الجحيم!

فجأةً سَمِع الجميعُ في صمتِ الليل أصواتَ سيارات قادمة … كانت السيارات تسير بسرعة مجنونة وقد أضاءَت كشَّافاتها …

قال «بنيتو»: لقد استدعوا بقية أفراد العصابة من كل مكان … إن عددهم يزيد على خمسين رجلًا من أشرس رجال العصابات.

نورسو: أقترح أن نُسرعَ بالفرار قبل أن نقع في أيديهم … فمهما كانت إمكانياتنا فهي لا تتناسب معهم.

ساد الصمت قليلًا وقال «أحمد»: آسف … إن أيَّ شخص شاهد هذا الفيلم الخاص بالمقر لا يجب أن يبقى حيًّا … إن تعليمات رقم «صفر» محددة.

عثمان: الحمد لله أننا حصلنا على الفيلم قبل أن يطبعوا منه نُسَخًا أخرى.

أحمد: هذا عظيم يا «عثمان»، ولكن «دون مانويل» يجب أن يموت.

بنيتو: ولكن صديقكم في حالة لا تسمح له بالاشتراك في المعركة …

كان يقصد «رشيد»، ولكن «رشيد» قال: إنها بعض الإصابات السطحية … سوف أشترك معكم.

ماشيتو: إن الحل الوحيد هو نسفُ المكانِ كلِّه بمن فيه … ولكن ليس عندنا ما يكفي من القنابل.

كانت السيارات تتدفق على مقرِّ الشركة … وكانت أضواؤها تُبدِّد ظلام الليل، وفجأة قال «أحمد»: عندي فكرة.

التفت الجميع إليه، فقال: في هذا المكان أكثر من ثلاثين سيارة من أنواع مختلفة … وستقوم هذه السيارات بالهجوم على مقر الشركة من كل اتجاه.

ماشيتو: كيف ذلك؟

أحمد: إننا ستة … والمطلوب من كلِّ واحد منَّا أن يُشعلَ النارَ في إحدى السيارات … ثم يقودها بسرعة حتى تقتحمَ مبانيَ الشركة، وستنفجر وتُشعل النيران …

المهم أن يقفز كلُّ واحد منَّا من السيارة قبل أن يَصِل إلى نقطة الارتطام … ثم يعود لقيادة سيارة أخرى … وبعدها نتجمع عند المغارة.

وافق الجميع في حماس شديد … واتجهوا جميعًا إلى حيث توقَّفَت سيارات النقل، وسيارات أفراد العصابة الذين تركوها ودخلوا مقر الشركة … اختاروا أولًا السيارات الكبيرة … وكان بعضها محمَّلًا ببنزين الطائرات السريع الاشتعال …

اختار الخمسةُ كلٌّ منهم سيارة، ثم قام بإشعال النار فيها بسكب بعض البنزين من الخزان، ثم وبسرعة قفز إليها وقادها … أصبحت السيارات كأنها قذائفُ موجَّهةٌ … وفي نفس الوقت ثار بركان «أثينا» المخيف، ولمعَت أضواءُ النيران في الأفق، فلم تلفت السيارات المشتعلة انتباهَ أفراد العصابة … وقفز الخمسة من السيارات المشتعلة قبل الارتطام مباشرة، ثم عادوا إلى السيارات الباقية … وأخذت السيارات المشتعلة تحول الليل إلى نهار، وأخذت أصوات الانفجارات تضجُّ كأنها غارة جوية …

أخذ رجال العصابة يضربون بمدافعهم الرشاشة في كل اتجاه … واتجه بعضُهم ناحية الساحل هربًا من الجحيم … ولكن ثورة البركان كانت تمتدُّ إليهم …

لقد كانت خطةً ناجحة … ولكن في وسطِ كلِّ هذا كان «أحمد» يفكِّر في «مانويل» وأخذ يتصور لو كان مكانه ماذا يفعل؟

كان الحل الوحيد هو ركوب الطائرة … وقال «أحمد» للمجموعة … بعد أن اجتمعوا في المغارة … سنتجه الآن إلى الشاطئ.

بنيتو: لماذا؟

أحمد: إنني أتصور أن «الدون مانويل» قد يتمكَّن من الهرب بالطائرة.

ركبوا السيارتَين، واتجهوا مسرعين إلى الشاطئ … وأخذت كشافات السيارتين تكشف الشاطئ حيث كانت تربض الطائرة … كان الصمت مخيفًا، ولم يكن هناك أحد … ولكن انتظارهم لم يَطُل … فقد شاهدوا سيارة تأتي مسرعة … ثم تتوقف عند الشاطئ، وشاهدوا ثلاثة رجال يقفزون إلى قارب صغير ويتجهون ناحية الطائرة الرابضة في المياه …

أسرع «أحمد» و«عثمان» و«ماشيتو» بعد أن طلب «أحمد» من «بنيتو» و«نورسو» أن ينتظرَا لحمايتهما من أيِّ هجوم مفاجئ …

عندما وصل الثلاثة إلى الشاطئ، كان الزورق يقترب من الطائرة، وأطلق «أحمد» دفعةً من مدفعِه الرشاش على القارب، وتناثرَت المياه حوله …

وشاهد رجلًا يُلقي بنفسه في الماء …

قال «عثمان»: إنه «دون مانويل» … وأخذت الرصاصات تُحاصر «دون مانويل» ولكنه كان رجلًا بارعًا … فقد غطس تحت المياه حتى وصل إلى الطائرة، واستطاع أن يقفز إليها، ثم يُدير المحركات … وقفز «أحمد» و«عثمان» و«ماشيتو» إلى الماء … وعندما كانت الطائرة تحلِّق فوقهم اندفعت ثلاثة رشاشات في اتجاه الطائرة، وسرعان ما اشتعلت فيها النيران، ثم ارتفعت إلى فوق وخلفها سحاب من الدخان، ثم انحدرت بسرعة وهوَت في المياه المظلمة.

في صباح اليوم التالي تلقَّى الشياطين من رقم «صفر» البرقية التالية:

«علمت من «ماشيتو» ما قمتم به من عمل رائع، أشكركم كثيرًا … إن هذه المغامرة ذات طابع هام … لقد كدنا نُصبح هدفًا لسادة العالم، ولكن الله سلَّم …

أرجو أن تدفعوا مكافأة ضخمة لكلٍّ من «بنيتو» و«نورسو»، وقد طلبت من «ماشيتو» أن يُلحقَهم بالعمل معنا … كلٌّ من في «ش. ك. س» يدعون لكم … وفي انتظار تقريركم النهائي.»

«رقم صفر»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤