السنوسية دين ودولة
لم تكن السنوسية مجرد دعوة إصلاحية، أو طريقة صوفية تهتم بأمور الدين فقط؛ فقد أحزن مؤسسها «محمد بن علي السنوسي» ما آلت إليه أوضاع المسلمين من تخاذُلٍ وضعف، ورأى أن مهمة الإصلاح تبدأ بتحصيل العلوم الدينية والشرعية؛ فسعى لذلك مُرتحلًا بين الأقطار العربية، وهناك أدرك السنوسي أن دعوته يجِب أن يكون لها واقع ملموس، ودورٌ في بناء الدولة؛ فكانت دعوته لإحياء الدين والدولة معًا.
انتشرت السنوسية سريعًا بين أبناء ليبيا لتكون واقعًا ملموسًا في المجتمع الليبي، وازداد هذا الدور مع وقوع طرابلس وبرقة في أيدي المُغتصب الإيطالي، الذي أدرك أن السنوسية تقِف حجرة عثرةٍ أمام استقراره في البلاد. وقد اضْطلَعَت السنوسية بدورها وأجْلَت المستعمرَ عن أراضيها، فاستحقَّت أن تسُود ليبيا؛ سيادة على أراضيها، ومكانة بين مُواطنيها.