رواية «أديني عقلك»

تعريب: أحمد أفندي كامل
تنقيح: علي أفندي الكسار
العرض الأول بتاريخ ٤ / ٨ / ١٩٢٤

(لحن افتتاح الستار):

تعايا خديجة تعايا نظلة، وأنت يا ضهده يا عم إدريس
يا حاج أبورية، قال صحيح من حق أبو سمرة، ناوي يعزل مالدايرة
فين هو يا ختي كفى الله الشر، يعزل إيه وسندنا البيه
أهماي أهه زي البدر، سندوه شمال يمين
يا ميت خسارة يا سي عثمان، ليه بس تعمل دي العملة
ابقى افتكرنا يابو عفان، ولا تنساناش إحنا الشلة
إزاي أنا أقدر أنساﮐم، مهما افترقنا وبعدنا
قلبي تمللي معاﮐم، والنيل على طول يجمعنا
آدي اللي يتمر فيه العيش، ويبكي لفراق الأحباب
حقة صحيح، دلوقت مافيش، أبيض ولا أسود يبقوا أغراب
مافيش لا أبيض ولا أسود، أرض الفراعنة فيهاش ألوان
الكل أولاد نيل واحد، من الإسكندرية للسودان

الفصل الأول

عثمان : إيه مالك يا عم إدريس زعلان ليه؟
إدريس : قد إيه أنا زعلان كتير، علشان حاتعزِّلوا وتسيبونا.
عثمان : نعمل إيه؟ الشقة كله عيوب.
إدريس : موش بس تقول عيبه إيه؟
عثمان : عيبه، خمس أود وصالون، وتلات محلات أدب، وأنا وسيدي بس، نعمل بكل دول إيه؟
إدريس : طيب وماله، يقدر يسكِّن حد تاني من باطنه.
عثمان : لا، لا من باطنه ولا من ضهره، وغير كده، بنشوف فيه أحلام بطالة، الظاهر أن الشقة زفرة.
إدريس : أبدًا، البيت ده نضيف ومبني على دماغي، ولا حصلش فيه موت، ولا عمري شفت فيه عفاريت أبدًا.
عثمان : ماعلهش، يقولوا في المثل، عاشر عاشر مسيرك تفارق.
إدريس : آه، وأنا زعلان علشان تفارق دي.
عثمان : ماعلهش يا عم أدريس ما تزعلش، خد دي هات بها دخان.
إدريس : أهه ده اللي راح يموتني، أهه ده اللي مجنني.
عثمان : ماعلهش، خد كمان.
إدريس : راح نموت، راح نتجنن، راح نتفلق يا ناس.
عثمان : تتجنن تنفلق، والله ما بقى معايا حاجة، إلا قل لي يا عم إدريس.
إدريس : نعم يا سيدي.
عثمان : الساكن الجديد اللي استأجر الشقة دي اسمه إيه؟
إدريس : اسمه حبيب بيه المقاول، راجل شامي وتمللي حاطط لي البيبه في بقه، يعني عامل لي خواجة كده بالزور، ودمه يا حفيظ، موش زيكم ناس طيبين.
عثمان : ربنا يحفظك.
إدريس : إلا قل لي يا سيدي عثمان، قال صحيح أنت راح تتجوز؟
عثمان : إن شاء الله، وأنت مين اللي قال لك؟
إدريس : لا، كنت سمعت من سيدي نديم بيه، إن حضرتك راح تتجوز، وياترى اللي راح تتجوزه دي، زينا كده ولا بنت بلد؟
عثمان : لا والله يا عم إدريس، دي بنت واحد مغربي حماية، تابع لدولة فرنسا.
إدريس : أستغفر الله، يعني خوجاية؟
عثمان : لا ياشيخ، دي شرقية زينا.
إدريس : آه، أنا بأحسب.
عثمان : الله يجازيك، فكرك راح نتجوز خوجاية.
إدريس : أنا راخر بأقول، من حق عن إذنك ياسي عثمان أما ننزل عند البوابة، أحسن زمان الشيالين جايبين باقية العفش بتاع الساكن الجديد، إلا أنتو فاضل عندكوا حاجة هنا؟
عثمان : لا مافيش غير الكرسي ده، وسبت فيه شوية صحون، والوابور بتاع الجاز وبس، وإن شاء الله لما نجي نازل، نسك الباب البراني ونسلمك المفتاح.
إدريس : طيب بس اوعى تنسى (يخرج).
عثمان : مسكين الراجل راح يتجنن!
نديم (داخل يترنح) : عثمان، الحقني يا عم عثمان.
عثمان : سيدي نديم! إيه فيه إيه كفالله الشر؟
نديم : أديني كباية ميه.
عثمان : حاضر (يخرج).
نديم : يا حفيظ دي موش ست دي مصيبة!
عثمان (يدخل ومعه الماء) : اتفضل.
نديم : أيوة هات.
عثمان : يا ترى فيه إيه؟
نديم : الحمد لله، خد.
عثمان : هنيًّا، قل لي بقى فيه إيه؟
نديم : آه يا عم عثمان، أما كنت راح أقع في حتة مصيبة لو كنت انظبطت.
عثمان : يا حفيظ! ومين دا اللي كان راح يظبطك؟ البوليس؟
نديم : لا يا عم عثمان دي واحدة ست.
عثمان : ست! ست إيه؟ ظبطية هانم؟
نديم : بس يا أخي بلاش هزار، بص كده شوف ماحدش طالع عالسلالم؟
عثمان (ناظرًا) : مافيش، لا طالع ولا نازل.
نديم : الحمد لله!
عثمان : العبارة دي لازم فيه سر كبير، ولازم نعرفه.
نديم : قبل كل شيء، انده لي عم إدريس البواب.
عثمان : على عيني، يا إدريس يا عم إدريس.
إدريس : نعم يا سيدي.
عثمان : تعالى كلم سيدي نديم بيه.
إدريس : على عيني.
نديم : اسمع هنا يا عم إدريس.
إدريس : نعم يا سيدي.
نديم : إذا جات واحدة ست، لابسة ملاية وبرقع وسألت عليَّ قل لها مافيش حد هنا، وإن كل السكان مسافرين، وخد دي علشانك.
إدريس : بس كده، كل السكان مسافرين، موش حايرجعوا تاني أبدًا (يخرج).
عثمان : فهمني بقى إيه العبارة؟
نديم : قبل كل شيء يا عم عثمان، بدي أعرفك أني مسافر دلوقت حالًا، على بورسعيد؛ لأني جاني تلغراف من عمي، يكلفني فيه بالحضور.
عثمان : تلغراف؟ يا ترى علشان إيه ده؟ آه أظن عاوز يتمم مسألة جوازك، على بنت الراجل تاجر الأخشاب، اللي كان خطبها لك، موش كده.
نديم : حقة دا كان يبقى أكبر خازوق.
عثمان : خازوق! إزاي ده؟
نديم : أيوة؛ لأني أنا ما باحبهاش.
عثمان : لكن لما ترفض الجوازة دي؟ عمك يزعل منك وبالطريقة دي يحرمك من ميراثه.
نديم : مايهمش؛ لأني أنا أغنى منه وأنت عارف؛ لأنك أنت بصفتك وكيلي ومربيني، عارف كل ثروتي.
عثمان : لكن دا ما يمنعش، نعم أنك غني وموش محتاج لحاجة، ولكن زيادة الخير خيرين.
نديم : أيه، يعني أتجوز على غير رغبتي؟ يستحيل، أنت الست اللي أنت خاطبها بتحبها ولا لأ؟
عثمان : بالطبع.
نديم : وإذا حد قالك سيبها وخد غيرها، نفسك تسمح؟
عثمان : يستحيل.
نديم : قول لروحك.
عثمان : لا عندك حق، لازم تتجوز اللي على كيفك، سيبك بلا ميراث بلا كلام فارغ، ميراث الواحد راحته وهناه مع زوجته.
نديم : أهه كده، ودلوقت بدي أكلفك بخدمة بسيطة.
عثمان : كلف زي مانت عايز.
نديم : أولًا تاخد الشيك ده، وتسحب ميتين جنيه من البنك، أحسن بكره حايكون قافل، وتدفع منهم أجرة البيت، وخلَّي الباقي معاك للمصروف، ثانيًا تاخد الجوابات دول تسلمهم لصاحبتهم، بموجب العنوان اللي على الظرف ده، وإذا سألتك عني، قل لها سافر طفش، هرب مات، وأهه لأجل البخت، أدحنا معزلين من هنا.
عثمان : مات أعوذ بالله فال الله ولا فالك! المقصود أهو كلام، يعني مثلًا، آه يعني أموتك مثلًا، برضه مش بطال.
نديم : مظبوط.
عثمان : هي دي الست اللي أنت جاي خايف منها؟
نديم : آه يا عم عثمان، أما حقة دي لو كانت قفشتني كانت خلصت عليَّ خالص.
عثمان : يا حفيظ دي موش ست بقى، دي ترامواي!
إدريس : سيدي نديم بيه.
نديم (بخوف) : إيه فيه إيه يا عم إدريس؟
إدريس : لا ما فيش حاجة الست اللي كنت بتتكلم علشانه جه.
عثمان ونديم : إيه؟
إدريس : لا ما تخافوش أنا طردته.
الاثنين : الحمد لله!
إدريس : وقال كان عايز يضحك عليَّ، ويديني فلوس علشان يطلع، لكن أنا موش ممكن.
نديم : كتر خيرك يا عم إدريس خد (يعطيه نقودًا).
إدريس : ربنا يخليك دانا راح نطلع السطوح مع السباك من سلم الخدامين ليصلح الحنفية بتاع الغسيل.
عثمان : أيوة واعمل معروف خلي بالك لحد ما ننقل.
إدريس : لا ما تخافوش أنا هنا.
عثمان : لكن قل لي كان إيه أصل سبب معرفتك مع الولية دي؟
نديم : بقى يا سيدي أنا كنت ماشي الأسبوع اللي فات جهة شارع محمد علي، وما أشعر إلا بأتومومبيل تكسي راح ضربني الرفرف بتاعه فوقعت عالأرض مغمى عليَّ.
عثمان : يا حفيظ!
نديم : ولما انتبهت لنفسي لقيت الست دي هيا اللي بتفوقني وتواسيني ولما رحنا البوليس هيا اللي شهدت على السواق.
عثمان : هيه وبعدين؟
نديم : وبعدين ركبتني عربية حنطور وفضلت لزقالي لحد ما دخلت معاية المكتب فأنا اتكسفت إني أطردها.
عثمان : لازم هيا كانت فاكرة إن المكتب ده بيتك وبعدين؟
نديم : شربت قهوة، وأتاري اللي طلع في مخها يا سيدي.
عثمان : اتضح! خير!
نديم : أنها حبتني وعايزة تتجوزني.
عثمان : طيب ما تتجوزها.
نديم : أتجوزها! أعوذ بالله دانت لو شفتها تخاف من شكلها يا حفيظ!
عثمان : ودلوقت ناوي تعمل إيه؟
نديم : ناوي أسافر بورسعيد وأعمل كل طريقة، لحد ما أفنخ الجوازة اللي عايز يجوزهالي عمي، وآجي هنا أخطب اللي قلبي حبها.
عثمان : ودي تبقى مين بقى اللي قلبك حبها دي يا سيدي؟
نديم : دي يا عم عثمان بنت لكن في غاية الجمال، اسمها لبيبة، بنت واحد اسمه حبيب بيه المقاول، كنت تعرفت بها في حفلة رقص، عند جماعة من معارفنا، ورقصت معاها طول الليل، وما خلصتش الحفلة دي، إلا واحنا واقعين في بعض.
عثمان : آه يا واد يا رقاص، أما حقة لو دريت الست الحماية دي، كانت تجي تستعمل معاك اللفرفرات والمدافع والبراطيش، لحد ما تتجوزك بأي طريقة والسلام.
نديم : فشر، أنا أتجوز غير حبيبة قلبي لبيبة، آه يا حياتي!

[لحن]:

ياللي حبك فاض به قلبي، فاتسرى في كل دمي
ياللي لما تبقي فايته، في سكتك قلبي يسمي
كل حاسة من حواسي، فيها معنى من جماﻟك
كل صورة من أمالي الحلوة، بروازها خياﻟك
أنت معبودي لأنك، أنت ناري وجنتي
دانت في ملكوت جماﻟك، سلوتي في وحدتي
مين ما يؤمنيش بحبك، وأنت حبك في إيماننا
وأنا أهه بأنشد وبأسبح بآياته، وبالغنى لو يكون كلامي ده
جحود والَّا حا تحاسب عليه، ليه خلقت بقلبي ده
وأنت بالجمال ده ليه

(تخرج عزيزة من الدولاب.)

نديم : آه يا مصيبتي!
عثمان : يا نهار أسود!
عزيزة : هي مين دي اللي راح تتجوزها حضرتك؟ آه يا خاين يا غشاش يستحيل النهاردة زولي حايفارق زولك.
عثمان : هي دي الست بتاع الأوتوموبيل؟
نديم : أيوة يا عم عثمان.
عزيزة : يا ختي! ودا إيه دا كمان؟ شيء طلع من الشق يشتق، وله عنين وحواجب بحق.
عثمان : لا لا لا، راح تقول أنا كمان هو، أنا ما نعرفش لا رعية ولا حماية، أنا نخرب بيت أبوك.
نديم : بس يا عم عثمان.
عزيزة : كويس كده؟ عجبك قباحة أسود الوش ده؟
عثمان : يا حرمة بأقول لك اوعي تطول لسانك، أحسن أخليه النهاردة آخر يومك.
عزيزة : آخر يومي أنا! طب تعالى هنا.
عثمان : امسكه جامد.
عزيزة : هو مين اللي يمسكني! أنا لازم أعرفك أنت بتتكلم مع مين.
نديم : بس بقى علشان خاطري.
عزيزة : طيب طول بالك أنا حاستناك بره يا أسود الوش.
عثمان : تستناني بره!
عزيزة : أيوة.
عثمان : وأنا حانلبش خارج يا ختي.
عزيزة : وأنت بعدين أنا أعرف شغلي وياك، أما أشوف بنت كلب مين دي اللي أنت عايز تتجوزها.
عثمان : يا حفيظ! دي موش مرة دي مصيبة.
نديم : شفت يا عم عثمان؟
عثمان : دانت مسكين! حياتك في خطر.
نديم : الحمد لله أهه راحت في داهية.
عثمان : لكن تعرف أنا برضه مارضيتش نكلمه علشان خاطرك، أما أنا كنت نقدر نمسكه نفصفصه.
نديم : يا شيخ بس بقى، دانت مت في جلدك.
عثمان : فشر، طيب جيبه تاني شوف نعمل فيه إيه.
عزيزة : نديم نديم.

(عثمان يجري منها.)

عزيزة : اعملوا معروف خبوني.
نديم : الله! دي بتقول خبوني، نخبيها من إيه؟
عثمان : لازم عربية الكلاب واقف بره.
عزيزة : أيوة اقفلوا عليَّ الدولاب.
عثمان : كويس استنى أما أشوف مفتاح من دول نسك عليها ده كويس خليك كده لما تفطس جوه، تطلع لي بره أنا أفرجك إزاي؟
مزياطي : نسيبي هنا يا … يا سيد عثمان.
نديم : شوف مين دا كمان يا عم عثمان.
عثمان : آه، دا نسيبي، اتفضل يا نسيبي.
مزياطي : سلام عليكم سيدي.
الاثنين : عليكم السلام سيدي.
مزياطي : مين حضرته يا سيد عثمان؟
عثمان : حضرته سيدي نديم بيه مهندس معماري، وحضرته نسيبي الحاج مزياطي تاجر شاي في الفحامين وفي الشتا بيبيع بليلة.
نديم : تشرفنا.
مزياطي : الله يشرف قدرك يا وِلْدي.
عثمان : أهلًا وسهلًا بنسيبي، ما تآخذناش، موش قادرين نقوم بالواجب علشان بنعزل.
مزياطي : كتر الله خيركم، كان الله في العون يا ابني.
نديم : أنا رايح بقى، وأنت ما تنساش المسألتين اللي كلفتك بهم، وصاحبتنا.
عثمان : سيبه خليه يفطس إحنا مالنا، إزيك كده يا نسيبي؟
مزياطي : بخير على بركة الله.
عثمان : أمال أنت جاي ليه؟
مزياطي : أنا جيت مخصوص؛ علشان أدعوك باكر للغذا معنا، هل تقبل؟
عثمان : يا سلام بكل ممنونية، بس لما نخلص من باقي العزال.
مزياطي : إذا كان فيه حاجة عايز تشيلها، هات وأنا أشيلها معاك.
عثمان : لا كتر خيرك.
مزياطي : لا يا ابني، إحنا دلوقت نسايب، وما فيه تكليف بينَّا.
عثمان : طيب استنى أما أجيب لك حاجة بسيط من جوه.
مزياطي : أي والله.
عثمان : حاسب أحسن دا فيه صيني، خد ده كمان بالمرة، ياللا يا نسيبي نشوف وشكم في خير إن شالله (يخرجون).
عزيزة : افتحوا بقى أخويا مشي.
أم أحمد : قرب يادلعدي أنت وهو … حطوا السرير هنا، وأنت اوعى اللي معاك، اوعى يكون انكسر منه حاجة.
شيال : ماتخافيش يا ست، إحنا طول عمرنا نشيل عفش وموبليا، أحسن من موبليتكم دي.
أم أحمد : طيب وحياة أبوك بلاش غلبه، تعالى ورايا.

[لحن]:

شد حيلك يا بوعمة، وهيلا بيلا يا شربيني
طالع نازل على ضهره، قناطير ويقول يامَّا جيريني
تعا شوف حالاتنا ياللي تلوم، دا الفقر صبحنا عيضة
إيمتى بقى حانشوف لنا يوم، وتبقى فرحة وليلة بيضة
يا نهار سلطاني، يا ليلة بيضة، يا نهار سلطاني
ماعلهش برضك مستورة، سيدك ما بينساش مخاليقه
ألطافه دايمًا مشهودة، والعبد رزقه في طريقه
قرش الحلال مافيش أحسن منه، ربك يبارك في النيات
ولقمة ناشفة وعيشة هنية، أشهى وأحلى من الجنيهات
عرق الجبين له لذة يا ناس، عند الله يعرف كرامة نفسه
ينام ويصحى رافع اﻟراس، وفي كل شيء تسمع حسه
مسيرها تتعدل يا أصحابنا، ونقول عفى الله عالماضي
مادام بلادنا في إيد نوابنا، حتمًا تفرفش يا بو راضي
وأهه بكره نوابنا الناصحين، يفكروا لنا في شغلانة
ومصر تبقى للمصريين، مادام رئيسنا ويانا
يا هيلا هيلا يا هيلا هيلا، يا سعد يابو العيلة
يا زعيم مصر المحروسة
أم أحمد : قطيعة تقطع العزال وعيشته، عاملين زي العرسة كل يوم والتاني في بيت، ومن قلة بختي ربنا وقعني إني أخدم عند الراجل اللي اسمه حبيب بيه المقاول ده اللي مانيش عارفة له شكل في كل الدنيا، وغير كده بخيل وأخلاقه وحشة خالص، والنبي إن ما كانش علشان خاطر بنته لا كنت سيبتهم من زمان، لكن ما باليد حيلة، وقال من ميلة بختها المسكينة، كل ما ييجي لها عريس يخطبها، يا يموت يا تيجي له مصيبة، وأهي سوقها واقف كبدي عليها وعلى ميلة بختها!
حبيب : تعا من هون يا لبيبة، وينها أم أحمد يقصف عمرها قصف.
أم أحمد : أديني أهه.
حبيب : العما، أنت خلاص زرعتِ حالك بفرد حته، ما بقى فيك تتحركِ، مانك شايفاني محمل متل الحمار، خدي.
أم أحمد : يو حاضر، أما راجل لوح صحيح.
حبيب : شو عم تيحكي؟
أم أحمد : لا مافيش حاجة.
حبيب : لا شقة منيحة، يظهر أنها مبنية من دقشوم.
أم أحمد : إلهي تطبق على دماغك (تخرج).
حبيب : تعا يابنتي يا لبيبة، اختاري لك أودة للنوم بتكون تبعك.
لبيبة : زي بعضه أهه كلها أودة، يعني إحنا مين حايجي لنا؟
حبيب : حاج تزعلي يا بنتي، إن شالله بيكون هالبيت قدم السعد عليكِ، وبنتمم فيه جوازك بالشاب اللي رقصتِ معه، في حفلة البللو ببيت ابن عمك، ولكن ما بتعرفي شو اسمه، شو شكله شو صنعته؟
لبيبة : لا والله يا بابا، كان في فكري إني أسأله عن اسمه، ولكن ماعرفش إيه اللي نساني.
حبيب : معذورة، الواحد ماصار فيه راس، كل يوم والتاني عزال وكركبة، ونقول البيت ده وجهه وحش، البيت ده فيه عفريت، البيت ده فيه جنيَّة، يقصف عمرها البيوت شيء وحش، الواحد حايتذكر إيه ولا إيه؟
لبيبة : لك حق والله يا بابا، لكن الجدع شايفاه لطيف.
حبيب : أي منيح، إن شالله بيكون من مهنتي.
لبيبة : يعني إيه مقاول زيك؟ ياريت يا بابا.
حبيب : وأنا يستحيل باعطيكِ لأي زلمة ولو يدفع فيكِ عشرة آلاف جنيه، إلا كان من مهنتي، يعني كقولك مقاول مهندس، وإن شالله بيطلبك مني بلاش باعطيكِ إلُه بدون مهر، ولكن قولي لي، مانك استلطفتيه؛ لأني أنا ما شفته؟
لبيبة : آه يا بابا.
حبيب : حاج تنكسفي، حكِّي.
لبيبة : لو كنت أنت كمان شفته، كنت حبيته.
حبيب : العما، حاتجوزه.
لبيبة : لا لا موش القصد.
حبيب : بس أنا خايف يا بنتي لا يموت ولا يجرى له حاجة، مثل الخُطَّاب السابقين، العما شوه هالبخت!
لبيبة : آه يا ربي! أعمل إيه في قسمتي؟
حبيب : صبري نفسك، خشي اتسلي جوه، حتى تسوي الموبليا.
لبيبة : حاضر (تخرج).
حبيب : مسكينة هالبنت وأنا كمان مسكين! صار لي عازب ١٣ سنة من وفات أمها، إن شالله أول ما تتجوز باتجوز أنا التاني، أما أخش أشوف أودة النوم تبعي (يخرج).
أم أحمد : سيدي، السبت الصيني ده نحطه فين (يتحرك الدولاب) الحقني يا سيدي يا ست لبيبة جنيَّة جنيَّة!
عزيزة (تخرج من الدولاب وتقفله) : آه دلوقت لو ظبطوني هنا يقولوا عليَّ حرامية، أحسن شيء إني أخلص نفسي، وأوقع فتنة بين نديم والراجل صاحب البيت ده؛ لأني تأكدت من كلامه دلوقت، إن بنته هي اللي خاطبها نديم، وعايز يتجوزها، طول بالك يا نديم يستحيل تفر من إيدي (تخرج).
حبيب : وين هالجنيَّة؟
أم أحمد : أهه في الدولاب ده.
لبيبة : لا خليك بعيد يا بابا.
حبيب : العما، اتركيني نأوَّصها، إن كانت هي جنيَّة، أنا جن، وأبويا جن وأمي جنيَّة، اطلعي هون يا جنيَّة الكلب وأنا بأخرب بيتك.
أم أحمد (تدب برجلها فيتزعر حبيب) : يو شد حيلك يا سيدي!
حبيب : اسمعي يا أم أحمد، أنت بتفتحي الدولاب، وأنا أول ما بتخرج بأوَّصها.
أم أحمد : الفرد معمر؟
حبيب : وينها الجنيَّة يخرب بيتك، ما حدن بيخلينا نعزل من بيت لبيت غير ها لخطرفة، مين يقول صار لنا معزلين بالشهر الواحد بتلات بيوت وهيك الرابع!
أم أحمد : يو، حاضحك عليكم، وحياتك يا ست الدولاب ده كان بيرقص، ومن خضتي وقع من إيدي السَّبت بالصيني اتكسر.
لبيبة : آه، لازم أنت لما وقع من إيدك السبت واتكسر، عملتِ حكاية العفريتة دي حجة؛ علشان ماحدش يتخانق وياك على الصيني ده اللي كسرتيه، آه يا ملعونة!
حبيب : يستحيل إلا بأخصم من ماهيتها.
أم أحمد : يو حاكدب عليكم (جرس) بو أحمد، يو قطيعة دا الجرس.
لبيبة : روحي شوفي مين يا أم أحمد.
أم أحمد : حاضر.
حبيب : يقصف عمرها رعبت قلبي، لكن بتظني مين اللي بيدق الباب يا لبيبة؟
لبيبة : مين عارف، يمكن ستات جيران، ولا حد جاي يبارك لنا، استنى أما أشوف.
حبيب : يا دللي يا دللي، لو كان الشاب اللي رقصتي معه، وجاي يخطبك مني.
لبيبة : حقة كنا نتعشى سوا.
أم أحمد : اتفضلي.
لبيبة : مين يا خالتي أم أحمد؟
أم أحمد : واحدة ست عايزة تقابل سيدي.
حبيب : شو إليِّ؟
عزيزة : نهارك سعيد يا مسيو.
حبيب : نهارك سعيد يا هانم.
عزيزة : حضرتك حبيب بيه المقاول؟
حبيب : أي يا هانم، ومين حضرتك؟
عزيزة : أنا أبقى بنت عم الشاب اللي حايخطب بنت حضرتك.
أم أحمد : يُه، دي تبقى بنت عم خطيبك.
لبيبة : أهلًا وسهلًا (تقبلها).
حبيب : بنت عم خطيب بنتي، أهلًا وسهلًا (يهم بتقبيلها).
عزيزة : حضرتها العروسة اللي خطبها ابن عمي؟
أم أحمد : أيوة هي دي موش أنا.
حبيب : أي يا هانم، إن شالله بتكون عجبتك.
عزيزة : عجبتني قوي، جميلة ولسه صغار، بس يا خسارة رايحين تميلوا بختها!
أم أحمد : يا لهوي!
لبيبة : يميلوا بختي آه يا ربي يا قسمتي السودة!
أم أحمد : بس ياختي بس، أنت كنتِ جاية لنا ليه دلوقت أنت كمان؟!
عزيزة : والله صعبانة عليَّ!
حبيب : شو بتقولي؟
عزيزة : بقى شوف يا مسيو، أنا جيت لك مخصوص علشان أنصحك، وأقول لك على أخلاق ابن عمي؛ لأن دي ولية، وأنا ولية زيها وأحب الولاية.
حبيب : مانا فاهم شي، ولكن هو شو اسمه؟ شو صنعته؟
عزيزة : اسمه نديم بيه، وصنعته مهندس.
حبيب : مهندس! يا دللي يا دللي، هايدا المطلوب ومقاول ومهندس.
عزيزة : يا مسيو بأقول لك يكون في معلوماتك، إن ابن عمي خباص وسكري وقمرتي.
حبيب : ما بيهم.
عزيزة : ومرافق، وكل يوم والتاني بتيجي له رفايقه، ويعملوا له هلليلة قدام البيت.
حبيب : لما بتصير بنتي معه، ما بتخليه يعرف حد من رفقاته؛ لأنها مدردحة ومتشخلعة، وما فيه متلها في كل ها الستات.
عزيزة : يا مسيو ابن عمي إيده طويلة، وتمللي يضرب.
حبيب : أي منيح، أما بنتي بتعمل شي، بيضربها بيقتلها لي الشرف.
عزيزة : يعني موش عايز تسمع كلامي؟ طيب بعدين تشوف، عن إذنك (تخرج).
حبيب : تشرفنا يا مدام، بنت عمه وتقول عليه ها الحكيوه البايخة، لازم في المسألة سر، أما أسك البيبان وأخش أطمن بنتي لبيبة، لا تنام زعلانة بيجرى لها حاجة، أما نطفي النور، قال بنت عمه! يخرب بيتك يا بنت عمه (يقفل الباب ويخرج، يبتدي الظلام).
عثمان : يا سلام! دا الرُّوم ده بيلطش لطشان يا حفيظ! آه المحفظة اللي فيه الميتين جنيه، لا أهه، أنا برضه ناصح، أنا حد يعرف يسرق مني حاجة! أنا نسرق الجن، أنا كان معايا علبة كبريت راح فين؟ مافيش، أنا فاكر إن كان فيه جوه علبة كبريت على الرف في المطبخ، أما نروح نجيبه علشان نقدر نشوف الزر بتاع الكهربا.
لبيبة : أف أما أنا حاتجنن يا خالتي أم أحمد.
أم أحمد : سلامتك بعد الشر عليكِ، دا بس أكمنك غيرتِ مطرح نومك يا ست.
لبيبة : أنام هنا في السرير ده، يمكن يجي لي نوم.
أم أحمد : برضه كويس، حتى هنا طراوة، نامي وأنا أغطيكِ، وأحسس لك في رجليكِ، وأنت تروحي نايمة في أمان الله، نامي يا ختي نوم العوافي، صلاة النبي أحسن، أما أروح أجيب كرسي وآجي أدعلك لك رجليكِ (تخرج).
لبيبة : آه يا ربي!
أم أحمد : إن شالله تكون عينك غفلت يا ست.
لبيبة : لا والله لسه يا خالتي أم أحمد.
أم أحمد : بس غمضي عنيك ولا تتكلميش، وأنتِ حالًا تروحي نايمة، وأنا رخرة أهه موش حاكلمك، هس، ماحدش يتكلم هاتي رجليك هاتي، كبدي عليكِ، وعلى ميلة بختك يا قلبي شابة طول وعرض وقوام! يكونش دا ملأسياد يا ست؟ أخدكيش سيدي المغربي أبخرك يوم الجمعة؟ يو أنت نمتي؟ الحمد لله، أما أقوم أسك الباب وأخش أنام أنا رخرة (تسك الباب) وأنتو اعملوا معروف ماحدش يتكلم وسكتوا العيال، خلو الشابة تنام لها شوية، أما أخش أقلع هدومي وأرتاح، دماغي انقلبت قطيعة (تخرج).
عثمان : يا سلام! حتى الكبريت ياكلوه الفيران! فيران آخر زمن! الله الكهربا نور لوحده! غريبة وفيه موبليا شكل تاني! وسرير كمان! إخص على الروم وعلى أبوه، دي الشقة اللي عزلنا منه، آه، دلوقت لو حد ظبطني يقولوا عليَّ حرامي، فشر أنا معايا ميتين جنيه، هو الحرامي يشيل ميتين جنيه، لازم اللي نايم ده الساكن الجديد اللي أجَّر الشقة، أما نشوف شكل جنس فرمته إيه، يا ولد يا ولد، أما ملاك، قال كنت فاكر إن مافيش في الدنيا أحلى من خطيبتي، لكن تروح لدي فين، يا ملاكِ، آه لو ماكنتش قبَّضت المهر بتاع عروستي وقريت الفاتحة مع أبوه، كنت دخلت في دي وستين سنة، لكن مين عارف يمكن متجوز، نصحيه نسأله، لكن بعدين يتخض يجرى له حاجة خسارة، أحسن نصحيه وندي له ضهري، وهو مادام ما يشوفش وشي ما يجرالوش حاجة، أيوة علشان أنا شكلي بالليل عفاريتي أنا عارف روحي، يا ست ياللي نايم، يا ملاك أنت.
لبيبة : فيه إيه يا خالتي أم أحمد؟
عثمان : أم أحمد، أم أحمد دي إيه كمان؟
لبيبة : آه يا ربي، أنت إيه؟
عثمان : أنا، ماتخافيش.
لبيبة : أنت إيه اتكلم، حرامي؟
عثمان : لا، أنا لا حرامي ولا قتال قتله، أنا طول عمري شريف، ولا نعرفش نسرق حاجة أبدًا.
لبيبة : أمال اللي دخلك هنا دلوقت إيه؟
عثمان : اللي دخلني هنا الروم يا ست.
لبيبة : آه، لازم حضرتك ساكن في العمارة دي، ودخلت هنا غلط.
عثمان : كنت ساكن هنا وعزلت النهاردة بس.
لبيبة : طيب من فضلك يا مسيو اتفضل أخرج بره، أحسن بابا يصحى ويشوفك هنا، تبقى فضيحة علشاني وعلشانك.
عثمان : يا سلام! مافيش كده أخلاق ولا أدب ولا كرم.
لبيبة : مرسي، طيب اتفضل من فضلك.
عثمان : حاضر، بس أنا يعني كان خاطري أقول لحضرتك، على أزية الروم الملعون ده، يعني إذا كان واحد ست غيرك، وظبطني في البيت بتاعه كده، موش كان ضروري وداني الكركون.
لبيبة : بالطبع يا مسيو.
عثمان : يا سلام! أنا موش عارف نشكرك بأي لسان؟
لبيبة : قد إيه لطيف الجدع ده! صحيح موش بالسواد ولا بالبياض الرك كله عالدم.
حبيب : وينها لبيبة؟
لبيبة : آه يا ربي اتفضل يا مسيو أحسن أبويا صحي.
عثمان : حاضر يا ست، أخ الباب مسكوك يا ست.
لبيبة : آه يا ربي! أقول لأبويا إيه دلوقت يا مسيو؟
عثمان : خبيني في حتة والسلام.
لبيبة : أخبيك فين بس؟
عثمان : اعمل معروف أنا أبوس إيدك (تدفعه لبيبة فيقع).
حبيب : وينها لبيبة؟
لبيبة : طيب ادخل استخبى هنا، واوعى تطلع صوتك.
عثمان : طيب حاضر، أنا موش هنا يا ست.
حبيب : لبيبة لساكِ صاحية؟ كنت بتتكلمي مع مين؟
لبيبة : لا كنت باتكلم مع نفسي.
حبيب : هلا ما بيتكلم مع نفسه إلا المجنون.
لبيبة : لا بس علشان موش جايني نوم.
حبيب : تعا يا بنتي خشي نامي بسريرك، ولا خدي سريري.
لبيبة : لا أنا مبسوطة هنا يا بابا.
حبيب : ما بيصير إني أتركك واحدك، ما بيجيني قلب، تعا خشي معي جوه تعالي (يخرجون).
عثمان : بس موش فاهم نخرج إزاي؟ نكسر الباب؟ يحس بالكركبة يرجع تاني، أحسن شيء أنام أنا كمان هنا هو، أما يطلع النهار نروح لحالي، راح يعملوا فيَّ إيه؟ كل الناس هنا عارفين إني أنا عثمان وكيل نديم بيه المهندس، وآدي أمارة معايا ميتين جنيه، سيبك خليِّ قلبك جامد، آه، أنا كنت فاكر إن فيه قزازة في المطبخ فيه شوية كونياك، أما نخش ندعبس عليه نجيبه نشربه علشان الكونياك يحرك الروم، نروح نايم بالرومي (يخرج) لازم الواحد في الحاجات اللي زي دي يكون قلبه جامد زي السنديان.
حبيب : أيوة خليك بسريري وأنا حانام هون، أي منيح هون طراو، يقصف عمره هالبيت، شبابيكه مفتحة ببانه مفتحة، ما باعرف منين بيجي هالحر، شو، تبع مين دي يابيِّ؟ محفظة بها مصاري كرت، أحمد نديم مهندس معماري بمصر، آه، فهمت فهمت … هايدي اللي عايز يخطب بنتي، ولازم هو موجود هون، وهو اللي كانت عم تحكي معه، آه يا ملعونة يا لبيبة! وينك يا نديم بيك؟ تعا تعا ماتخاف.
عثمان : يا سلام دا الكونياك عالروم لذيذ.
حبيب : أهلًا وسهلًا يا فرحتي.
عثمان : يا نهار أسود!
حبيب : حاج تنكسف مني يا، تعا عليَّ تعا.
عثمان : أنا في عرضك، المسألة حصل فيها غلط، وأنا راح أفهمك على كل حاجة.
حبيب : فاهم يا بيِّ … وأنا بأعطيها إلك بدون مهر.
عثمان : هي إيه دي اللي يعطيها لي بدون مهر يا خويا؟!
حبيب : إي لأني أنا أتشرف بمصاهرتك؛ لأن مهنتك من مهنتي، وهايدى هو المطلوب.
عثمان : دا بيهجص بيقول إيه ده؟!
حبيب : بقى شوف يا نديم بيك.
عثمان : نديم بيه! ومنين تعرف إني أنا اسمي نديم بيه؟
حبيب : من محفظتك هايدي يا بيِّ.
عثمان : الله الله الله دي المحفظة اللي فيها الميتين جنيه والجوابات بتوع سيدي نديم!
حبيب : ودلوقت يا مسيو نديم، مافيش غير باب واحد تقدر تخرج منه.
عثمان : باب واحد، كفاية بس افتحه وأديني المحفظة.
حبيب : إي الباب الواحد هو أنك تتجوز بنتي.
عثمان : أتجوز بنته أنا؟
حبيب : يا تتجوز بنتي يا بأشرب دماتك.
عثمان : دا باين عليه مجنون!
حبيب : إي؛ لأن هايدى شرفي، بعد ما أظبطك ببيتي نص الليل وبتتكلم مع بنتي، بتظن إنك تخرج بدون ما تخطبها مني رسمي، دانا بأقصف عمرك.
عثمان : يخرب بيت الروم وبيت اللي سقاه لي.
حبيب : شو قلت؟
عثمان : أيوة أتجوزها بكل ممنونية يا مسيو.
حبيب : إي منيح، إيدك، إن شالله بتصير صهري، قول أنا طالب القرب منك في بنتك لبيبة.
عثمان : طيب حاضر، أنا طالب القرب منك في إيه؟
حبيب : في بنتك لبيبة.
عثمان : في بنتك لبيبة.
حبيب : منيح، وأنا قبلت يا بيِّ.
عثمان : كويس، أديني المحفظة بتاعي بقى وأروَّح وبكره أجيب عيشي وآجي بدري.
حبيب : ما بيصير أتركك تنزل دلوقت نص الليل، أحسن بتنام هون، وفي الصباح تشرب الشاي معنا، وتتمم باقية الخطوبة.
عثمان : طيب مادام اتفقنا خلاص، إيه المانع من كونك تديني المحفظة؟
حبيب : إي، مافيش مانع يا بيِّ اتفضل.
عثمان : الله الله! وخدت الفلوس دول علشان إيه؟
حبيب : حضرتك بتعرف يا نديم بيك، إن من كل بُد آخد ضمانة عليك لأن مين عارف، يمكن بتخرج من هون ما بترجع تاني ولكن بها الطريقة أبقى ضامن رجوعك، ويجب عليك تعذر والد متل حكايتي، لا بد أنه ياخد الاحتياطات الكافية، من شان شرف بنته، وأنا بوعدك، إني أردهن لك يوم الزواج.
عثمان : لكن يا مسيو الفلوس دي لازماني دلوقت.
حبيب : إي منيح، نام هون، وأنا الصبح أعطي لك بدالهم.
عثمان : الغاية ننام هنا والصبح يحلها ربنا.
حبيب : اتفضل نام يا بيِّ، وإن شالله بتشوف أحلام لذيذة.
عثمان : أحلام لذيذة، هو أنا حاحلم إلا بالميتين جنيه يا خويا؟!
حبيب : إذا عزت حاجة سقف، وهايدي عفشة المي، تصبح على خير (يأخذ الشمعدان ويخرج).

[لحن ختام الفصل]:

عن الوجود يا غفلان، وبالخير جود يا نعسان
الناس لها هدير تنصب شرك، والكبير ياكل الصغير زي السمك
اسم الله والحارس الله، حدرجة بدرجة من كل عين دارجة
أيوة كده اتحاوطوه، بس اوعو لا تزعجوه
هوُّا له واحرسوه، الله إيه دولاهم كمان
إيه ما لكم يا نسوان، وإزاي تهربوا من رضوان
إحنا اللي حافظينك وصاينينك، من كل شر يجي لك
حدرجة بدرجة من كل عين دارجة
العفاريت :
يا كركي يا كركي يا كركي، يا كركي يا كركي يا كركي
اسمع منا كلمة عالهامش، وإديني عقلم واوعى تكون طايش
عثمان :
فين عقلي طار عقلي، وإزاي بقى حاسمعكم
أنا فين وأنتو مين، والله أنا ما أعرفكم
عفاريت :
اللي قالوا لك عنها حاتبقى مراتك، كركي كي اوعى تقرب لها بالمرة
لحسن ديَّ تبقى فيها مماتك، كركي كي وتنزلك سابع جرَّة
عثمان :
لأ كركي يا كركي استنى، دا أنا حيلة أمي وأبويا
بلاش هزار وابعدوا عنا، كركي كي داحنا أصحاب أو أنت أخويا
الزعيم :
أنا شهبر كبريت شيخ العفاريت، أخلي فوقك تحتك وأخليك خلطبيط
الجميع :
ونخلي فوقك تحتك ونخليك خلطبيط
عثمان :
إيه بس الحكاية، ماتقولوا لي إيه الغاية
دانا أنفذ لك مطالبك، وأديك حق الجراية
الزعيم :
عروستك هي عروستي، أنا زوجها وهي زوجتي
العفاريت :
عروستك هي عروسته، هو زوجها وهي زوجته
اتركها ولا تتجوزها، واهرب ولا تسأل عنها
وإن حد قال لك طب ليه بس، شاور وقل له هس هس هس
عثمان :
أما رزية دانا حقة بقيت عباسية
الجميع :
هس هس قول أبدًا يستحيل، عثمان: أهه كده بس ولا أشيل
عفاريت :
وإن خالفت المشورة، نعملك حالًا مرة
عثمان: لا أنا في عرضك والنبي، مانيش مخالف أمرﮐم
عفاريت :
يالله بقى سكة قوام، مادام سمع منا الكلام
عثمان :
الحقوني الحقوني جاي يا ﻫو، خلصوني من كريكلي ومن كريكو
الجميع :
الله مالك إيه جرى لك، قل لنا عاللي أصابك
عثمان :
يستحيل أنا أكون لبنتك، زوج كده ولا أصاهرك
الجميع :
أنت مجنون ولا إيه حصلك
عثمان :
أنا مجنون ١٠٠ مرة وإديني عقلك
الجميع :
إزاي ترقص أهه كده وبس، جمال وخفة هس هس هس
فلوس كتير، لا أبدًا يستحيل

الفصل الثاني

أم أحمد : يا عم عطية.
عطية : حاضر يا ست.
أم أحمد : يو، أنت فين؟
عطية : أديني أهو، هو الورد ده عايزينه علشان إيه؟
أم أحمد : علشان عقبال عندك عزومة الخطوبة بتاعة ست لبيبة، على واحد اسمه نديم بيه.
عطية : ربنا يتمم بخير ويجعله منزل مبارك عليكم، ودايمًا عندكم الأفراح؛ لأن باين عليكم ناس طيبين.
أم أحمد : أنت الأحسن يا عنيَّ.
عطية : إلا قولي لي.
أم أحمد : نعم.
عطية : اسم حضرتك إيه؟
أم أحمد : ليه؟ وإيه السبب؟
عطية : لا بس علشان ما يسلمش الأمر؛ علشان الواحد لما يعوزك يبقى يندهلك باسمك.
أم أحمد : اسمي أم أحمد يادلعدي.
عطية : عاشت الأسامي يا ست أم أحمد (يخرج).
أم أحمد : عشت يا خويا، أما أخش أشوف حايبقوا يقعدوا ياكلوا هنا في الجنينة ولا جوه (تهم بالخروج).
لبيبة : هي فين أم أحمد؟
أم أحمد : آديني أهه يا ست.
لبيبة : بتعملي إيه؟
أم أحمد : بس كنت بأقول لعم عطية الجنايني على الورد اللي إحنا عاوزينه، إلا قولي لي يا ست.
لبيبة : إيه فيه إيه؟
أم أحمد : أنتو حاتبقوا تاكلوا هنا، ولا في أودة السفرة؟
لبيبة : أما بقى أسأل بابا، أما أنا راح أتجنن من المسألة دي! صحيح كل شيء قسم!
أم أحمد : أنت لسه بتفتكري في مسألة خطيبك؟ ولا الجدع التاني اللي كان رقص وياكِ (تضحك لبيبة) يا ختي كل شيء قسمة، ومادام حبيتيه أهه ده المهم، والمسألة لا هي بالبياض ولا بالسواد، الرك كله عالدم.
لبيبة : آه يا خالتي أم أحمد، دمه زي الشربات، وكلامه خفيف على قلبي، واللي أحسن من كده إن صنعته من صنعة بابا، يعني مهندس.
أم أحمد : دا لازم غني؟!
لبيبة : حقة لسه ما سألتوش في كده، لكن أنت فاكرة بابا فاهمه مين؟
أم أحمد : آه، ما قلتِ لي، فاهم إنه الجدع اللي كنتِ رقصتِ وياه في حفلة البللو.
لبيبة : تمام ولا كلمه.
أم أحمد : خلاص، أنت رخرة مادام حبيتيه وخش مزاجك، خلي أبوكِ فاهم زي ما هو فاهم، يعني خليه على عماه زي ما هو.
لبيبة : آه يا خالتي أم أحمد، بس مانيش فاهمة، إن كان هو استلطفني وحبني، زي مانا حبيته كده؟
أم أحمد : شيء بسيط، موش هو اللي معزوم عندنا النهاردة للغدا؟
لبيبة : أيوة.
أم أحمد : عال، تقدري تجسيه وتعرفي كل حاجة.
لبيبة : أجسه إزاي؟
أم أحمد : يعني وأنتو قاعدين عالسفرة، تعملي له شوية حركات، تقدمي له حتة لحمة، تفاحة، فجلة، راح أعلمك ولا إيه؟!
لبيبة : آه منك!
أم أحمد : إي اطلعي يا بت، على مين دول! طيب أبوكِ بياكلهم، وأم أحمد تاكلهم؟!
لبيبة : الله يجازيك يا خالتي أم أحمد طيب تعالي نسأل بابا، نشوف حانبقى نحضر السفرة فين.
حبيب : وينها لبيبة؟ وينها أم أحمد؟
أم أحمد : اسكتي أحسن أبوك جاي.
لبيبة : آه، دلوقت نسأله.
حبيب : وينك يا بنتي؟
لبيبة : من حق قل لي يا بابا.
حبيب : شو؟
لبيبة : حانحضر السفرة فين؟
حبيب : بفكرك بنحضرها فين، ما أحسن بنحضرها هون في الجينينة.
أم أحمد : والله برضه أحسن يا سيدي؛ لأن هنا طراوة ونور.
حبيب : إي منيح، روحي أنت جهزي كل شيء، مع الطباخة والخدامات.
أم أحمد : حاضر (تخرج).
لبيبة : لكن أنت عرَّفته البيت هنا يا بابا؟
حبيب : إي، ولكن أنا بنبدي له أوصاف البيت وبنقول له عزلنا في مصر الجديدة بجار واحد مغربي اسمه الحاج مزياطي، شفته اضطرب واتلخبط مزاجه، ماباعرف من شان إيه، وهلا بأدخل ألبس طربوشي، وأروح أقضي بعض حاجات من السوق، ولما بأرجع بأدخل عند الحاج مزياطي جارنا هادي، لأجل ماخُد منه بعض معلومات عنه؛ لأنه من كل بُد بيكون يعرفه، تعا معي وضبي حالك (يخرجان).
مزياطي : قرب هنا يا ولدي، جيب خد أجرتك.
الغلام : كتر خيرك يا والدي.
بهية : بابا أنت جيت؟
مزياطي : أي نعم، وأنتو جهزتوا كل شيء؟
بهية : كل شيء جاهز يا بابا.
مزياطي : وينها الحاجة عزيزة عمتك؟
بهية : جوه.
مزياطي : خدي الفواكة دي دخليها جوه، وابعتيها لي هنا يا.
بهية : حاضر (تاخد السبت وتخرج).
مزياطي : الساعة ١١، باقي ساعة بالأكثر ويشرفنا عثمان أفندي خطيب بنتي.
عزيزة : أخويا أنت عايزني؟
مزياطي : أيوة يا حاجة، عاوز أنك تنضفي البيت مع بهية، وتجهزي كل حاجة، قبل ما يجي عثمان أفندي وباقي المعازيم؛ منشان النهاردة عزمت الحاج عبد الحفيظ، والحاج قدور وعبد القادر وكيلاني، وجملة من أصحابي، وموش لازم ينتقدوا علي شيء.
عزيزة : لا ما تفتكرش، كل شيء حايكون تمام.
مزياطي : هذا ما نبغي يا حاجة.
عزيزة : لكن أنا لحد دلوقت، ماشفتش خطيب بنت أخويا ده، إيه جنسه إيه شكله؟
مزياطي : والله يا حاجة إنه زلمة مزيان، وبيشتغل وكيل عند واحد مهندس، ومسلمه كل أمواله، وفوق كده هو كمان غني.
عزيزة : لكن جنسه إيه؟ مغربي؟
مزياطي : لا ما هو مغربي، هو مصري بس لونه غامق.
عزيزة : على كده رعيه؟
مزياطي : إي نعم، ولها السبب بنعقد العقد بالمحكمة الشرعية.
عزيزة : بالطبع بعد تصديق القنصلاتو.
مزياطي : إي والله.
عزيزة : ربنا يوفق بيناتهم ويجعله عريس الهنا.
مزياطي : ولكن أنا فاكر إنك كنتِ قلتِ لي، إن فيه شاب مزيان عايز يتجوزك، وجاي يخطبك مني، وللآن ما حد حضر لي.
عزيزة : أيوة صحيح أنا قلت لك، وهو كان جاي علشان يقابلك، ويخطبني رسمي، ولكن جاله تلغراف من عمه؛ علشان مسألة مهمة وسافر، ولما يجي من السفر، ضروري حايجي يقابلك.
مزياطي : إي مزيان، وأنا دلوقت راجع السوق لأقضي بعض مصالح، وأنتِ جهزي كل حاجة، ولا تتركنيش على بهية، من شان لسه صغيرة، ولا تعرف شيء، أحسن العريس ولا حد من المعازيم، ينتقدوا علينا.
عزيزة : لا ماتخافش.
مزياطي : إي والله (يخرج).
عزيزة : قال أجهز كل حاجة علشان العريس! إن شالله ما حد اتجوز، بقى بهية العيلة المفعوصة دي، اللي ما تعرفش حاجة في الدنيا، تتجوز قبلي، وأنا اللي راسية على كل شيء، أقعد كده من غير جواز، دا يستحيل، إذا كان الله لا يقدر يحصل الجواز ده قبل مني، أنا يستحيل أقعد في البيت ده أبدًا، آه يا ناري لو أشوف وشه نديم ده، كنت أعرفه إزاي يخونني ويغشني وعايز يتجوز غيري، لكن ماعلهش الصبر طيب، وأنا ما أكونش عزيزة بنت ظهرة إن ما وريتوش (تخرج).
عثمان (يضرب الجرس ويدخل) : والله طيب! أهه أنا دلوقت عند نسيبي نمرة ٢، وهنا نسيبي نمرة ١ اللي من حق وحقيق، وقال إيه الاتنين عازميني النهاردة على الغدا، بس إياك على الله، نعرف نبلف الراجل ده وناخد منه فلوسي، وأنا أروح ما وريلوش وشي أبدًا، وننفد بعمري منه، ومن شيخ العفاريت بتاعه، الأكريلي كريكي دي كمان.
أم أحمد : مين اللي جاي لنا بدري ده يا ترى، هو حضرتك اللي ضربت الجرس؟
عثمان : أيوة أنا، هو سيدك موش هنا؟
أم أحمد : هنا يادلعدي، وحضرتك مين؟
عثمان : روح قل له نسيبك عثمان، آه لأ، نديم بيه نديم بيه، إخص عليَّ وعلى مغفليني!
أم أحمد : بقى حضرتك خطيب ست لبيبة؟ أهلًا وسهلًا أتابي البيت منور.
عثمان : منور! ليه أنا كلوب؟!
أم أحمد : فشر كلوب، دا أنت القمر ليلة أربعطاشر.
عثمان : قمر! شوف الولية بيقطمني.
أم أحمد : والنبي ستي لها حق تحبه، دمه خفيف قسمتها حلوة.
عثمان : أيوة قسمتها سودة.
أم أحمد : عقبالي لما ربنا يرزقني بابن الحلال اللي يُرمني أنا رخرة، إلا قل لي يا سيدي، ماعندكش عريس ليَّ كده كلشي إنكان؟
عثمان : ليه؟ أنت نفسك تتجوز أنت كمان؟
أم أحمد : إلا نفسي أتجوز! ليه هو فرغ مني ولا إيه؟
عثمان : يظهر إن البيت دا كل عاوز يتجوز، طيب روح عرف سيدك إني موجود هنا، وأنا بعدين أبقى أدور لك على عريس تخش عليه، ولا أخدكوا كده مقاولة واحدة.
أم أحمد : أيوة كده ربنا يخليك ويجبر بخاطرك ولا يغلب لك وليَّة، وأهي تبقى دخلة واحدة يا خويا.
عثمان : إن شالله.
أم أحمد : يا حلوللي يا حالوللي (تخرج).
عثمان : أما حقة لو نسيبي الحاج مزياطي سمع صوتي هنا، كان تبقى حتة دين لبخة، لكن هو موش حايعرف حاجة؛ لأن دول هنا، راح يكلموني باسم نديم بيه ونسيبي عارف أني اسمي عثمان، والله طيب ياسي عثمان يا نديم!
حبيب : وينه نسيبي نديم بك؟ ما قلتِ إله يتفضل يخرب بيتك، أهلًا وسهلًا، يا عيب الشوم ليش ما دخلت؟ بيتك ومطرحك يا بيِّ، ما صار فيه تكليف بيننا.
عثمان : مرسي بس يعني من الواجب الواحد يستأذن.
حبيب : هلا ما بيصير إنك تعمل فرق بيننا، وبعدها الخطرة، عندما بتيجي ما بتستأذن، بتروح زارق على طول.
عثمان : إلا زارق دي كمان! دا لغته بالبلا خالص! لا ما هو أنا مارضيتش أزرق علشان مكسوف.
حبيب : ليش تنكسف يا بيِّ؟
عثمان : علشان ما جبتش حاجة ويَّايا زي سوفينير لخطيبتي.
حبيب : وليش ما جيبت؟
عثمان : ماجيبتش علشان مافيش ويايَّ فلوس لأنك أنت خدت الفلوس اللي كان ويايَّ، كنت عاوز أجيب شوية موز، تفاح شوية جميز.
حبيب : وليش ما بتسحب من البنك؟
عثمان : رحت البنك لقيته قافل.
حبيب : شيء بسيط بتجيب بكره.
عثمان : دا ناوي يتلحَم عالفلوس! لا ما هو البنك موش حايفتح بكره.
حبيب : ليش يا بيِّ؟
عثمان : أيوة علشان … علشان المدير بتاعه مات، وقالوا البنك راح يقعد قافل سبع تيام.
حبيب : يا حرام!
عثمان : أههُ دا الشيء اللي زعلني، وبعدين قلت ياواد حيث إنك مزنوق روح خد القرشين اللي عند نسيبك اتفك فيهم ولما ربنا يسهل لك تجيب له بداله.
حبيب : هايدى ما بيصير يا بيِّ.
عثمان : ليه بقى؟
حبيب : إي؛ لأني تعهدت بأني أردهن لك يوم الزواج، وبما أن الزواج بيكون بكرة بالمحكمة الشرعية الساعة عشرة صباحًا، بأردهن لك هناك فقط، خلينا بالمهم.
عثمان : مهم إيه تاني؟
حبيب : بقى أنت بيلزمك شقة؛ لأجل ما تدخل على عروستك بها، ولها السبب أنا شفت لك شقة منيحة قريبة من هون، بشارع مختار نمرة ١٥، وأجرتها حاجة بسيطة، أربع ليرات بالشهر بها أودتين وصالون وعفشة الميْ، وعجبت بنتي لبيبة، فايحسُن أن حضرتك تتفرج عليها، وإن عجبتك بتأجرها، فقط أودة الأكل بدها توريق، واليوم عجبتني عينة ورق، اصبر أفرجيك عليها … أم أحمد (مصفقًا).
أم أحمد : نعم يا سيدي.
حبيب : جيبي ملف الورق اللي أحضرته معي اليوم.
أم أحمد : حاضر (تخرج).
حبيب : هو رسمه منيح، وأنا اشتريت منه خمسطاشر متر، ولكن أنا عارف إنهم ما بيكفوا، بتقدر تشتري لنا خمسة ستة متر، من محل فريدمان وجولدنبرج، مقاولين أشغال ورق والبويات بشارع قصر النيل نمرة ٣١؛ لأن الأودة كبيرة.
أم أحمد : اتفضل يا سيدي.
حبيب : جيبي وروحي أنت لشغلك (تخرج أم أحمد) هيك ما هو منيح؟
عثمان : كويس خالص بس قلِّتهم.
حبيب : شو قلِّتهم؟
عثمان : الفلوس … ربنا يحرمك منهم زي ما حرمتني، تسمح بقى وتديني الفلوس علشان نجيب الشيء اللازم.
حبيب : إي، أنا بأعطيك خمسطاشر ليرة بتقضي حوايجك.
عثمان : بس يعني لو تعمل معروف وتبحبح إيدك شوية، وتخليهم ستين سبعين مية وخمسين، الميتين كلهم وأدعي لك.
حبيب : لا هايدى كفاية بلا بعزقة.
عثمان : الله يبعزق عمرك يا بعيد! الأمر لله (يهم بالخروج).
حبيب : لا تتأخر يا بيِّ، نحن منتظرينك على الغدا الساعة ١٢ بالضبط.
عثمان : لا موش راح نتأخر، عن إذنك (يخرج).
حبيب : لطيف قوي قوي نسيبي نديم بيك (مصفقًا) أم أحمد.
أم أحمد : حاضر أديني جاية، نعم؟
حبيب : ليش ما بتيجي قوام العما، أنا راجع للسوق نقضي بعض مصالح، وأنت فهمي ستك لبيبة هيك، ولما بتيجي المعازيم قابلوهم، وجهزوا الغدا عابال ما نرجع (يخرج).
أم أحمد : حاضر يا سيدي، بقى ربنا موش حايتوب عليَّ من خدمة الراجل ده؟! قسمتي أعمل إيه في بختي (ضجة) يوو دول إيه كمان؟ آه، دول الستات المعازيم، اللي جايين يباركو للست لبيبة، اتفضلوا يا هوانم (تخرج).

[لحن]:

أدحنا جينا نبارك ونهني، ست الملاح لبيبة هانم
عقبال ما نفرح بقى ونهني، بعرسها إنشالله يا دايم
بيت الهنا والعز يدوم، ويكون عليك قدم السعد
ويجولكِ العرسان بالكوم، ويقدموا لك طاقة العيد
أهه العريس مستنيكِ، يالله بقى وري شطارتك
عشان ما نفرح ونجيلك، في بيت عريسك نبارك لك
مزياطي : اتفضل يا سيد عثمان، اتفضل ارتاح على بال ما أخش أجيب كرسي (يخرج).
عثمان : بس أنا موش فاهم شافني إزاي وأنا ماشي في السكة! أيوة لأني أنا ماكنتش عاوز آجي هنا، لحد ما أشوف لي طريقة، ويَّا الراجل المغفل ده اللي خد مني الفلوس.
مزياطي : كنت ماشي على طول كده رايح فين؟ أظنك كنت تايه عن المنزل.
عثمان : إي والله زي كده.
مزياطي : معذور، مصر الجديدة هنا يا، كل بيوتها تشبه بعضها لبعض، لكن خلينا في المهم.
عثمان : مهم إيه يا نسيبي؟
مزياطي : للآن حضرتك لم تفكر في منزل، تدخل على عروستك فيه؟
عثمان : آه، أهه ده السبب اللي خلاني كنت ماشي سارح، وتُهت عن البيت هنا؛ لأني رحت استأجرت شقة في شارع مختار نمرة ١٥، فيها أودتين وصالون وعفشة المية، وأجرتها بسيطة أربعة جنيه في الشهر، بس فقط أودة السفرة عاوز توريق، وأديني جبت عينة الورق، شوف كده يعجبك؟
مزياطي : هايدى مزيان يا صهري، إنشالله يكون المنزل وجهته بحرية.
عثمان : أيوة بحرية غربية دقهلية، والله كدب يا ربي.
مزياطي : وصاحب الملك كيف جنسه؟ إن شالله بيكون زلمة مزيان؟
عثمان : دا راجل زي حتة السكرة، واحنا بنكتب الكونتراتو، قال لي يابني أنا ماليش بيت، البيت بيتك أنت حُر فيه، تهده تطبقه.
مزياطي : وفين هالكنتراتو؟
عثمان : الكونتراتو! خازوق! الكونتراتو سيبته له لما يمضيه، وبعدين أبقى أروح آخده منه.
مزياطي : كيف هاده؟
عثمان : لا ما هو راجل طيب، زمته كويس.
حبيب : مانه هون الحاج مزياطي؟
عثمان : إخص! دا نسيبي نمرة ٢.
مزياطي : إيش يكون هادا؟
حبيب : مافي حد هون؟ حضرتك الحاج مزياطي يا …
مزياطي : إي نعم اتفضل.
حبيب : إي منيح.
عثمان : أي أي أي.
مزياطي : مالك يا ولدي؟ فيه إيه يا نسيبي؟
عثمان : لا بس جاني مغص شديد، فين بيت الراحة؟ الكابينيه؟
مزياطي : لا سلامتك يا ولدي، الكبينيه من هنا يا، ادخل.
عثمان : أيوة الكبينيه الكبينيه (يخرج).
حبيب : شو جرى له يا بيِّ؟
مزياطي : لا ما فيش بس اعتراه مغص.
حبيب : يا حرام!
مزياطي : وحضرتك إيش يكون سيدي؟
حبيب : أنا يا بيِّ جارك، اللي سكنت بها المنزل جديد، واسمي حبيب بيه مقاول معماري وعزمت على زواج بنتي بشاب اسمه نديم بيه، مهندس وبأظن أن حضرتك بتعرفه؛ لأني لما قلت له إننا سكننا بمصر الجديدة بجوار واحد اسمه الحاج مزياطي، حصل عنده شيء من اللعبكة، فأنا تأكدت أن فيه معرفة بيناتكن، والآن أنا جيت لك مخصوص، نستعلم منك عن دخلياته، أخلاقه ما هي منيحة؟
مزياطي : أي نعم، نديم بيك المهندس ابن حلال، وأخلاقه مزيانة، ونسيبي عثمان أفندي الوكيل بتاعه، ومسلمه كل أشغاله.
حبيب : إي منيح كتر خيرك، وحضرتك بتعرف أن من الواجب، أتحقق من دخليات نديم بيك هايدي؛ لأنه خطيب بنتي.
عزيزة : آه، دا الراجل أبو البنت اللي خاطبها نديم، ماداهية لا يفضحني!
مزياطي : قربي يا حاجة، حضرته حبيب بيه المقاول، جارنا اللي سكن جديد وحضرتها الحاجة عزيزة شقيقتي.
حبيب : هايدى بنت عمه، لازم فيه قرابة كبيرة بينكم وبينه؟
مزياطي : أي يا مسيو، دي شقيقتي.
حبيب : مازال دي أختك، فادكها بيكون ابن عمك.
مزياطي : إيش بتقول حضرتك؟ ماني فاهم شيء.
عزيزة : إخص الراجل حايفضحني … آه آه آه!
مزياطي : جرى لك إيه سلامتك؟
حبيب : العما شو جرى لها؟ هايدي شوطة، دي حاتعمل متل حكاية نسيبه، لكن شيء ما بيهمني، أنا اكتفيت بالمعلومات اللي أخدتها، خاطرك يا …
مزياطي : مستعجل ليش سيدي؟
حبيب : هلا كان بدي أعزمك للغدا معنا، أنا وصهري نديم تسمح؟
مزياطي : لا سامحني؛ من شان حاتغدى أنا وصهري عثمان أفندي.
حبيب : بخاطرك (يخرج).
مزياطي : جرى لك إيش يا حاجة؟ ما كنتِ بعافية؟
عزيزة : آه يا خويا!
مزياطي : سلامتك.
عزيزة : بقى أنا حاقول لك عالعبارة بالمفتوح.
مزياطي : قولي لا تخفي شيء.
عزيزة : بقى سبب زعلي وانفعالي، كان بسبب الراجل الخنزير ده اللي اسمه حبيب؛ لأن بنته بتشاغل خطيبي وبتبصبص له، وهو عنده خبر بكده، وده السبب اللي مأخر نديم عن مقابلتك.
مزياطي : كيف ها المسألة؟ بقى الراجل هادا يعرف إن بنته، بتبصبص لواحد خاطب واحدة خلافها، ويسكت على كده؟ وكمان جاي يسألني عنه؟!
عزيزة : لا وفوق كده، رحت له في بيته وفهمته إنه يمنع بنته لأن ده خطيبي، فاكلمني باحتقار، وقال لي ما بيهم ما بيهم.
مزياطي : ما بيهم! اصبري شوف أنا أوري له القران ولد الطحان، لكن وينه عثمان أفندي؟ ما داهية لا يكون الراجل جرى له شيء، نبحث عنه في بيت الراحة (يخرج).
عزيزة : أيوة دلوقت ضميري ارتاح، وأخويا حتمًا أنه ينتقم لي، ولازم حايفضل وراه، لحد ما يعزله من جنبنا، أيوة؛ لأن أنا ما أطيقش أشوفه ولا أشوف بنته، والنهاردة حافضل متربصة لنديم لما يجي يتغدى عندهم، وأروح ظبطاه بنفسي.
عثمان : الحمد لله، أي أي أي!
مزياطي : جرى إيه تاني يا صهري مغص تاني؟ اصبر ما أحضرلك شوية نعناع (يخرج).
عزيزة : الله موش أنت عثمان وكيل نديم بيه؟
عثمان : أنا في عرضك.
عزيزة : مالك خايف كده ليه؟ أنت اللي راح تتجوز بنت أخويا؟
عثمان : أيوة أنا، والنهاردة أنا جيت هنا مخصوص؛ علشان حضرتك.
عزيزة : علشاني؟!
عثمان : أيوة بس وطي صوتك، علشان أنا راح نقول لك على حاجة، راح تنبسط منه خالص.
عزيزة : طيب قول، فرحني.
عثمان : نديم بيه إداني الجوابات دول؛ علشان نديهم لك.
عزيزة : آه، دول الجوابات اللي كنت بأبعتهم له، علشان إيه باعتهم؟
عثمان : لا دا كان مديهم لي زي أمارة علشان تصدقيني وأقول لك على لسانه، إنه أول ما يجي من السفر، راح يتجوزك على طول.
عزيزة : هيه!
عثمان : أيوة لأنه ما بيحبش غيرك، ولا عرفش مقام حبك، إلا بعد ما سافر.
مزياطي : النعناع أهه يا سيد عثمان.
عثمان : لا كتر خيرك، اسمح لي أروح أجيب من الأجزخانة برشام مخصوص أنا متعود عليه، وآجي حالًا.
مزياطي : طيب أرجوك لا تغيب من شان الغدا.
حبيب : ما في حد هون يا … (يخرج عثمان من طرف مزياطي جريًا).
مزياطي : لكن إيه فكرك يا حاجة في السيد عثمان؟ مانه مزيان؟
عزيزة : قوي ومؤدب وأخلاقه هادية، ووشه سمح، مافيهش حاجة تعيبه أبدًا (ضجة).
مزياطي : دول مين كمان؟ آه دول أخواننا اللي عزمتهم، اتفضل يا حاج عبد الحفيظ، يا حاج قدور، اتفضلوا جميعًا.

[لحن المغاربة]:

الحارس الله مولايا حافظهن يا أمين، الحارس الله مولايا حافظهن يا أمين
تحرس هاليتين من شرات العين، وتعيش مسعودة على مر السنين
هي وأولادها بنات وبنين، حاج مزياطي جوازك مبارك
المولى يتمم سيدي أفراحك، يا جمال الزين سيدي
دا عبيره فايح سيدي، من الوجه البدر سيدي
للجاي والرايح سيدي، فابحق سيدي عبد السلام
وعبد القادر الكيلاني، تجعل هادي الجوازة زين
حينما جانا رسولك بلغنا، أسرعنا بالقدوم لكي نسمع مغنا
ارقص يا حاج قدور، هادا اليوم أبيض أزﻫر
والليلة خضرة وسرور، فابحق سيدي عبد السلام
وعبد القادر الكيلاني، وعبد الله المغاوري
تجعل هادي الجوازة زين، بنت المراكشي اتجوزت مصري
شرقية وهو شرقي، أصحاب مجد قديم
سموا وليدهم لما يجي لهم بكره، سعد زغلول أو عبد الكريم
حبيب : ما باعرف من شان إيه غاب نديم بيك خطيبك يا لبيبة؟
لبيبة : يمكن عنده شغل أخره يا بابا، لكن ضروري زمانه جاي.
حبيب : أنا مبسوط كتير للمعلومات اللي أخدتها عنه، من جارنا الحاج مزياطي.
لبيبة : ليه؟ أنت سألت عنه؟
حبيب : إي سألت.
لبيبة : وقال لك إيه طمني؟
حبيب : قال إنه منيح وأخلاقه منيحة، وجوز بنته مستخدم عنده، ويبقى الوكيل تبعه.
لبيبة : عال عال …
حبيب (يدخل عثمان) : أهلًا وسهلًا، حضرتك اتأخرت ليه يا نديم بيه؟
عثمان : بس كان عندي شغل بخصوص عمل رسم سراية بتاع واحد كونت عايز يبنيها.
حبيب : وينها السراية؟
عثمان : في الضاهر في دوران باب الخلق.
حبيب : وين الضاهر ووين باب الخلق؟
عثمان : لا لا قصدي أقول لك في دوران السكاكيني، مابقاش فيَّ مخ.
لبيبة : وعملت الرسم يا نديم بيه؟
عثمان : أما دا طلع حتة دين رسم! بس بعته التنتوريريه علشان ينضفوه.
لبيبة : ودلوقت موش تسمح يا نديم بيه، تأمر بتجهيز الأكل، تحب هنا ولا في أودة السفرة؟
حبيب : إي بتحب وين يا نديم بيك؟
عثمان : أظن جوه أحسن متداري علشان هنا عين الشمس جامد خالص.
حبيب : لكن رأيي ورأي لبيبة، إننا بنكون هون بالجنينة (ينادي) أم أحمد.
أم أحمد : نعم يا سيدي.
حبيب : جيبي هنا قزازة العرقي والكاسات، من شان الأمبراتيف.
أم أحمد : حاضر (تخرج).
حبيب : أما يا نديم بيك جبت لك عرقي من العال، عيار أربعة وعشرين بندقي من عصير عنب الفيوم.
أم أحمد : اتفضل يا سيدي.
حبيب : إي جيبي لهون.
أم أحمد : يا ألف نهار أبيض اللي شرفت بيتنا يا سيدي، ماتنساش العبارة اللي قلت لك عليها.
لبيبة : اسمعي يا أم أحمد روحي حضري المزة، ولا استني أنا آجي أوضبها (تخرج وأم أحمد).
حبيب : إي روحي، تسلمي لبيك يا لبيبة، اتفضل الافوتر.
مزياطي : الساعة بقت واحدة يا حاجة، وللآن لم حضر صهري عثمان أفندي.
عزيزة : لا دلوقت يجي حالًا.
مزياطي : إياك على الله لا يتأخر، من شان نتفق معه على ميعاد عقد العقد؛ لأن لازم بنكون بالمحكمة الشرعية، باكر الساعة ١٠ صباحًا.
عزيزة : وأنا أفتكر أنه ما يتأخرش.
حبيب : بقى شوف يا نديم بيك، من كل بد بنكون بالمحكمة الشرعية باكر الساعة ١٠ صباحًا؛ من شان عقد الزواج لنلحق وقتنا بدري.
عثمان : يعني ضروري بكره، ما تقدرش تأجله لبعد بكرة؟
حبيب : لا يا بيِّ.
عثمان : العقدين في يوم واحد؟!
حبيب : أنت بتعرف يا نديم بيك، إني قدمت كل الشهادات للمحكمة، وقررت بكرة بيكون العقد؛ ولها السبب ما بيصير التأخير.
عزيزة : أنت موش سامع الكلام اللي بيقوله جارنا الراجل حبيب؟
مزياطي : إيش بيقول يا حاجة؟
عزيزة : يظهر أن نديم وياه، وأهو بيلح عليه؛ علشان يعقدوا عقد الجواز بتاعه، على بنته بكرة في المحكمة، شوف إزاي عمايل الراجل الكلب ده، بقى دا مايستحقش الضرب موش الشتيمة؟!
مزياطي : أيوة لك حق يا حاجة، وأنا بنعرفه كيف يحترم الرجال … يا مسيو حبيب.
حبيب : شو بدك؟
مزياطي : فهم نديم بيك عن لساني، إن العمل اللي بيعمله ده، عمل سافل عمل ناس ما عندها شرف.
حبيب : ماتردش أنت يا نديم بيك … بردون يا مسيو، كيف بتهين نسيبي؟
مزياطي : نسيبك؟ أيوة أهينه لأنه كذاب منافق ضحك على شقيقتي.
حبيب : شو ضحك؟
عزيزة : لا لا وبخه هو؛ علشان يحوش بنته الفاجرة، ولا انزل أنت وأنا أطلع له.
مزياطي : لا قولي اللي بتريديه، وأنا كفاية أقول … يا مسيو حبيب فهم بنتك بأن نديم بيك خطيب شقيقتي، وإذا كان بيحصل هالجواز ما بيحصل طيب، وبيصير دم بيناتنا.
حبيب : شو هالزعبرة؟ إن كنت أنت حماية، أنا التاني حماية متل حمايتك، ما بيهمني شي.
عزيزة : إيه بيقول إيه ده؟ أنت بتقول إيه يا راجل يا عديم الشرف، ياللي عايز تلزق بنتك البايرة بالرزالة لأولاد الناس (تدخل لبيبة وأم أحمد).
أم أحمد : إيه دول يا ختي اللي عاملين كده زي الأراجوز؟!
عزيزة : هس اخرسي جاكِ أراجوز في عينك ولية ما تختيشيش.
أم أحمد : أنا اللي ماختشيش يا مرة يا ناشفة يا عدوة السماوي!
لبيبة : هي أصلها بتتكلم على مين دي؟
حبيب : بس اسكتي أنت يا لبيبة وأنا بنعرف شغلي.
مزياطي : مع مين بتعرف شغلك يا رقبة؟ وحق سيدي عبد السلام إن ماكنت بترجع أنت وبنتك، بنقطع خبرك ونقص رقبتك، يا حاج عبد الحفيظ … إلخ.

[لحن ختام الفصل الثاني]:

إيش الخبرية سيدي، أقلقت أفكارنا بصويتك
هادا الجار الملعون، بيشين كرامتي هالمجنون
والله والله سيدي، إحنا كلنا تحت أمرك
نقتل ندبح سيدي، ونقصص كل أعداك
إيش بك خيِّ عم تعيط، من يستجري يفتح تمه
إن كان قلعوط خيِّ، حكيِّ لنا عنه خيِّ
بناكل لحمه بنشرب دمه، صه يا ولد الحرباية
مالكم عندنا غير بُلغة، نطحن عضامكم برحاية
ما فينا زلمة غير أبضأي، يضرب بالسيف والمردين
طول بالك يانسيبي، طول بالك واحنا محبة
سامع يا بندوق لمين بيحكي، اخرس بيقول لنا إحنا نسايبه
ولاك إحنا حماية لا تبرير، نخرب بيتكم ونقوسكم
وكذلك إحنا حمايا، بنقطعكم بالسكين ونشرحكم
عيب تقولوا حماية وغيره، إحنا في عصر الحرية
واللي يترك حمله لغيره، يبقى عديم الوطنية

الفصل الثالث

[لحن]:

يالله يا جندي هات دوسيهاتك، دس الأشيا رضا اليوم وحياتك
شمر بقى زي عاداتك، واجري وطمن به مراتك
أهه الوزارة عملت منشور، بعدم جواز اتنين وكسور
ودا فضل يشكر يا حكومتنا، ياللي بتسعي لراحتنا
يالله بقى دغري عالشرعي، واحنا كمان دوغري عالأهلي
كبدي علينا مين ينصفنا، نشكي لمين ولمين نحكي
مالقلب ضاقت مراريتنا، ودا حال يطول وحاجة تبكي
مابقاش إلا كده يا زكية، بس يا حرمة أنت وهي
جرستونا جاتكوا رزية، اختشوا بقى لايموها شوية
بس يا جربوع يابو جيب مقطوع، سايبنا نجوع وداير تشطح
عامل لي بيه يا خيِّ على إيه، وواخدلي اتنين
وأنت كروديا، وموش لاقي تطفح
اخزي الشيطان بقى يا ولية، وبلاش هتيكة
عذبتني يا محمد حالاقيها منين، ومنين بينا وبينكو القاضي
يشرع بينا لتنين، ماعلهش النوبة ماعلهش
يالله نروح، لا ماروحش
صالحيني يا بطة، وأنا مالي هه
دي في شرفي حطة، المحكمة هه
شكري : أهه هنا المحكمة الأهلية والمحكمة الشرعية، لكن يا ترى أنهي فيهم المحكمة الأهلية؟
نديم : أهي دي.
شكري : لكن عثمان أفندي وكيلك ده، إيه اللي أخره عن دفع الأجرة لحد دلوقت؟
نديم : أنا عارف، مع إني قبل ما أسافر مدي له شيك بميتين جنيه يصرفهم من البنك، ومنبه عليه يدفع منهم أجرة البيت في يومها، وموش عارف إيه اللي أخره لحد ما خلى صاحب الملك رفع عليَّ قضية.
شكري : وعثمان دا ماشفتوش، من ساعة ما وصلت مصر لحد دلوقت؟
نديم : لأ، أنا وصلت إمبارح بالليل، وأول ما وصلت البيت الجديد راح البواب مسلمني إعلان، محدد فيه جلسة النهاردة، ولا لقيتش عثمان في البيت، فاضطريت إني آجي هنا، أحضر الجلسة أحسن يحكم عليَّ غيابي، وتبقى المسألة موش لطيفة في حقي.
شكري : برضه عملت طيب، إنما عمك عدل خلاص عن كونه يجوزك بنت الراجل تاجر الأخشاب اللي كان خطبها لك؟
نديم : موش بس عدل عن كونه يجوزهالي، بل وافق كمان على كوني أتجوز المدموازيل لبيبة، بنت حبيب بيه المقاول.
شكري : لكن دي حلوة على كده؟
نديم : آه يا عزيزي، فوق الوصف.
شكري : يا سلام للدرجة دي؟ ولكن صاحبك تاجر الخشب ده راح تعمل فيه إيه؟ موش بس تفهمه إنك موش حاتتجوز بنته؛ علشان الراجل لما يعرف أنه موش مرتبط بك، يشوف له طريقة فيها ويجوزها لغيرك؟
نديم : لك حق، أهه لسه بدري عالجلسة، تعالى بنا أما نكتب له جواب على القهوة اللي بره، ولما يقرب الميعاد آجي أحضر الجلسة (يدخل الحاجب) من فضلك يا حضرة، أحمد نديم نمرة كام عندك في الرول؟
الحاجب : أحمد نديم نمرة واحد.
نديم : متشكرين، تعالى عندنا الوقت الكافي (يخرجان ويدخل الحاجب الشرعي).
الحاجب الأهلي : يظهر إن عندكم قضايا كتير النهاردة يابو علي؟
الحاجب الشرعي : أيوة يا سيدي، وكلها قضايا طلاق.
الأهلي : طلاق! الله يجازيك، بقى يعني مافيش جواز أبدًا.
الشرعي : مافيش إلا جوازتين اتنين النهاردة، رايحين ينعقدوا هنا في المحكمة؛ نظرًا لكون الزوجات أجانب.
الأهلي : أجانب؟
الشرعي : أيوة حسب المنشور الجديد، إن الزوجات التابعات للدول الأجنبية أو غير المسلمات يُعقد عليهم في المحكمة أمام القاضي، بس إياك على الله يكونوا سقع؛ علشان ما نتحيِّن النهاردة.
الأهلي : وأظن لسه فضيلة القاضي ماجاش؟
الشرعي : لسه، موش عارف اتأخر ليه النهاردة، عن إذنك أما أخش أحضر الرول (يخرج).
الأهلي : وأنا كمان عندي شغل (يخرج).
لبيبة : يمكن يكون سبقنا على هنا يا بابا؟
حبيب : ما باعرف شو قصة نديم بيه هايدى، عامل معي اليوم متل حكاية الزيبق، أمسكه من هون، يظمط من هون.
أم أحمد : يكونش يا ست راح يحضر العبارة اللي كنت اترجيته فيها؟
لبيبة : ليه؟ أنت كنتِ قلتِ له على حاجة؟
أم أحمد : يو! أنت نسيتي ولا إيه؟
حبيب : شو نسيت؟
أم أحمد : لا بس أنا كنت اترجيته أنه لو عتر في عريس كده كل شي إن كان يبقى يجيبه لي في إيده؛ علشان أكتب كتابي عليه أنا رخرة بالمرة.
لبيبة : ياختي اتلهي، إحنا في إيه ولا في إيه؟
أم أحمد : إيه ولا إيه، دي حقوقي يادلعدي.
حبيب : يقصف عمرك عالعقل اللي إلك، تعا ندخل جوات المحكمة، تا نشوف نديم بيك، ربما يكون سبقنا وإيجا لاجوه.
لبيبة : يالا يا بابا.
أم أحمد : يا سلام قال في إيه ولا إيه، أنت أحلى مني ولا إيه؟
مزياطي : لازم يا بنتي عثمان أفندي بيكون سبقنا على هنا؛ لأنه متفق معي البارحة إنه ينتظرنا بالمحكمة.
بهية : لكن هو فين؟ يعني موش شايفاه؟
عزيزة : طيب موش كان يفوت علينا في البيت ونجي مع بعض.
مزياطي : ربما يا حاجة بيكون بيحضر الشهود، وأنت عارفة اللي بيكون عنده مهم متل هادا، يبقى ملخوم لشوشته.
عزيزة : طيب أهه لسه ماجاش.
مزياطي : ربما يكون إجه ودخل المحكمة، تعا ندخل نشوفه تعا (يدخلون).
عثمان : يا ترى إيه اللي حايتم في العبارة دي؟ وخازوق لو طب علينا نسيبي الحاج مزياطي، دا حقة كان يبقى حتة دين لبخة.
عزيزة : أنت جيت يا سي عثمان؟ اتأخرت كده ليه؟
عثمان : دانتو اللي جيتوا بدري.
عزيزة : بقى يادلعدي كنت بتقول، إن نديم بيحبني ولا بيحبش غيري، وأنه أول ما يجي من السفر راح يكتب كتابه عليَّ؟
عثمان : بالطبع! ودا فيه كلام تاني؟!
عزيزة : أبدًا، دا كدهب منافق بوشين.
عثمان : إزاي بقى؟
عزيزة : لأن الراجل حبيب بيه المقاول، جوه في المحكمة هو وبنته.
عثمان : جوه؟
عزيزة : أيوة جوه، ولازم جاي هنا علشان يكتب كتاب بنته على نديم النهاردة.
عثمان : أما حتة دين لخبطة! وأخوكِ الحاج مزياطي فين أمال؟
عزيزة : جوه في المحكمة، واقف في نفس الحتة اللي فيها الراجل حبيب.
عثمان : يي يي يي يي.
عزيزة : وأنا رخرة ماقدرتش أقف في الحتة اللي هما فيها، وخرجت على هنا علشان ما أستنى نديم، وأشوف لي طريقة وياه.
عثمان : طيب عن إذنك.
عزيزة : الله! أنت رايح فين؟ أخويا جوه هنا موش بره.
عثمان : أيوة أنا فاهم، بس بدي أجيب اتنين شهود علشان يحضروا كتب الكتاب.
عزيزة : طيب ما تغيبش، أحسن منتظرينك من الصبح.
عثمان : لا موش راح نغيب، عن إذنك (يخرج).
عزيزة : بس أما أشوف وشك يا سي نديم! أما كدهب منافق، لازم أخويا الحاج مزياطي دا فيه شيء لله، اللي خلَّى كتب كتاب بنته النهاردة علشان أظبط نديم هنا، قبل ما يكتب كتابه على بنت الراجل حبيب ده، آه أهه جه.
نديم : أديني كتبته، ودلوقت أعنونه وأرميه في البوسطة، بس إياك على الله يكون الميعاد قرب.
عزيزة : أيوة الميعاد قرب، مبروك مقدمًا يا بيه.
نديم : يا نهار أسود! أنت بتعملي إيه هنا؟
عزيزة : بأعمل إيه هنا؟ أظن حضرتك كنت فاكر إني موش حاظبطك قبل ما تكتب كتابك على بنت الراجل البأف ده؟!
نديم : دي بتقول إيه دي؟
عزيزة : بقى شوف أما أقول لك، والله ما تعملها لاخد فيك جناية، ولو يودوني مرسليا مؤبد، فاهم ولا لأ؟
نديم : طيب بس هدي حدتك شوية، هو أنا باحب إلا أنتِ، ثم الراجل البأف اللي بتقولي عليه ده، خلاص مابقاش فيه بيني وبينه أي علاقة.
عزيزة : إزاي الكلام ده؟
نديم : أيوة لأنه فضل يعمل كل طريقة علشان يجوزني بنته، ولكن أنا رفضت بكل صراحة.
عزيزة : وإيه اللي يثبت لي كلامك ده؟
نديم : اللي يثبت لك الجواب ده، اللي كنت محضره علشان أبعته له، اتفضلي اقريه، وأديك قابلتيني على غفلة، ولقتيني كاتبه ومجهزه له، ثم أنا حالاقي واحدة أجمل منك أتجوزها؟!
عزيزة : فشر.
نديم : فشر مرة واحدة بس! يا خي قولي مليون فشران.
عزيزة : طيب يا بابا حيث كده بقى، يالا نعقد العقد النهاردة هنا في المحكمة؛ علشان يبقى جوازي وجواز عثمان أفندي وكيلك في يوم واحد.
نديم : ليه؟ هو عثمان حايتجوز النهاردة؟!
عزيزة : أيوة، حايتجوز بهية بنت أخويا الحاج مزياطي.
نديم : وهو فين عثمان أمال؟
عزيزة : خرج يجيب اتنين شهود.
نديم : طيب أما أروح أشوفه.
عزيزة : لا ما تتعبش نفسك، خليك أنت وهو زمانه جاي.
نديم : طيب أما أروح.
عزيزة : تروح فين؟
نديم : أروح أنده لواحد صاحبي على عثمان، علشان يبقول اتنين، يشهدوا في كتب كتابنا.
عزيزة : طيب إذا كان كده روح، بس اوعى تغيب.
نديم : أغيب! أبدًا دي الساعة اللي كنت بانتظرها بفارغ الصبر، يا سلام عن إذنك (يخرج).
عزيزة : يامانت كريم يا رب، اللي نصرتنا على الراجل الندل ده، قال يا كبدي كان بده يجوز بنته للجدع بالزور، امشي ضربة في عينك راجل ندل.
مزياطي : وينك يا حاجة؟ أنت هنا؟
عزيزة : أيوة هنا.
مزياطي : أنا برضه فهمت أنك اتضايقتي، من وجود الراجل حبيب دا جنبنا، ولها السبب خرجتي.
عزيزة : خرجت عينه على كرسي خده، راجل نطع صحيح.
مزياطي : والله يا حاجة أنا كنت عايز نقلم له جوه، ولكن لقيتها تبقى باردة في المحكمة، فأجلتها لوقت آخر.
عزيزة : أنت أجلتها، لكن أنا خوزقته هنا.
مزياطي : كيف خوزقتيه؟
عزيزة : قابلت نديم بيه هنا وكلمته.
مزياطي : كيف يا حاجة تقابليه وتكلميه هيك المنافق الكذاب بعد اللي عمله معك؟ أنت مجنونة ولا إيه؟!
عزيزة : لا ما هو الجدع يا كبدي أتابيه كان مظلوم مع الراجل اللي اسمه حبيب ده؛ لأنه كان عايز يلزق له بنته غصبٍ عنه.
مزياطي : ومنين تحققتي؟
عزيزة : من نديم نفسه، وآدي الجواب اللي كان كاتبه علشان يبعته له، خد استقراه وسمعني كده يا حاج وحياة أبوك.
مزياطي : إيه وريني، سيدي المحترم، آسف جدًّا لعدم قبولي يد ابنتكم؛ حيث إنه لا يمكني أن أتزوج بها، بعد أن علمت أنك أفلست وأشهر تفليسك ثلاث مرات، وفي هذا ما يجعلني أحجم عن مصاهرتك، وختامًا اقبل عذري، وتنازل بقبول تحيات، المخلص نديم.
عزيزة : إيه رأيك بقى؟
مزياطي : رأيي لازم أقابل حبيب بيه، وأدي له الجواب هادا؛ علشان أكسفه وأطلعه من هنا قفاه يقمر ميت رغيف.
حبيب : وين هو نديم بيك وينه؟
مزياطي : أظن يا مسيو بتدور على نديم بيك؟
حبيب : إي، بأدور على نديم بيك نسيبي.
عزيزة : شوفوا ياختي الراجل مابيختشيش، ولسه بيقول نسيبه!
مزياطي : نسيبك يا رقبة، نسيبك كان هنا دلوقت، وخرج ليحضر شهود لعقد زواجه بشقيقتي.
حبيب : ها الحكيوة قديمة وسمعتها كتير، ما صارت تخش عليَّ.
مزياطي : قديمة، اتفضل سيدي، اقرأ ها المكتوب علشان تقتنع.
حبيب : شو، إليِّ؟
عزيزة : اقرأ وأنت تفهم.
حبيب : سيدي المحترم، آسف جدًّا.
مزياطي : لعدم قبولي يد ابنتكم.
حبيب : حيث إنه لا يمكني.
مزياطي : أن أتزوج بها.
عزيزة : بزيادة يا راجل، حس على دمك واكلح.
حبيب : آه لو بأشوفه ها الأزعر الملعون، كنت أشرب دماته، كنت بأضربه كف، أخلي ملايكة السما تسمع صوته.
عزيزة : تستجرى تمد إيدك عليه، دانا كنت أوري لك مقامك.
مزياطي : سيبيه يا حاجة وتعا نخش جوه، أحسن البنت لوحدها وهلا عثمان أفندي ونديم بيه والشهود، ونعقد العقود.
حبيب : إي هلا فهمت، لها السبب إيجاني الصبح وصار يلح في طلب الفلوس، أتاريه ما بده يتجوز بنتي، آه لو بامسكك يا نديم بيه، آه أنت جيت، وهلا ماباسيبك حتى باطلع روحك.
عثمان : الله الله! حد قال له حاجة؟ لا لا ما تضحكوش في الحاجات دي لا الراجل يصدق، موش تفهمني إيه السبب؟
حبيب : ما بتعرف السبب؟ مانه جوابك هايدى يا أزعر؟
عثمان : غريبة! دا خط نديم بيه، لازم نديم بيه رجع مصر، أما حتة دين لخبطة!
حبيب : صدَّقت؟
عثمان : بس طول بالك يا مسيو، أنا أفهمك سر العبارة.
حبيب : فاهم يا بيِّ، ها الجواب منك وأديته للحاج مزياطي، وقلت له يوصله إلي، واتفقت معه أنك بتجوز أخته اليوم، وهلا اقتنعت إني فهمت كل شيء يا كدهب يا منافق.
عثمان : أبدًا، أنا لا كتبت جوابات، ولا قابلت الحاج مزياطي ولا غيره.
حبيب : بإيش تثبت؟
عثمان : معاك ورقة؟
حبيب : أيوة معايا، وليش؟
عثمان : لا بس نوري لك خطي، من الخط اللي في الجواب.
حبيب : إي منيح.
عثمان : اتفضل ضاهي.
حبيب : غريبة! الخط ده مانه ده، فرق بين الأرض والسما.
عثمان : هه، صدقت؟
حبيب : بردون سامحني، أنت مظلوم يا نسيبي.
عثمان : عيب يا شيخ، أنا مستعد أتجوز بنتك دلوقت حالًا وأبوها كمان، بس أرجوك تديني الفلوس اللي عندك؛ علشان أقبض منهم المهر قدام القاضي.
حبيب : لا يا بيِّ، المصاري ما باعطيك إياهم، إلا بعد العقد، فاهم؟
أم أحمد : هو فين سيدي البيه أما نحكي له عاللي حصل؟
لبيبة : كده يا بابا تفوتنا، والناس الغجر دول يبهدلونا؟
حبيب : شو جرى؟
أم أحمد : جرى، يُه، أنت هنا يادلعدي واحنا عمالين نتخانق جوه من تحت راسك؟
عثمان : من تحت راسي أنا؟
لبيبة : أيوة من تحت راسك أنت.
حبيب : تتخانقوا مع مين؟
أم أحمد : ويَّا الحاج مزياطي وأخته، أدونا لما لطونا، وقليل إن ما جم ورانا.
عثمان : جايين وراكم؟
أم أحمد : أيوة.
عثمان : آه، وأنا إيه اللي راح يخلصني من هنا دلوقت أبدًا، لا يستحيل، إزاي يتعدوا عليكم؟ أنا أروح أجيب كل أصحابي اللي بره وأخليهم يجوا يضربوهم ويهزءوهم، ويلعنوا أبوهم، دا كلام (يخرج).
حبيب : روح.
لبيبة : طيب يا بابا موش تجي نروح من هنا دلوقت من وشهم، أحسن يجوا ويحصل شيء موش كويس؟
حبيب : ما بيهم.
الحاجب الأهلي : محكمة … أحمد بيه نديم.
حبيب : أحمد بيك نديم؟
الأهلي : أحمد بيه نديم المهندس.
حبيب : خطيبك، يظهر يا بنتي يا لبيبة، هون محل عقودات الزواج، تعا ندخل.
لبيبة : أيوة أحسن يا بابا.
نديم : تعالى هنا فهمني الحكاية الملخبطة دي، وأيه اللي كان جمعك على حبيب بيه، وإزاي فهمته أنك أنت نديم.
عثمان : ما هو دا الخازوق المهم، الحكاية يخرب بيته الروم، قبل كل شيء الراجل معاه مية وخمسة وتمانين جنيه من الميتين جنيه، وآدي الخمسطاشر أهم، واعرف شغلك معاه، أنت موش حاتخش تحضر الجلسة هنا، أحسن يحكموا عليك غيابي؟
نديم : لا ما يهمش، أبقى أعمل معارضة، تعالى بنا نشوف الأهم.
عثمان : استنى استنى، دا فيه جوه لك حتة دين خازوق!
نديم : خازوق إيه كمان؟
عثمان : الست المجنونة بتاعة حكاية الأتومبيل وأتاريها تبقى عمة خطيبتي!
نديم : عال، تعالى بقى وشوف لي طريقة وياها واترجاها علشان تبعد عني.
عثمان : والله أنا قلبي حاسس إنها حاتبقى حتة دين لخبطة، الغاية ربنا يستر (يخرجان).
حبيب : حاج نزقني عم يقول لك.
أم أحمد : أنت بتعمل كده ليه في الراجل؟ سرعته.
الأهلي : أنت يا راجل مجنون، إيه التهجيص اللي بتهجصه قدام المحكمة ده؟!
لبيبة : لكن دي موش أصول أنك تعمل فيه كده.
حبيب : بردون يا بيِّ، ماني فاهم أن هايدي المحكمة الأهلية، أنا خمنتها المحكمة الشرعية تبع عقود الزواج؛ ولها السبب دخلت.
الحاجب : طيب ابقى تاني مرة اسأل، راجل عبيط!
لبيبة : لكن هو راح فين نديم بيه؟
حبيب : ما بعرف، خرج يجيب جماعة رفقاته، ولسه ما إجا، آه، أهه إجه ومعه واحد منهم.
عثمان : أهم.
حبيب : وينك يا نديم بيك؟
عثمان : بس بس لا نديم ولا عبد الكريم، آدي الجمل وآدي الجمال وآدي صاحب الفلوس.
لبيبة : آه يا ربي! أهه دا الجدع اللي بأحبه وكنت رقصت معاه.
حبيب : ولاك شو جمل وشو جمال، شو بتحكي؟
عثمان : لا باحكي ولا بابكي، دانت نشفت ريقي الكام يوم دول، أهه حضرته يا مسيو، نديم بيه المهندس المعماري موش أنا.
حبيب : شو شو! حضرته؟
لبيبة : أيوة يا بابا، أهه دا الشاب اللي قلت لك عليه، اللي كنت رقصت معاه وحبيته.
نديم : أيوة أنا أحمد نديم المهندس المعماري، ودلوقت أنا أطلب مصاهرتك إن كنت تسمح؟
حبيب : أسمح! أسمح بكل ممنونية.
لبيبة : أشكرك يا بابا.
أم أحمد : عال وأنا آخد نديم القديم ده بقى، أهه النهاردة حايكون كتب كتابي وكتابك.
مزياطي : وينه السيد عثمان؟ أنت هنا؟
عثمان : أيوة يا نسيبي.
حبيب : يقصف عمر هاللعبكة، لكان مين حضرته يا بيِّ، مانه نديم أيضًا؟
عثمان : ما تتعبش نفسك يا مسيو، أنا عثمان وكيل نديم بيه المهندس المعماري، ونسيب الحاج مزياطي.
حبيب : وليش لما ظبطتك ببيتي، عملت نفسك نديم بيك؟
عثمان : إديني عقلك.

[لحن الختام]:

ذغرتوا يا حبايبنا وغنوا، يوم السعد أهو هل هلاله
دا يومنا عيد ولا فيش منه، والبدر أهو لاحت أنوارة
هنوا العرايس والعرسان، وقلولهم فرحة هنية
واطربوهم بالألحان، واعملوا ليلة وصبحية
صونوا عهود الزوجية، وارعوا الزمام
وخلوها عيشة هنية، بالمحبة والوئام

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤