الخصوصيات

أبو علي

وقال عندما بُشِّر بابنه علي شوقي:

صارَ شوقي أبا علي
في الزمانِ «الترَلَّلِي»
وجَناها جنايةً
ليس فيها بأوَّلِ

الزمن الأخير

وقال في ذلك أيضًا:

عليُّ لو استشرتَ أباكَ قبْلًا
فإن الخيرَ حظُّ المُستشيرِ
إذن لَعَلِمتَ أنَّا في غَناءٍ
وإن نكُ من لقائِكَ في سرورِ
وما ضِقْنا بمَقدمِكَ المُفدَّى
ولكن جئتَ في الزمنِ الأخيرِ

صاحبُ عهده

وقال أيضًا:

رُزِقتُ صاحِبَ عهدي
وتمَّ لي النسلُ بَعدي
هم يحسدوني عليهِ
ويغبطوني بسَعدي
ولا أراني ونجلي
سنَلتقي عندَ مَجدِ
وسوف يَعلَمُ بيتي
أني أنا النَّسلُ وحْدي
فيا علي لا تلُمْني
فما احتقارُكَ قَصْدي
وأنت منِّي كرُوحي
وأنت مَن أنت عندي
فإن أساءَكَ قَولي
كذِّبْ أباكَ بوَعْدِ

يا ليلة

وكانت ولادة بنته أمينة ووفاة والده في ساعة واحدة، فقال في ذلك:

يا ليلةً سمَّيتُها ليلتي
لأنها بالناس ما مرَّتِ
أذكُرُها والموتُ في ذِكرِها
على سبيلِ البثِّ والعِبرةِ
لِيَعلَمَ الغافلُ ما أمسُه
ما يومُه ما مُنتهى العِيشةِ
نبَّهَني المقدورُ في جُنْحِها
وكنتُ بين النَّومِ واليَقْظةِ
الموتُ عَجْلانٌ إلى والدِي
والوضعُ مُستعصٍ على زَوجتي
هذا فتًى يُبكى على مِثلِهِ
وهذه في أوَّلِ النَّشأةِ
وتلك في مِصرَ على حالِها
وذاكَ رهنُ الموتِ والغُربةِ
والقلبُ ما بينَهما حائرٌ
من بلدةٍ أسْري إلى بلدةِ
حتى بَدا الصُّبحُ فوَلَّى أبي
وأقبلتْ بعدَ العَناءِ ابْنَتي
فقلتُ أحكامُكَ حِرْنا لها
يا مُخرِجَ الحيِّ من الميِّتِ

أَمينة

وقال حين اكتملت بنته حولًا يصفها في هذا العمر:

أَمِينتي في عامِها الـ
أوَّلِ مِثلُ المَلَكِ
صالحةٌ للحُبِّ من
كلٍّ وللتبرُّكِ
كم خفَقَ القلبُ لها
عند البُكى والضَّحِك
وكم رعَتها العَينُ في السُّـ
ـكونِ والتحرُّك
فإن مشَت فخاطري
يَسبِقُها كالمُمسِك
ألْحَظُها كأنها
من بَصري في شَرَك
فيا جَبينَ السَّعدِ لي
ويا عُيونَ الفَلَكِ
ويا بياضَ العيشِ في الـ
أيامِ ذاتِ الحَلَك
إن الليالي وهْي لا
تَنفكُّ حَرْبَ أهلِكِ
لو أنصفَتكِ طِفلةً
لكنتِ بنتَ المَلِكِ

طِفلةٌ لاهية

وقال يهنِّئها بسنتها الثانية:

أَمينةُ يا بِنتيَ الغالية
أُهنِّيكِ بالسَّنةِ الثانية
وأسألُ أن تَسلَمي لي السنينَ
وأن تُرزَقي العقلَ والعافية
وأن تُقسَمي لأبَرِّ الرجالِ
وأن تلِدي الأنفُسَ العالية
ولكنْ سألتُكِ بالوالدَينِ
وناشَدتُك اللُّعَبَ الغالية
أتدرِينَ ما مرَّ من حادثٍ
وما كان في السَّنةِ الماضية
وكم بُلْتِ في حُللٍ من حريرٍ
وكم قد كسَرتِ من الآنية
وكم سهِرَت في رِضاكِ الجفونُ
وأنتِ على غضبٍ غافية
وكم قد خَلتْ من أبيكِ الجيوبُ
وليست جُيوبُكِ بالخالية
وكم قد شكا المُرَّ من عيشه
وأنتِ وحَلواكِ في ناحية
وكم قد مرِضتِ فأسقَمتِهِ
وقمتِ فكنتِ له شافية
ويضحكُ إن جِئتِه تضحكينَ
ويبكي إذا جِئتِه باكية
ومن عَجَبٍ مرَّتِ الحادثاتُ
وأنتِ لأحداثِها ناسية
فلو حسدَت مُهجةٌ وُلْدَها
حسدتُكِ من طِفلةٍ لاهية

الأنانية

(ونظم هذه الحكاية فيها وفي كلب لها أسود صغير.)

يا حبَّذا أَمينةٌ وكلبُها
تُحِبُّه جدًّا كما يُحِبُّها
أَمينتي تحبو إلى الحَولَينِ
وكلبُها يُناهِزُ الشهرَينِ
لكنَّها بيضاءُ مِثلُ العاجِ
وعبدُها أسوَدُ كالدَّياجي
يلزَمُها نهارَها وتلزمُهْ
ومِثلَما يُكرِمُها لا تُكرِمُهْ
فعندَها من شدةِ الإشفاقِ
أن تأخذَ الصغيرَ بالخِناقِ
في كلِّ ساعةٍ له صِياحُ
وقلَّما يَنعَمُ أو يرتاحُ
وهذه حادثةٌ لها مَعَهْ
تُنبِيك كيف استأثرَت بالمَنفعة
جاءت به إليَّ ذاتَ مَرَّة
تَحمِلُه وهْي به كالبَرَّة
فقلتُ أهلًا بالعَروسِ وابنِها
ماذا يكونُ يا تُرى من شأنِها
قالت «غلامي» يا أبي جَوْعانُ
وما له كما لنا لِسانُ
فمُرْهمُ يأتُوا بخبزٍ ولبنْ
ويُحضِروا آنيةً ذاتَ ثمنْ
فقُمتُ كالعادةِ بالمطلوبِ
وجئتُها أنظرُ من قريبِ
فعجَنَت في اللبنِ اللُّبابا
كما تَرانا نُطعِمُ الكلابا
ثم أرادت أن تَذوقَ قبلَهْ
فاستطعمَت بنتُ الكِرامِ أكلَهْ
هُناكَ ألقَت بالصَّغيرِ للوَرا
واندفعَت تبكي بُكاءً مُفترى
تقول بابا أنا «دَحَّا» وهْو «كُخ»
معناه بابا ليَ وحْدِي ما طُبِخ
فقُل لمَن يَجهلُ خَطْبَ الآنية
قد فُطِرَ الطِّفلُ على الأنانيَة

لُعبة

وقال فيما ينفع أمينة من اللعب، وأشار إلى رأس السنة الميلادية الذي يكثر فيه بيعها:

صِغارٌ بحُلوانَ تَستبشرُ
ورُؤيتُها الفرَحُ الأكبَرُ
تَهُزُّ اللواءَ بِعيدِ المَسيحِ
وتُحيِيه من حيثُ لا تَشعرُ
فهذا بلُعبتِه يزدهي
وهذا بحُلَّتِه يَفخر
وهذا كغُصْنِ الرُّبا ينثني
وهذا كريحِ الصَّبا يَخطِر
إذا اجتمعَ الكلُّ في بُقعةٍ
حسِبتَهمُ باقةً تُزهِر
أو افترَقوا واحدًا واحدًا
حسِبتَهمُ لؤلؤًا يُنثَر
ومن عَجَبٍ منهم المسلمونَ
أو المسلمونَ هُمُ الأكثر
فلاسفةٌ كلُّهم في اتفاقٍ
كما اتَّفقَ الآلُ والمَعشر
دِسَمبِرُ شعبانُ عندَ الجميعِ
وشَعبانُ للكلِّ ديسَمبِر
ولا لُغةٌ غيْرَ صوتٍ شجيٍّ
كرَوضٍ بَلابلُه تَصفِر
ولا يَزدري بالفقيرِ الغنيُّ
ولا يُنكِرُ الأبيضَ الأسمرُ
فيا ليتَ شِعري أضلَّ الصِّغارُ
أم العقلُ ما عنهمُ يُؤثَر
سؤالٌ أُقدِّمه للكبارِ
لعلَّ الكبارَ به أخبَر
ولي طِفلةٌ جازَتِ السَّنتَينِ
كبعضِ الملائكِ أو أطهَر
بعَينَينِ في مِثلِ لونِ السماءِ
وسِنَّينِ يا حبَّذا الجَوهر
أتَتنيَ تسألُني لُعبةً
لِتَكسرَها ضِمنَ ما تَكسر
فقلتُ لها أيُّهذا الملاكُ
تُحِبُّ السَّلامَ ولا أُنكِر
ولكنَّ قبلَكَ خابَ المسيحُ
وباءَ بمنشورِه القَيصر
فلا ترْجُ سِلمًا من العالمينَ
فإن السِّباعَ كما تُفطَر
ومن يَعدَمِ الظُّفْرَ بينَ الذِّئابِ
فإن الذِّئابَ به تَظفر
فإن شِئتَ تحيا حياةَ الكِبارِ
يُؤمِّلُكَ الكلُّ أو يَحذَر
فخُذ هاكَ «بُندُقةً» نارُها
سلامٌ عليكَ إذا تُسعَر
لعلَّكَ تألُفها في الصِّبا
وتخلُفُها كُلَّما تَكبَر
ففيها الحياةُ لمَن حازَها
وفيها السعادةُ والمَفخر
وفيها السلامُ الوَطيدُ البِناءِ
لمَن آثَرَ السِّلمَ أو يُؤثِر
فلُوبيلُ مُمسِكةٌ مَوزَرًا
ولُوبيلُ تُمسِكُها مَوزَر١
أجابت وما النُّطقُ في وُسْعِها
ولكنَّها العَينُ قد تُخبِر
تقولُ عجيبٌ كلامُك لي
أبِالشرِّ يا والِدِي تأمُر
تَزِينُ لبنتِكَ حُبَّ الحروبِ
وحُبُّ السلامِ بها أجدَر
وأنت امرؤٌ لا تُحِبُّ الأذى
ولا تَبتغيه ولا تأمُر
فقلتُ لأمرٍ ضللتُ السبيلَ
ورُبَّ أخي ضَلَّةٍ يُعذَر
فلو جِيءَ بالرُّسْلِ في واحدٍ
وبالكُتْبِ في صفحةٍ تُنشَر
وبالأوَّلين وما قدَّموا
وبالآخِرينَ وما أخَّروا
لِيَنهضَ ما بينهم خاطبًا
على العرشِ نصٌّ له مِنبر
يقولُ «السلامُ» يُحِبُّ السلامَ
ويأجُرُكم عنه ما يأجُر
لَصُمَّ العِبادُ فلم يسمعوا
وكُفَّ العِبادُ فلم يُبصِروا

زَينُ المُهود٢

وقال وقد قبَّلها قُبلةً في الصباح:

يا شِبْهَ سيِّدةِ البَتُو
لِ وصورةَ الملَكِ الطَّهورْ
نسَّى جمالُكِ في الإنا
ثِ جمالَ يوسفَ في الذكورْ
زَينُ المُهودِ اليومَ أنـ
ـتِ وفي غدٍ زَينُ الخُدور
إن الأهِلَّةَ إن سرَت
سارت على نَهجِ البُدور
بأبي جبينٌ كالصَّبا
حِ إذا تهيَّأ للسُّفور
بقِيَت عليه من الدُّجى
تلك الخُيوطُ من الشُّعور
وكرائمٌ من لؤلؤٍ
زيَّنَّ مَرجانَ النُّحور
سبحانَ مُؤتِيها يَتا
ئِمَ في المَراشفِ والثُّغور
تَسقي وتُسقَى من لُعا
بِ النَّحلِ أو طَلِّ الزهور
وكأن نفْحَ الطِّيبِ حو
لَ نَضيدِها أنفاسُ حُور
وغريبةٌ فوقَ الخدو
دِ بديعةٌ من وَردِ جُور
صفراءُ عند رَواحِها
حمراءُ في وقتِ البُكور
قبَّلتُها وشمَمتُها
وسقيتُها دمْعَ السرور

أول خطوة

وقال يذكُر دخول ولده علي في السنة الثانية من عمره:

هذه أوَّلُ خَطْوة
هذه أوَّلُ كَبْوة
في طريقي لِعليٍّ
عنه لو يَعقِلُ غُنْوة٣
يأخذُ العِيشةَ فيه
مُرَّةً آنًا وحُلوة
يا علي إن أنتَ أوفَيـ
ـتَ على سِنِّ الفُتوَّة
دافِعِ الناسَ وزاحِمْ
وخُذِ العيشَ بقُوَّة
لا تقُل كان أبي إيَّـ
ـاكَ أن تحذُو حَذْوَهْ
أنا لم أغنَمْ من النا
سِ سِوى فنجانِ قهوة
أنا لم أُجْزَ عن المَد
حِ من الأملاكِ فروة
أنا لم أُجْزَ عن الكُتْـ
ـبِ من القُرَّاءِ حُظوة
ضيَّعَ الكلُّ حيائي
وعفافي والمُروَّة

يوم فِراقه

وقال وقد بكى طفلاه وتشبَّثا به ألا يخرج:

بكَيا لأجلِ خُروجِه في زَوْرةٍ
يا ليتَ شِعريَ كيف يومُ فِراقِهِ
لو كان يَسمعُ يَومَذاك بُكاهما
رُدَّت إليه الروحُ من إشفاقِهِ

مظلوم

وكتب إلى عزيزه وظهيره صاحب العطوفة المرحوم أحمد مظلوم باشا من باريس، يهنئه بالنيشان المجيدي الأول:

أقسمتُ لو أمرَ الزمانُ سماءَهُ
فسعَت لِصَدرِك شمسُها ونُجومُها
لِيُنيلَ قدْرَك في المعالي حقَّهُ
شكَت المعالي أنه مظلومُها

سرَّنا أنك ارتقيت

(وبعث من باريس بهذا التاريخ إلى صاحب السعادة محمود شكري باشا يهنِّئه برتبة المتمايز.)

يا عزيزًا لنا بمِصرَ علِمْنا
أنه بالرِّضا الخديوِيِّ فائزْ
سرَّنا أنك ارتقيتَ وتَرْقى
فكأنَّا نحوزُ ما أنتَ حائزْ
رتُبةً ألسُنُ العُلا أرَّخَتها
أنت محمودٌ في العُلا المُتمايِزْ

بلَّغتَني أملًا

وقال يشكر صاحب العطوفة المرحوم أحمد مظلوم باشا علي معروفٍ صنعه معه:

ذِي همَّةٍ دونها في شأوِها الهِممُ
لم تتَّخذْ «لا» ولم تكذِب لها «نعمُ»
بلَّغتَني أملًا ما كنتُ بالِغَهُ
لولا وفاؤُك يا مظلومُ والكرَمُ
وِدادُك العِزُّ والنُّعمى لخاطِبِهِ
وودُّ غيرِك ضِحكُ السِّنِّ والكَلِمُ
أكُلَّما قعَدَت بي عنك معذرةٌ
مشَت إليَّ الأيادي منك والنِّعمُ
تُجِلُّ في قلمِ الأوطانِ حامِلَهُ
فكيف يَصبرُ عن إجلالِك القلمُ

أُصيبَ المجدُ يومَ أُصبتَ

وكتب إلى صديقه المِفضال سعادة المرحوم إسماعيل باشا صبري، يهنِّئه بالسلامة على أثر حادثة في القطار:

أتَتني الصُّحْفُ عنك مُخبِّراتِ
بحادثةٍ ولا كالحادثاتِ
بخَطبِكَ في القِطارِ أبا حُسَينٍ
وليس من الخُطوبِ الهيِّناتِ
أُصيبَ المجدُ يومَ أُصبتَ فيه
ولم تخْلُ الفضيلةُ من شَكاةِ
وساءَ الناسَ أن كبَتِ المعالي
وأزعجَهم عِثارُ المَكرُماتِ
ولستُ بناسٍ الآدابَ لمَّا
تراءت رَبَّها مُتلهِّفاتِ
وكان الشِّعرُ أجزَعَها فُؤادًا
وأحرَصَها لدَيك على حياةِ
هجَرتَ القولَ أيامًا قِصارًا
فكانت فَترةً للمُعجِزاتِ
وإن لياليًا أمسكتَ فيها
لَسُودٌ لليَراعِ وللدَّواةِ
فقُل لي عن رُضوضِك كيف أمست
فقَلبي في رُضوضٍ مُؤلِماتِ
وهَبْ لي منك خَطًّا أو رسولًا
يُبلِّغُ عنك كلَّ الطيِّباتِ

سألتُك بالوداد

وكتب إلى سعادته يهنِّئه بتعيينه وكيلًا لنظارة الحقانية:

سألتُك بالوِدادِ أبا حُسَينٍ
وبالذِّمَمِ السَّوالفِ والعُهودِ
وحُبٍّ كامنٍ لك في فؤادي
وآخَرَ في فُؤادِكَ لي أكيدِ
أحَقٌّ أن مَطويَّ الليالي
سيُنشَرُ بينَ «أحمدَ» و«الوليدِ»
وأن مَناهلًا كنَّا لدَيها
ستَدنُو للتأنُّسِ والوُرودِ
قُدومُكَ في رُقيِّكِ في نَصيبي
سُعودٌ في سُعودٍ في سُعودِ
وفَدتُ على رُبوعِكَ غِبَّ نأيٍ
وكنتَ البدرَ مأمولَ الوفودِ
لئن رفعوكَ مَنزلةً فأعلى
لقد خُلِقَ الأهِلَّةُ للصُّعودِ
وأُقسِمُ ما لِرِفعتِكَ انتهاءٌ
ولا فيها احتمالٌ للمزيدِ

اهنأْ أخي

وكتب إلى صديقه الفاضل صاحب العزة حمزة بك فهمي يهنِّئه برتبة المتمايز الرفيعة:

قالوا «تمايَزَ» حمزةُ
قلتُ «التمايزُ» من قديمِ
لو لم يَمِيزوه بها
لَامتازَ بالخُلُقِ العظيمِ
رُتَبٌ كرائمُ في العُلا
وُجِّهنَ منك إلى كريمِ
فاهنأْ أخي بِوُفودِها
وتلقَّ تهنئةَ الحميمِ
وارْقَ المَنازلَ كلَّها
حتى تُنِيفَ على النُّجومِ

يانَصِيب

وقال يعابث صديقه الشاعر خليل بك مطران، وقد جاءه أنه ربح ربحًا:

لقد وافَتنيَ البُشرى
وأُنبئتُ بما سَرَّا
وقالوا عنك لي أمسِ
ربِحتَ النِّمرةَ الكبرى
فيا مُطرانُ ما أَولى
ويا مُطرانُ ما أحْرَى
لقد أقبلتِ الدنيا
فلا تجزَعْ على الأخرى
أخذتَ الصِّفرَ باليُمنى
وكان الصِّفرُ باليُسرى
وكانت فِضَّةً بِيضًا
فصارت ذهبًا صُفْرا
وقال البعضُ ألفَينِ
وقالوا فوقَ ذا قَدْرا

المُدامة

وقال عن بعض شعراء التُّرك:

كُن في التواضعِ كالمُدا
مَةِ حين تُجلى في الكُئوسْ
مشَتِ اتِّئادًا في الصُّدو
رِ فحكَّموها في الرُّءوسْ

تاريخ

وقال يؤرِّخ ديوانه الأول — الشوقيات — وقد صدر في سنة ١٣١٧هـ:

وجَنَّاتٍ من الأشعار فيها
جَنًى للمُجتنِي من كلِّ ذَوقِ
تأمَّلْ كم تمنَّوها وأرِّخْ
لِشَوقيَّاتِ أحمدَ أيَّ شَوقِ

أليَقُ ديوانٍ ظهر

وقال يؤرِّخ الشوقيات أيضًا:

مجموعةٌ لأحمدٍ
مُعجِزُه فيها بهَرْ
تُعَدُّ في تاريخِها
أليَقَ ديوانٍ ظهَرْ
١  لوبيل: اسم تدلل به أمينة. وموزر: نوع من البنادق سريع الطلقات، كان له شهرة قبل الحرب الحاضرة.
٢  زِيدَت في الطبعة الثانية.
٣  الغنوة: الغِنى. يقول: هو في غِنًى عن سلوك طريقي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤