الرسالة الثانية والعشرون

١٨ يوليو

ماذا يفيد امتلاكُ العالَم قلبًا خاليًا من الحب؟ مَثَل هذا القلب كمثل المصباح السري لا نور فيه، حتى إذا ما أضاء ظهرت الصور العديدة علعلمت ألاى اللوحة البيضاء، وما آثار الحب وإن كانت كهذه الخيالات الزائلة! ومع ذلك فإنها تشعرنا بالسعادة، إذا كنا نُسرُّ بالتصورات اللذيذة كما تُسرُّ الأطفال.

لن أرى شارلوت اليوم، فثمَّ بعض رفاق لم أكن أنتظرهم ولا يمكنني التخلي عنهم الآن؛ وعلى ذلك فقد فكَّرت في إشخاص خادمي إليها، حتى يكون في جوابها بديلًا عن شخصها أمام عيني، وانتظرت ذلك الجواب بصبر فارغ، حتى إذا ما جاء تناولتُه بفرح كبير، ولشد ما كابدت في إخفاء عواطفي عن الخادم!

يُقال أيها الصديق إن حجارة بولونا١ إذا عرضت لضوء الشمس اجتذبت أشعَّتها فحفظتها، حتى إذا ما وُضعت في الظلام، أخذت تشِعُّ ما اكتسبته من الضوء لمدة طويلة، وما أشبه هذا بجوابها! فقد عكس إليَّ بريق تلكم العينين اللتين استُخدمتا في كتابته، وبياض تلك اليد التي أسلمته إلى الرسول؛ فهو عندي الأعز المحبوب، ولست أبدل به الكنوز.

أمسك عن ابتسامك أيها الصديق، فليس ثَمَّةَ شيء يزيد من سعادتنا ويصح أن يُدعى وهمًا وغرورًا.

١  صِنفٌ من الفسفور يوجد في Bolona بإيطاليا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤