الدراسات العربية منذ عام ١٩٣٣م

ظهرت في ميدان الدراسات العربية مؤلفات ونشريات كثيرة في العصر الحديث كما حدث في ميدان الدراسات الإسلامية، وبدأت مشروعات بحث هامة تتخذ طريقها إلى التنفيذ وتبشر بنتائج قيمة.

تاريخ اللغة والنحو

أتحفنا المستشرق يوهان فوك (١٨٩٤م) — مؤلف «الدراسات العربية في أوروبا» (١٩٥٥م)، ذلك الكتاب الذي أشرنا إليه من قبل — بكتاب أساسي في تاريخ اللغة العربية هو «العربية – بحوث في تاريخ اللغة العربية والأسلوب العربي» (١٩٥٠م)، ولدينا من أعمال ألفرد بلوخ/بازل (١٩١٥م) بحوث بعنوان: «النَّظْم واللغة في اللغة العربية القديمة» في الأوزان والتراكيب، تُعتبر ملحقًا ثمينًا لأعمال رِكندورف. وينوي أريل بلوخ — الموجود حاليًّا في بركلي بكاليفورنيا (١٩٣٣م)، صاحب الدراسة «الاتباع في اللغة العربية الفصحى» (١٩٦٥م) — أن ينشئ قريبًا كتابًا في تراكيب الجمل بالعربية الفصحى، كذلك ينوي فولفجنج رويشل (١٩٢٤م) — صاحب الدراسة المسماة «الخليل بن أحمد، أستاذ سيبويه، نحويًّا» (١٩٣٩م) — إنشاء دراسة كبيرة عن «السمة والزمن في العربية الفصحى»، كما ينوي يوهان كارل تويفل (١٩١٦م) وضع «دراسة مقارنة للأسلوب في العربية والألمانية». وهناك كتاب «أسرار البلاغة» للجرجاني، أصدره وترجمه هِلموت ريتر (١٩٥٤ و١٩٥٩م).

أمَّا المقالات المتفرقة الخاصة بتراكيب الجمل فنذكر منها: من أعمال أنتون شبيتالر (١٩١٠م) مقالًا بعنوان: «تركيب «ما راعه إلا ﺑ…» وما إليه» (١٩٥٢م)، و«تركيب «الحمد لله» وما إليه – دراسة في تركيب الجمل العربية في الأزمنة الوسطى والحديثة» (١٩٦٢م)، ومن أعمال هانس فير (١٩٠٩م): «القوالب الجامدة في تركيب جمل عربية كتعبير وجداني» (١٩٥١م)، «أفعل التفضيل في العربية» (١٩٥٢م)، «في وظيفة النفي في اللغة العربية» (١٩٥٣م)، ومن أعمال هانس فير أيضًا: «خصائص اللغة العربية الفصحى الحديثة مع مراعاة تأثير اللغات الأوروبية» (١٩٣٤م)، و«تطور اللغة العربية المكتوبة في الحاضر ورعايتها التقليدية» (١٩٤٣م). وهناك بقلم ريناته تيتس-ياكوبي (١٩٣٦م) «جملة الشرط وتعبير الشرط في القرآن» (١٩٦٣م)، وبقلم أدولف دِنْتس (١٩٣٥م) «الخاصية الصوتية لحروف الحنجرة في اللغة العربية وتبويبها حسب علم الأصوات (١٩٦٤م).

أمَّا كتب النحو الخاصة بالتدريس فقد ظهر منها في الفترة التي نعالجها: من تأليف كارل بروكلمَن «النحو العربي»، الطبعة الثانية عشرة مجددة (١٩٤٨م)، وظهرت الطبعة الثالثة عشرة (١٩٥٣م) والرابعة عشرة مجددة بقلم مانفرد فلايشهمر (١٩٦٠م). ومن وضع إرنست هاردر «النحو العربي الصغير»، جدده رودي بارت (الطبعة الثالثة ١٩٣٨م، الطبعة العاشرة ١٩٦٤م).

كذلك صدرت أبحاث كثيرة جدًّا في اللهجات الحديثة، منها: بقلم فولفديترش فيشر (١٩٢٨م) «أدوات الإشارة في اللهجات العربية الحديثة» (١٩٥٩م)، وبقلم هانس رودولف زنجر (١٩٢٥م) «أدوات الاستفهام في العربية الحديثة» (١٩٥٨م)، وبقلم هاينتس هوجو جروتسفلد (١٩٣٣م) «قواعد نطق وتصريف اللغة العربية الدمشقية» (١٩٦٤م)، وبقلمه أيضًا بالاشتراك مع أريل بلوخ «نصوص عربية دمشقية» (١٩٦٤م)، وله أيضًا «من فم شاهدين – دراسة في التعرُّف على نظام نطق اللهجات العربية في سوريا ولبنان» (١٩٦٥م)، و«قواعد اللهجة العربية السورية الدارجة في دمشق» (١٩٦٥م). وبقلم شتيفان فيلد (١٩٣٧م) «وظيفة التعبير عن النتيجة لاسم الفاعل في اللهجات السورية الفلسطينية من اللغة العربية» (١٩٦٤م)، وبقلم يوزوا بلاو «تركيب الجمل في لهجة الفلاحين الفلسطينيين ببيرزيت» (١٩٦٠م)، وبقلم ميشال جحا «اللهجة العربية في بِشْمِزين» (١٩٦٤م)، وبقلم جيورج كروتكوف «دراسات بغدادية» (١٩٦٤م)، ومن أعمال هانس رودولف زنْجر «نصوص عربية بلهجة مدينة تِطوان» و«المميزات الأساسية لمورفولوجيا اللهجة العربية في تِطوان» (١٩٥٨م)، و«قواعد اللهجة العربية لتونس» (تحت الإعداد)، وبقلم إيفالد فاجنر (١٩٢٧م) «تركيب الجمل في لهجة مَهْرَة» (١٩٥٣م) و«لهجة عبد الكُوري» (١٩٥٩م)، ومن أعمال شتيفان فيلد (١٩٣٧م) «اللهجة العربية في تَعِز» و«أسماء أماكن لبنانية» (تحت الإعداد).

المعاجم

نبدأ عرضنا للدراسات الخاصة بموضوع المعاجم بالإشارة إلى طائفة قليلة من المقالات الهامة: بقلم شتيفان فيلد (١٩٣٧م) «كتاب العين ودراسات المعاجم العربية» (١٩٦٥م)، وبقلم فولفديترش فيشر (١٩٢٨م) «الصفات الدالة على الألوان والأشكال في لغة الشعر العربي القديم» (١٩٦٥م)، ومن أعمال باول كونيتش «أسماء عربية للنجوم في أوروبا» (١٩٥٩م) و«بحوث في قائمة الأسماء العربية للنجوم» (١٩٦١م)، وبقلم هِلموت جيتيه (١٩٢٧م) «دراسات في المعاجم العربية» (١٩٦٤م).

أما يورج كريمر (١٩١٧–١٩٦١م) فقد نشر مقالات في المجلات اتخذ فيها رأيًا في الناحية النظرية من موضوعات المعاجم العربية، منها «دراسات في المعاجم العربية القديمة» (١٩٥٣م)، «مجموعات أوجست فيشر الخاصة بإنشاء قاموس عربي» (١٩٥٥م). على أن أبرز نشاط لكريمر في هذا الميدان هو إنشاء معجم جديد للعربية الفصحى يفي بالمتطلبات العلمية. وقد بدأ كريمر في أول الأمر متبعًا توجيهًا من إنُّو لِيتمَن، بإخراج الملاحظات التي دوَّنها تيودور نولدكه بيده في نسخته الخاصة من القاموس العربي اللاتيني لفرايتاج وحدها لتكون في متناول عالم المتخصصين، وهكذا أخرج «معجم شواهد تيودور نولدكه للغة العربية الفصحى» (١٩٥٢م و١٩٥٤م) على هذا النحو، وشمل الحرف الأول من الأبجدية: حرف الألف. ولكن استئناف المشروع توسع توسعًا كبيرًا من الناحية الشخصية ومن الناحية الموضوعية، وظهر هذا التوسع في إعداد الجزء الأكبر من حرف الكاف، الذي يُسمَّى «معجم اللغة العربية الفصحى، المعتمِد على مجموعات أوجست فيشر وتيودور نولدكه وهرمن ركندورف ومصادر أخرى، تنشره الجمعية الألمانية الشرقية». في هذا المعجم تُذْكَر الاستشهادات العربية مكتوبة بالحروف اللاتينية، وتُعطَى المعاني باللغة الألمانية والإنجليزية. وقد ظهرت الملزمة الأولى عام ١٩٥٧م وأعدها يورج كريمر وهِلموت جيتيه (١٩٢٧م) بالاشتراك مع أنطون شبيتالر (١٩١٠م)، وظهرت الملزمة الثانية عام ١٩٦٠م واشترك في إعدادها هِلموت وأ. شبيتالر وي. كريمر، وخرجت الملازم من الثالثة إلى السابعة بين عامَي ١٩٦٢ و١٩٦٥م من إعداد مانفرد أولمن (١٩٣١م) بالاشتراك مع أنطون شبيتالر. وقد أصبح القاموس الآن، رغم عدم اكتماله، عُدَّة لا غنى عنها للمشتغل بالدراسات العربية، ونأمل أن يتقدم العمل في هذا القاموس العظيم الذي يُعتبر مثلًا نموذجيا لنشاط العلماء الألمان، فيشمل الأحرف الأخرى الباقية بعد أن ينتهي من حرف الكاف عام ١٩٦٦م.

من الأعمال الأخرى في ميدان المعاجم العلمية نشير بصفة خاصة إلى قاموس هانس فير (١٩٠٩م) الممتاز «قاموس عربي للغة الكتابة في العصر الحاضر» (١٩٥٢م)، الذي زاد بملحق إضافي (١٩٥٩م) وتُرجم إلى الإنجليزية (١٩٦١م)، والذي يُعتبر أداة لا غنى عنها لقارئ النصوص العربية الحديثة. وقد أخرج ج. كرال في عام ١٩٦٤م قاموسًا ألمانيًّا عربيًّا خفيفًا. وشرع جوتس شريجله (١٩٢٣م) في إخراج قاموس ألماني عربي كبير ظهرت منه ملزمتان حتى الآن (١٩٦٣ و١٩٦٥م). ونشير في ختام هذا العرض إلى القاموس الألماني العربي للغة الدارجة في فلسطين ولبنان» الذي أخرجه ليونهارد باور بالاشتراك مع أنطون شبيتالر في طبعة ثانية (١٩٥٧م).

شعراء عرب

جرت أبحاث موضوعية في أفرع تفصيلية من الشعر العربي تتسم بالفائدة والتبيان، منها ما نشره جوستاف أ. فون جرونيباوم (١٩٠٩م) في مجلده الجامع «النقد وفن الشعر» (١٩٥٥م)، من مقالات تكوِّن سلسلة من الدراسات الهامة في تاريخ الأدب العربي: «في الشعر العربي ونموه من عام ٥٠٠ إلى عام ١٠٠٠ الميلادي»، و«مفهوم الطبيعة في الأدب العربي»، و«النقد الأدبي العربي في القرن العاشر الميلادي»، و«مفهوم الانتحال في النقد العربي». وهناك من أعمال المؤلف نفسه دراسة بعنوان: «مساحة الواقع في الأدب العربي المبكر» (١٩٣٧م). وهناك بقلم جوستاف ريشتر (١٩٠٦–١٩٣٩م) «في تاريخ نشأة القصائد العربية القديمة» (١٩٣٨م) ومن أعمال إريش بروينلش (١٨٩٢–١٩٤٥م) «في مسألة أصالة الشعر العربي القديم» (١٩٢٦م) و«محاولة انتهاج نهج تأملي تاريخي أدبي في الشعر العربي القديم» (١٩٣٧م)، وبقلم مانفرد أولمن (١٩٣١م) «بحوث في شعر الرجز» (١٩٦٦م)، وبقلم إيفالد فاجنر (١٩٢٧م) «أبو نُواس – دراسة في الأدب العربي بالعصر العباسي الأول» (١٩٦٥م) و«أدب التفاخر العربي ومكانه من تاريخ الأدب العام» (١٩٦٢م)، وبقلم أولريش تيلو «أسماء الأماكن في الشعر العربي القديم» (١٩٥٨م). وعالج جيورج ميش (١٨٧٨م) فلسفيًّا موضوع «تصوير البطل العربي ذاته في أدب ما قبل الإسلام» (١٩٥٥م)، ووضع أوجست فيشر (١٨٦٥–١٩٤٩م) وإريش بروينلش (١٨٩٢–١٩٤٥م) مَعينًا لا غنى عنه للكشف عن استشهادات الشعراء في مدونات الشرح العربية: «فهرس الشواهد – فهرس القوافي والشعراء أصحاب الشواهد الشعرية المستعملة في شروح الشواهد العربية وما إليها من الكتب» (١٩٤٥م).

أما معالجة النصوص وإخراج الطبعات في الحقبة الأخيرة فنشير منها إلى كتاب هِلموت جيتيه «مقتطفات الشاعر عدي بن الرقاع» (لم يظهر بعد)، وكتاب إيفالد فاجنر «رواية ديوان أبي نواس ومخطوطاته» و«ديوان أبي نواس، جزء أول» (١٩٥٨م)، وعمل فيلهلم هونرباخ (١٩١١م) وهِلموت ريتر «مواد جديدة في دراسة الزجل»؛ جزء أول: ابن قزمان، جزء ثان: مدغليس (١٩٥٠ و١٩٥٢م).

واتجه جوتهولد فايل (١٨٨٢–١٩٦٠م) في كتابه «أساس ونظام الأوزان العربية القديمة» (١٩٥٨م) اتجاهًا جديدًا في تأويل عَروض الخليل بن أحمد، ولكن الكلمة الحاسمة في هذا الموضوع لم يجْرِ بها قلمُ أحدٍ بعد. وكان شتيفان فيلد (١٩٣٧م) قد شرع في دراسات تدور حول الأوزان الشعرية العربية.

النثر العربي

قلَّت الموضوعات التي يتناولها البحث حديثًا في ميدان الأدب النثري قلة نسبية، توشك أن تصل إلى درجة الندرة. من الأبحاث التي أُجرِيَت في هذا الميدان نشير إلى بحث إيكرت شتيتر (١٩٣٨م) «قوالب وتخطيطات في الحديث» (١٩٦٥م)، وإلى ما يقوم به هريبرت بوسَّه (١٩٢٦م) من بحثٍ في النوع الأدبي المختص بمرآة الأمراء عند المسلمين، وإعدادٍ لثبت مفصل بالمخطوطات والنصوص والأعمال الثانوية. ولدينا بقلم ألبرت ديتريش (١٩١٢م) دراسة عن «كتاب الجليس والأنيس للمُعافَى، كتاب أدب ثمين» (١٩٥٥م)، وبقلم ماكس فايسفايلر (١٩٠٢م) «قصص عربية قديمة وخلفيتها التاريخية» (١٩٥٨م)، وبقلم باول كاله (١٨٧٥–١٩٦٤م) «منار الإسكندرية – تمثيلية لخيال الظل في مصر» (١٩٣٠م)، وبقلم فيلهلم هونرباخ (١٩١١م) «مسرح الظل في شمال أفريقيا» (١٩٥٩م).

وكثيرًا ما اهتم الباحثون في الحقبة الأخيرة بمجموعات الأمثلة، خاصة بالمجموعات الحديثة. وتولَّدت عن هذا الاهتمام أبحاث منها: «مجموعات الأمثلة العربية الفصيحة، وخاصة مجموعة أبي عبيد» (١٩٥٤م) بقلم رودولف زلهايم (١٩٢٨م)، ومن أعمال إنُّو لِيتمَن (١٨٧٦–١٩٥٨م) «حكمة شرقية في الأمثال – أمثال وألغاز عربية» (١٩٣٧م) و«أمثال وألغاز قاهرية» (١٩٣٧م)، وبقلم سعيد عبود «٥٠٠٠ مثل عربي من فلسطين» (نشرها عام ١٩٣٣م)، وبقلم مارتن تيلو «٥٠٠٠ مثل عربي من فلسطين» (ترجمها من العربية إلى الألمانية عام ١٩٣٧م)، وبقلم ز. د. ف. جويتاين «يمنيات – أمثال وعبارات من وسط اليمن» (١٩٣٤م).

من ترجمات النصوص العربية النثرية نذكر: «طوق الحمامة – في الحب والمحبين لأبي محمد علي بن حزم الأندلسي» (١٩٤١م، تكرر طبعه مرارًا) لماكس فايسفايلر. وله أيضًا «زخارف حب عربية» (١٩٥٤م) و«حكايات عربية» (١٩٦٥م)، ومن ترجمات هانس فير (١٩٠٩م) «كتاب الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة، حكايات عربية» ترجمة جزئية (١٩٥٩)، وكان فير قد نشر النص الأصلي عام ١٩٥٦م. ومن ترجمات إنُّو لِيتمَن «حكايات عربية» (١٩٣٥م) و«حكايات وطرائف عربية من مصر» (١٩٥٥م) وكان قد جمعها من الرواية الشفهية.

وقد لقي الأدب العربي الحديث (نثره وشعره) الاهتمام من كارل بروكلمَن الذي خصه بعرض مستفيض في الجزء الثالث من الملحق (١٩٤٢م، من ص١ إلى ص٤٩٩)، ولكن عدد الترجمات والدراسات التحليلية للمؤلفات المميزة لذلك الأدب النثري الحديث قليل حتى الآن، من ذلك «محمود تيمور» (١٩٣٢م) و«إبراهيم المويلحي» (١٩٥٤م) لجوتفريد فيدمر. ولا يزال على الدراسات العربية في ألمانيا الكثير في هذا الميدان. ويعمل أريل بلوخ (١٩٣٣م) حاليًّا في إعداد منتخَبٍ من مؤلفات الكُتَّاب العرب المعاصرين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤