مقدمة

دق جرس التِّليفون السَّاعة الواحدة صباحًا في بيتي، كانت الليلة باردة والسَّرير دافئًا، وترددت في رفع سماعة التليفون؛ فقد أغلقت عيادتي الطبية ولست مسئولة (هكذا تصورت وأنا تحت الأغطية الصوفية) عن أي نوع من المرضى الآن، سواء كانوا مرضى بأجسامهم أو نفوسهم. وشددت الغطاء فوق رأسي، لكن الجرس ظل يرن في سكون الليل، وتذكرت على الفور أنها لا بدَّ إحدى هؤلاء النساء أو البنات اللائي أصبحت في السنين الأخيرة (منذ صدور كتاب المرأة والجنس) ملجأ لهن ولمشاكلهن النفسية والجسمية … ورفعت السماعة بسرعة … وجاءني الصوت النسائي باللهجة والنبرة واللهفة التي ألفتها أذناي، والتي بددت إلى الأبد الراحة في حياتي.

قالت: أنا فاطمة. كِدت أن أسأل: فاطمة من؟ لكن تذكرت أنها لا بدَّ أن تكون إحدى الفاطمات اللاتي قابلتهن في أية ظروف.

قلت: نعم يا فاطمة؟ …

قالت: سأموت يا دكتورة …

سألتها: لماذا؟

قالت: ألا تذكرين حين جئت إليك في بيتك؟

كدت أخطئ مرة أخرى وأقول لها: لا أذكر.

لكني قلت: ولكن ما الذي حدث الآن؟

قالت: سأقتل نفسي الآن.

قلت: أرجوك، اهدئي يا فاطمة، وفي الصباح تعالي إليَّ لأفهم الموضوع.

قالت: لن أنتظر الصباح يا دكتورة، لن أنتظر شيئًا بعد الآن، لم أعد أحتمل!

وانفجرت في البكاء، وحاولت أن أهدئها، ونجحت في إقناعها بتأجيل عملية الانتحار حتى تأتيني في الصباح.

وجاء الصباح، ولم تأتِ هي، ولم تتصل بي في التليفون، وتصورت أنها انتحرت فعلًا، وأنني كان يمكن أن أنقذها حين لجأت إليَّ، وبدأت ألوم نفسي، لكن صوتها جاءني من خلال التليفون بعد أيام قليلة … كان صوتًا متعبًا منخفضًا متلعثمًا ينم عن لسان ثقيل مخدر … قالت إنها تكلمني من حجرتها بإحدى المستشفيات النفسية، وأن الطبيب أعطاها صدمة كهربية منذ ساعات، وأن أسرتها هي التي أخذتها إلى المستشفى بعد إنقاذها من محاولة الانتحار، وطلبت منِّي أن أذهب إليها لتتحدث معي. وفعلًا ذهبت إليها بالمستشفى، وفي أكثر من ثلاث ساعات حكت لي قصتها … بينما هي تحكي أدركت مأساتها ومأساة معظم النساء والفتيات ذوات المشاكل النفسية اللائي كن يترددن على عيادتي أو بيتي أو مكتبي في مجلة الصحة، وكان معظمهن يتمتعن بذكاء واضح، المأساة كما أدركتها هي أن المرأة من هؤلاء تشعر أنها غير مفهومة على حقيقتها، وأن أقرب الناس إليها لا يفهمها؛ كالأب أو الأم أو الأخ أو الأخت أو الصديق أو الحبيب أو الزوج أو الأستاذ في الكلية أو الرئيس في العمل أو حتى الطبيب النفسي الذي تلجأ إليه أو تأخذها أسرتها إليه …

وبينما كانت فاطمة تحكي مأساتها كانت الفكرة تتجمع في رأسي، فكرة أن أقوم ببحث جديد لمحاولة معرفة حقيقة المرأة، نفسًا وجسدًا. ولقد راودتني الفكرة منذ ثمانية عشر عامًا حين كنت طبيبة امتياز بمستشفى القصر العيني، واخترت قسم الأمراض النفسية لأعمل فيه بضعة شهور، لكني هجرت الفكرة وهجرت معها قسم الأمراض النفسية بعد أن عجزت عن الاقتناع بآراء أستاذ القسم وبتلك الصدمات الكهربية التي تُعطى لكثير من المرضى والمريضات.

والحقيقة أنني حين هجرت هذا القسم لم أهجره إلا بجسمي فقط؛ لأنني ظللت أعيش فيه بمشاعري وتفكيري، كنت أشعر أن الرابطة التي تربطني بالمريضات أقوى من تلك التي تربطني بالأطباء.

وبعد مرور ثمانية عشر عامًا أجدني أجلس في قسم الأمراض النفسية (بكلية طب عين شمس هذه المرة). المكان مختلف، والزمن مختلف، والأستاذ مختلف، لكن الأشياء كلها تبدو مألوفة، وكأن ثمانية عشر عامًا لم تمر. كل الأشياء متشابهة، لكن الفكرة في رأسي مسيطرة عليَّ تمامًا، ووجه فاطمة، بل وجوه الفاطمات والزينبات والعائشات والخديجات اللائي قابلتهن في عيادتي أو بيتي أو مكتبي أو في العيادات أو المستشفيات النفسية، هذه الوجوه أمامي، عيونهن البائسة تلح عليَّ أن أفعل شيئًا، أي شيء!

ولم يكن أمامي شيء أفعله سوى أن أستخدم العلم، إن العلم هو السلاح الوحيد في يدي الذي أستطيع أن أستخدمه، إن العلم هو الذي يمكن أن يقف في وجه الجهل. ومنذ تلك اللحظة صممت على إجراء بحث علمي (نفسي وجسمي) عن ذلك المخلوق غير المفهوم الذي اسمه «المرأة».

إن حماسي للعلم هذا لا يعني أنني من هؤلاء الذين يقدسون الحقائق العلمية؛ فالحقائق العلمية كالحقائق التاريخية والسياسية، تتغير على الدوام بتطور عقل الإنسان وقدرته المتزايدة على كشف الحقيقة المزيفة من الحقيقة غير المزيفة.

والحقيقة المقدسة في زمن من الأزمان قد تصبح في زمن آخر حقيقة غير مقدسة أو غير صحيحة بالمرة.

هذه ميزة الإنسان على الحيوان، إن الإنسان له عقل، وأمام عقل الإنسان ليس هناك حقائق ثابتة. كان هناك وقت حين كان تكوين العالم، والأرض والشمس والقمر والنجوم كلها من الحقائق الثابتة المقدسة، لكن العلماء من أمثال كيبلر وكوبرنيكس وجاليليو وباسكال استطاعوا أن يغيروا هذه الحقائق. وبالرغم من أنهم أُدينوا ووُضعت كتبهم في قوائم الكتب المعدومة منذ ثلاثة قرون من الزمان، إلا أن عقولهم رفضت التسليم بالحقائق الثابتة. وإلى عهد قريب كان يُدان العلماء الذين يبحثون عن حبوب لمنع الحمل، لكن ذلك لم يمنع اكتشاف حبوب منع الحمل من بعد، وإقبال معظم المجتمعات عليها الآن. وكم يُدان في أيامنا الحاضرة هؤلاء الذين يخوضون موضوعات يرى بعض الناس أنها غير قابلة للمناقشة، ثُمَّ يأتي المستقبل وتصبح الأفكار غير المقبولة مقبولة. كل شيء أمام عقل الإنسان قابل للمناقشة والتغيير والتطوير … ولهذا السبب تتقدم الحياة الإنسانية تقدُّمًا مستمرًّا، تبقى حياة الحيوان كما هي.

وقد يتوقع بعض الناس أن هذا البحث الذي أقدمه عن المرأة يخص المرأة وحدها، ويخص الأسرة مثلًا أو الأطفال أو الأزواج، أو المشكلات العاطفية أو الجنسية أو النفسية التي تقفز إلى الأذهان بمجرد ذكر كلمة «امرأة». وقد تعودنا أن تُدرج البحوث عن المرأة في ذيل قائمة البحوث أو في البحوث الخاصة المحدودة بقطاع معين والمحدودة بمشاكل معينة ضيقة، هي دنيا المرأة الضيقة التي لا تخرج عن مشاكل الأسرة والأطفال، ولا ترقى إلى المشاكل الكبرى السياسية أو القضايا الإنسانية العامة مثل قضية الحرية أو قضية الاشتراكية أو العدالة أو غيرها؛ لكن المتعمق في أي بحث عن المرأة والمتحرر من النظرة المحدودة إلى المرأة كوعاء للإنجاب، يدرك أن أي بحث عن المرأة إنما هو بحث يمس جوانب الحياة جميعًا، هو أحد القضايا العامة الهامة، هو بحث سياسي بالدرجة الأولى، لا يفترق في قليل أو كثير عن قضية البحث عن الحرية أو البحث عن الحقيقة.

إن هدف أي بحث علمي (عن المرأة أو الرجل أو أي شيء آخر) هو البحث عن الحقيقة، والبحث العلمي الذي لا يهدف — أوَّلًا وأخيرًا — إلى البحث عن الحقيقة يصبح بحثًا غير علمي، أو بحثًا أجوف، يستوفي جميع شروط البحث العلمي من ناحية الشكل فحسب، أمَّا المضمون فهو فارغ أجوف. وكم تكتظ جامعاتنا كل عام بمئات البحوث العلمية الشكلية الجوفاء؛ حيث إن الهدف في معظم الأحيان ليس هو البحث عن الحقيقة وإنما هو الحصول على الشهادة أو الدرجة العلمية. وكم يُصاب «الباحث» أو «الباحثة» عن الحقيقة، وليس عن الشهادة، بعقبات وحواجز قد تدفعه في النهاية إلى صرف النظر عن البحث، اللهم إلا إذا كان جبَّارًا في عناده، شديد الرغبة والحماس لهذه القضية التي يبحث فيها.

إن القدرة على التفكير النقدي نادرة في بحوثنا العلمية، هذه القدرة على التفكير النقدي تقتضي ثقة بالنفس وشجاعة وحرية، وهذه الصفات الثلاثة لا تغزو الإنسان فجأة بمجرد اتخاذه قرارًا بإجراء بحث علمي، لكنها صفات تنمو مع الإنسان بالتدريج منذ الطفولة وفي مراحل العمر المختلفة، أو تُقتل في الإنسان، وبالتدريج أيضًا، منذ الطفولة وفي مراحل العمر المختلفة.

إن الباحث عن الحقيقة في أي مجال لا بدَّ أن يكون مُحرَّرًا من الخوف والأفكار المسبقة المتسلطة … وكم من أفكار متسلطة يحتوي عليها العلم في أي فرع من الفروع، وبالذات علم النفس، وعلى الأخص علم النفس الخاص بالمرأة … وكم يشعر الباحث العلمي برهبة أمام تلك الكتب الضخمة والآراء والأفكار التي أصبحت مقدسة؛ وبسبب عجزه عن التفكير النقدي النابع من ذاته فإنه يختار الطريق السهل الممهد الذي سار فيه الآلاف ممن سبقوه.

إن قمع التفكير الذاتي الأصيل النابع من نفس الباحث، وإن الالتزام بالموضوعية المفهومة فهمًا محدودًا ضيِّقًا، كل ذلك يسلب البحث العلمي أصالته وقدرته على خلق الجديد من الفكر، وكما يقول «إريك فروم»: إن الذاتية الأصيلة الصادقة أكثر موضوعية من الموضوعية التقليدية التي يفقد الإنسان فيها تفكيره الأصيل ويصبح تفكيره نمطًا مشابهًا للآخرين.

الموضوعية إذن ليست هي قمع التفكير الذاتي، ولكن الموضوعية إذن هي ألا يكون الإنسان متأثِّرًا بآراء الغير وأفكارهم، وأن يكون قادرًا على التفكير الحر في الظواهر التي يراها ويكتشفها … وبمعنًى آخر أن يناضل الإنسان ضد الأفكار العلمية المتوارثة، وأن يصبح بتفكيره الأصيل فوق العلم.

وكم هو نادر وصعب أن يشعر الباحث العلمي أنه فوق العلم، ولكن لا بدَّ أن يصبح الإنسان فوق العلم ليستطيع أن ينقذه، هذا الصعود فوق العلم لا يقتضي فحسب الإلمام وتجميع المعلومات في العقل كأي مرجع ضخم، ولكنه يقتضي أيضًا تلك القدرة النفسية في الإنسان على استخدام عقله والتفكير بلا خوف وبلا رهبة.

وفي موضوع المرأة بالذات، وفي مجتمعاتنا العربية بالذات، يشعر الباحث (أو الباحثة العلمية) أنه يسير في أرض مليئة بالألغام، وأنه في كل خطوة من خطواته يصطدم بالأسلاك الكهربية العارية، والمقدسات الحساسة في المجتمع. ولا يمكن لأي باحث أن يُجري بحثًا علميًّا طبيًّا أو نفسيًّا في أي شيء يتعلق بالمرأة إلا وبرزت أمامه الأفكار والتقاليد الدينية (التي هي في أغلبها ليست من صميم الدين ولا في جوهره)، وكم يستخدم بعض الناس الدين سلاحًا مشهرًا في وجه أي باحث أو باحثة عن الحقيقة، ولكني أشعر بقوة أمام هؤلاء الناس؛ فالدين الحق لا يفرِّق بين إنسان وإنسان، ولا بين رجل وامرأة، ولا بين فقير وغني، ولا بين أسود وأبيض. والدين الحق لا يقول للناس اكذبوا وأخفوا مشاعركم الحقيقية، أو زاولوها سرًّا في الخفاء وأظهروا العفة أمام الناس. الدين الحق ضد الكراهية، ومع الحب؛ الحب الصادق النابع من النفس، وليس الحب المفروض لسبب اقتصادي أو اجتماعي. الدين الحق مع سعادة الإنسان وصحته الجسمية والنفسية، ولا يمكن للدين الحق أن يكون ضد سعادة الإنسان وضد صحته الجسمية أو النفسية. الدين الحق مع الحقيقة، ومع أي إنسان يحاول الوصول إلى الحقيقة.

وهذا البحث هو محاولة للوصول إلى حقيقة المرأة، ماذا نعني حين نقول «امرأة»؟

إنها محاولة لتعرية نفس المرأة، وفهمها فهمًا إنسانيًّا. قال لي أحد الأساتذة حين قلت له الهدف من بحثي: ستجرين بحثًا علميًّا أم ستكتبين رواية فنية؟!

وبدأ يحدِّثني عن الفرق بين العلم والفن، لكن كلامه لم يقنعني؛ فأنا لا أومن بتلك الفروق الموضوعية بين العلم والفن، كلاهما يهدف إلى كشف الحقيقة، وكلاهما يتطلب القدرة على الخلق. إن معظم الناس يستمتعون بالفن أكثر من استمتاعهم بالعلم؛ لأنهم يشعرون أن الفن يخاطبهم ويعاملهم كبشر لهم مشاعر، أمَّا العلم فيجدونه ثقيلًا معقَّدًا باردًا برود الآلات الحديدية. والسبب في كل ذلك — كما يدَّعي العلماء — لأن العلم موضوعي عاقل، والموضوعية والعقل تستدعي البرودة، وأن الفن ذاتي يخاطب المشاعر لا العقل؛ وبالتالي فهو دافئ قريب من الإنسان، والحقيقة — في رأيي — غير ذلك، فالإنسان وحدة واحدة، وليس هناك فاصل بين العقل والجسم أو بين العقل والنفس أو بين التفكير والشعور. إن دفء الفن وقربه من الناس سببه أن الفن يهتم دائمًا بالناس، أمَّا برودة العلم (وبالذات العلم الحديث) فسببها أن العلم يهتم بالأشياء أكثر من اهتمامه بالناس؛ ولهذا يعرف العلم الحديث عن الآلات أكثر مما يعرف عن الإنسان، ويعرف عن الرجل أكثر مما يعرف عن المرأة. والسبب في ذلك واضح؛ فالعلم يهتم بما تهتم به السلطة في أي زمان ومكان، إذا كانت السلطة تُسخِّر الإنسان وتستغله وتُفضِّل عليه الآلة اهتم العلم بالآلة أكثر من الإنسان، وإذا كانت السلطة تهتم بالرجال أكثر من النساء اهتم العلم بالرجال أكثر من النساء.

وإذا استعرضنا السلطة في معظم بلاد العالم الحديث نجد أنها سلطة رأسمالية أبوية؛ ولهذا تهتم معظم البحوث العلمية بالآلات والتكنولوجيا، وفي الحالات القليلة الخاصة بدراسة الإنسان؛ فإن هذا الإنسان هو الرجل في معظم الأحيان، أمَّا المرأة فلم تصبح بعد أحد المواد التي يهتم بها العلم، وهذا هو سبب ندرة البحوث العلمية عن المرأة.

إن البحث العلمي كالعمل الفني يحتاج إلى قدرة على الصدق وقدرة على الخلق، والخلق معناه الجديد، والجديد يختلف عن القديم وإلا ما سميناه جديدًا، ولكنْ كم من الناس يخافون الجديد ويفضلون عليه القديم الذي درجوا عليه وألفوه وورثوه. إن هذا الخوف من الجديد هو الذي يجعلنا سجناء الماضي، إن الكثيرين مِنَّا يعيشون في الماضي ومع ذكريات الموتى، وكما يقول «ماسلو»: لا يستطيع أن يتعامل مع المستقبل إلا الإنسان ذو التفكير الخلاق المرن، وهو الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يواجه الجديد بثقة وبغير خوف. إنني أعتقد أن ما نسميه الآن «بعلم النفس» إنما هو دراسة للحيل الني نستخدمها لنتفادى القلق الذي نشعر به إزاء الجديد؛ وذلك بأن نضع في أذهاننا أن المستقبل سيكون مشابهًا للماضي.

وكم يشتد هذا الخوف حينما يتعلق البحث بالمشاعر الإنسانية الدفينة، أو بالرغبات أو بالغرائز أو بالجنس، أو بعبارة أخرى بذلك المخلوق الشائك المُحاط بالمقدسات والخزعبلات على حد سواء، ألا وهو المرأة.

إن البحث رغم أنه بحث نفسي بالدرجة الأولى إلا أنه لا يمكن لأي بحث يتناول دراسة الإنسان إلا أن يحيط الباحث أو الباحثة بجوانب الإنسان جميعًا النفسية والجسدية والتاريخية والاجتماعية، ولا أظن أنه بغير الربط بين هذه العلوم الإنسانية المختلفة يمكن للباحث أن يلمس جذور الدوافع والعوامل التي تشكل نفسية الإنسان، رجلًا كان أو امرأة.

د. نوال السعداوي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤