الباب الثاني

المصادر الإضافية

البحوث الحديثة والمعاصرة

١

MUNK (Salomon), Ibn Rushd, in Dictionnaire des sciences philosophiques, Paris, Hachette, 1847, t. 3, pp. 157–175.
MUNK (Salomon), Mélanges de philosophie juive et arabe, Paris, A. Franck, 1859, pp. 418–458.
أول مَنْ تكلم من المستشرقين عن ابن رشد بدقة وبإلمام علمي في الموضوع هو العالم مونك Munk عضو المعهد العلمي في باريس، ففي قاموس العلوم الفلسفية Dictionnaire des sciences philosophiques الذي نُشِرَ في باريس سنة ١٨٤٧م عالج المادة الخاصة بفلاسفة العرب: (الكندي، الفارابي، ابن سينا، ابن رشد … إلخ) بانيًا دراسته على أصول عربية أو عبرية أو لاتينية.
وبعد حقبة من الزمان أعاد بحثه ونقَّحه وأكمله ونشره في كتابه الشهير: «منوعات في الفلسفة اليهودية والعربية» Mélanges de philosophie juive et arabe.

وهو يستعين بمؤرخين قدماء مثل ابن بشكوال وابن البار وابن أبي أصيبعة لتحليل إنتاج ابن رشد العلمي وتصنيفه، ولتقسيم شروح ابن رشد والإشارة إلى ما يوجد منها بالعربية واللاتينية والعبرية، كما أنه حلَّل المؤلفات الكبرى لابن رشد: تهافت الفلاسفة ورسائله الفلسفية، ومناهج الأدلة، ثم عرض لفلسفة ابن رشد (انظر ص٤٤٠ وما بعدها).

وميزة بحث مونك Munk هو أنه استطاع الرجوع إلى الترجمات العبرية (وهو حجة في هذه اللغة) لأصول عربية مفقودة ليبني بحثه على أساس متين؛ ولذا لم تفقد مقالته قيمتها العلمية، وهو الناشر لدلالة الحائرين لابن ميمون، والمترجم له إلى الفرنسية، وقد استند عليه كلُّ مَنْ جاء بعده من العلماء وكتب عن ابن رشد، وبخاصة رينان Renan.

٢

كتاب رينان: ابن رشد والرشدية
Ernest Renan, Averroès et l’averroisme, Essai historique, Neuvième édition, Paris Calmann-Levy.

وقد نقله إلى العربية الأستاذ عادل زعيتر تحت عنوان: ابن رشد والرشدية، القاهرة ١٩٥٧م، عيسى الحلبي.

هذا الكتاب هو رسالة دكتوراه لمفكر فرنسي شهير، غير أنه لم يكن متخصصًا في الفلسفة العربية كما كان الأمر عند مونك Munk، ولكن كان رجلًا واسع الأفق مثقفًا ثقافة عالية، وحاول أن يلقي على مذهب ابن رشد وعلى تأثيره في الغرب — أي على الرشدية اللاتينية — ضوءًا أعطى لبحثه أصالة بالنسبة للزمن الذي كُتِبَ فيه.

ولئن كان قد مضى على الكتاب ما يربو على قرن وتعددت البحوث في هذا الميدان فإني أعتقد أنه يوجد فيه — إذا استطاع القارئ ألا يفقد حاسته النقدية — معلومات وأفكار تساعد على فهم الفلسفة الرشدية وروحها.

وقد عوَّل رينان Renan في وضع كتابه على مؤلفات ابن رشد التي تُرْجِمَت إلى اللاتينية والعبرية، وإلى ما بقي من أصلها العربي وهو قليل جدًّا بالنسبة إلى المفقود.
ونُشِرَ الكتاب للمرة الأولى سنة ١٨٥٢م، ونُقِّحَ في الطبعات المتتالية واستفاد من الملاحظات التي أبداها علماء مثل موللر Müller واستاينشنيدر Steinschneider وأماري Amari ودوزي Dozy، كما أنه أعطى في آخر الكتاب نصوصًا عربية لبعض الوثائق التاريخية خاصة بابن رشد، وكانت في زمانه أكثرها مخطوطة.
وإني أثبت هنا الأقسام الرئيسية لهذا الكتاب التاريخي:
  • الجزء الأول: ابن رشد.
    • الفصل الأول: حياة ابن رشد ومؤلفاته.
    • الفصل الثاني: مذهب ابن رشد.
  • الجزء الثاني: الرشدية.
    • الفصل الأول: الرشدية عند اليهود.
    • الفصل الثاني: الرشدية في الفلسفة الإسكولائية.
    • الفصل الثالث: الرشدية في مدرسة بادوا Padoa.
وفي الفصل الأول من القسم الأول خصَّص رينان Renan بحثًا خاصًّا لمؤلفات ابن رشد وشروحه لأرسطو وطريقة تصنيفها، كما أنه أورد كذيول — في آخر كتابه — نصوصًا كانت غير مطبوعة في زمانه، وهذه هي قائمة هذه النصوص:
  • (١)

    حياة ابن رشد الواردة في ابن الأبار.

  • (٢)

    جزء من حياة ابن رشد الواردة في الأنصاري.

  • (٣)

    حياة ابن رشد الواردة في ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء.

  • (٤)

    حياة ابن رشد الواردة في الذهبي.

  • (٥)

    قائمة مؤلفات ابن رشد حسب مخطوط الإسكوريال رقم ٨٧٩ (فهرس الغزيري؛ ورقم المكتبة هو ٨٨٤).

  • (٦)

    جزء غير منشور لرسالة الاتصال بالعقل (الفعال).

Fragment d’un traité inédit sur l’union de l’intellect d’aprés les mss. de la Bibl. imp. 6510, anc. fonds, f. 291 et Saint-Marc de Venise, classis VIa, No. 52, f. 324 v.
  • (٧)

    جزء من رسالة «أغلاط الفلاسفة»، خاص بابن رشد.

Fragment du traité des Erreurs des philosophes (Errores philosophorum) de Gilles de Rome, relatif a Averroes (d’après le ms, 694 de Sorbonne).
  • (٨)

    عرض المذهب الرشدي الخاص بالعقل.

Exposition de la doctrine averroistique de l’intellect par Benvenuto d’Imola (traduction italienne) D’après le mas. de la Bibl. imp. Suppl. fr. 4146, ancien numéro 7000/2, f. 272 v.
  • (٩)

    جزء من درس خاص بكتاب النفس.

Fragment de la XXXIIIe LEÇON de Frédéric Pendasio sur le traité de l’âme. (D’après le mas. 1264 de la Bibliothéque de l’Université de Padoue).
  • (١٠)

    مقدمة لدرس في كتاب النفس.

Préambule du cours de Cremonini sur le traité de l’âme (D’après le mas. de Saint-Marc, cl. VI, n 190).
  • (١١)

    خطاب من رئيس محكمة التفتيش.

Lettre de l’Inquisiteur de Padoue à Cremonini et réponse de Cremonini (De la Bibliothèque du Mont–Cassin n 483).

وقد أثبتنا النصوص العربية في كتابنا هذا (انظر فيما سبق)، والأستاذ زعيتر نشر أيضًا النصوص اللاتينية الباقية والإيطالية، ولكن لم يترجمها إلى العربية تاركًا ذلك للباحثين المختصين بالموضوع.

أما ترجمة الأستاذ زعيتر إلى العربية فهي بليغة بلا شك وعادة أمينة، غير أن هناك بعض هفوات ناتجة من عدم فهم دقائق اللغة الفرنسية أو بعض المصطلحات الخاصة بالمخطوطات اللاتينية، ومن المستحسن أن يُستعان بالأصل الفرنسي مع الترجمة العربية.

٣

الأب موريس بويج اليسوعي، «ملاحظات عن الفلاسفة العرب المعروفين لدى اللاتين في العصر الوسيط»، القسم الخامس حصر النصوص العربية لابن رشد في مجلة جامعة القديس يوسف، في بيروت، الجزء الثامن، الفصلة الأولى، ١٩٢٢، ص٣–٥٤، مع إضافات وتصميمات في الجزء التاسع ص٤٣–٤٨.

P.M. BOUYGES, S.J., Notes sur les philosophes arabes connus des Latins au Moyen Age, V. Inventaire des textes arabes d’Averroefs Mélanges de l’Université Saint-Joseph, Beyrouth (Syrie), Tome VIII, Fasc. I, 1922, pp. 3–54; VI, Inventaire des textes arabes d’Averroes (suite)—Additions et corrections a la Note V., Tome IX, Fasc. 2 1923, pp. 43–48.
يُعد الأب بويج Bouyges الفرنسي، المتوفَّى سنة ١٩٥١م — بلا نزاع — من أكبر ناشري النصوص الفلسفية العربية وإمام المحققين في هذا الميدان، وقد حقَّق عدة كتب مهمة: «مقاصد الفلاسفة للغزالي»، وتفسير ما وراء الطبيعة لابن رشد، وله أيضًا: تهافت التهافت وتلخيص المقولات، وهذا التحقيق مبني على دراسة طويلة عميقة شاملة لجميع المخطوطات الموجودة في مكاتب العالم ومقارنتها، ومقارنة الترجمات اللاتينية والعبرية عند وجودها، وقد أفنى الأب حياته في هذا العمل، وتُعَدُّ تحقيقاته الرشدية آية في العمل العلمي الدقيق.

ولذا كان لمقالته عن «حصر النصوص العربية لابن رشد» منتهى الأهمية بالنسبة للبحث الذي كُلِّفت به، وقد أدركت هذه الأهمية منذ البدء فجعلت بياناتِه محورَ علمِي واستفدت منها كل الاستفادة، بل أستطيع أن أقول: إني أدمجتها كلها في كتابي بعد الإضافات والتنقيحات التي يفرضها ما جاء من بحوث في هذا الميدان منذ كتابة مقال الأب بويج.

وقد بنى بحثه على فهارس المكتبات الموجود فيها مخطوطات ابن رشد ومع الرجوع — في بعض الأحيان — إلى المخطوطات الأصلية نفسها إما في مظانها أو في صورة شمسية لها، وقد أوردت في الفصل الخاص بتصنيف مؤلفات ابن رشد التقسيم الذي اعتمده الأب بويج فليُرجع إليه.

٤

STEINSCHNEIDER (Moritz), Die Hebraeischen Ubersetzungen des Mittelalters und die Juden als Dolmetscher, Iere edition en 1893. Reproduction photomecanique par Akademischen– und Verlagsanstalt, Graz, 1956, 1077 pages (sic).

استاينشنيدر (موريس)، الترجمات العربية في العصر الوسيط بواسطة المترجمين اليهود، الطبقة الأولى سنة ١٨٩٣م: وقد أعيد طبعه بالتصوير سنة ١٩٥٦م، ١٠٧٧ صفحة.

هذا هو المرجع الأساسي لجميع ترجمات النصوص العربية إلى العبرية في القرون الوسطى، ويوجد فيه أقسام خاصة بالفلسفة وبالعلوم المختلفة، ونجد فيه جميع مؤلفات ابن رشد التي تُرْجِمَت إلى العبرية ومكان المخطوطات العبرية، وقد استند ولفسون Wolfson على هذا الكتاب لوضع تخطيطه لنشر جميع كتب أرسطو كما سنشير إليه فيما بعد.

وبما أننا لم نقف إلا عرضًا عند الترجمات العبرية، فإننا لم نرجع إلى هذا الكتاب إلا قليلًا، وإن كان لا بد من الاعتداد به لما فيه من معلومات قيِّمة.

٥

BROCKELMANN (Garl), Geschichte der arabischen Literatur, II (Leiden, 1943), pp. 604–606 and Supplement, I (1937), pp. 833–836.

يُعد هذا الكتاب المرجع الأساسي لتاريخ الآداب العربي، وهو يشمل طبعًا الفلسفة بصفة عامة وابن رشد بصفة خاصة، وقد يشير إلى جميع مؤلفات ابن رشد ومخطوطاتها؛ ولذا قد أفرغنا جميع البيانات الموجودة فيه في كتابنا بعد تمحيصها ومقارنتها بالمراجع الأخرى، وسنشير فيما بعد إلى الترتيب الذي التزمه بروكلمان في تصنيفه لمؤلفات ابن رشد.

SARTON (G.), Introduction to the History of Science, II. pt. I (Baltimore, 1927–1948), pp. 355–361.
CAMPBELL (D.), Arabian Medicine and its influence on the Middle Ages, I (London, 1926), pp. 92–96.
LECLERC (L.), Histoire de la médecine arabe, Paris 1876, 6 t. 2, pp. 97–109.

٦

دائرة المعارف الإسلامية Encydopédie de I’Islam
طُبِعَت الطبعة الأولى سنة ١٩١٣ في ثلاث لغات: الألمانية والفرنسية والإنجليزية، والذي كتب مادة «ابن رشد» فيها هو المستشرق كارا دي فو Carra de Vaux (انظر الطبعة الإنجليزية ج٢ ص٤١٠–٤١٣ والطبعة الفرنسية ج٢، ص٤٣٥–٤٣٨).
أما الطبعة الثانية فلم تُحَرَّر إلا باللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية، وقد كُلِّف الأستاذ روجيه أرنالديز Roger Arnaldez بكتابتها، وهو مستشرق متخصص بالفلسفة الإسلامية ويدرسها بجامعة باريس، وبحثه شامل يعطي صورة واضحة لفلسفة ابن رشد، انظر الطبعة الإنجليزية الجزء الثالث ص٩٠٩–٩٢٠.

وقد ترجم المقالة الأولى إلى العربية في دائرة المعارف الإسلامية، الترجمة العربية (١٩٣٣م) وعلَّق عليها جميل صليبا: ج١، ص١٦٦–١٧٥ وقد نُقِلَت كما هي في الطبعة الثانية (١٩٦٩، كتاب الشعب): ج١ ص٢٨٦–٢٩٤.

دائرة المعارف الإيطالية Enciclopedia Italiana روما، سنة ١٩٣٠ الجزء الخامس، ص٦٢٤–٦٢٧ مقالة قيِّمة للمستشرق الإيطالي الشهير نللينو Nallion وقد طُبِعَت من جديد في مجموعة مقالاته: Raccolta di scritti editi e inediti.

روما، ١٩٤٨، الجزء السادس، ص٢٧٤–٢٨١.

دائرة المعارف الفلسفية Enciclopedia filosofica، الطبعة الثانية، فيرنتسة، ١٩٦٧م ج١، ابن رشد ص٦٤٦–٦٦٠ (مقالة لتيشر J.L. Teicher)، الرشدية ص٦٦٠–٦٤٠ (مقالة لقدري G. Quadri).
Dictionnary of Scientific Biography NEW York.
قاموس الترجمة العلمية Charles Scibner’ Sons نيويورك ١٩٧٥، ج١٢، ص١–٩، مقالة قيمة للأستاذين: روجه أرنالديس R. Arnaldez (ابن رشد الفيلسوف) وألبير زكي إسكندر (ابن رشد الطبيب).

دائرة المعارف – قاموس عام لكل فن ومطلب بإدارة فؤاد أفرام البستاني، بيروت، ١٩٦٠م، ج٣، ص٩٣–١٠٣، مادة «ابن رشد»، للأستاذ ماجد فخري.

٧

GAUTHIER (Léon), Ibn Rochd (Averroès), Paris, Collection “Les Grands philosophes,” Presses Universitaires de France 1948, 281 pages.
أراد الأستاذ ليون جوتييه Léon Gauthier — وقد كان أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الجزائر — أن يقدم للجمهور المثقف نظرة شاملة عن ابن رشد وفلسفته، وكان قمينًا بأن يقوم بهذه المهمة خير قيام؛ إذ كان قد كرَّس كثيرًا من أبحاثه لدراسة الفيلسوف القرطبي ونشر — كما ذكرنا سابقًا — فصل المقال، كما أنه قد أخذ موضعًا لرسالته للدكتوراه: «صلة الدين بالفلسفة عند ابن رشد» ونشر أيضًا كتاب حي بن يقظان مع الترجمة الفرنسية.
ولذا يعد كتاب جوتييه عن ابن رشد مرجعًا مهمًّا، وقد نَظَمَ كتابه على الوجه الآتي:
  • الفصل الأول: حياة ابن رشد (ص٣ إلى ١١).
  • الفصل الثاني: مؤلفات ابن رشد (ص١٢ إلى ١٦).

    ابتدأ بسرد المؤلفات التي يعرف تاريخها ثم المؤلفات الأخرى وأحال إلى البحوث الحديثة التي تناولت هذا الموضوع.

  • الفصل الثالث: الدين والفسفة (ص١٧ إلى ٦٧).

    وهو ملخص لرسالته التي أشرنا إليها سابقًا يشرح فيها بوضوح موقف ابن رشد.

  • الفصل الرابع: العلم والفلسفة (ص٤٧ إلى ٦٧) درس فيه تقسيم العلوم عند ابن رشد مخصصًا صفحات طويلة للمنطق.
  • الفصل الخامس: الطبيعة (ص٦٨ إلى ١١٢) وهو دراسة وافية لمبادئ الطبيعة عند ابن رشد ومقارنتها بمذهب أرسطو ومذهب الفلاسفة العرب الآخرين، وقد خصَّص بحثًا للصلة بين النفس والبدن، كان قد اهتم به في بحث سابق وهو بحث مبتكر: Antécédents gréco-arabes de la psycho-physique Beyrouth 1938.
  • الفصل السادس: بنية العالم (ص١١٣ إلى ١٢٧) وهو بحث في علم الفلك عند ابن رشد.
  • الفصل السابع: النور، الألوان والرؤية (ص١٢٨ إلى ١٤٣).
  • الفصل الثامن: الله، صفاته، صلة العالم به (ص١٤٤ إلى ١٩٥).
  • الفصل التاسع: قِدَم العالم (ص١٩٦ إلى ٢٣٥) يشرح فيه المؤلف ثلاث براهين لابن رشد: البرهان الأول مبني على الحركة، البرهان الثاني على الزمن، والبرهان الثالث على فكرة الممكن.
  • الفصل العاشر: العقل.
  • الفصل الحادي عشر: الختام.

وللأسف لا يحوي الكتاب ببليوجرفية عن البحوث الحديثة ولا فهرسًا للأعلام والمواضع، ولكنه من الدقة بمكان، ويستحق أن يُنْقَل إلى اللغة العربية.

GAUTHIER (Léon), La théorie d’Ibn Rochd (Averroès) sur les rapports de la religion et de la philosophie, Paris, Leroux, 1909, pp. 179–181.

تنصبُّ هذه الرسالة الشهيرة على موضوع الصلة بين الدين والعقل، أو بعبارة أخرى على «فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال»، ويبتدئ جوتييه بنبذة تاريخية عن هذا الموضوع، ثم يحلِّل رسالة ابن رشد (فصل المقال) ثم النصوص التي تختلف عنها أي «مناهج الأدلة» و«تهافت التهافت»، ثم في الفصل الثالث يدرس آراء مَنْ سبق ابن رشد من المفكرين اليونانيين والإسلاميين.

والنتيجة التي يصل إليها جوتييه هي السؤال الذي يطرح نفسه: «هل ابن رشد عقلاني» “Ibn Rushd est–il rationaliste?”. وهو سؤال غير دقيق؛ لأنه لا يطابق موقف ابن رشد الحقيقي، والسؤال الدقيق يجب أن يكون على الشكل الآتي: نحو من ابن رشد عقلاني، ونحو مَنْ هو غير عقلاني صِرْف طالما يتحدث مع الفلاسفة، أعني أهل البرهان الذين لا يقبلون إلا العقلي الصريح، وهؤلاء يؤولون كل ما هو غامض، وليس في نظرهم أسرار ومعجزات، أما إزاء الرجل العامي أي رجال البراهين الخطابية الذين لا يستطيعون متابعة البرهنة العقلية، إزاء هؤلاء يمتنع ابن رشد عن العقلانية بتاتًا ويطلب من العامة أن يحملوا جميع النصوص والرموز على ظاهرها.
أما الصنف الثالث من العقول — وهو وسط بين الصنفين السابقين — فهو مكوَّن من أهل البراهين الجدلية — أي المتكلمون — ففي وسعهم أن يروا الصعوبات في النصوص، وأن يتكلموا فيها مطولًا ولكنهم عاجزون عن تأويلها تأويلًا حقيقيًّا، وإزاء هؤلاء القوم — ويعتبرهم ابن رشد مرضى — يجب على الفلاسفة أن يقدِّموا لهم تأويلات نصف عقلانية ونصف إيمانية Semi–rationalistes, semi–fidéistes.
ثم يقول جوتييه: «إن جميع مؤرخي الفلسفة الإسلامية عندما درسوا عن ابن رشد والفلاسفة الآخرين مسألة صلات الفلسفة بالدين، قد أهملوا ثلاث نظريات أساسية تشترك فيها جميع الفلاسفة:
  • أولًا: التصنيف الأرسطي للبراهين وبالتالي تصنيف العقول إلى ثلاث أصناف.
  • ثانيًا: التمييز بين ثلاث طرق للتعليم التي تتلاءم مع هذه الأصناف من العقول: «التعليم الباطني (أي الفلسفة) والتعليم الظاهري (أي الدين) والتعليم المختلط (أي علم الكلام).»
  • ثالثًا: نظرية النبوة، (ص١٧٩–١٨١).»
وقد نشر جوتييه فيما بعد نص فصل المقال محققًا وترجمه إلى الفرنسية:
Traité décisif (Facl al-maqal) sur l’accord de la religion et de la philosophie, suivi de l’Appendice (Dhamima). Texte arabe, traduction française remaniée avec notés et introduction, par Léon Gauthier.
BADAWI (‘Abdurrahman), Histoire de la philosophie en Islam, II Les philosophes purs, Paris, Vrin 1972, La philosophie en Espagne musulmane, 4, Ibn Rushd (Averroes, pp. 737–870).

إن المكتبة الفلسفية العربية لَمَدِينة للدكتور عبد الرحمن بدوي بسلسلة حافلة من النصوص القديمة التي اكتشفها ونشرها مقدِّمًا لها بحوثًا فياضة وضع فيها زبدة نتائج الباحثين الغربيين.

ولعل مجموعة هذه الكتب التي حقَّقها الدكتور بدوي والدراسات الإسلامية التي قام بها تكوِّن مكتبة على حدة لا يستطيع أن يستغني عنها الباحث في الفلسفة الإسلامية.

ولم يرد الدكتور بدوي أن يحرم القارئ الفرنسي من نتائج بحوثه لا سيما أنه لا يوجد باللغة الفرنسية كتاب مُرْضٍ يعالج الفلسفة الإسلامية معالجة علمية ويوفيها حقها؛ ولذا ألَّف هذا الكتاب الذي عنوانه هو: «تاريخ الفلسفة في الإسلام»، وهو مكوَّن من جزءين عدد صفحاتها ٨٨٦، عرض في الجزء الأول لعلم الكلام (المعتزلة والأشاعرة) وفي الجزء الثاني «الفلاسفة» بالمعنى الدقيق «الفلاسفة المحض Les philosophes purs»: الكندي، الفارابي، الرازي، ابن سينا، ابن باجة، ابن طفيل وابن رشد.
والبحث في ابن رشد مطوَّل عميق (من ص٧٣٧ إلى ص٨٧٠) تناوَل فيها جميع نواحي فلسفة ابن رشد، بعد دراسة حياته ومؤلفاته وناقش آراء المختصين في الفلسفة الرشدية مثل آسين بلاسيوس Asin Palacios وجوتييه Gauthier وألنزو Alonso.

وإننا نثبت فيما يلي رءوس المسائل التي عالجها الدكتور بدوي مع الإشارة إلى صفحات الكتاب:

ص
حياة ابن رشد ٧٣٧
مؤلفاته ٧٤٣
فلسفة ابن رشد: إجلاله لأرسطو ٧٦٣
طريقة تفسيره له ٧٦٤
العقل والعقيدة الدينية ٧٦٦–٧٨٩
قوسمولوجيا ابن رشد ٧٩٠
الخلق ٧٩٠–٧٩٨
الأدلة على وجود الله ٧٩٨
كيف يعرف الله نفسه ٨٠٧
نقد مذهب الفيض ٨٠٩
آراؤه في السماء ٨١٥
المبادئ المحركة ٨٢٢
علم النفس عند ابن رشد ٨٢٥
مذهبه في العقل ٨٢٥
العقل وأنواعه ٨٢٦–٨٤٩
السياسة والأخلاق ٨٥٦–٨٦٨
الخاتمة
CRUZ HERNANDEZ (Miguel), Historia de la Filosofia Espanola Filosofia. Hispano–Musulmana, Tomo II, Madrid 1957. “La Filosofia de Averroes” pp. 5–246.

الأستاذ كروس هيرناندس من المستشرقين الإسبانيين المختصين في الفلسفة العربية وبخاصة في ابن سينا وابن رشد، وقد درسهما مطولًا وكتب في المجموعة المخصصة لتاريخ الفلسفة الإسبانية الجزء الخاص بالفلسفة العربية (جزءان)، وفي الجزء الثاني يوجد بحث مطول عن ابن رشد.

وقد لخَّص هذَين الكتابَين في كتاب واحد، عنوانه: CRUZ HERNANDEZ (Miguel), La Filosofia Arabe, Madrid, Revista de Occidente, 1963, 400 pages. Averroes: pp. 251–356.

وهو بحث قيِّم مركَّز ودقيق التبويب والتحليل.

QUADRI (G.) La philosophie arabe dans l’Europe médiévale des origines à Averroès. Traduit de l’italien par Roland Huret, Payot Paris, 1947, 343 pages. Deuxième partie: La pensée philosophique d’Averroès (pp. 198–340).

كوادري (ج)، الفلسفة العربية في أوروبا في القرون الوسطى منذ البدء لغاية ابن رشد، مترجم إلى الفرنسية من الإيطالية، الجزء الخاص بأرسطو من ص١٩٨ إلى ص٣٤٠، وهو بحث مطوَّل ومبني بخاصة فيما يبدو على الترجمات اللاتينية.

وهو مهتم بتقديم المذهب الرشدي بصورة شاملة، وقد أثبت أيضًا في الكتاب قائمة لمحتويات الأجزاء التي طُبِعَت من الترجمة اللاتينية.

P. Manuel Alonso, S.J., Theologia de Averroes (Estudios y Documentos), Consejo Superior de investigaciones cientificas, Instituto “Miguel Asin,” Escuelas de Estudios Arabes de Madrid y Granada, Madrid–Granada, 1947, III. Autenticidad de los Opusculos, Conservacion, Ediciones, pp. 43–145.

خصَّص الأب مانوئيل ألونزو الإسباني وقتًا طويلًا لدراسة الفلاسفة العرب وبخاصة ابن رشد، وقد جمع أبحاثه في هذا الكتاب مع ترجمة إسبانية لفصل المقال ومناهج الأدلة، وفيما يلي فهرس الكتاب:

ص
المدخل
الببليوجرافيا
(١) المصادر ٥
(٢) تراجم مؤلفات ابن رشد إلى اللغات الحديثة ١٠
(٣) دراسة خاصة بابن رشد ١٠
المقدمة
(١) مقصد ترجماتنا
(٢) المؤلف؛ ابن رشد الباحث في الطبيعة ٢٥
(٣) صحة المؤلفات المترجمة، حفظها، نشرها ٤٣
(٤) الترتيب الزمني لمؤلفات ابن رشد «المؤلفات المؤرخة» ٥١
(أ) المرحلة الأولى: زمن المجاميع ٥٥
(ب) المرحلة الثانية: زمن التلاخيص ٧٦
(ﺟ) المرحلة الثالثة: زمن التفسيرات ٨٨
(٥) ملاحظات في الموقف الديني لابن رشد ٩٩
(٦) التأويل والتفسير الديني عند ابن رشد ١١٩
وثائق
(١) فصل المقال – موضوعه ١٤٩
القسم الأول: حل المشكل ١٥٠
القسم الثاني: الخلاف بين العقل والعقيدة ١٦١
القسم الثالث: المقصد الموضوعي للوحي ١٨٨ إلى ٢٠٠
(٢) الكشف عن مناهج الأدلة
مقدمة عامة ٢٠٤
الفصل الأول: وجود الله ٢٠٧
الفصل الثاني: وحدة الله ٢٣٥
الفصل الثالث: الصفات الإلهية ٢٤١
الفصل الرابع: التعالي الإلهي (التنزيه) ٢٥٣
الفصل الخامس: أعمال الله ٢٨٣ إلى ٣٥٣
(٣) قول حركنا إليه بعض أصحابنا Epistula ad amicum (= الضميمة) الترجمة اللاتينية لريموندوس مارتان Raymond Martin في كتابه Pugio fidei وترجمتها إلى الإسبانية
فهارس
(١) الآيات القرآنية التي ذكرها ابن رشد
(٢) أعلام
(٣) فهرس الكتاب
VENNEBUSGH (J.), Zu Bibliographie des psychologischen Schrifttums des Averroes, Louvain, Bulletin de philosophie mediévale, 1964 (6), pp. 92–100.

لقد لاحظ هذا المستشرق أن هناك بعض الاضطراب في الفهارس فيما يخص كتب ابن رشد المتعلقة بالنفس، فأراد أن يعيد النظر في البيانات المتفرقة، وقدَّم بحثًا شاملًا لكل ما استطاع أن يصل إليه، وقد استقينا من بحثه النتائج التي تتفق مع دراستنا للموضوع، انظر فيما بعد القسم الخاص بمؤلفات ابن رشد الخاصة بالنفس.

The twice–revealed Averroes.
Harry A. Wolfson, Plan for the publication of a CORPUS COMMENTARIORUM AVERROIS IN ARISTOTELEM, submitted to the Mediaeval Academy of America, Reprinted with revision from SPECULUM (July 1931 and January 1963) pp. 373–393; 88–104.
يُعد الأستاذ ولفسون (وقد كان أستاذًا في جامعة هارفاد Harvard من أشهر جامعات أمريكا) حجة في معرفة فلسفة القرون الوسطى عبرية كانت أم لاتينية أو عربية، وله بحوث عديدة في كثير من أنحائها.
وهو عضو عامل في الأكاديمية الأمريكية للقرون الوسطى التي تنشر نصوصًا وبحوثًا خاصة بالقرون الوسطى الأوروبية، فمنذ سنة ١٩٣١م قدَّم للأكاديمية مشروعًا شاملًا لنشر شروح ابن رشد لأرسطو نُشِرَ في مجلة Speculum.
Plan for the Publication ofa CORPUS COMMENTARIORUM AVERROIS IN ARISTOTELEM, submitted to the Mediaeval Academy of America by Harry A. Wolfson in SPECULUM, t. 6 (1931), pp. 412–427.
نوقش المشروع ونُقِّحَ حتى استتب الأمر إلى مشروع نهائي نُشِرَ في مجلة Speculum أيضًا سنة ١٩٦٣م، وقد أعطينا عنوانه في أول هذه النبذة.

وسنتكلم عنه بشيء من الإسهاب عندما نعرض لابن رشد في الغرب، إذ جميع النشرات التي ينوي إنجازها هي ترجمات عبرية أو لاتينية وترجمة إنجليزية لها.

موسى (محمد يوسف)

  • ابن رشد الفيلسوف، سلسلة أعلام الإسلام، دائرة المعارف الإسلامية، القاهرة، بدون تاريخ (١٩٤٥) ١٢٠ص.

  • بين الدين والفلسفة في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط، القاهرة، دار المعارف، ١٩٥٩.

كان المرحوم الدكتور محمد يوسف موسى أستاذًا في الأزهر، وقد حضَّر دكتوراه في الفلسفة في باريس موضوعها: «بين الدين والفلسفة في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط»، ولم ينشر النص الفرنسي، وأثناء إقامته في باريس اتصل الدكتور محمد يوسف موسى ببعض الأساتذة الكبار المختصين في اللاهوت المسيحي وبخاصة بالجامعة اللاهوتية والفلسفية للآباء الدومينيكان (السلشوار Le Saulchoir)، وناقش العلامة شوني Chenu في موضوع رسالته؛ ولذا تُعَدُّ رسالته مهمة من حيث المقارنة المذهبية ولا بد من الرجوع إليها.

قاسم (محمود)

  • مناهج الأدلة في عقائد الملة لابن رشد مع مقدمة في نقد مدارس علم الكلام – القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، الطبعة الثانية، ١٩٦٤م.

  • ابن رشد وفلسفته الدينية، الطبعة الثالثة، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية ١٩٦٩.

  • نظرية المعرفة عند ابن رشد وتأويلها لدى توماس الأكويني، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، ١٩٦٤.

  • ابن رشد، الفيلسوف المفترى عليه، الطبعة الأولى، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية.

يُعد المرحوم الدكتور محمود قاسم — وكان عميدًا لكلية دار العلوم — من أشد أنصار ابن رشد تحمسًا واقتناعًا بأنه هو الفيلسوف بمعنى الكلمة الذي تمكَّن من التوفيق بين الدين والفلسفة.

ويعود هذا الاقتناع إلى دراسته في باريس لنيل الدكتوراه، فاختار بالذات موضوع ابن رشد وحاول أن يدحض ما كان في نظره افتراءً على فيلسوف قرطبة، وأراد أن يثبت أن القديس توماس الأكويني استقى منه حلوله لعدد كبير من المشاكل الدينية «وحرص حرصًا شديدًا على نسبة عدد لا بأس به أيضًا من البدع إلى ابن رشد وفلسفته الدينية.» الطبعة الثالثة، ص٤٦.

غير أنه لم يستطع — على ما يظهر — أن يقنع إمام فلسفة القرون الوسطى آنذاك الأستاذ جيلسون Gilson، ولعل هذا أعطى لبعض هجومه على توماس الأكويني في كتبه العربية الأولى حدَّة غير مألوفة عند الفلاسفة، مع العلم أنه في سنة وفاته بالذات قَبِلَ دعوة إلى الاشتراك في الاحتفال التذكاري للقديس توما الأكويني في روما، وكان مستعدًّا للنقاش الهادئ الرزين للدفاع عن موقفه.

ولا شك أن دراسات الدكتور محمود قاسم الخاصة بفلسفة ابن رشد تعبِّر عن وجهة نظر مهمة جدًّا بالنسبة لموقف الإسلام من الفلسفة.

وكان قد اهتم الدكتور قاسم أثناء اشتراكه في مؤتمر قرطبة لفلسفة القرون الوسطى بالاتصال بالأب نوغالس Nogales الإسباني، واتفقا على تكوين لجنة لنشر جميع مؤلفات ابن رشد، ولكن للأسف عاجلته المنية قبل أن يخطو خطوات واسعة في تحقيق المشروع.

فخري (ماجد)

  • مادة «ابن رشد» في دائرة المعارف اللبنانية للبستاني، المجلد الثالث، ص٩٣–١٠٣.

  • ابن رشد فيلسوف قرطبة، بيروت، المطبعة الكاثوليكية، ١٩٦٠، ٢١٢ص.

الدكتور ماجد فخري أستاذ الفلسفة بالجامعة الأمريكية في بيروت منذ عهد طويل، وكانت رسالته لنيل الدكتوراه في الفلسفة منصبَّة على دراسة ابن رشد وموقفه من الأشعرية: Islamic occasionalism and ist critique by Averroes and Aquinas, London, Allen and Unwin, 1958, p. 229.

وقد حرر المقالة الخاصة بابن رشد في دائرة المعارف اللبنانية بخاصة من الناحية المذهبية، وفي كتابه المخصص لابن رشد توسَّع بعض الشيء في دراسة النواحي المختلفة لفلسفة ابن رشد، فبعد نبذة عن حياته وآثاره عرض لدراسة منزلة العقل من الإيمان عند ابن رشد، ولمشكلة الاختيار والتقدير ولحدوث الموجودات وأقسامها وأزلية العالم، ثم عرض نظرية ابن رشد في الخلق والإبداع وصفات الله، وبعد ذلك عرَّج على معرفة النفس وقواها وما تثير من مشكلات بخاصة فيما يتصل بخلود النفس والمعاد، وأخيرًا وصف مذهب ابن رشد في الأخلاق والسياسة.

وميزة من ميزات الكتاب هو أنه جمع في القسم الثاني منه «مختارات» لنصوص مهمة لابن رشد (ص١٤٧ إلى ٢٠٨) وهذا خير وسيلة لتعريف مذهب فلسفي.

العراقي (محمد عاطف)

النزعة العقلية في فلسفة ابن رشد، القاهرة، دار المعارف، مكتبة الدراسات الفلسفية، ١٩٦٧، ٣٥٥ص، مقدمة الدكتور أحمد فؤاد الأهواني.

إن نواة هذا الكتاب هي رسالة ماجستير حضَّرها المؤلف تحت إشراف الدكتور فؤاد الأهواني الذي يقول في المقدمة: «وهذه محاولة، ولعلها أول محاولة لتطبيق فلسفة المذاهب على تاريخ الفلسفة الإسلامية.»

وإننا نعطي فيما يلي الأقسام العريضة للكتاب مكتفين بذكر الأبواب والفصول:

ص
تصدير عام ١١
الباب الأول: حياة ابن رشد تمثل الاتجاه العقلي ٢١
الفصل الأول: تمهيد ٢١
الفصل الثاني: ابن رشد وثقافة عصره ٣٣
الباب الثاني: العقل والمعرفة ٥٧
الفصل الأول: الحس والعقل ٥٧
الفصل الثاني: مشكلة الاتصال ٧٢
الباب الثالث: العقل والوجود ٨١
الفصل الأول: حل مشكلة قدم العالم ٨١
الفصل الثاني: موقفه من نظرية الفيض ١٣٦
الفصل الثالث: تفسير الظواهر الفلكية ١٤٤
الفصل الرابع: رد كل شيء في العالم إلى أسباب تُدرك بالعقل ١٦٣
الباب الرابع: العقل والإنسان ١٩١
الفصل الأول: الخير والشر ١٩١
الفصل الثاني: القضاء والقدر ١٩٩
الباب الخامس: العقل والله
الفصل الأول: نقد ابن رشد لأدلة سابقيه على وجود الله ٢٠٩
الفصل الثاني: أدلة ابن رشد على وجود الله أدلة عقلية ٢٢٧
الفصل الثالث: اتفاق العقل والشرع والتوفيق بين الدين والفلسفة ٢٦٨
الفصل الرابع: خلود النفس ٢٩٢
الفصل الخامس: بعث الرسل ٣١١

وقد أعطى الدكتور العراقي في آخر الكتاب ثبتًا لمؤلفات ابن رشد وشروحه وأهم المصادر العربية وغير العربية.

عمارة (محمد)

المادية والمثالية في فلسفة ابن رشد، القاهرة، دار المعارف، مكتبة الدراسات الفلسفية ١٩٧١، ١١٠ص.

بحث بدا فيه جليًّا تأثير الفلسفة المعاصرة وبخاصة فلسفة الفيلسوف الماركسي الفرنسي جارودي، ويلخص المؤلف موقفه على هذا الشكل:

«وإنما السؤالان اللذان نطرحهما ونجيب عليهما بالإيجاب في هذا البحث هما:
  • (١)

    هل من الممكن أن يكون الإنسان ماديًّا معتقدًا بالتصور المادي الفلسفي للكون والعالم، وفي الوقت ذاته «مؤمنًا» أي معتقدًا بوجود قوة فاعلة في هذا العالم ومهيمنة عليه؟

  • (٢)

    وهل في الفكر الفلسفي الإسلامي منهج وتصورات وجهود فكرية أن تكون منطلقات لجهود فكرية معاصرة؟ نجيب على هذا السؤال بالإيجاب.

حول هذه القضية الهامة الكبرى يدور هذا البحث، ومن خلال التصور الواضح والمحدد والخصب الذي قدَّمه الفيلسوف العربي المسلم أبو الوليد بن رشد (١١٢٦–١١٩٨) للكون وللعالم نقدِّم الإجابة، إجابته هو أساسًا وبالدرجة الأولى على هذَين السؤالَين، وهي الإجابة التي جاءت بالإيجاب» (ص١٣).

وفي آخر الكتاب ملحق حاول المؤلف أن يجمع عناوين مؤلفات ابن رشد مع ذكر ما طُبِعَ منها ولكن باقتضاب وبغير دقة، وهو غير منظم ولا تمييز بين ما هو تأليف لابن رشد وما هو شرح أو تلخيص لكتب أرسطو.

وللمؤلف تحقيق لكتاب «فصل المقال» سنتكلم عنه فيما بعد.

وإننا لا نذكر هنا كل الذين كتبوا عن ابن رشد أو تناولوا جانبًا من شخصيته أو فلسفته، وإنما سنذكرهم في محلهم أثناء تقديمنا لمؤلفات ابن رشد، وهذه الأسماء واردة في الفهرست الشامل وهي تربو على مئة وخمسين.

كما أن هناك عدة كتب أو مقالات في معاجم يوجد فيها ذكر ابن رشد ولا حاجة إلى إحصائها، وعلى سبيل المثال نعطي بعضها فيما يلي:
  • ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج٦، القاهرة، ١٩٣١-١٩٣٢، ص٣٢٠.

  • فرح أنطون، ابن رشد وفلسفته، الإسكندرية ١٩٠٤، ٢٢٧ص، سلسلة من المقالات نُشِرَت قبل جمعها في مجلة المؤلف «الجامعة» فأثارت ردودًا من قِبَل الشيخ محمد عبده، نُشِرَت في مجلة المنار، وهذا الكتاب يجمع مقالات فرح أنطون وردود الشيخ محمد عبده، وآراء فرح أنطون مأخوذة بالأكثر من كتاب رينان: ابن رشد والرشدية، وقد وصف فرح أنطون في آخر المطاف فلسفة ابن رشد بأنها «مذهب مادي قاعدته العلم» (ص٣٦)، وقد تصدى الشيخ محمد عبده لهذا الرأي، فأكد أن «ابن رشد من مقرري مذهب أرسطو، فهو من الإلهيين» (ص٩٢)، «لم يخرج في آرائه عن المليين، فلا يصح أن يكون مذهبه مذهب الماديين ولا قريبًا منه» (ص٩٣).

  • محمد بيصار، في فلسفة ابن رشد، الوجود والخلود، القاهرة، دار الكتاب العربي الطبعة الأولى ١٩٥٣، الطبعة الثانية ١٩٦٢، ١٩٣ ص، انظر تحليل هذا الكتاب في الملحق بآخر الكتاب.

  • سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة، ج١، القاهرة ١٩٢٨–١٩٣١، ص١٠٨-١٠٩.

  • عباس محمود العقاد، نوابغ الفكر العربي، ابن رشد، القاهرة، دار المعارف ١٩٥٣.

  • الزركلي، الأعلام، الطبعة الثانية، ج٦، القاهرة ١٩٥٤–١٩٥٩، ص٢١٢-٢١٣.

  • كحالة، معجم المؤلفين، ج٨، دمشق،١٩٥٧–١٩٦١، ص٣١٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤