الفصل الثامن

فبراير

منمنمة عن مخطوطة محفوظة في مكتبة جامعة براغ، تُنسب للمعلم الكبير «ليو» وهي مرسومة على البرجامنت (الرق)، ويُقدِّر مؤرخو الفن تاريخها حوالي سنة ١٣٦٥، ويبلغ ارتفاع المنمنمة في الأصل أربعة سنتيمترات ونصف السنتيمتر.

(١) ميلوسلاف بوهاتيك (Milosiav Bohatec) (١٩١٣-١٩٦٧م)

وُلد الشاعر التشيكي في بلدة نوفيتشي بمقاطعة ميرين، ومات في براغ. درس اللغات السامية القديمة وتفقَّه في اللغة العبرية والتوراة واللاهوت في جامعات براغ وزيوريخ وإدنبرج. التحق بخدمة الكنيسة الإنجيلية «البروتستانتية» من سنة ١٩٣٧م حتى سنة ١٩٥٠م، ثم صار أمينًا لمكتبة المتحف اليهودي في العاصمة التشيكية، فمديرًا مسئولًا عن قسم المطبوعات القديمة في مكتبة المتحف الأهلي من سنة ١٩٥٣م إلى وفاته. نشر بحوثًا لاهوتية عديدة، وديوانًا شعريًّا بعنوان «علامات السماء، أبيات مرحة عن صور الشهور في العصور الوسطى»، يشتمل على قصائد عديدة من بينها هذه القصيدة عن فبراير.

«فبراير»

فبراير العجوز يدفئ على النار
أعضاءه اليابسة.
كانت مهرجانات فبراير
هي عيد الكَفَّارة عن المواطنين في روما،
فتقدم الأضحيات للموتى،
ويسير كهنة هذا الإله١
في شوارع المدينة
وهم يضربون النساء بالسياط؛
لتخضَرَّ الأرحام العقيمة بالإخصاب.
الشمس تدخل في برج السمكة،
والطفل الذي حملت به أمه
في برج المشتري
يغدو معتدل المزاج،
ذا قلب كالثلج البارد.
ويمتلئ الرجل بالشهوات الوحشية
والشوق الذي لا يشبع أبدًا،
ويتسلَّط عليه الوهم
بأن رحم أي امرأة مجهولة
يطوي السعادة القصوى على الأرض.
أمَّا المرأة التي من هذا البرج
فهي ذكية ومثقفة،
فاتنة ومثيرة وقوية،
وبوشم ناري على مؤخِّرتها
تنهار ويُغمى عليها
في وحشة العناق،
وبسبب النزوة الحمقاء
في البيت المهجور.
١  المقصود به أحد آلهة الحيوانات والغابات والحقول عند الرومان.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤