من أفضل ما قيل عن الكتاب
إن حُبَّ ميلر الشديد للقراءة ورغبتها في تنشئة قرَّاء لا يتوقفون عن القراءة طوال حياتهم أمرٌ مُلهِمٌ؛ فهي بارعةٌ في أسلوب جذبها لطلابها إلى عالم القراءة الخاص بها. إنه كتاب رائع؛ سوف يشجِّع المعلمين على النظر باهتمامٍ أكبر إلى الطلاب القارئين في فصولهم، وإلى أسلوبهم في تعليم القراءة ودعم هؤلاء الطلاب.
هذا الكتاب (الذي أحب عنوانه) مُلهِمٌ واجتمع المحتجون والمصلحون على اختلافعمليٌّ على نحو مذهل، وقد ميَّزتُ الكثير من فقراته كي أتشاركها مع طلابي والمعلمين الآخرين، وأَنْوِي كذلك الاستعانة به كنص دراسيٍّ العامَ المقبلَ عند تدريسي لمادة أساليب القراءة للطلاب الجامعيين.
كتاب ميلر الجديد أشبه بنسمة هواء عليل في هذا العصر الذي تَسُود فيه دروس الإعداد لاختبارات القراءة الخاضعة لهيمنة المعلم. تطرح ميلر حُججًا وأدلة على ضرورة دفع الأطفال إلى الانغماس في القراءة كبديل لدروس القراءة غير الهادفة في الغالب، التي تُقدَّم لهم على أمل تحسين نتائج الاختبارات. تَكتب ميلر عن فصل الصف السادس الذي تتولى التدريس له حيث تتوقع من الطلاب قراءة ٤٠ كتابًا على الأقل كل عام. ستقنعك القصص التي ترويها ميلر بأن الوقت قد حان للتركيز على التدريس للأطفال بدلًا من تدريس الكتب أو القصص. وستُقنِعك بأن الوقت قد حان أيضًا للتوقف عن تكليف الطلاب بكتابة تقارير عن الكتب، وقراءة الروايات المقررة على الفصل بأكمله، وكتابة قوائم المفردات، والاختبارات، وأوراق التدريبات، وإتاحة الفرصة للطلاب بدلًا من ذلك لاختيار ما سيقرءونه (في حدود معينة). وستُقنِعك أيضًا بتخصيص الوقت الدراسي اللازم فعليًّا لقراءة ٤٠ كتابًا خلال عام واحد. إن هذا الكتاب مؤثر وعمليٌّ، وسيقدِّم لك الدعم الذي تحتاج إليه لتغيير فصلك المدرسي إلى الأفضل، بينما سيساعدك في الوقت نفسه على إدراك كيفية التغلُّب على الثقافات الحالية التي تسود الفصول المدرسية حيث يتعلم بعض الأطفال القراءة، بينما يتعلم الكثيرون كرهها.
إن أفكار دونالين ميلر العملية عن الأطفال والكتب ذات أسس راسخة؛ ففي عصر تتحكم فيه الاختبارات في المناهجِ، ستُذكِّر قراءةُ هذا الكتاب المعلمين والإداريين والآباء بالأسباب التي تجعل رد الطلاب للقراءة الإجراء السليم الذي يجب اتخاذه.
تنتمي ميلر إلى تلك الفئة من المعلمين الذين يرغب المرء دائمًا في أن يتتلمذ أطفالُه على أيديهم؛ فهي تَفْهم كيفية تعليم القراءة، لكنها تعرف في الوقت ذاته أن تعليم القراءة يختلف عن معرفة كيفية «حبِّ» القراءة. تستكشف ميلر مصادر هذا الحب؛ ذلك الشعور الذي ينتابنا تجاه مكان معين، أو وقت محدد من اليوم، أو صديق معين، أو حلم معين؛ فالقراءة تعني الاندهاش والانجذاب والافتتان والانتقال من الواقع إلى أماكن أخرى ترغب على الأغلب في العودة لزيارتها من جديد. قليلون هم المؤلفون الذين ينقلون هذه الفكرة لأولياء الأمور والمعلمين بنحو جيد مثلما تفعل ميلر في هذا الكتاب.
يُذكِّر هذا الكتاب أي شخص — حالفه الحظ بدرجة كافية ليحب كتابًا — بما خسرته الفصول المدرسية والأطفال في ظل سعيِنا المحموم ﻟ «تغطية» المحتوى وتنميط أداء الطالب تحت اسم القراءة. وهذا الكتاب هو الخطوة الأولى نحو كيفية جعل القراءة ساحرة من جديد.