الفصل الرابع والأربعون

أشخاص وكلب أمام الشمس

الصورة للفنان الإسباني الأصل خوان ميرو (Juan Miró) (وُلد سنة ١٨٩٣م) الذي يُعَد — بجانب سلفادور دالي — أهم السرياليين الإسبان في القرن العشرين. تعبِّر صورته هذه — مثل غيرها من صوره — عن طابعه المتميِّز بالبراءة الساحرة والبساطة الطفلية المهندسة (إن صح هذا الوصف!) وقد رسمها سنة ١٩٤٩م، وتوجد بمتحف الفن بمدينة «بازل» أو «بال» السويسرية. رآها الشاعر الألماني بيتر يوكوسترا (Peter Jokostra) (وُلد سنة ١٩١٢م) سنة ١٩٥٢م مطبوعةً بالألوان على بطاقة بريدية، ويبدو أنه ظلَّ محتفظًا باللوحة على جدار مسكنه أو في ركن من أركان ذاكرته، حتى ظهرت للنور في هذه الأبيات التي كتبها سنة ١٩٦٤م:

«تحت صورة لميرو»

يا ميرو الرقيق،
من يدخل في ظلك،
يطارد خفافيش الليل
من الشَّعر،
يلعب مع كلاب الريح،١
سبعة عشر وأربعة.
خفيٌّ (كالأسرار)
هو الأثر الهندسي
لظلالك،
الكرات القمرية
حمراء وماكرة.
كذلك الشمس
ترتفع وتهبط
في نفس المصعد
ولا تغيب.
وراء أفق
أضأتَ في الأنوار.
ولأن هذا ما تريده،
تغوص النجوم،
عندما تمسح الغبار عن مسارها
بلمسة من فرشاتك.
يا ميرو الرقيق،
كل الأشياء،
التي تحبها وتناديها،
تتلاقى في براءة
(لقاء) الأشباح اللطيفة.
١  هكذا في الأصل، وهي تدل على نوع من الكلاب الهزيلة النحيلة التي تتميَّز بالخِفة والسرعة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤