براءة١

الناسُ للدنيا تبَعْ
ولِمَن تُحالِفُه شِيَعْ
لا تهجَعنَّ إلى الزما
نِ فقد يُنبَّه مَن هجَعْ٢
واربَأ بحِلمِك في النوا
زلِ أن يُلِمَّ به الجزَعْ
لا تخلُ من أملٍ إذا
ذهب الزمانُ فكَم رجَعْ
وانفع بوُسعِك كلِّهِ
إن الموفَّقَ مَن نفَعْ

•••

مصرٌ بنَت لقضائها
ركنًا على النجمِ ارتفَعْ
فيه احتمى استقلالُها
وبه تحصَّن وامتنَعْ
فلْيَهنِها ولْيَهنِنا
أن القضاءَ به اضطلَعْ٣
اللهُ صانَ رجالَهُ
ممَّا يُدنِّس أو يَضَعْ
سارُوا بسيرةِ مُنذِرٍ
وأبي حنيفة في الورَعْ
وكأنَّ أيام القضا
ءِ جميعَها بِهِمُ الجُمَعْ
قُل للمُبرَّأِ مُرقُصٍ
أنت النقيُّ من الطَّبَعْ٤
هذا القضاءُ رمَاك بالـ
ـيُمنَى وباليسرى نزَعْ
هذا قصاءُ اللهِ مُمـ
ـتثَلُ الحكومةِ مُتَّبَعْ
عُدْ للمحاماةِ الشريـ
ـفةِ عَوْدَ مُشتاقٍ وَلِعْ
والبسْ رِداءَك طاهرًا
كرِداءِ مرقصَ في البِيَعْ٥
وادفع عن المظلوم والـ
ـمحروم أبلَغَ مَن دفَعْ
واغفر لحاسِدِ نعمةٍ
بالأمسِ نالَك أو وقَعْ٦
ما في الحياةِ لأن تُعا
تِبَ أو تُحاسِبَ مُتَّسَعْ
١  حُرِم الأستاذ مرقص فهمي حينًا من الاشتغال بالمحاماة، ثم برَّأه القضاء من تلك التهمة التي عُزِيَت إليه؛ فاحتفل بعودته إلى المحاماة احتفالًا أُلقِيَت فيه هذه القصيدة.
٢  الهجوع: النوم.
٣  اضطلع: قوِيَ.
٤  الطبَع: الشين والعيب.
٥  البِيَع: جمع بِيعة، وهي مُتعبَّد النصارى.
٦  وقع فلان في فلان: سبَّه وعابَه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤