تصدير المؤلف
يحوي هذا المجلد، الذي يتخذ شكل يوميات، تاريخ رحلتنا ومخطَّطًا لتلك الملاحظات الخاصة بالتاريخ الطبيعي والجيولوجيا، والتي أظن أنها سوف تحمل قدرًا من الإثارة بالنسبة إلى القارئ غير المتخصص. لقد لخَّصت إلى حد كبير بعض الأجزاء في هذه الطبعة وصحَّحت أخرى، وأضفت القليل لأخرى؛ لكي أجعل هذا الإصدار أكثر ملاءمة للقراءة العامة، لكني أثق في أن علماء التاريخ الطبيعي سيتذكرون أن عليهم الرجوع — فيما يخص التفاصيل — إلى الطبعات الأكبر التي تشمل النتائج العلمية لهذه الرحلة. يتضمن كتاب «علم الحيوان في رحلة البيجل» سردًا لحفريات الثدييات للبروفيسور أوين، والثدييات الحية للسيد ووترهاوس، والطيور للسيد جولد، والأسماك للموقر إل جنينز، والزواحف للسيد بيل. وقد ألحقت بوصف كل نوع وصفًا لسلوكياته وموطنه. لم يكن من الممكن الخروج بالأعمال المذكورة إلى النور، التي يرجع الفضل فيها إلى المواهب والحماس الذي لا يفتر للمؤلفين البارزين المذكورين آنفًا، لولا كرم مفوضي خزانة جلالة الملكة، الممثلين في فخامة وزير الخزانة، الذي تفضَّل عن طيب خاطر بصرف مبلغ ألف جنيه وُجِّهَ لتغطية جزء من نفقات النشر.
لقد نشرتُ بنفسي إصدارات متفرقة من كتب «بنية وتوزيع الشعاب المرجانية»، و«الجزر البركانية التي زرتها خلال رحلة البيجل»، و«دراسة طبقات الأرض في أمريكا الجنوبية». يحتوي المجلد السادس من دورية «جيولوجيكال ترانزاكشن» على بحثين لي عن الجلاميد الصخرية المنجرفة والظواهر البركانية في أمريكا الجنوبية. كما نشر السادة ووترهاوس وووكر ونيومان ووايت عدة أبحاث بارعة عن الحشرات جُمِعَت، وأنا على ثقة من أن آخرين كُثرًا سوف يحذون حذوهم مستقبلًا. كما يناقش كتاب الدكتور جاي هوكر الرائع، «الحياة النباتية في نصف الكرة الجنوبي»، النباتات في أمريكا الجنوبية، إلى جانب تناوله الحياة النباتية في أرخبيل الجالاباجوس كموضوع لمذكرات منفصلة له في كتاب «مداولات الجمعية اللينيوية». نشر البروفيسور الموقَّر هنسلو قائمة بالنباتات التي جمعتها بنفسي في جزر كيلينج، ووصف الموقَّر جيه إم بيركلي نباتاتي اللازهرية.
سيكون من دواعي سروري هنا ذكر المساعدة الجليلة التي تلقيتها من العديد من علماء الطبيعة الآخرين في سياق هذا الكتاب وأعمالي الأخرى، لكن يجب أن أوجه جزيل شكري إلى الموقر البروفيسور هنسلو، الذي كان مصدرًا أساسيًّا لتعريفي بالتاريخ الطبيعي عندما كنتُ طالبًا في جامعة كمبريدج، والذي تولَّى في غيابي مسئولية حفظ المجموعات التي أرسلتها للوطن ووجَّه مجهوداتي عن طريق المراسلة، إلى جانب سعيه الدءوب لتقديم كل مساعدة يمكن أن يقدمها أي صديق عزيز منذ عودتي إلى أرض الوطن.
يونيو ١٨٤٥