الفصل الحادي عشر

لم يُبدِ سارتويل أي أمارات إنهاك بسبب النزاع القائم. فكان يسير من المحطة إلى مكتبه كل صباح في موعده المعتاد، كما لو أن كل شيء يدور كما يريد تمامًا. وكان دائمًا ما يرتدي ملابسه بأناقة تامة، ودائمًا ما يحمل في يده شمسيةً مطوية على نحو أنيق ولم يرَه أحد يفتحها من قبل؛ فقد كان يستقل عربة أجرة عند سقوط الأمطار. كان يبدو أن الشمسية جزء منه، حِلية لا تنفصل عنه، ولم يرَه أحد يسير في الشارع من دونها. ولم يكن أحد يستطيع أن يعرف أن سارتويل اشترى حُلَّة جديدة؛ فكل حُلَّة كانت طبق الأصل من سابقتها، ودائمًا ما كان يبدأ بارتدائها قبل أن تظهر علامات الاهتراء على سابقتها.

لم يتغير الكثير في سلوك سارتويل تجاه عماله مثلما لم يتغير ملبسه. فلم يكن يبقي عينَيه في الأرض أثناء عبوره الشارع متجهًا نحو بوابات المصنع، ولم تظهر في أسلوبه أي عدوانية على الجانب الآخر. لقد ترك العمال عملهم، وهذا شأنهم؛ فكان يومئ لهم أو يلقي عليهم تحية الصباح باقتضاب، كما اعتاد أن يفعل قبل حدوث الأزمة. قلة فقط من العمال هم من كانوا يقظين بما يكفي لكي يفعلوا شيئًا خلاف رفع أصابعهم نحو قبعاتهم، أو الرد عليه بالغمغمة المعتادة، «صباح الخير يا سيدي.» فالعادة تتغلغل في الإنسان بقوة، كما ذُكر مرات عديدة من قبل.

كان أكثر الأطراف المعنية رغبةً في انتهاء الإضراب هو سارتويل نفسه، ولكنه لم يكن أقلها إصرارًا على أن ينتهي كما يريده أن ينتهي. كان سارتويل يدرك نقاط الضعف في دفاعاته التي لم يستغلها جيبونز، بانعدام بصيرة لم يكن مفهومًا لمدير المصنع.

الغريب في الأمر أن جيبونز لم يكن هو الشخص الذي يخشاه سارتويل في هذا النزاع، بل مارستن. لقد كان يدرك أن الشاب من أشد المعارضين للإضراب، ولكنه كان يدرك أيضًا أنه ربط مصيره بمصير العمال، وعلى الرغم من أن قادة الإضراب، حتى ذلك الوقت، كانوا يتجنَّبون مارستن، بدعوى أنهم يعتبرونه خائنًا مستترًا للقضية، كان سارتويل لا يزال يخشى أن يلجئوا في النهاية لاستشارته، وأن يُرشدهم إلى المخرج من المصاعب التي يواجهونها. وحمل مدير المصنع على عاتقه مسئولية معرفة كل ما يمكن معرفته عمَّا يفعله خصومه، وأدرك نجاحًا مذهلًا في ذلك. كان يعلم بزيارة مارستن لبارني والفشل الذي باءت به هذه الزيارة، ولكنه لم يكن لديه أدنى ثقةٍ في حسن إدراك بارني للأمور، وكان يخشى أن يتفوَّه الفنان بأي تلميحات، من شأنها أن تكشف للعمال مدى حرص شركة مونكتون آند هوب على التوصل إلى تسوية للنزاع مهما كانت الشروط. وبمرور الوقت، وبعدما رأى سارتويل أن جيبونز لا يزال يتجنَّب مارستن، تضاءل قلقه أكثر وأكثر. فقد كانت الأمور تتجه سريعًا نحو وضع كارثي، وحينها ستكون مساعدة مارستن بلا طائل.

بعد بضعة أيام من الإعلان عن تقليل أجر الإضراب، رأى سارتويل، بينما كان يقترب من البوابات في الصباح، مارستن يقف وحيدًا عند ناصية الشارع. وكاد مدير المصنع يتجاوزه دون تبادل أي تحية، إلا أن الرجل الأكبر سنًّا توقف فجأة، واستدار نصف استدارة ليواجه مارستن وقال بحدة:

«هل أنت في نوبة حراسة يا مارستن؟»

«لا يا سيد سارتويل.»

«لعلهم لا يثقون بك لتكون واحدًا منهم.»

«أعتقد أني لست في دائرة ثقتهم، ولا في دائرة ثقتك يا سيد سارتويل.»

«وضع غير مريح، أليس كذلك؟ كنت لأتخذ أحد الجانبَين لو كنت مكانك يا مارستن.»

«لقد اتخذت أحد الجانبَين بالفعل. أنا في صف العمال قلبًا وقالبًا.»

«في هذه الحالة، ربما تخشى أن يراك أحد تتحدث إليَّ. فربما يتصادف مرور بعض العمال من هذا الطريق.»

«لا أخشى أن يراني أحد أتحدث إلى أي شخص كان يا سيد سارتويل.»

«آه، أنت شاب صغير؛ ومن ثم تتحلى بالشجاعة. لقد شهدت أمورًا أتفه من هذه المحادثة خسر الناس حياتهم بسببها، ولكن ربما تغيَّرت العصور والأساليب عما كانت في صغري. من المؤسف أن تكون في الجانب الخطأ الذي لا يُقدِّر شجاعتك هذه. إن سادة هذا العالم دائمًا ما يقدِّرون الموهبة والشجاعة، ويُجزلون العطاء مقابلهما. ولكن عامة الناس لا يفعلون المثل. ولهذا السبب عادةً ما يُهزمون في أي معركة، وهذا السبب من بين أسباب عديدة تفسر هزيمتهم. أود أن أقول لك بضع كلمات؛ إن ناصية الشارع ليست مكانًا مناسبًا لمحادثة خاصة، هل يمكنك أن تحضر إلى مكتبي بعد ساعة؟»

«هل تريد التحدث عن الإضراب؟»

قال سارتويل وهو ينظر ببعض التركيز والاستغراق إلى الشاب: «نعم. على حد علمي لا يوجد أي موضوع يحظى باهتمام مشترك بيننا عدا ذلك.»

«رائع. لم يكن سؤالي إلا لأخبرك بأنه أيًّا كان ما ستخبرني به، فسأستغله بما يصب في صالح العمال.»

هز سارتويل كتفيه في لا مبالاة.

وقال: «لك الحرية الكاملة في استخدام المعلومات التي سأمنحها لك كما تريد. فأنا أعلم جيدًا أن العمال وقادتهم يتوقون لنصائحك.»

واصل الرجل العجوز طريقه في نشاط، بينما وقف الشاب الأصغر سنًّا وقد احمر وجهه من الغضب؛ بسبب السخرية المستترة في عبارته الأخيرة.

قال مارستن في نفسه غاضبًا: «يا إلهي، كم أود أن أقاتل هذا الرجل!»

استدار مارستن واتجه مسرعًا إلى مقر قيادة الإضراب. وهناك وجد جيبونز ولجنة الإضراب مجتمعين، بينما كان بعض العمال يتسكعون عبر المكان. توقف الحوار الدائر فيما بينهم بمجرد دخول مارستن، ونظر أعضاء اللجنة ورئيسها إليه في ازدراء.

سأله جيبونز باقتضاب: «ماذا تريد؟»

«لقد التقيت السيد سارتويل منذ قليل في الشارع، وقال إنه يريد إخباري بشيء ما عن الإضراب، وطلب مني أن أحضر إلى مكتبه بعد ساعة. ووعدته بأن أفعل، ولكني أخبرته بأن أي معلوماتٍ سأحصل عليها منه سأستخدمها بما يصبُّ في صالح العمال.»

«وأظنُّك قد حضرت إلى هنا لتحصل على بعض المعلومات لتمنحها له في المقابل؟»

كان مارستن قد قرَّر أنه لن يسمح لنفسه بأن تنجر إلى الغضب، ولكنه وجدها مهمةً ليست سهلة. وبناء على ذلك قال لنفسه إنه سيؤدي واجبه وسيساعد رفاقه إذا تسنى له ذلك؛ فالموقف شائك للغاية ولا يحتمل تبادل الاتهامات.

«لا، لن أخبره بأي شيء. إذا أراد الحصول على أي معلومات، فسأحيله إليكم. فكَّرت أنه ربما يقول شيئًا يكون ذا فائدة لنا؛ لذا حضرت لأخبركم بأني ذاهب للقائه في مكتبه.»

«لنا؟ من تعني بكلمة لنا؟»

رد الشاب بسرعة، رغم إدراكه بأنه لن يتمكن من الالتزام بقراره بالحفاظ على هدوئه أثناء الحديث، قائلًا: «العمال المضربين. أنا مضرب عن العمل أيضًا مثل الآخرين. لقد خسرت وظيفتي، حتى وإن لم تخسرها أنت.»

قال جيبونز دون أن يولي اهتمامًا لما ألمح إليه مارستن: «حسنًا، لست بحاجة لأن تأتي إلى هنا لنمنحك إذنًا بزيارة مكتب السيد سارتويل. أعتقد أنك ذهبت إليه مرات عديدة من قبل.»

«لم أخطُ إلى مكتبه منذ بداية الإضراب.»

«أوه، حقًّا؟»

«لا، لم أفعل. هل تهدف لادعاء أنني فعلت ذلك؟»

«أنا لا أدَّعي شيئًا. كل ما في الأمر أن من الغريب أن تحضر إلى هنا تصيح قائلًا إنك ستذهب للتشاور مع سارتويل. لا شأن لنا بهذه المسألة. اذهب وعُد كما يحلو لك؛ فأنا لا أهتم.»

تعالت همهمات استحسان من أعضاء اللجنة لموقف رئيسهم الصارم، فاستدار مارستن، الذي رأى أنه لا فائدة من تأخير الأمر أكثر من ذلك، على عقبَيه وانصرف. أومأ الرجال الذين يتسكعون عند الباب لمارستن في ودٍّ أثناء خروجه، واستأنفت اللجنة مباحثاتها على ما يبدو، كما لو أنها لم تُقاطع.

سار الشاب في الشارع دون أن ينظر يمينًا أو يسارًا، وفي قلبه غصة، فضلًا عما ألم به من غضب، من التفاهة الحمقاء لأحقاد جيبونز الذي يُفضِّل أن يجرح رجلًا ويهينه لأنه لا يحبه، بدلًا من قَبول يد المساعدة التي يمدها إليه عن طيب خاطر.

حادث مارستن نفسه قائلًا: «يا للاختلاف في أسلوب سارتويل! إن لديه سببًا أقوى من جيبونز ليكرهني، إلا أنه طلب أن يجتمع بي. إنه لا ينظر بعين الاحتقار حتى إلى أتفه ورقة في يده، بينما جيبونز قد يتخلَّص من ورقته الرابحة، ليتني كنت دنيئًا وخائنًا لزملائي بما يكفي لكي أرفض إخبارهم بما قد أعرفه. سارتويل، الذي غادرني غاضبًا في لقائنا الأخير، يتوقف ليتحدث معي في الشارع؛ فقط لأنه يرى أن بإمكانه الاستعانة بي لخدمة مصالح رؤسائه. لم يزد إعجاب سارتويل بي أكثر مما كان عليه عندما تركته، وبدا هذا جليًّا في النبرة اللاذعة في حديثه، ولكنه نحَّى مشاعره الشخصية جانبًا على أمل أن يربح نقطة على حساب الخصم؛ بينما جيبونز، ذلك الأحمق، على الرغم من تعاملي الودود معه، يبذل قصارى جهده ليدفع أحد الرجال إلى معسكر العدو. أتساءل عما يرغب سارتويل في اكتشافه. لن أخبره بشيء؛ ولكن أي رجل هذا لتقاتل في صفه … أو ضده!»

صاح الخفير الواقف عند البوابة: «مهلًا أيها الفتى. إلى أين أنت ذاهب؟»

«أنا ذاهب لألتقي السيد سارتويل.»

«لا، لن تفعل.»

«لا بأس يا رفيقي؛ لقد حضرت من مقر القيادة رأسًا. لقد جئت بموافقة اللجنة وبناءً على إذن من جيبونز.»

سأله الخفير هامسًا بينما تجمع مضربون آخرون حولهما: «ماذا يحدث؟»

«هل انتهى الأمر؟ هل سنستسلم؟»

«لا جديد. سأعرف المزيد بعد الاجتماع. ربما لدى سارتويل اقتراح يريد أن يعرضه علينا؛ أما نحن فليس لدينا أي اقتراحات.»

تراجع العمال إلى الخلف وهم يزفرون جميعًا في وقت واحد، زفرة ربما عبرت عن الراحة، وربما خيبة الأمل. فلم يزد عزمهم على الصمود بعدما قلت أجور الإضراب. كان تنظيمهم يتداعى ويتآكل، وكان كل عامل يدرك ذلك، ويشك في زملائه. فلم تعد لديهم أي عزيمة للقتال.

عبر مارستن الفناء المهجور الصامت، وصعد الدرج، وطرق باب مدير المصنع. وجد سارتويل بمفرده في المكتب واقفًا أمام مكتبه وأمامه بضع أوراق.

بدأ مدير المصنع حديثه بفظاظة، وقد رفع بصره عن مكتبه، قائلًا: «مارستن، أنت تعتقد أني طلبت منك الحضور إلى هنا لكي أحصل على معلومات منك، وعازم بقوة على ألا تخبرني بأي شيء. هذا صحيح. يعجبني الرجل الوفي للجانب الذي اختاره. سنُبقي السفينة عائمةً قدر استطاعتنا؛ فإن غرقت، غرقنا معها. قد تندهش إذن حين تعرف أنني لن أطرح عليك أي أسئلة. فمن شأن هذا أن يهدئ أفكارك ويُمَكِّنك من إيلاء كامل انتباهك لما أريد إخبارك به. ولكني آمل أن تحترم كلمتك، وتتذكر الوعد الذي قطعته على نفسك منذ قليلٍ في الشارع.»

«أي وعد؟»

«هل نسيته؟ ربما اعتقدتَ أنه تهديد. لقد قلت إنك ستمنح العمال المعلومات التي ستحصل عليها مني. أنا ألزمك بهذا. أن تخبر جيبونز بها لا يعني بالضرورة أن تخبر العمال. وأنت قلت إنك ستخبر العمال.»

«سأقص الحوار الذي سيدور بيننا كما هو على جيبونز واللجنة.»

«آه، ليس هذا ما قلته. لم يرد ذكر جيبونز أو اللجنة في حديثنا صباح اليوم.»

«على ما أذكر، قلت إني سأستخدم المعلومات التي أحصل عليها منك فيما يصب في صالح العمال.»

«بالضبط. أنا حريص على مصلحة العمال مثلك تمامًا، وما سأقوله لك يجب أن يصل إليهم. وإذا ما أخبرت جيبونز واللجنة به، ولم يخبروا به العمال؛ إذ سيراعون تمامًا ألَّا يخبروهم، فسأعلم حينها إذا كنت رجلًا تحترم كلمتك أم لا. سيلتقي المضربون اليوم في قاعة جيش الخلاص. وإذا لم يخبرهم جيبونز بما سيكون قد عرفه حينئذٍ، فسأنتظر منك أن تؤدِّيَ دورك وتضيف ما يوضِّح لهم الموقف. عندما كنت في هذا المكتب آخر مرة، عرضت عليك بيانًا كُتب أعلاه موارد النقابة العمالية في ذلك الوقت. وكان بقية البيان فارغًا، ولكنه امتلأ الآن. فقد أصبح يتضمن بيانات بالنفقات، الأسبوع تلو الآخر، حتى آخر أجر حصل عليه العمال المضربون. إذا ألقيت نظرةً على هذا البيان، فسترى أن النقابة قد أفلست.»

«إذا كان هذا هو كل ما تريد إخباري به يا سيد سارتويل، فسأقول لك إنه ليس خبرًا جديدًا. فقد أصبح العمال يعلمون بالفعل أنهم يعتمدون الآن على التبرعات العامة.»

«وهل ما زالوا يثقون في جيبونز قائدًا لهم؟»

«نعم.»

«عظيم. سأخبرك الآن بالأخبار الجديدة؛ جديدة بالنسبة إليك، وإلى جيبونز، وإلى العمال. إن أغلب هذه الأموال ذهب إلى أولئك المتسكعين من شرق لندن. كنت على ثقة تامة في حماقة جيبونز وغباء اللجنة، حتى إنني أرسلت عبر البوابات رجالًا، ليسوا عمالًا مثلكم، بل مجموعة من البؤساء التعساء العاطلين الذين كانوا على استعدادٍ تامٍّ لأخذ أجر الإضراب، بشرطٍ واحدٍ فقط ألَّا يتفوهوا بكلمةٍ واحدة. ولم يخطر ببال جيبونز قط أنني إذا كنت قادرًا على ملء المصنع بعمال، تمكنت من نقلهم إلى مرفئنا النهري على متن سفينةٍ بخارية، فسأكون قادرًا على إطعامهم وتسكينهم هنا، أو نقلهم إلى منازلهم ذهابًا وإيابًا بالطريقة نفسها التي جاءوا بها. جمعهم جميعًا في مقر النقابة بصيحة واحدة، وهو ما توقعته منه تمامًا، ولكنه لم يحاول أن يعرف إذا ما كانوا عمالًا بحق أم لا.»

«أنت تعني إذن أنك أفلست النقابة بواسطة خدعة.»

هز سارتويل كتفَيه.

وقال: «سمها خدعة إذا أردت ذلك. إن الإضراب عن العمل ما هو إلا حرب، ولا يجدر بك أن تتوقع أن تكون أسلحتها أوراق الزهور. ولكن فضلًا عن ذلك، أنا لا أفكر إلا في المصلحة الفعلية للعمال. كنت قادرًا على ملء المصنع بعمال مهرة؛ نعم، بل وأكثر منهم عشر مرات. ولكن، إذا فعلت ذلك، فما مصير العمال المضربين بعد انتهاء النزاع؟ سيدخل بعضهم السجن، وستُكسر جماجم البعض الآخر، وسيصبحون جميعهم عاطلين. أنا أريد أن يعود رجالي إلى هنا. أريدهم أن يدركوا أنهم اتبعوا أحمق ونصَّبوه قائدًا لهم. لقد مارسوا لعبةً سحرية جميلة لبعض الوقت؛ فقد أكلوا أموالهم وشربوها؛ وها هي ذي العطلة قد انتهت. إذا ما عادوا إلى العمل الآن، فسيجدون وظائفهم في انتظارهم؛ أما إذا ماطلوا أكثر من ذلك، فسأملأ المصنع بعمال حقيقيين، ولا تملك النقابة حاليًّا أموالًا لرشوتهم.»

«إذا أخبرت العمال بكل هذا، فسيندلع شغب. وسينقَضون على العمال المزيفين الذين استولوا على أموالهم.»

«لا، لن يفعلوا. فقد أخبرت العمال المزيفين بالمدة التي سيستمرون خلالها في الحصول على المال إذا ما التزموا الصمت. وبعد خفض الأجر الأسبوع الماضي، تفرق المتسكعون. قد ينقض العمال على جيبونز، وأعتقد أنه يستحق ذلك تمامًا.»

«والاحتمال الأكبر أن يهاجموك أنت.»

«فليجربوا. والآن، أعتقد أن هذا هو كل ما لدي يا مارستن. لم أطلب منك أي ردود، وظني أني قد منحتك بعض المعلومات المثيرة للاهتمام. أنا على استعداد لأن أواصل العمل، مع موظفي الشركة السابقين، أو من دونهم، الأمر يرجع لهم. وسيكون أفضل صديقٍ للعمال هو من ينصحهم بالتخلي عن هذا الإضراب الأحمق، والانكباب على عملهم من جديد.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤