جامعة القاهرة ماضيها وحاضرها
«قامت جامعة القاهرة منذُ نشأتِها بريادة التقدُّم الفكريِّ والعلميِّ، وحمَلت شعلة التحرُّر الوطني، لا في مصر وحدها بل في الوطن العربي كله. ولا غرابةَ في ذلك، فقد كان قيام الجامعة التجسيدَ العمليَّ لآمال قادة العمل الوطني والفكر الاجتماعي في بناء النهضة القومية؛ لإيمانهم بأن الجامعة حجرُ الزاوية في هذا البناء الشامخ.»
يُقدِّم الدكتور «رءوف عباس» في هذا الكتاب نظرةً شاملةً على جامعة القاهرة؛ فيبدأ بالبحث في نشأة التعليم العالي في مصر، وتأسيس المدارس العليا؛ مثل مدارس الطب، والمهندسخانة، والصيدلة، والطب البيطري. ثم يُعرِّج بنا إلى الحديث عن تأسيس الجامعة الأهلية عام ١٩٠٨م بفضل جهود النخبة المصرية برئاسة الإمام «محمد عبده»، وتحويلها عام ١٩٢٥م إلى جامعةٍ حكوميةٍ سُميت باسم الجامعة المصرية، ثم جامعة فؤاد الأول، ثم جامعة القاهرة. ويُبرز المؤلِّف الدور الكبير الذي اضطلع به أساتذة الجامعة من أجل الحفاظ على استقلالها، وإتاحة الفرصة أمام المرأة للالتحاق بها، ويُسلِّط الضوء أيضًا على دورها الجليل في الحركة الوطنية، وعلى الجامعات المصرية التي خرجت من عباءتها؛ مثل جامعتَي الإسكندرية وعين شمس، وما تلا ذلك من تأسيس المجلس الأعلى للجامعات للتنسيق بين الجامعات المصرية ورسم سياسة التعليم الجامعي في مصر.