الفصل الخامس والثلاثون

الصرخة

figure
للفنان النرويجي وأحد رواد الحركة التعبيرية «إدفارد مونش» (E. Munch) (١٨٦٣–١٩٤٤م).

قضى «مونش» معظم سنوات حياته المبدعة في باريس وبرلين حيث أقام في سنة ١٨٩٢م معرضًا لصوره كان له صدًى قوي وتأثير كبير على مسيرة التعبيرية الألمانية في السنوات التالية.

جمعت روح الصداقة بينه وبين رائد التعبيرية في المسرح الحديث وهو أوجست سترندبرج، كما تأثَّر من ناحية الشكل بكلٍّ من فان جوخ وجوجان، ولكن ميله إلى التعبير عن هواجس النفس القلقة المُعَذَّبة جعله يختار الموضوعات التي تدور حول الحب والمرض والموت، محاولًا أن يجد المعادل الرمزي لها، ويصوِّر عجز الإنسان حيالها؛ ولذلك يتسم فنه بنوع من «العصابية» التي تصل في كثير من الأحوال إلى حد هستيري (كما ترى في صورة الصرخة المنشورة مع هذا الكلام).

يحتفظ المتحف المسمى باسمه في مدينة «أوسلو» بحوالي ألف عمل من أعماله في التصوير والحفر، كما توجد بعض أعماله في متاحف الفن الحديث في أماكن أخرى متفرقة.

أمَّا الشاعرة التي استلهمت صورته المعبرة فهي مارجوت شاربنبرج (Margot Scharpenberg).

وقد وُلدت سنة ١٩٢٤م في مدينة «كولن» (كولونيا) على نهر الراين.

حصلت على دبلوم في المكتبات، وهاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تعيش منذ سنة ١٩٦٢م في نيويورك. صدرت لها مجموعات شعرية عديدة، ومجموعات قصص قصيرة، ومقالات متنوعة. ظهرت قصيدتها عن «صرخة» مونش في ديوانها «آثار» الذي أصدرته دار النشر جيليس وفرانكه في مدينة دويسبورج سنة ١٩٧٣م.

غناء
فوق الماء،
وموسيقى الماء
لا تطفئها إلا النار.
غناء فوق الجسر،
وصراخ عذارى
لم يتغنَّ به إنسان
من أجل الصم،
عبَّر عنه الفنان
كي لا يهووا
في جوف الصورة
كالعميان.
الصرخة
كالشلال،
تُطْلَق بأصابع يد،
توغل في البعد،
إلى أميال،
تشبه قبضة حجر
فوق الجلد.
الطبلة
فاغرة الفم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤