النقد الأربعون

٦ / ٥ / ١٩٥٣

في ركن الأدب تحدث المحامي الأستاذ أحمد سويد عن الكتب الجديدة، فتكلم عن «جعبة الصياد»، وعن ديوان الشاعر شفيق معلوف، وكتاب ناظم حكمت تعريب الدكتور علي سعد، درس «جعبة الصياد» درسًا جيدًا، وأما في نقد ديوان المعلوف، فكان عارضًا راويًا أكثر منه ناقدًا ومحللًا، وقد أقل الكلام حين تحدث عن كتاب الدكتور سعد.

واستمعت إلى بريد المستمع في الدورة الفائتة، فعجبت لإطالة الأستاذ سميح الشريف الرد على من انتقد جمع خدمات، إن من يجهل أو يتجاهل القياس لا يرد عليه بهذا المقياس … إني أشكر للشريف تفضله بالدفاع عني في الحديث الأخير، وإن كنت لا أزال حيًّا أرزق، وأنتظر رد الشيخ مبارك إبراهيم بفارغ الصبر.

وأمام الميكروفون سمعت المربية الآنسة هيلين ليا فأعجبني من حديثها، وهي مربية قديمة، أنها لا ترى من أصالة الرأي أن يختلط الجنسان في التدريس الابتدائي والثانوي، لا يعرف الشوق إلا من يكابده …

الأزجال اللبنانية: سمعت الآنسة حنينة ضاهر تنشد من قولها اللون المعروف عندنا بالمعنى، إن قولها جيد، ولكنه متجه نحو الفصيح، والفصاحة في نظري لا تلائم الشعر العامي.

وفي ركن حديث الشهر انتظرت أن أسمع الكاتبة أمينة السعيد، فإذا بي أسمع الدكتورة درية شفيق التي كان موضوعها «شئون النساء وحقوقهن»، لقد كثر بحث هذا الموضوع حتى صرت لا أدري ماذا أقول فيه، وأعلق عليه.

أما «حديث العمال» للأستاذ رشيد شقير، فكان حديثًا تاريخيًّا شاملًا بمناسبة أول أيار، كان هذا العيد فيما مضى عيد الزهور، وقد عني به الشاعر الإنكليزي جون روسكين، فكانت تنتخب فيه من يسمونها ملكة أيار، فسبحان من يغير ولا يتغير.

وعلى ذكر عيد الزهور هذا أذيعت من المحطة إضمامة شعر عبقة الشذا للشاعر فريد الملاط، كانت الأولى من طراز المعلقات محكمة النسج رنانة طنانة، بينما كانت الثانية، وعنوانها: «مناجاة زهرة» من طراز شعر اليوم، موقعة إيقاعًا حسنًا، وقد أجاد الشاعر مناجاة زهرته كقوله:

أنت للوادي حلى
وبك الوادي حلا

فهذا الجناس، وإن يكن غير مرغوب فيه اليوم فهو جميل متى جاء عفو الطبع كما هي الحال هنا، وتحدث الأديب العراقي الأستاذ رافائيل بطي عن شاعر العرب عبد المحسن الكاظمي حديثًا ممتعًا جامعًا سيرة حياته، ووصف شعره، وشيئًا مما قاله كبار رجال القلم فيه، ولا بدع أن أجاد بطي فهو في هذا الموضوع من الإخصائيين المفارد.

تحدثت السيدة صفية فراج عن موريس ماترلنك تحت عنوان «امرأة من وراء شاعر»، وكم من امرأة ألهبت قرائح الشعراء والكتاب إبان خمودها، ولولاهن لظل هؤلاء حيث وقفت بهم الشيخوخة، ولم يبلغوا آخر الشوط، وإذا نسينا فلا ننسى «مدام» أناتول فرانس التي أرغمته على كتابة خير رواياته: «الزنبقة الحمراء».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤