤  انظر: DR. KÜHNEL: Die Islamische Kunst، ص٣٩٠.
١٥  انظر: AHLENSTIEL-ENGEL: Arabische kunst، ص٢٣-٢٤.
١٦  راجع: تاريخ ووصف الجامع الطولوني لعكوش، ص٣٢.
١٧  انظر: كتاب الوُلاة والقضاة للكندي، ص٤٦٩.
١٨  راجع: تاريخ ووصف الجامع الطولوني لعكوش، ص٣٩.
١٩  انظر: Manuel d’art musulman, L’architecture، ص٩١.
٢٠  راجع: FRANZ PASCHA: Die Baukunst des Islam (Handbuch der Architektur, Zweiter Theil, Die Baustile, 3. Band, zweite Hälfte) ص٣٠، وBRIGGS: Muhammedan Architecture، ص١٨٤–١٨٦، وG. WIET: Précis de I’histoire d’Egypte، ج٢، ص٢٠٠.
٢١  راجع: MASPERO: L’archéologie égyptienne، ص١٠، وBOREUX: Antiquités égyptiennes، ج٢، ص٣١١.
٢٢  الانتصار لابن دقماق: ج٤، ص١٢٣؛ وخطط المقريزي: ج٢، ص٢٦٦.
٢٣  قارن: H. TERRASSE: L’art hispano-mauresque، ص٤١؛ ومقال الأستاذ BRIGGS في: The Legacy of Islam، ص١٥٦.
٢٤  خطط المقريزي: ج٢، ص٢٦٥.
٢٥  راجع: SALADIN: Manuel، ص٩١-٩٢.
٢٦  قارن: SALADIN: ibid، وG. BELL: Ukhaidir، ص٢٩–٣١؛ وSARRE & HERZFELD: Archäologische Reise، ج٢، ص٣٦٨؛ وVAN BERCHEM & STRZYGOWSKY: Amida، ص٤٤ و٣١٠؛ وRICHMOND: Moslem Architecture، ص٥٩.
٢٧  انظر: L’Art hispano mauresque، ص٣٠؛ وقارن: BRIGGS: Muh. Architecture، ص٥٤؛ وKÜHNEL: Die Islamische Kunst، ص٣٩٠.
٢٨  راجع: KÜHNEL: ibid، ص٣٩٠.
٢٩  راجع: HAUTECOEUR ET WIET: Les Mosquées، ص٢٠٩؛ وWIET: Corpus، ج٢، ص٧٤؛ وBRIGGS: Muh. Architecture، ص٢٣٩؛ وMIGEON: le Caire، ص٤٥؛ وThe Legacy of Islam، ص٦٢، ١٦٤، ١٦٦، ١٧٨.
٣٠  راجع: دائرة المعارف الإسلامية، ج٢، ص٣٠٢ من النسخة الفرنسية؛ ومقال الأستاذ CRESWELL في Burlington Magazine، عدد ٤٨ سنة ١٩٢٦، وDIEZ: Die Kunst der Islamischen völker، ص١٩ وما بعدها، وCRESWELL: Early Muslim Architecture، ج١، ص١١، ٣٥، ٣٨–٤٠.
٣١  ص٧١–٨٢. قارن: HAUTECOEUR ET WIET: Les mosquées، ص٢١٥-٢١٦، وCRESWELL: Brief Chronology، ص٤٧، وBRIGGS: ibid، ص٥٥.
٣٢  الخطط: ج٢، ص٢٦٦.
٣٣  خطط المقريزي: ج٢، ص٢٦٧. والانتصار لابن دقماق، ج٤، ص١٢٤.
٣٤  راجع: SARRE UND HERZFELD: Archäologische Reise، ج١، ص٩٦-٩٧، وE. T. RICHMOND: Moslem Architecture، ص٥٢.
٣٥  ظن بعض علماء الآثار أن الزيجورات مأخوذة عن الأهرام المدرَّجة عند قدماء المصريين، انظر: E. BABELON: Manuel d’Archéologie Orientale، ص٨٥.
٣٦  انظر: DIEULAFOY: L’art antique de la Perse، ج٤، ص٧٩ و٨٤؛ وVAN BERCHEM: Notes d’Archéologie في المجلة الآسيوية سنة ١٨٩١، ص٤٣٥؛ وPERROT ET CHIPIEZ: Histoire de l’art dans l’antiquité، ج٥، ص٦٥١.
٣٧  كما كتب الأستاذ عكوش في صحيفة ٧٦ من كتابه عن الجامع الطولوني.
٣٨  خطط المقريزي، ج١، ص١٥٧. قارن: VAN BERCHEM: Corpus، ج١، ص٤٨١؛ وRIVIORA: Moslem Architecture، ص١٣٨.
٣٩  انظر: KÜHNEL: Die Islamische Kunst، ص٣٩٠.
٤٠  تاريخ ووصف الجامع الطولوني لعكوش، ص٨٣-٨٤.
٤١  راجع: خطط المقريزي: ج٢، ص٢٦٧، ومادة: «مسجد» بدائرة المعارف الإسلامية، ج٣، صحيفة ٣٩٥ من النسخة الفرنسية.
٤٢  انظر: حسن المحاضرة للسيوطي، ج٢، ص١٥٤.
٤٣  صحيفة ٣٦٨ وما بعدها بالجزء الثالث من النسخة الفرنسية.
٤٤  قرآن كريم: سورة ١٩، آية ١١.
٤٥  قرآن كريم: سورة ٢، آية ٣٩.
٤٦  بالإنجليزية: apse، وبالألمانية: apsis، وكلها مشتقة من اللاتينية: apsis, absida، واليونانية: apsis, apsidos، بمعنى: دائرة، أو عقد، أو قُبَّة.
٤٧  قارن: G. MARÇAIS: Manuel، ج١، ص١٩-٢٠.
٤٨  مخطوط في دار الكتب المصرية تحت رقم ٣٢ مجاميع.
٤٩  الانتصار لابن دقماق، ج٤، ص٦١، وخطط المقريزي، ج٢، ص٢٥٦.
٥٠  راجع: CRESWELL: Early Muslim Architecture، ج١، ص٩٨ و٩٩–١١٥. ومقال الأستاذ BECKER في der Islam، ج٣ سنة ١٩١٢، ص٣٩٢. وRICHMOND: Mos. Architecture، ص٢٤ و٥٢–٥٨، وSARRE UND HERZFELD: Archäologische Reise im Euphrat-und Tigris-Gebiet، ص٧٢.
٥١  الخطط: ج٢، ص٢٥٦-٢٥٧.
٥٢  انظر تاريخ ووصف الجامع الطولوني لعكوش، ص٨٧ وما بعدها.
٥٣  انظر: BRIGGS: Muh. Architecture، ص٦١.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤