الرسالة الستون

٢١ أغسطس

ينتقل فكري بسرعة البرق، ويضيء الآن فجأةً شعاعٌ من الأمل على روحي الخاملة، فينبثق عليَّ فرحٌ لا يدوم إلا هنيهة، ولكنْ وا أسفاه! إن ذلك الشعاع فانٍ، وفي مدة بقائه القصيرة آخُذ في التفكير: إذا مات ألبرت، فشارلوت تكون إذًا … ثم أظل ذاهبًا مع هذا الوهم، حتى أجد نفسي على قمة صخرٍ شاهق، فأتراجع فجأةً مرتاعًا، حتى لو كانت الصخرة حقيقية، لَكنتُ هالكًا لا محالة. وإذا خرجتُ من نفس الباب، أو سلكتُ الطريق الذي قادني لأول مرة إلى مسكن شارلوت، وهنَ فؤادي، وأخذت، بألمٍ عميق، أقارن ما كنت، بما «أنا الآن».

لقد انتهت كل سعادة، وتغيَّرت الدنيا، وقلبي يدق لا كدقاته في الزمن الماضي، ولستُ أشعر بنفس بهجةِ ذلك الحين.

إذا استطاع، أيها الصديق، شبحُ أميرٍ راحل أن يعود فيتفقَّد الأماكن الفخمة التي شادها في أيامه الهانئة، وتركها لولد حبيب، فوجدها قد تهدَّمت بأيدي الأعداء، وصارت أطلالًا؛ فماذا يكون شعوره؟ ذلك حالي، وا أسفاه!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤