الإهداء

نظم الأستاذ فهيم سوريال — مشكورًا — هاتَين القصيدتَين يرثي بهما شقيقي الحبيب المرحوم الأستاذ الدكتور أنيس سلامة.

وإني إذ أهديهما إلى روحه الخالدة أسأل المولى أن يرحمه رحمةً واسعةً، وأن ينزله من لدنه منزلة الأبرار.

دمعة على الحبيب

فقيد الطب والخلق الكريم
تودِّعك القلوب من الصميمِ
ينوح عليك من شجن غريب
فكيف الحال بالبيت الكريمِ
هوى الركن الركين ومال صرح
فهل للركن بعدك من مقيمِ
قضيت شباب عمرك في جهاد
وباهى الطب بالفطن العليمِ
وكنت بعلمك الفيَّاض بحرًا
يحج إليه مغترف العلومِ
وكنت الطود إن عصفت رياح
على روح أخف من النسيمِ
حبيت مهابة لا كبرياء
وما أبهى الرزانة في وسيمِ
لقد شهد الخصوم لعبقري
كفى شرف الشهادة من غريمِ
نعاك ذوو الضمائر من رفاق
فصفحًا منك عن صمت اللئيمِ
سينصفك الذي خلق البرايا
وموعدنا مع اليوم العظيمِ
أخي وحبيب عمري من قديم
سيبكيك الجديد مع القديمِ

بمناسبة مرور عام على وفاة فقيد الطب والإنسانية

مضى عام ودمعك لا يجفُّ
على غالٍ ننوح ولا نكفُّ
قضاء الله ليس له مردٌّ
فسله اللطف إن أغناك لطفُ
أخ أدَّى الرسالة في وفاء
قليل الناس من أدوا فأوفوا
أخا الباكين في حزن رهيب
تخف الراسيات ولا يخفُّ
بررت بهم على مر الليالي
ورب أب مع الأيام يجفو
ترامى النعي فاحترقت قلوب
عليك تجمَّعت وابتلَّ طرفُ
فلا صبح على خير تقضَّى
ولا ليل يهادنهم فيصفو

•••

حبيب القلب كنت له طبيبًا
إذا ما انتابه وهن وضعفُ
كشفت الداء في آلاف مرضى
وعز لدائك المكنون كشفُ
قضيت ولم تقل لذويك حرفًا
وكان يهزهم من فيك حرفُ

•••

بنصف الدين عشت به تقيًّا
ورحت وأنت معتصم أعفُّ
أكاد أرى بعيني الغيب روحًا
تزفُّ مع الملائك إذ تزفُّ
لئن فارقتنا فإلى رحاب
لدى المولى وأنت عليه ضيفُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤