جوق أمين صدقي وعلي الكسار

بعد إعلان علي الكسار انفصاله عن كازينو دي باري، اتفق مع الكاتب أمين صدقي — بعد انفصاله عن الريحاني١ — على تكوين فرقة مسرحية أطلقا عليها اسم جوق أمين صدقي وعلي الكسار. ووقع اختيارهما على محل فاسولاكي الذي كان يقدم عروضًا للأراجوز بشارع عماد الدين، وتوقفت هذه العروض بسبب شجار وقع بين أصحابه، فاشتراه الخواجة كوستيه حاجي يناكس، الذي بدأ في بنائه من جديد ليكون مسرحًا جديدًا لجوق صدقي والكسار، وأطلق عليه اسم تياترو الماجستيك. الذي افتتحته الفرقة بباكورة مسرحياتها ليلة ١٤، تأليف أمين صدقي وتمثيل الكسار والممثلة المغربية دينا ليسكا، يوم ٦ / ١ / ١٩١٩.٢ ومع أول عرض اعترضت الصحافة على بعض الألفاظ غير المستحبة في المسرحية، فقام المؤلف أمين صدقي بتغييرها لتتناسب مع هدف الكوميديا الرامي إلى الألفة بين الجميع، كما تمَّ تغيير اسم المسرحية إلى القضية نمرة ١٤.٣ وهذه العثرة تخطتها الفرقة سريعًا، ومثلت مسرحيتها الثانية «عقبال عندكم» تأليف أمين صدقي وتمثيل الكسار ودينا ليسكا.٤
figure
الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية «القضية نمرة ١٤».
أما الريحاني — فبعد افتتاح الكسار وصدقي لمسرحهما — مثَّل مسرحية «إش» بالإجبسيانة من تأليف الريحاني وبديع خيري ومن تلحين سيد درويش. ولم نجد له عرضًا بعد ذلك طوال ثلاثة أشهر — تبعًا لما بين إيدينا من صحف — بل وجدنا نقدًا لاذعًا موجهًا لمسرحياته، ورسومًا كاريكاتورية تسخر من تمثيله. ووصل الأمر بهذا الهجوم إلى مطالبة الداخلية بإغلاق مسرحه حفاظًا على الأخلاق. ومن الغريب أن أمرًا — صدر في أبريل ١٩١٩ — من السلطة العسكرية، يقضي بإغلاق مسرح الريحاني لحين صدور أوامر أخرى.٥
وفي المقابل نجد الكسار يشق طريقه في النجاح، فيمثل مسرحيته الجديدة مافيش كده — التي مثلت من قبل بدونه — مع إعادته لبعض المسرحيات السابقة.٦ وبعد شهر واحد عاد الريحاني ليفتتح مسرحه الإجبسيانة — بعد غلقه — بمسرحية «قولوا له» من تأليفه بالاشتراك مع بديع خيري.٧ وفي هذه الفترة ألَّف أمين عطا الله مع الموسيقي كاميل شامبير فرقة مسرحية أطلقا عليها اسم جوق الأوبريت كوميك، الذي عرض أعماله بمسرح الكونكورديا الجديد التابع لقهوة ريش بالإسكندرية. وهذا الجوق تخصص في إعادة تمثيل مسرحيات الريحاني بصورة كوميدية راقية — تبعًا لإعلاناته — بعد تنقيحها من الأمور المشينة التي لم يقبلها ذوق الجمهور. ومن هذه المسرحيات «صباح الخير»، و«نعيمًا».٨ وهذا الأمر يُحسب للريحاني ولا يُحسب عليه؛ لأن هذا الجوق لم يجد مَن يقلده ويتكسب من ورائه سوى الريحاني، وهذا يعني أن الريحاني في هذا الوقت كان نموذجًا للفرق الكوميدية.
وفي هذا الوقت نجد نجم الكسار يصعد، حتى يصل إلى قدم المساواة مع الريحاني، لدرجة أن الصحف أصبحت تخلط في إعلاناتها بينهما. ومثال على ذلك مسرحية «فلفل» التي أعلنت عنها جريدة «مصر» بأن ستمثل يوم ١٩ / ٦ / ١٩١٩، من قبل جوق صدقي والكسار وأنها من تأليف أمين صدقي. وفي اليوم ذاته نجد جريدة «الأهرام» تُعلن أن الريحاني سيقدم المسرحية نفسها هذا اليوم بمسرح الإجبسيانة، وهي من تأليف الريحاني وبديع خيري. وفي اليوم التالي تقوم جريدة «الأهرام» بتصحيح الأمر وتُعلن أن المسرحية تخص جوق صدقي والكسار.٩
بعد هذه المسرحية اهتزت المساواة بين الريحاني والكسار لصالح الأخير، حيث قرأنا أن الكسار قدم مجموعة كبيرة من مسرحياته المعادة، مثل: «مافيش كده»، و«اسم الله عليه»، و«البربري في باريس»، و«القضية نمرة ١٤»، و«عقبال عندكم»، «فلفل»،١٠ مقابل إعادة تمثيل الريحاني لمسرحية «إش» فقط عدة مرات.١١ وربما شعر الريحاني بصعود نجم منافسه، فآثر الابتعاد قليلًا حتى يُعيد ترتيب أوراقه، فذهب بفرقته إلى طنطا ليعرض بها ثلاث مسرحيات جديدة — كما جاء في الإعلان — لنجد أنها مسرحيات قديمة سبق وأن عرضتها الفرقة كثيرًا، وهي: «ولو»، و«١٩١٨–١٩٢٠»، و«إش».١٢
ثم انتقلت فرقة الريحاني بعد ذلك إلى الإسكندرية وعرضت في أغسطس ١٩١٩ مجموعة من مسرحياتها المعادة أيضًا على مسرح الحمراء. وهنا تأتي أول مواجهة فنية بين قطبي الكوميديا الريحاني والكسار؛ حيث جاء جوق صدقي والكسار إلى الإسكندرية أيضًا في هذا الوقت ليعرض مسرحياته المعادة على مسرح الكونكورديا. وعلى الرغم من أن الفرقتين مثلتا مسرحيات قديمة، إلا أن الجمهور كان له الحُكم في هذه المنافسة، حيث هرع لمشاهدة الكسار، الذي ربح كثيرًا في هذه الرحلة، بعكس الكساد المادي الذي حلَّ بفرقة الريحاني، بسبب عدم الإقبال الجماهيري لمشاهدة عروضه.١٣
وحاول الريحاني تعويض هذه الخسارة، فذهب للعرض في ميت غمر لكن الجماهير لم تقبل على عروضه بسبب وجود ثلاث فتيات خليعات — كما نصت الجريدة — ضمن الممثلين، فرحل بفرقته إلى الزقازيق فلم يجد الإقبال الجماهيري أيضًا، فرحل إلى طنطا فقابله التلاميذ عند المحطة وطالبوه بعدم التمثيل، فلبى طلبهم ورحل.١٤ بعد ذلك توقفت الفرقة عن التمثيل فترة طويلة، مما جعل جوق صدقي والكسار يكثف من عروضه المتوالية، حيث مثل أغلب مسرحياته المعادة، مثل: «فلفل»، و«القضية نمرة ١٤»، و«دي في دي»، و«مافيش كده»، و«اسم الله عليه».١٥ وفي يوم ١١ / ٨ / ١٩١٩ عرض جوق صدقي والكسار مسرحيته الجديدة «ولسه»، تأليف أمين صدقي؛ حيث قام الكسار بدور عثمان بربري مصر الوحيد، كما نص الإعلان.١٦ وقد مثل الجوق هذه المسرحية أكثر من مرة، وأضاف إليها غناءً بين فصولها كان يلقيه محمد عبد الوهاب وعبد القادر قدري.
وتوالت العروض الناجحة لجوق صدقي والكسار،١٧ فانتهز الشيخ سيد درويش فرصة نجاح هذه العروض وترك الريحاني وانضم إلى الجوق الناجح بصفته ملحنًا مسرحيًّا. وتُعلق إحدى الصحف على هذا الانضمام قائلة: «إن الأستاذ الكبير الشيخ سيد درويش الموسيقار الذي ملأت قدرته جو مصر، فأصبح يتغنى بمؤلفاته الصغير قبل الكبير، قد انفصل عن جوق الإجبسيانة وانضم إلى فرقة الماجستيك إدارة أمين صدقي وعلي الكسار. وأننا حيال ذلك لننتظر أن نرى النبوغ المصري الحق في تأليف الأستاذ أمين صدقي وتلحين الموسيقار الشيخ سيد درويش، فكلاهما بطل نوعه وواحد عصره. ولا غرو إذا كان بطل رواياتهم هو أكبر ممثل فكاهي في بلدنا اليوم علي الكسار.»١٨
واللافت للنظر أن غياب الريحاني — في هذه الفترة — لم يترك المجال لتألق الكسار فقط، بل أعطى المجال واسعًا لبقية الفرق الكوميدية لتنشط بصورة ملحوظة، بالإضافة إلى ظهور فرق كوميدية لم يكن لها وجود من قبل. فعلى سبيل المثال نجد عزيز عيد يترك عمله في الإخراج والتمثيل عند منيرة المهدية، ليمثل بفرقة مؤقتة المسرحية الكوميدية «حنجل بوبو». وتعود جماعة أنصار التمثيل لتمثل مسرحيتها المضحكة «لولو ولوله»، تأليف محمد عبد القدوس. كما أعلن أحمد الشامي عن تمثيل مسرحيات كوميدية راقية، كان منها مسرحية «الهجرة» تأليف مصطفى سامي.١٩
أما فرقة فوزي الجزايرلي فكانت تعرض في الإسكندرية والمنصورة والإسماعيلية وبورسعيد مسرحيات كوميدية، مثل: «عقبال الحبايب»، و«مظلوم يا وعدي»، و«شغل الحلبسة»، و«زق عجلك»، و«ده شرفي». ويظهر في هذه الفترة — وبصورة ملحوظة — نشاط جوق الأوبريت العربي لصاحبه محمد كمال المصري شرفنطح، الذي مثل بتياترو البيكاديللي بعماد الدين مسرحيات كوميدية متنوعة، منها: «وراهم»، و«هُس». أما جوق الأوبريت كوميك لأمين عطا الله وكاميل شامبير، فكان يمثل بالقاهرة والإسكندرية مسرحيات: «صندوق الدنيا»، و«عواطف الزوجة»، و«المجنون». كذلك نجد جوق أبو نواس يُمثل في العاصمة مسرحية «عايدة وبس» التي مثلها كثيرًا باسم آخر هو «عايدة الفُلَّلي»، وهي إعادة صياغة لموضوع أوبرا عائدة بصورة كوميدية.٢٠
أما بشارة واكيم — أو يواكيم — الممثل بفرقة جورج أبيض، فقد انفصل عنها وكوَّن فرقة كوميدية أطلق عليها اسم فرقة وادي النيل، كانت تعرض مسرحيات كوميدية على مسرح حديقة رشيد بالإسكندرية، كان أشهرها مسرحية «تعاليلي يا بطة» تأليف وتلحين محمد محمد بيومي.٢١ كذلك نجد حسن فايق — الممثل بفرقتي عزيز عيد وعبد الرحمن رشدي — يؤلف ويمثل لحسابه الخاص مسرحية كوميدية هي «إله التمثيل وملكة الجمال». وأخيرًا نجد محمد ناجي يتجه بفرقته الكوميدية صوب الإسماعيلية، وفي ذات الوقت يؤلف جلبي فودة فرقة كوميدية ويتجه بها نحو بورسعيد.٢٢
هذا الكم الهائل من الفرق الكوميدية — ذات النشاط الكوميدي المتباين — أخذت تتنافس فيما بينها متخذة كل وسيلة ممكنة من أجل جذب الجمهور. وهذه الوسائل أفرزت هجمة صحافية ضد أغلب هذه الفرق وفنها الكوميدي، الذي عُرف في هذا الوقت بالتمثيل الهزلي الشائن. وهو التمثيل الذي أزهق روح المسرح الجدي، حتى إن الناقد المسرحي محمد عبد المجيد حلمي٢٣ كتب مقالة أبَّنَ فيها الفرق المسرحية غير الكوميدية، التي دُفنت بسبب انتشار التمثيل الهزلي. ووصل الأمر إلى أقصى مدى ممكن، حيث أعلن حسن عبد الرازق عنايت — ابن داعم المسرح عبد الرازق بك عنايت٢٤ — في الصحافة، عن اجتماع بدار التمثيل العربي لمحاربة التمثيل الشائن، دعا إليه جميع المعنيين بالأمر. وانتهى هذا الاجتماع ببعض التوصيات، منها: أن تقوم الصحف بمنع إعلانات هذه الفرق، وتقوم المطابع بالامتناع عن طباعة إعلاناتها وملصقاتها، وأن تتدخل الحكومة لمنع هذا التمثيل الشائن، وإرسال خطاب إلى الأوقاف والبطرخانة والواعظين في المساجد والكنائس لحث الجمهور على اجتناب هذه الفرق، وقيام المفتي بإصدار فتوى ضد هذا التمثيل.٢٥
وأثناء هذه الهجمة الصحافية الشرسة، كان جوق صدقي والكسار يسير في عمله بنجاح، فخشى أمين صدقي أن يفهم قُراء الصحف أن فرقته الكوميدية ضمن الفرق المقصودة بهذا الهجوم، فكتب مقالة وضح فيها الفرق بين عمله وبين عمل الفرق الكوميدية الأخرى، حيث لاحظ أن الهجمة الصحافية نالت التمثيل الهزلي في جملته دون أن تحدد الفرق بين التمثيل الهزلي الشائن وبين التمثيل الهزلي الراقي. كما أكد على أن أسلوبه في الكتابة الكوميدية الراقية، نسخه الآخرون بعد تشويهه بصورة مبتذلة. واقترح على الحكومة انتداب رقباء لرؤية مسرحياته، ومقارنتها بغيرها في الفرق الأخرى.٢٦ وأكد هذا الرأي الناقد المسرحي أمين المنقبادي، عندما بيَّن أن التمثيل الهزلي المبتذل يجب أن تصادره الحكومة، في مقابل تشجيعها للتمثيل الهزلي الراقي الذي يكتبه أمين صدقي ويمثله علي الكسار؛ لأنه تمثيل هزلي في شكله، جديٌّ في مضمونه سامي المعاني في مقصده. واختتم الناقد مقالته بقوله: «لو أن مؤلفًا كأمين صدقي وُجد في بلد غير هذا البلد لكان له شأن غير هذا الشأن.»٢٧
ولم يتقبل فكري أباظة المحامي هذا الدفاع عن صدقي والكسار، فكتب كلمة — يُفهم منها ضمنيًّا، أنها — تحث الآخرين على الكتابة ضد أمين صدقي ومسرحياته. ونفَّذ هذا التوجه زكي طليمات — الممثل بفرقة جورج أبيض في ذلك الوقت — فكتب مقالة كال فيها السب والشتم لأمين صدقي ومسرحياته، حيث وصف صدقي بمجرم الذهنيات الشاذة، ووصف مسرحياته بأنها مشاهد سقيمة وصنفها ممسوخ وقولها فاحش، وأنها هازلة أخلاقيًّا وخادشة للأدب وجارحة للشرف. ثم ضرب مثلًا لذلك بمسرحية أم شولح. ويُفهم من المقالة أن طليمات لم يرَ مسرحيات صدقي، بل سمع عنها.٢٨
ومن هذا المنطلق بنى أمين صدقي دفاعه، حيث بيَّن أن مسرحية «أم شولح» قدمتها فرقة أخرى غير فرقته — ويقصد فرقة الريحاني — كما وجه صدقي سؤالًا لطليمات، قال فيه: كيف تبني كلامك على مسرحيات لم تشاهدها؟ ويبرهن صدقي في دفاعه — بصورة عملية — أن الجمهور يتوافد على مسرحه بكثرة كبيرة، مقابل إحجامه عن مشاهدة مسرحيات فرقة جورج أبيض — وزكي طليمات أحد ممثليها — ليصل في نهاية الأمر إلى أن هجوم طليمات كان بسبب الكساد الذي أُلحق بالفرق غير الكوميدية، مقابل نجاح الفرق الكوميدية وعلى رأسها جوق صدقي والكسار.٢٩
وهذا السجال النقدي لم يؤثر على تقدم جوق صدقي والكسار؛ حيث استمر في عروضه، متربعًا على عرش الكوميديا في هذه الفترة بلا منافس، وعرض مسرحيتين جديدتين بالماجستيك، هما «مرحب» تأليف أمين صدقي وتلحين كامل الخلعي٣٠ وسيد درويش يوم ١٩ / ١١ / ١٩١٩. ومسرحية «أحلاهم» تأليف أمين صدقي وبطولة الكسار يوم ٨ / ٢ / ١٩٢٠، وقد أعاد الجوق تمثيلهما مرات عديدة،٣١ بجانب إعادته لمجموعة كبيرة من مسرحياته، مثل: «ولسه»، و«القضية نمرة ١٤»، و«اسم الله عليه»، و«فلفل».٣٢
figure
الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية «أحلاهم».
في هذه الفترة بدأ الريحاني يُعلن عن عودته، بمظهر جديد في نوع جديد من تمثيل الأوبراكوميك حيث؛ التحليل الأخلاقي والألحان المبتكرة، والأوركستر المستحدث، والضحك المتواصل، والاستعداد الكبير الذي لم يسبق له نظير، الذي سيبدأ في أول أكتوبر ١٩١٩. وجاء هذا التاريخ دون أن يظهر الريحاني؛ حيث ظهر في منتصف أكتوبر ليعيد تمثيل مسرحياته القديمة مثل «كله من ده»، «وإش». وبعد شهرين عرض مسرحيته الجديدة «رن» تأليف الريحاني وبديع خيري. وظل يمثلها بجانب مسرحياته القديمة طوال ثلاثة أشهر، حيث أخرج مسرحيته الجديدة التالية «العشرة الطيبة» تأليف محمد تيمور وتلحين سيد درويش.٣٣
وهذه المسرحية رغم شهرتها الكبيرة، إلا أن النقد الموجه إليها وقت تمثيلها، تنوَّع بين الرفض والقبول. حيث اعتبرها البعض ذات خلاعة ومجون وخالية من أية قيمة، واعتبرها البعض الآخر تسلية وعظة مفيدة.٣٤ ومهما يكن من أمر الرأيين، فإن المسرحية فشلت في حينها،٣٥ واستطاع الريحاني بعد ذلك أن يقدم مسرحيتين جديدتين هما فشر، وفرجت.٣٦
والمسرحية الأخيرة «فرجت» كانت بداية التراشق بعناوين المسرحيات بين فرقة الريحاني وجوق صدقي والكسار؛ حيث نال الريحاني بعض النجاح في هذه الفترة، فظن البعض أنها فرجت، مما جعل جوق صدقي والكسار يظن أن عنوان المسرحية موجه إليه، فكتب أمين صدقي ردًّا عمليًّا على هذا العنوان، من خلال مسرحيته «راحت عليك»، وكأن صدقي أراد أن يبلغ الريحاني بأن عهده وشهرته السابقة انتهت، أمام تألق مسرحيات صدقي، وتمثيل الكسار.٣٧ ومسرحية «راحت عليك» تأليف أمين صدقي وتلحين سيد درويش وبطولة الكسار، عرضها الجوق يوم ١٠ / ٦ / ١٩٢٠.٣٨
بعد هذا التاريخ بدأ الموسم الصيفي، وهو موسم تتخذه بعض الفرق للراحة والاستعداد للموسم المقبل الذي يبدأ عادة في أكتوبر. ولكن العمل كان مستمرًّا فيما يتعلق بالريحاني والكسار. حيث قدم الريحاني من يونية إلى أكتوبر ١٩٢٠، عروضًا محدودة، حيث أعاد تمثيل مسرحياته السابقة، مع تقديمه لمسرحيته الجديدة «أنت وبختك»، في عروض لم تتعدَّ أصابع اليد الواحدة.٣٩ بينما قرَّر جوق صدقي والكسار إصلاح مسرح الماجستيك وتوسيعه ليليق بمستوى الجوق وشهرته. فانتقل بعروضه إلى مسرح الهمبرا والكونكورديا بالإسكندرية وإلى بعض الأقاليم — مثل طنطا — ثم عاد إلى العاصمة، ومثَّل على مسرح برنتانيا وعلى مسرح كازينو دي باري، فقدم سيلًا من العروض المسرحية، منها: «راحت عليك»، و«أحلاهم»، و«فلفل»، و«القضية نمرة ١٤»، و«مرحب»، و«قلنا له».٤٠
وظل الجوق في عمل متواصل حتى افتتح مسرح الماجستيك — بعد تحسينه — بمسرحية «كان زمان» تأليف أمين صدقي وبطولة بربري مصر الوحيد علي الكسار — كما جاء في الإعلان — يوم ٢٣ / ١٠ / ١٩٢٠.٤١ وبدأت مسرحيات الجوق تُصبح النموذج المحتذى لبعض الفرق الكوميدية الأخرى، التي بدأت تسطو على مسرحيات جوق صدقي والكسار، وتقدمها لحسابها الخاص، أملًا في جذب جمهور أكثر. وهذا الأمر جعل صدقي يقوم بتسجيل مسرحياته في المحكمة المختلطة — ومنها مسرحيتي «مرحب» و«راحت عليك» — حفاظًا على حقوقه الأدبية والفنية.٤٢
وفي الشهر التالي قدَّم الجوق مسرحيته الجديدة «فهموه» اقتباس أمين صدقي وبطولة الكسار يوم ٢٩ / ١١ / ١٩٢٠.٤٣ وبدأت أصداء نجاح الجوق تصل إلى أسماع كبار الشخصيات؛ حيث حضر مسرحية «راحت عليك» أمير الشعراء أحمد شوقي وجعفر باشا والي؛ ليستمعا إلى إلقاء علي الكسار للنشيد الوطني المختار في ذلك الوقت.٤٤ وبعد تقديم الجوق لبعض العروض السابقة، قدَّم مسرحيته الجديدة «اللي فيهم» يوم ٥ / ٢ / ١٩٢١، تأليف أمين صدقي وتلحين إبراهيم فوزي وبطولة الكسار.٤٥
ومقابل هذا التألق من قبل جوق صدقي والكسار، نجد الريحاني يقدم مسرحية جديدة هي «٢٤ قيراط» تأليف الريحاني وبديع خيري وتلحين محمود رحمي، ثم نجد إعلانًا منشورًا يفيد بأن فرقة الريحاني ستعرض أعمالها في الوجه القبلي، وفي اليوم التالي يقوم الريحاني بنشر تكذيب لهذا الإعلان، مؤكدًا أنه ما زال يمثل في الإجبسيانة. ولكن الواقع أثبت أن الفرقة في هذه الفترة عرضت أعمالها بين الإجبسيانة وبعض الأقاليم في الوجه القبلي، بالإضافة إلى الإسكندرية.٤٦
وربما هذا الاهتزاز الذي أصاب فرقة الريحاني في هذه الفترة، كان بسبب تألق جوق صدقي والكسار المنافس له، بالإضافة إلى تألق بعض الفرق الكوميدية الأخرى. والواقع أن هذا الاهتزاز لم يفقد الريحاني بريقه، بل ظلت شخصيته كشكش بك مثالًا للتقليد الكوميدي من قِبل بعض الفرق الأخرى. واللافت للنظر أن شخصية البربري أصبحت هي الأخرى مثالًا لهذا التقليد. وخير دليل على ذلك أن فوزي منيب٤٧ كوَّن فرقة كوميدية وسافر بها إلى سورية. ومن أجل جذب الجمهور السوري، وضع في إعلاناته أهم شخصيتين فنيتين في مصر في ذلك الوقت، هما كشكش بك والبربري. والطريف أنه أطلق على فرقته هذه اسم «جوق كشكش البربري»، وأطلق على نفسه لقب «بربري مصر الوحيد» وهو لقب علي الكسار.

وقد عرض هذا الجوق مسرحية «اسم الله عليه» لأمين صدقي يوم ٢٨ / ١٠ / ١٩٢٠، على مسرح الهمبرا بباب توما بدمشق. وهذا يعني أن فوزي منيب استغل شهرة شخصية البربري علي الكسار، ليضعها ضمن اسم فرقته، كما استعار لقب الكسار الفني، لينال الشهرة في سورية، ومثَّل مسرحية أمين صدقي باعتبارها مسرحية كوميدية راقية، كما نص في الإعلان. وهذا كله يشير إلى أن شخصية البربري وموضوعاتها أصبحت مثالًا للفرق الكوميدية الأخرى.

وتجدر الإشارة هنا إلى وجود فرق كوميدية أخرى غير الريحاني وصدقي والكسار، كان لها نشاط مؤثر في مسيرة الكوميديا المصرية. ومن هذه الفرق، فرقة محمد بهجت التي كانت تعرض في كازينو دي باري، ومن أهم عروضها «الشرط نور» تأليف محمود صادق سيف وتلحين كامل الخلعي، ومسرحية «السعد وعد» تأليف يونس القاضي، وأخيرًا مسرحية «نقاوة عيني».٤٨ كذلك نجد فرقة فوزي الجزايرلي التي كانت تجوب الأقاليم بعروضها المسرحية مثل مسرحية «الصياد»،٤٩ وفرقة كاميل شامبير التي كانت تعرض في كازينو دي باري عروضها الكوميدية، مثل مسرحيتي «الصبر طيب» تعريب كاميل شامبير ونكت حسين شفيق المصري، و«عجايب» تأليف عبد اللطيف جمجوم.٥٠
١  يقول الريحاني عن هذا الانفصال: «كان الأستاذ أمين صدقي يتقاضى مرتبًا شهريًّا قدره ستون جنيهًا، ولكنه بعد أن شاهد الإقبال المنقطع النظير وهذا الإيراد الضخم، رأى أن يُملي عليَّ شروطًا جديدة. فجاءني مطالبًا بالاشتراك معي في الإيراد مناصفة بدل أن يتناول مني أجرًا! دُهشت لذلك طبعًا وأجبته بأنني أعارض في ذلك، وإن كنت لا أمانع في رفع مرتبه إلى الدرجة المناسبة. وتمسك كل منا بوجهة نظره. فأضرب الأستاذ أمين عن الكتابة … واضطررت إذ ذاك أن أبحث عن شخص آخر.» «مذكرات نجيب الريحاني»، السابق، ص٩٥.
٢  يُنظر: جريدة «الأهرام» ١٧ / ١٢ / ١٩١٨، ٤ / ١ / ١٩١٩، جريدة «الوطن» ١٩ / ١٢ / ١٩١٨.
٣  يُنظر: جريدة «مصر» ١٧ / ١ / ١٩١٩، ٢١ / ١ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ٢٢ / ١ / ١٩١٩. ونص هذه المسرحية منشور، وللاطلاع عليه يُنظر: د. نجوى عانوس «مسرحيات أمين صدقي»، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٨٩، ص٣٩–٨٢.
٤  يُنظر: جريدة «المقطم» ٣ / ٣ / ١٩١٩، جريدة «الوطن» ١ / ٤ / ١٩١٩.
٥  يُنظر: جريدة «المقطم» ١٥ / ١ / ١٩١٩، جريدة «الإصلاح» ١ / ٣ / ١٩١٩، مجلة «اللطائف المصورة» ١٧ / ٣ / ١٩١٩، جريدة «مصر» ١٦ / ٤ / ١٩١٩.
٦  يُنظر: جريدة «الوطن» ٢ / ٥ / ١٩١٩، ٦ / ٥ / ١٩١٩، ٣٠ / ٥ / ١٩١٩، ١٠ / ٦ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ٧ / ٥ / ١٩١٩، ٢٥ / ٥ / ١٩١٩، جريدة «الأخبار» ١٥ / ٥ / ١٩١٩، جريدة «مصر» ٢٢ / ٥ / ١٩١٩، ٢٤ / ٥ / ١٩١٩، ٢٩ / ٥ / ١٩١٩.
٧  يُنظر: جريدة «مصر» ١٧ / ٥ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ٤ / ٦ / ١٩١٩.
٨  يُنظر: جريدة «الإكسبريس» ٨ / ٦ / ١٩١٩، ١٥ / ٦ / ١٩١٩، جريدة «البصير» ١٤ / ٦ / ١٩١٩.
٩  يُنظر: جريدة «مصر» ١٩ / ٦ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ١٩ / ٦ / ١٩١٩، ٢٠ / ٦ / ١٩١٩.
١٠  يُنظر: جريدة «مصر» ٢٧ / ٦ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ٢٨ / ٦ / ١٩١٩، ٣ / ٧ / ١٩١٩، ٤ / ٧ / ١٩١٩، جريدة «البصير» ٢٩ / ٦ / ١٩١٩، جريدة «المنبر» ٢ / ٧ / ١٩١٩.
١١  يُنظر: جريدة «الأهرام» ٢١ / ٦ / ١٩١٩، جريدة «مصر» ٢٣ / ٦ / ١٩١٩، ١ / ٧ / ١٩١٩، جريدة «المنبر» ٢ / ٧ / ١٩١٩.
١٢  يُنظر: جريدة «الأهرام» ٥ / ٧ / ١٩١٩، ٩ / ٧ / ١٩١٩، جريدة «المنبر» ٦ / ٧ / ١٩١٩.
١٣  يُنظر: جريدة «الأهالى» ٢٢ / ٧ / ١٩١٩، ٢ / ٨ / ١٩١٩، جريدة «الإكسبريس» ١٠ / ٨ / ١٩١٩.
١٤  يُنظر: جريدة «مصر» ٣٠ / ٨ / ١٩١٩.
١٥  يُنظر: جريدة «المنبر» ١٠ / ٧ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ١٦ / ٧ / ١٩١٩، ٢٢ / ٧ / ١٩١٩، ١٠ / ٨ / ١٩١٩، جريدة «مصر» ٢٤ / ٧ / ١٩١٩.
١٦  يُنظر: جريدة «المنبر» ٥ / ٨ / ١٩١٩.
١٧  يُنظر: جريدة «مصر» ١٢ / ٨ / ١٩١٩، ٢٥ / ٨ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ١٣ / ٨ / ١٩١٩، جريدة «المنبر» ١٤ / ٨ / ١٩١٩، ١٨ / ٨ / ١٩١٩.
١٨  جريدة «المنبر» ١٦ / ٨ / ١٩١٩.
١٩  يُنظر: جريدة «المقطم» ١٦ / ١ / ١٩١٩، ١٠ / ٧ / ١٩١٩، جريدة «مصر» ١٢ / ٢ / ١٩١٩، ٢٥ / ٢ / ١٩١٩، جريدة «وادي النييل» ١٣ / ٢ / ١٩١٩، ٢٨ / ٢ / ١٩١٩، ١ / ١٢ / ١٩١٩، جريدة «الوطن» ٢٠ / ٥ / ١٩١٩، جريدة «السفور» ١ / ٥ / ١٩١٩، ١٦ / ١١ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ٢٠ / ٨ / ١٩١٩، ١٢ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «الأهالي» ٢٩ / ٨ / ١٩١٩، ٣ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «البصير» ٣ / ٩ / ١٩١٩، ٨ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «المنبر» ٣١ / ٨ / ١٩١٩، ٧ / ٩ / ١٩١٩.
٢٠  يُنظر: السابق.
٢١  يقول الريحاني في مذكراته: «وضعت أولى روايات كشكش بك، وكانت عبارة عن إسكتش فكاهي، يستغرق عشرين دقيقة، موضوعه كما ذكرت، وجعلنا اسم الرواية «تعاليلي يا بطة».» «مذكرات نجيب الريحاني»، السابق، ص٧٧.
٢٢  يُنظر: جريدة «المقطم» ١٦ / ١ / ١٩١٩، ١٠ / ٧ / ١٩١٩، جريدة «مصر» ١٢ / ٢ / ١٩١٩، ٢٥ / ٢ / ١٩١٩، جريدة «وادي النيل» ١٣ / ٢ / ١٩١٩، ٢٨ / ٢ / ١٩١٩، ١ / ١٢ / ١٩١٩، جريدة «الوطن» ٢٠ / ٥ / ١٩١٩، جريدة «السفور» ١ / ٥ / ١٩١٩، ١٦ / ١١ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ٢٠ / ٨ / ١٩١٩، ١٢ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «الأهالي» ٢٩ / ٨ / ١٩١٩، ٣ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «البصير» ٣ / ٩ / ١٩١٩، ٨ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «المنبر» ٣١ / ٨ / ١٩١٩، ٧ / ٩ / ١٩١٩.
٢٣  ولد محمد عبد المجيد حلمي سنة ١٩٠٢ بأسيوط ونشأ بها، ونال شهادة الكفاءة من مدرسة أسيوط الثانوية. ولما تخرج اشتغل بالأدب ونظم الشعر، ثم احتضنه سنيوت حنا عضو الوفد المصري؛ لأنه كان يشيد في قصائده بموقف الأقباط الوطني من الإنجليز. وكان يذهب مع وفد المسلمين كل عيد لتهنئة الأقباط في الكنيسة. وفي عام ١٩٢٢ سافر إلى القاهرة واشتغل بالصحافة والتحرير في جريدة كوكب الشرق ومجلة خيال الظل. وبعد مدة ترك الاشتغال بالسياسة واشتغل بالنقد المسرحي. وفي سنة ١٩٢٥ أنشأ مجلة «المسرح». وهو يعتبر من أوائل من وضعوا في مصر أساس النقد المسرحي، كما تقلد منصب سكرتير اتحاد النقاد، وتُوفي في أسيوط عام ١٩٢٧.
٢٤  اسمه الحقيقي عناني عبد الرازق، ولد عام ١٨٥١، وعندما التحق بمدرسة المبتديان عام ١٨٦٦ غيَّر اسمه إلى عبد الرازق عنايت. تقلد عدة وظائف، بين عامي ١٨٧١–١٨٩٩، منها: معاون بالرصدخانة، ومفتش بنظارة المعارف، ومأمور إدارة مدرسة دار العلوم ومدرس مادة القسموغرافية بها، وأخيرًا مأمور إدارة تفتيش الوادي. وتم الإنعام عليه بالرتبة الثالثة — البكوية — عام ١٨٩٦. وتُوفي يوم ٧ / ١ / ١٩١٥. وكان عبد الرازق بك عنايت، على قدر كبير من العلم والثروة. ومن جهوده في خدمة التمثيل المسرحي، أنه شيد بماله الخاص مسرح القباني بالعتبة الذي شهد مجد فرقة القباني سنوات طويلة. ولما احترق المسرح وبعد موت القباني، تولى عنايت أمر الفرقة فترة من الوقت. ولم تتوقف جهوده عند مساعدة القباني فقط، بل كان مديرًا ماليًّا لفرقة سليمان القرداحي، وضم إليها بعض ممثلي القباني، ونخبة من هواة مصر المشهورين أمثال محمد بهجت وعبد المجيد شكري والمطرب إبراهيم سامي. وسافر عنايت بك على رأس هذه الفرقة في رحلة فنية إلى سورية بدعوة من أحد أثريائها. ولكن سرعان ما تخلى عن مساعدتها بسبب جشع سليمان القرداحي. وعندما انفصل الشيخ سلامة حجازي عن فرقة إسكندر فرح عام ١٩٠٥ ساعده عنايت بالمال اللازم لاستئجار مسرح فردي وتجديده وأطلق عليه اسم دار التمثيل العربي. وواصل عنايت بعد ذلك جهوده في تنشيط المسرح بعد مرض الشيخ سلامة عام ١٩٠٩؛ إذ كوَّن فرقة جديدة من أعضاء فرقة الشيخ برئاسة عبد الله عكاشة. ووصلت الروابط الحميمة بين عنايت والشيخ سلامة إلى درجة المصاهرة، عندما تزوج محمد فؤاد — الاسم مركب — الابن الأكبر لعنايت بك، بابنة الشيخ سلامة حجازي. فاختطفها الموت وهي عروس لم تبلغ العشرين من عمرها، تاركة طفلة صغيرة. وقد ألف عنايت بك فرقة كبرى لجورج أبيض بعد عودته لأول مرة من أوروبا، ولكنه توقف عن تمويلها، بسبب خسائرها. وأخيرًا ألَّف عنايت بك فرقة كبرى أيضًا لعبد الله عكاشة وأخوته، واستأجر لها دار التمثيل العربي، بعد أن أعاد تشييده عام ١٩١٤، وكان يشتغل بها الشيخ سلامة حجازي في بعض الليالي الخصوصية مجاملة لصهره.
٢٥  يُنظر: جريدة «مصر» ٢٠ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «المنبر» ٢٢ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ٨ / ١٠ / ١٩١٩.
٢٦  يُنظر: أمين صدقي «التمثيل المجوني: كلمة صادقة»، جريدة «المنبر» ٢٧ / ٨ / ١٩١٩.
٢٧  أمين المنقبادي «حول التمثيل الهزلي»، جريدة «مصر» ١٠ / ٩ / ١٩١٩.
٢٨  يُنظر: جريدة «مصر» ١٣ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «المنبر» ١٩ / ٩ / ١٩١٩، ٣٠ / ٩ / ١٩١٩.
٢٩  يُنظر: السابق.
٣٠  ولد كامل الخلعي عام ١٨٧٩ بكوم الشقافة بالإسكندرية، وتُوفي بالقاهرة يوم ٥ / ٦ / ١٩٣٩. وفي شبابه جاء إلى القاهرة وعمل خطاطًا بشارع محمد علي، فتعرف على أهل الفن والموسيقى في هذا الشارع، وكانت له علاقة قوية بالشيخ محمد توفيق البكري. وعندما جاء القباني إلى مصر ووجد الموهبة عند الخلعي، اصطحبه إلى الشام فترة من الوقت، حيث تتلمذ الخلعي على يديه. وفي عام ١٩٠٤ ألَّف الخلعي كتابًا بعنوان «الموسيقي الشرقي»، فكان مرجعًا مهمًّا في هذا الفن. وعندما ظهر سلامة حجازي وكوَّن فرقته، انضم لها الخلعي؛ حيث لحن لها أغلب المسرحيات، ومن ثم ذاع صيته في مجال التلحين المسرحي، فلحن لمعظم الفرق المسرحية، ومنها: عكاشة، منيرة المهدية، جورج أبيض، علي الكسار.
٣١  يُنظر: جريدة «الأهرام» ١٩ / ١١ / ١٩١٩، جريدة «مصر» ١ / ١ / ١٩٢٠، ٨ / ٢ / ١٩٢٠، جريدة «المنبر» ٤ / ١ / ١٩٢٠، ٧ / ٢ / ١٩٢٠.
٣٢  يُنظر: جريدة «المنبر» ٣١ / ٨ / ١٩١٩ / ٧ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «الأهالي» ٢٣ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «البصير» ٣٠ / ٩ / ١٩١٩.
٣٣  يُنظر: جريدة «المنبر» ١٩ / ٩ / ١٩١٩، جريدة «الأهرام» ١٢ / ١٠ / ١٩١٩، ٢١ / ١٠ / ١٩١٩، ٧ / ١٢ / ١٩١٩، ٤ / ٣ / ١٩٢٠، جريدة «وادي النيل» ٥ / ١١ / ١٩١٩.
٣٤  يُنظر: جريدة «الأهرام» ١٩ / ٣ / ١٩٢٠، ٩ / ٤ / ١٩٢٠.
٣٥  يقول بديع خيري في مذكراته: «نجحت «العشرة الطيبة»، ولكن منافسي نجيب أساءهم أن يكون له مسرحان ناجحان، فاصطادوا في الماء العكر، وأشاعوا أن مسرحية «العشرة الطيبة» تبرز جبروت الأتراك وشراستهم في معاملة الشعب المصري، وأنها مملاة على نجيب مقابل مبلغ ضخم من الإنجليز؛ كي يظهر الفارق بين الاستعمار التركي والاستعمار الإنجليزي. ونجحت المؤامرة، وصدقها الناس، فانصرفوا عن المسرحية، وقفل المسرح، وكانت صدمة.» «مذكرات بديع خيري: ٤٥ سنة تحت أضواء المسرح»، إعداد محمد رفعت المحامي، دار الثقافة، بيروت، د.ت، ص٤٦.
٣٦  يُنظر: جريدة «النظام» ١٧ / ٤ / ١٩٢٠، ٦ / ٦ / ١٩٢٠، جريدة «الأهرام» ٣ / ٥ / ١٩٢٠.
٣٧  يُنظر: جريدة «المنبر» ٨ / ٦ / ١٩٢٠.
٣٨  يُنظر: جريدة «مصر» ١١ / ٦ / ١٩٢٠.
٣٩  يُنظر: جريدة «مصر» ١٥ / ٦ / ١٩٢٠، ١٤ / ٧ / ١٩٢٠، ١٠ / ٨ / ١٩٢٠، جريدة «المنبر» ١ / ١٠ / ١٩٢٠، جريدة «الأخبار» ٢٥ / ٦ / ١٩٢٠.
٤٠  يُنظر: جريدة «الأهرام» ٧ / ٨ / ١٩٢٠، ١٢ / ٨ / ١٩٢٠، ١٦ / ٨ / ١٩٢٠، ٢٠ / ٨ / ١٩٢٠، ١ / ٩ / ١٩٢٠، ٩ / ٩ / ١٩٢٠، ٢٥ / ٩ / ١٩٢٠، ٤ / ١٠ / ١٩٢٠. يُنظر: جريدة «المنبر» ٧ / ٧ / ١٩٢٠، ٢٢ / ٨ / ١٩٢٠، ٤ / ٩ / ١٩٢٠، ٨ / ٩ / ١٩٢٠، ١١ / ٩ / ١٩٢٠، ٢ / ١٠ / ١٩٢٠، جريدة «مصر» ٩ / ٩ / ١٩٢٠، ٩ / ١٠ / ١٩٢٠، جريدة «الأخبار» ٣ / ١٠ / ١٩٢٠، ١٠ / ١٠ / ١٩٢٠.
٤١  يُنظر: جريدة «المنبر» ٢٣ / ١٠ / ١٩٢٠، جريدة «الأهرام» ٢٥ / ١٠ / ١٩٢٠، جريدة «مصر» ٣ / ١١ / ١٩٢٠، ١٢ / ١١ / ١٩٢٠، جريدة «المنبر» ١٦ / ١١ / ١٩٢٠.
٤٢  يُنظر: جريدة «النظام» ١٨ / ١١ / ١٩٢٠.
٤٣  يُنظر: جريدة «النظام» ٢٨ / ١١ / ١٩٢٠، جريدة «مصر» ٢٩ / ١١ / ١٩٢٠، جريدة «المنبر» ١ / ١٢ / ١٩٢٠.
٤٤  يُنظر: جريدة «مصر» ٢٢ / ١٢ / ١٩٢٠.
٤٥  يُنظر: جريدة «مصر» ١ / ١ / ١٩٢١، ١٠ / ١ / ١٩٢١، ١٨ / ١ / ١٩٢١، ٢٦ / ١ / ١٩٢١، ٤ / ٢ / ١٩٢١، ١٢ / ٢ / ١٩٢١.
٤٦  يُنظر: جريدة «مصر» ٩ / ١١ / ١٩٢٠، ٢٩ / ١١ / ١٩٢٠، ٧ / ١٢ / ١٩٢٠، ٥ / ١ / ١٩٢١، جريدة «الأخبار» ١٥ / ١١ / ١٩٢٠، ٩ / ١ / ١٩٢١، جريدة «الأهرام» ١ / ١٢ / ١٩٢٠.
٤٧  ولد فوزى منيب فى أوائل القرن الماضي، وحصل على البكالوريا عام ١٩١٦ من المدرسة الخديوية. واشتُهر في الأوساط الفنية بإلقاء المونولوجات الخفيفة وأشهرها مونولوج تم تم. فضمته مدام مارسيل للعمل معها في كازينو دي باري. ثم انضم بعد ذلك إلى فرقة نجيب الريحاني عام ١٩١٩. ثم انضم بعد ذلك إلى فرقة أمين عطا الله، ومثَّل دور البربري. وفي هذا الوقت تعرَّف على إحدى ممثلات الفرقة وتزوجها، وهي الآنسة ماري التي عُرفت باسم ماري منيب. وفي عام ١٩٢٠ كوَّن أول فرقة له بالاشتراك مع جبران نعوم، وأطلق عليها جوق كش كش بك البربري، حيث كان يمثل مسرحيات الريحاني والكسار معًا، وأطلق على نفسه لقب بربري مصر العصري، تشبهًا بلقب علي الكسار بربري مصر الوحيد. لأن فوزي منيب كان مُتعلمًا بعكس الكسار، ومن هنا جاءت كلمة العصري. ومثلت هذه الفرقة في سورية مسرحية «اسم الله عليه» يوم ٢٨ / ١٠ / ١٩٢٠. وبعد عودة الفرقة اتخذت زيزينيا بالإسكندرية مسرحًا لعروضها، وطافت ببعض الأقاليم حتى عام ١٩٢٥، فانحلت الفرقة. وضمه أمين صدقي إلى فرقته كممثل لدور البربري في عدة مسرحيات. وفي عام ١٩٢٨ كوَّن فوزي منيب فرقة عمل بها على مسرح كازينو ليلاس بروض الفرج. وبسبب الأزمة الاقتصادية العالمية عام ١٩٣٠، حلَّ فرقته ليظهر مرة أخرى عام ١٩٣٦ بصالة علية فوزي ثم في فرقة كباريه فتحية محمود عام ١٩٣٨، وأخيرًا يكوِّن فرقة من الهواة ويمثل معهم مسرحية «قمر الزمان» عام ١٩٤٠. وكان هذا آخر عهدنا به في مجال المسرح.
٤٨  يُنظر: جريدة «أبو الهول» ١٦ / ١١ / ١٩٢٠، جريدة «النظام» ٢٥ / ١١ / ١٩٢٠، جريدة «مصر» ١٤ / ١ / ١٩٢١، جريدة «المنبر» ٢٦ / ١ / ١٩٢١، ٤ / ٣ / ١٩٢١.
٤٩  يُنظر: جريدة «الأخبار» ١٢ / ١٠ / ١٩٢٠، ٤ / ١١ / ١٩٢٠، ٥ / ١٢ / ١٩٢٠، ١٧ / ١٢ / ١٩٢٠، جريدة «مصر» ١٩ / ٢ / ١٩٢١.
٥٠  يُنظر: جريدة «مصر» ١٣ / ١٠ / ١٩٢٠، جريدة «الأخبار» ١١ / ١١ / ١٩٢٠.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤