تصدير للدكتور محمد نجيب حسني، رئيس جامعة القاهرة

يسعدني ويشرفني أن أقدم — باسم جامعة القاهرة — إلى جماهير القراء الذين يعنيهم أمر التعليم العالي والجامعي الذي تجسِّده وترسم ملامحه وتسجِّل تاريخه وتستشرف مستقبله جامعة القاهرة دون ادِّعاء أو مبالغة؛ هذا العمل العلمي العظيم الذي تفضَّل بتأليفه عالمٌ جليل من علماء جامعة القاهرة وأستاذ فاضل تعتز الجامعة بانتمائه إلى أسرتها؛ هو الأستاذ الدكتور رءوف عباس، أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب.

إن هذا العمل العلمي العظيم قد ألَّفه صاحبه بناءً على تكليف من الجامعة، وبناء على رجاء مني. وقد تفضَّل بالاستجابة لطلب الجامعة عرفانًا منه بحقها عليه، وتفضَّل بالاستجابة لرجائي تقديرًا منه لروابط العمل الجامعي المشترك التي تربط بين أفراد أسرة الجامعة على اختلاف مواقعهم.

وإني أود باسم جامعة القاهرة وباسمي أن أقدِّم للزميل الكريم الأستاذ الدكتور رءوف عباس خالص الشكر، وأن أعبِّر له عن تقدير الجامعة العميق لعلمه وخبرته.

إن هذا المؤلف الذي يحمل عنوان «جامعة القاهرة – ماضيها وحاضرها» هو عمل علمي قام على المنهج العلمي السليم في الدراسات التاريخية، واعتمد على جمعٍ صبورٍ للمعطيات التي تناولها بالدراسة، وتضمَّن تأصيلًا علميًّا للمعطيات والحقائق، فخرج العمل بناءً على ذلك، دراسة علمية متكاملة.

وهذا العمل وإن كان في أصله بحثًا تاريخيًّا، فهو لم يغفل عن الاهتمام بالحاضر، باعتباره نتاج الماضي؛ ولم يغفل كذلك عن استشراف المستقبل، باعتباره الثمرة المنتظرة لتطور الحاضر.

ويزيد من القيمة العلمية لهذا العمل أن يختصَّ بالدراسة مؤسَّسةً علمية شامخة كان لها دورها البارز في التطور العلمي والاجتماعي والسياسي لمصر، بل ودول الوطن العربي كافة. وقد يكون من النادر في الدراسات التاريخية أن يخصَّص عمل علمي لمؤسسة واحدة؛ لكن يبرر الاهتمام التاريخي بجامعة القاهرة أنها لم تكن مجرد مؤسسة علمية، بل كانت مصدر الإشعاع العلمي والثقافي لمصر والعالم العربي، وكانت رائدة التعليم العالي والجامعي، وكانت أمَّ الجامعات المصرية والعربية كافة، ومنها خرج العلماء والفنيون والرواد والقادة والزعماء الذين بنوا حضارة مصر الحديثة والحضارة العربية المعاصرة. ومن ثم كانت دراسة تاريخها دراسةً لتاريخ مصر والحضارة العربية في أحد أهم جوانبها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥