الفصل الثامن والعشرون

آمور وبسيخة

الحب والنفس
النحت للمثَّال السويدي «يوهان طوبياس فون سيرجل» Sergel (١٧٤٠–١٨١٤م). تعلَّم في استوكهولم وباريس، وعاش في روما من سنة ١٧٦٧م إلى سنة ١٧٧٨م حيث انتقل من أسلوب عصر الروكوكو الذي كان متأثِّرًا به إلى الأسلوب الكلاسيكي. له تماثيل نصفية ومجموعات نحتية ونصب تذكارية (مثل تمثال الملك جوستاف الثالث في استوكهولم) بجانب رسوم ساخرة. وآمور أو كوبيدو في اللاتينية هو إله الحب عند الرومان الذي يقابل إيروس عند الإغريق. وقد كان في الأصل قوةً كونية عملت على تحويل العماء والاختلاط (خاءوس) إلى عالم منظم، ثم اتفق فيما بعدُ على أنه هو ابن آريس (إله الحرب)، وأفروديت (إلهة الحب والجمال التي تقابل فينوس عند الرومان). كما صُوِّر في صحبة أمه على هيئة صبي مُجَنَّح يحمل قوسًا وسهامًا يسدِّدها إلى قلوب المحبين! أمَّا حبيبته أو زوجته فهي في الأساطير الإغريقية بسيخة، ولعلها كانت — كما تروي حكاية أبوليس — ابنة ملك امتحنتها فينوس بشتى المحن والآلام حتى استحقت أن تصبح حبيبة آمور. وبسيخة (النفس) ذات تاريخ طويل في الحياة العقلية اليونانية من فجرها قبل سقراط حتى الأفلاطونية المحدثة، ويهمنا هنا أنها مع حبيبها وزوجها قد ظلت موضوعًا أثيرًا يجسِّمه ويصوِّره الفنان منذ العصور القديمة وحتى عصرنا الحاضر (المجموعات الرخامية في متحف الكابيتول بروما، وتماثيل ليزيب وكانوفا وتورفالدسن وبيجا ورودان، ولوحات رافاييل وروبنز وتيسان وكوكوشكا وأوبرا وباليه الموسيقى لولي).

(١) هجالمار جولبرج (Hjalmar Gullberg) (١٨٩٨–١٩٦١م)

وُلد الشاعر السويسري في مالو، ومات غرقًا سنة ١٩٦١م في بحيرة إدنجن. نشأ مع أسرة عمالية تبنَّته منذ الصغر ودرس تاريخ الأدب. كتب الشعر وله ترجمات مختلفة، وقد خلف الكاتبة السويدية الشهيرة سلمى لاجرلوف في عضوية الأكاديمية السويدية. كتب أثناء الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩–١٩٤٥م) قصائد عديدة عن الصور والأعمال الفنية التي أُجليت عن المتحف الأهلي في استوكهولم. نُشرت هذه القصيدة في الجزء الرابع من مجموعته الشعرية الكاملة التي ظهرت في استوكهولم سنة ١٩٥٥م، ص٩٨. وقد ترجمت الشاعرة الألمانية نيلي زاكس هذه القصيدة مع مجموعة مختارة من الشعر السويدي في القرن العشرين، وظهرت سنة ١٩٤٧م في برلين تحت عنوان (الموجة والجرانيت، ص٩٨).

آمور وبسيخة
«الحب والنفس»

إذن فهذه نهاية الحكاية
عن زواج لا تكافؤ فيه.
المرمر مفعم بالشكاة؛
إذ حانت ساعة الفراق.
راكعة على ركبتَيها، هذه التي تعذَّبت
كما تتعذَّب امرأة من البشر،
ضارعة بذراعَيها وعينَيها:
يا عريس السماء! ابقَ معي!
قبل أن تخفت أصداء الشكاة
التي تطلقها الحبيبة بغير كلام،
يكون إله قد رفع جناحَيه،
والقوم على أهبة الفرار،
على استعداد أن تحطِّم شظايا
المصباح الذي يكشف عن الجمال،
ويدوس بقسوة على فؤاد
قد ملأه الحب والوفاء.
لم يكن الدمع قد جفَّ في عينَيك
— وذراعاك مرفوعتان للضياء —
شاهدت إلها علويًّا،
حرم على وجهك أن يلقاه.
الحزن الفاجع سيئُودك حمله،
يا بسيخة، يا من اختلست بعض السرور،
وأنت تتملين نفحةً من نعيم السماء؛
قربانًا لعذابك طول الليالي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤