صدى الحرب١
بسَيفِكَ يعلُو الحقُّ والحقُّ أغلَبُ
ويُنصَر دينُ الله أيَّانَ تَضربُ
وما السيفُ إلا آيةُ المُلك في الورى
ولا الأمرُ إلا للذي يتغلَّبُ
فأدِّبْ به القومَ الطُّغاةَ فإنهُ
لَنِعمَ المُربِّي للطُّغاةِ المؤدِّبُ
وداوِ به الدُّولاتِ من كلِّ دائها
فنِعمَ الحسامُ الطبُّ والمُتطبِّبُ٢
تنامُ خطوبُ المُلك إن بات ساهرًا
وإن هو نام استيقظَت تتألَّبُ
أمِنَّا الليالي أن نُراعَ بحادثٍ
و«أرمينيا» ثَكْلى و«حُورانُ» أشيَبُ٣
ومملكةُ «اليونان» محلولةُ العُرَى
رجاؤك يُعطيها، وخوفُك يَسلبُ
هدَدتَ أميرَ المؤمنين كِيانَها
بأسطَعَ مِثل الصبح لا يتكذَّبُ٤
وما زال فجرًا سَيفُ «عثمانَ» صادقًا
يُسارِيه مِن عالي ذكائك كوكبُ٥
إذا ما صدَعتَ الحادثاتِ بحدِّهِ
تكشَّفَ داجي الخَطبِ وانجابَ غَيْهبُ٦
وهابَ العِدا فيه خلافتَك التي
لهم مَأربٌ فيها ولله مَأربُ
أُبوَّة أمير المؤمنين
سما بِك يا «عبدَ الحميد» أُبوَّةٌ
ثلاثون حُضَّارُ الجلالة غُيَّبُ٧
قياصرُ أحيانًا خلائفُ تارةً
خواقينُ طورًا والفَخارُ المقلَّبُ٨
نجومُ سُعودِ المُلكِ أقمارُ زَهوِهِ
لوَ انَّ النجومَ الزُّهرَ يجمعُها أبُ
تواصَوا به عصرًا فعصرًا فزادَهُ
مُعمَّمُهم من هيبةٍ والمُعصَّبُ٩
همُ الشمسُ لم تبرَح سمواتِ عِزِّها
وفينا ضُحاها والشعاعُ المُحبَّبُ
الجلوسُ الأسعَد
نهضتَ بعرشٍ ينهضُ الدهرُ دونَهُ
خشوعًا وتخشاه الليالي وتَرهَبُ
مَكينٍ على متن الوجود مُؤيَّدٍ
بشمسِ استواءٍ ما لها الدهرَ مَغربُ١٠
ترَقَّت له الأسواءُ حتى ارتقيتَهُ
فقُمتَ بها في بعضِ ما تتنكَّبُ١١
فكنتَ كعينٍ ذاتِ جَريٍ كمينةٍ
تَفيضُ على مرِّ الزمان وتعذُبُ
موكَّلةٍ بالأرض تنسابُ في الثرى
فيحيا وتجري في البلاد فُتخصِبُ
فأحيَيتَ ميْتًا دارِسَ الرسم غابرًا
كأنك فيما جئتَ عيسى المُقرَّبُ١٢
وشِدتَ مَنارًا للخلافة في الورى
تُشرِّقُ فيهم شمسُه، وتُغرِّبُ
سهِرتَ ونام المسلمون بغِبطةٍ
وما يُزعِجُ النُّوامَ والساهرُ الأبُ
فنبَّهَنا الفتحُ الذي ما بفجرِهِ
ولا بِك يا فجرَ السلامِ مُكذَّبُ
حلمٌ عظيم وبطشٌ أعظم
حُسامُك من سقراطَ في الخَطبِ أخطَبُ
وعُودُك من عُودِ المنابر أصلَبُ١٣
وعزمُك مِن «هوميرَ» أمضى بديهةً
وأجلى بيانًا في القلوب وأعذَبُ١٤
وإن يذكُروا «إسكندرًا» وفتوحَهُ
فعهدُك بالفتح المُحجَّل أقرَبُ١٥
ومُلكُك أرقى بالدليل حكومةً
وأنفَذُ سهمًا في الأمور وأصوَبُ
ظهرتَ أميرَ المؤمنين على العِدا
ظهورًا يسوءُ الحاسدين ويُتعِبُ
سَلِ العصرَ والأيامَ والناسَ هل نَبا
لرأيك فيهم أو لسَيفِك مَضرِبُ١٦
همُ مَلئُوا الدنيا جَهامًا وراءَهُ
جهامٌ من الأعوانِ أهذَى وأكذَبُ١٧
فلمَّا استلَلتَ السيفَ أخلَبَ برقُهم
وما كنتَ يا برقَ المنيَّة تَخلُبُ١٨
أخذتَهمُ لا مالكين لحَوضِهم
من الذَّودِ إلا ما أطالوا وأسهبوا
ولم يتكلَّف قومُك الأُسدُ أُهبةً
ولكنَّ خُلْقًا في السباع التأهُّبُ
كذا الناسُ بالأخلاق يبقى صلاحُهم
ويذهبُ عنهم أمرُهم حين تَذهبُ
ومِن شرفِ الأوطان ألا يَفوتَها
حسامٌ مُعِزٌّ أو يَراعٌ مهذِّبُ
معجزات الجنود على الحدود
ملكتَ سَبيلَيهم ففي الشرق مَضرِبُ
لِجيشك ممدودٌ وفي الغرب مَضرِبُ١٩
ثمانون ألفًا أُسدُ غابٍ ضَراغِمٌ
لها مِخلبٌ فيهم وللموتِ مِخلبُ
إذا حلَمَت فالشرُّ وسْنانُ حالمٌ
وإن غضبَت فالشرُّ يقظانُ مُغضَبُ
فيالِقُ أفشى في البلاد من الضُّحى
وأبعَدُ من شمس النهار وأقرَبُ٢٠
وتُصبِح تلقاهم، وتُمسي تصدُّهم
وتَظهرُ في جِدِّ القتال وتلعبُ
تلوح لهم في كلِّ أُفْقٍ وتعتلي
وتَطلُع فيهم من مكانٍ وتَغرُبُ
وتُقدِم إقدامَ الليوث وتنثني
وتُدبِرُ عِلمًا بالوغى وتُعقِّبُ٢١
وتملكُ أطرافَ الشِّعاب وتلتقي
وتأخذُ عفوًا كلَّ عالٍ وتَغصبُ٢٢
وتغشى أبِيَّاتِ المَعاقلِ والذُّرا
فثيِّبُهنَّ البِكرُ والبِكرُ ثيِّبُ٢٣
يقودُ سراياها ويحمي لواءَها
سديدُ المرائي في الحروب مُجرِّبُ٢٤
يجيءُ بها حينًا ويرجعُ مرةً
كما تدفعُ اللُّجَّ البِحارُ وتَجذبُ٢٥
ويرمي بها كالبحر من كلِّ جانبٍ
فكلُّ خميسٍ لجةٌ تتضرَّبُ٢٦
ويُنفِذُها من كل شِعبٍ فتلتقي
كما يتلاقى العارضُ المُتشعِّبُ٢٧
ويجعلُ ميقاتًا لها تَنبري لهُ
كما دارَ يَلقى عقربَ السَّيرِ عقربُ٢٨
فظلَّت عيونُ الحرب حَيرى لِما ترى
نواظرَ ما تأتي الليوثُ وتُغرِبُ٢٩
تُبالغ بالرامي وتزهو بما رمى
وتعجَبُ بالقُوَّاد والجندُ أعجَبُ٣٠
وتُثنِي على مُزجِي الجيوشِ ﺑ «يلدزٍ»
ومُلهِمِها فيما تنالُ وتكسبُ٣١
وما المُلك إلا الجيش شأنًا ومظهرًا
ولا الجيشُ إلا رَبُّه حين يُنسَبُ
زينب بني عثمان
تُحذِّرني من قومِها التُّركِ زينبُ
وتُعجِمُ في وصفِ الليوثِ وتُعرِبُ
وتُكثِرُ ذِكرَ الباسلين وتنثني
بعزٍّ على عزِّ الجَمال وتُعجِبُ
وتسحبُ ذيلَ الكبرياء وهكذا
يَتيهُ ويختالُ القويُّ المغلَّبُ
وزينبُ إن تاهَت وإنْ هي فاخرَت
فما قومُها إلا العشيرُ المُحبَّبُ٣٢
يؤلِّف إيلامُ الحوادث بيننا
ويجمعُنا في الله دينٌ ومَذهبُ
نما الودُّ حتى مهَّد السُّبْلَ للهوى
فما في سبيلِ الوصل ما يُتصعَّبُ
ودانى الهوى ما شاء بيني وبينها
فلم يبقَ إلا الأرضُ والأرضُ تقرُبُ٣٣
الحالة في بحر الروم
ركِبتُ إليها البحرَ وهْو مَصِيدةٌ
تُمَدُّ بها سُفْنُ الحديد وتُنصَبُ٣٤
تروح المنايا الزُّرقُ فيه وتغتدي
وما هي إلا الموجُ يأتي ويَذهبُ
وتبدو عليه الفُلكُ شتَّى كأنها
بُئوزٌ تُراعيها على البُعد أعقُبُ٣٥
حواملُ أعلامِ القياصر حُضَّرٌ
عليها سلاطينُ البريَّة غُيَّبُ
تُجارِي خُطاها الحادثاتِ وتقتفي
وتطفو حوالَيها الخطوبُ وترسُبُ٣٦
ويُوشِك يَجري الماءُ من تحتها دمًا
إذا جمَعَت أثقالَها تترقَّبُ
فقلت أأشراطُ القيامة ما أرى
أم الحربُ أدنى من وريدٍ وأقربُ٣٧
أمانًا أمانًا لُجَّةَ الرُّوم للورى
لوَ انَّ أمانًا عندَ دأماءَ يُطلَبُ٣٨
كأني بأحداثِ الزمان مُلِمَّةً
وقد فاض منها حوضُكِ المُتضرِّبُ
فأُزعِجَ مَغبوطٌ ورُوِّع آمِنٌ
وغالَ سلامَ العالَمِين التعصُّبُ
فقالت أطلتَ الهمَّ لِلخَلقِ مَلجأٌ
أبَرُّ بهم من كل بَرٍّ وأحدَبُ٣٩
سلامُ البرايا في كلاءةِ فَرقدٍ
ﺑ «يلدزَ» لا يغفو ولا يتغيَّبُ٤٠
وإن أميرَ المؤمنين لَوابلٌ
من الغوثِ مُنهلٌّ على الخلقِ صَيِّبُ٤١
رأى الفتنةَ الكبرى فوالَى انهمالَهُ
فبادت وكانت جمرةً تتلهَّبُ٤٢
منَعة السواحل العثمانية
فما زِلتُ بالأهوالِ حتى اقتحمتُها
وقد تُركِبُ الحاجاتُ ما ليس يُركَبُ٤٣
أخُوض الليالي من عُبابٍ ومن دُجًى
إلى أُفُقٍ فيه الخليفةُ كوكبُ٤٤
إلى مُلكِ عثمانَ الذي دونَ حوضِهِ
بِناءُ العوالي المُشمخِرُّ المُطنَّبُ٤٥
فلَاحَ يُناغي النجمَ صرحٌ مُثقَّبٌ
على الماءِ قد حاذاه صرحٌ مُثقَّب
بروجٌ أعارتها المَنونُ عيونَها
لها في الجواري نظرةٌ لا تُخيَّبُ
رواسي ابتداعٍ في رواسي طبيعةٍ
تكادُ ذُراها في السحاب تَغيَّبُ
فقُمتُ أُجِيلُ الطَّرْفَ حَيرانَ قائلًا
أهَذي ثغورُ التُّرك أم أنا أحسبُ
فمِثلَ بِناءِ التُّرك لم يَبنِ مَشرقٌ
ومِثلَ بناءِ التُّرك لم يَبنِ مَغربُ
تَظلُّ مَهولاتُ البوارجِ دونَهُ
حوائرَ ما يَدرِين ماذا تُخرِّبُ
إذا طاش بين الماءِ والصخر سهمُها
أتاها حديدٌ ما يطيشُ وأُسرُبُ٤٦
يُسدِّده عزريلُ في زِيِّ قاذفٍ
وأيدي المنايا والقضاءُ المُدرِّبُ
قذائفُ تخشى مُهجةُ الشمس كُلَّما
علَت مُصعِداتٍ أنها لا تُصوَّبُ٤٧
إذا صُبَّ حاميها على السُّفُن انثنَت
وغانِمُها الناجي فكيف المُخيَّبُ
سَلِ الرُّومَ هل فيهنَّ للفُلك حيلةٌ
وهل عاصمٌ منهنَّ إلا التنكُّبُ٤٨
تذبذَب أسطولاهمُ فدعَتهما
إلى الرُّشدِ نارٌ ثَمَّ لا تَتذبذبُ
فلا الشرقُ في أسطوله مُتَّقى الحِمى
ولا الغربُ في أسطوله مُتهيَّبُ
زينب المتطوِّعة في موقعة
وما راعَني إلا لواءٌ مُخضَّبٌ
هنالك يَحميه بَنانٌ مُخضَّبُ٤٩
فقُلتُ مَن الحامي ألَيثٌ غضنفرٌ
مِن التُّرك ضارٍ أم غزالٌ مُربَّبُ٥٠
أم المَلِكُ الغازي المجاهدُ قد بَدا
أم النجمُ في الآرام أم أنتِ زينبُ
رفعتِ بناتِ التُّرك قالت وهل بِنا
بناتِ الضواري أن نَصولَ تعجُّبُ
إذا ما الديارُ استصرخَت بدرَت لها
كرائمُ مِنا بالقنا تتنقَّبُ
تُقرِّبُ ربَّاتُ البُعول بُعولَها
فإن لم يكُن بعلٌ فنفسًا تُقرِّبُ٥١
ولاحت بآفاقِ العدوِّ سريَّةٌ
فوارسُ تبدو تارةً وتَحجَّبُ
نواهضُ في حَزْنٍ كما تنهضُ القَطا
رواكِضُ في سهلٍ كما انساب ثعلبُ٥٢
قليلون من بُعدٍ كثيرون إن دنَوا
لهم سكنٌ آنًا وآنًا تهيُّبُ
فقالت شهدتَ الحربَ أو أنتَ مُوشِكٌ
فصِفْنا فأنتَ الباسلُ المُتأدِّبُ
ونادت فلبَّى الخيلُ مِن كلِّ جانبٍ
ولبَّى عليها القَسورُ المُترقِّبُ٥٣
خِفافًا إلى الداعي سِراعًا كأنما
من الحرب داعٍ للصلاة مُثوِّبُ
مُنيفِين مِن حول اللواء كأنهم
له مَعقلٌ فوق المَعاقل أغلَبُ
وما هي إلا دعوةٌ وإجابةٌ
أَنِ الْتحمَت والحربُ بَكرٌ وتَغلبُ٥٤
فأبصرتُ ما لم تُبصِرا من مَشاهدٍ
ولا شهدَت يومًا مَعدُّ ويَعربُ
مَضيق ملونا
جبالَ «ملونا» لا تَخوري وتَجزعي
إذا مال رأسٌ أو تضعضع مَنكِبُ
فما كنتِ إلا السيفَ والنارَ مَركبًا
وما كان يستعصي على التُّرك مَركَبُ
علَوا فوق علياءِ العدوِّ ودونهُ
مَضيقٌ كحلقِ الليث أو هو أصعَبُ
فكان صراط الحشر ما ثَمَّ ريبةٌ
وكانوا فريقَ الله ما ثَمَّ مُذنِبُ
يَمرُّون مَرَّ البرقِ تحت دُجنَّةٍ
دُخانًا به أشباحُهم تتجلببُ٥٥
حثيثين مِن فوق الجبال وتحتها
كما انهارَ طَودٌ أو كما انهالَ مِذنَبُ٥٦
تَمدُّهمُ قُذَّافُهم ورُماتُهم
بنارٍ كنيرانِ البراكين تَدْأبُ
تُذرِّي بها شُمَّ الذُّرا حين تَعتلي
ويَسفحُ منها السفحُ إذ تتصبَّبُ٥٧
تُسمَّر في رأسِ القلاع كُراتُها
ويسكن أعجازَ الحصونِ المُذنَّبُ٥٨
فلمَّا دَجى داجي العَوانِ وأطبقَت
تَبلَّجَ والنصرَ الهلالُ المُحجَّبُ٥٩
ورُدَّت على أعقابها الرُّومُ بعدما
تَناثَر منها الجيشُ أو كاد يَذهبُ
جَناحَين في شِبه الشباكَين من قَنًا
وقَلبًا على حَرِّ الوغى يتقلَّبُ
على قُلَلِ الأجبال حَيرى جُموعُهم
شواخصُ ما إنْ تهتدي أين تَذهبُ٦٠
إذا صعِدَت فالسيفُ أبيضُ خاطفٌ
وإن نزلَت فالنارُ حمراءُ تَلهبُ
تطوَّعَ أسرًا منهمُ ذلك الذي
تَطوَّع حربًا والزمانُ تقلُّبُ
وتمَّ لنا النصرُ المُبين على العِدا
وفَتحُ المعالي والنهارُ المُذهَّبُ
فجئتُ فتاةَ التُّركِ أجزي دِفاعَها
عن المُلكِ والأوطانِ ما الحقُّ يُوجِبُ
فقبَّلتُ كفًّا كان بالسيفِ ضاربًا
وقبَّلتُ سيفًا كان بالكفِّ يَضربُ
وقُلتُ أفي الدنيا لقومِكِ غالبٌ
وفي مِثل هذا الحِجر رُبُّوا وهُذِّبوا
رويدًا بني عثمانَ في طلب العُلا
وهيهاتَ لم يُستبقَ شيءٌ فيُطلَبُ
أفي كلِّ آنٍ تَغرسون ونجتني
وفي كل يومٍ تَفتحون ونكتُبُ
وما زِلتمُ يَسقيكمُ النصرُ خمرَهُ
وتسقونه والكلُّ نشوانُ مُصْأَبُ٦١
إلى أن أحلَّ السُّكْرَ مَن لا يُحلُّهُ
ومدَّ بِساطَ الشربِ مَن ليس يَشربُ
الحاج عبد الأزل باشا
وأشمَطَ سوَّاسِ الفوارسِ أشيَبُ
يسيرُ به في الشعب أشمَطُ أشيَبُ٦٢
رَفيقَا ذهابٍ في الحروب وجَيئةٍ
قد اصطحبَا والحُرُّ للحُرِّ يَصحبُ
إذا شهِداها جدَّدا هِزَّةَ الصِّبا
كما يتصابى ذو ثمانينَ يَطربُ
فيهتزُّ هذا كالحُسام ويَنثني
ويَنفرُ هذا كالغزال ويلعبُ
توالى رصاصُ المُطلِقين عليهما
يُخضِّل من شيبهما ويُخضِّبُ
فقِيل أنِل أقدامَك الأرضَ إنها
أبَرُّ جوادًا إن فعلتَ وأنجَبُ
فقال أيُرضِي واهبُ النصرِ أننا
نموت كموتِ الغانيات ونَعطَبُ
ذرُوني وشأني والوغى لا مُباليًا
إلى الموت أمشي أم إلى الموت أركبُ
أيحملني عُمْرًا ويحمي شبيبتي
وأخذلُه في وهنِه وأُخيِّبُ٦٣
إذا نحن مِتنا فادفِنونا ببُقعةٍ
يظلُّ بذِكرانا ثَراها يُطيَّبُ
ولا تعجَبوا أن تبسلَ الخيلُ إنها
لها مِثلُ ما للناسِ في الموت مَشرَبُ٦٤
فماتَا أمامَ اللهِ موتَ بسالةٍ
كأنهما فيه مِثالٌ مُنصَّبُ٦٥
وما شهداءُ الحرب إلا عمادُها
وإن شيَّد الأحياءُ فيها وطنَّبوا٦٦
مِدادُ سِجلِّ النصرِ فيها دِماؤهم
وبالتِّبرِ مِن غالي ثَراهم يُترَّبُ٦٧
فهل من «ملونا» مَوقفٌ ومَسامعٌ
ومن جبلَيها مِنبرٌ لي فأخطبُ
فأسألُ حِصنَيها العجيبَين في الورى
ومَدخلَها الأعصى الذي هو أعجَبُ
وأستشهد الأطوادَ شمَّاءَ والذُّرا
بَواذخَ تُلوِي بالنجوم وتجذبُ٦٨
هل البأس إلا بأسُهم وثباتُهم
أو العزمُ إلا عزمُهم والتلبُّبُ٦٩
أو الدينُ إلا ما رأت من جهادِهم
أو المُلك إلا ما أعزُّوا وهيَّبوا٧٠
وأيُّ فضاءٍ في الوَغى لم يُضيِّقوا
وأيُّ مَضيقٍ في الورى لم يُرحِّبوا
وهل قبْلَهم مَن عانقَ النارَ راغبًا
ولو أنه عَبَّادُها المُترهِّبُ
وهل نال ما نالوا مِن الفخر حاضرٌ
وهل حُبِي الخالون منه الذي حُبُوا٧١
سلامًا «ملونا» واحتفاظًا وعِصمةً
لِمَن بات في عالي الرِّضا يتقلبُ
وضِنِّي بعَظمٍ في ثَراكِ مُعظَّمٍ
يُقرِّبه الرحمنُ فيما يُقرِّبُ
هزيمة طرناو
و«طرناوُ» إذ طارَ الذهولُ بجيشها
وبالشَّعب فوضى في المذاهبِ يَذهبُ
عشيَّةَ ضاقت أرضُها وسماؤها
وضاقَ فضاءٌ بين ذاك مُرحَّبُ
خلَت من بِنَى الجيشِ الحصونُ وأقفرتْ
مَساكنُ أهليها وعمَّ التخرُّبُ٧٢
ونادى مُنادٍ للهزيمة في المَلا
وإنَّ مُنادي التُّرك يدنو ويَقربُ
فأعرضَ عن قُوَّادِه الجندُ شاردًا
وعلَّمه قُوَّادُه كيف يَهربُ
وطار الأهالي نافرين إلى الفَلا
مِئينَ وآلافًا تَهيمُ وتَسرُبُ٧٣
نجَوا بالنُّفوس الذاهلات وما نجَوا
بغيرِ يدٍ صِفرٍ وأخرى تُقلَّبُ
وطالت يدٌ للجمعِ في الجمعِ بالخَنا
وبالسَّلبِ لم يَمدُد بها فيه أجنَبُ٧٤
يَسيرُ على أشلاءِ والدِه الفتى
ويَنسى هناك المُرضَعَ الأمُّ والأبُ٧٥
وتمضي السَّرايا واطئاتٍ بِخَيلِها
أراملَ تبكي أو ثَواكلَ تَندبُ
فمِن راجلٍ تَهوي السِّنونَ برِجلِهِ
ومِن فارسٍ تمشي النساءُ ويَركبُ٧٦
وماضٍ بمالٍ قد مضى عنه وَألُهُ
ومُزجٍ أثاثًا بين عينَيه يُنهَبُ٧٧
يكادون من ذُعرٍ تَفرُّ ديارُهم
وتنجو الرواسي لو حَواهنَّ مَشعَبُ٧٨
يكاد الثرى من تحتِهم يلِجُ الثرى
ويَقضم بعضُ الأرض بعضًا ويَقضِبُ٧٩
تكادُ خُطاهم تَسبقُ البرقَ سرعةً
وتَذهبُ بالأبصارِ أيَّانَ تَذهبُ
تكادُ على أبصارهم تقطع المَدى
وتَنفذُ مَرماها البعيدَ وتَحجُبُ٨٠
تكادُ تمسُّ الأرضَ مسًّا نِعالُهم
ولو وجدوا سُبْلًا إلى الجوِّ نكَّبوا٨١
هزيمة مَن لا هازمٌ يستِحثُّهُ
ولا طاردٌ يدعو لذاك ويُوجِبُ
قعدْنا فلمْ يَعدم فتى الروم فَيلقًا
من الرُّعبِ يغزوه وآخرُ يَسلبُ
ظَفِرْنا به وجهًا فظنَّ تعقُّبًا
وماذا يَزيد الظافرين التعقُّبُ
فولَّى وما ولَّى نظامُ جنودِهِ
ويا شؤمَ جيشٍ للفِرار يُرتِّبُ
يسوقُ ويَحدو للنجاةِ كتائبًا
له مَوكبٌ منها وللعارِ مَوكبُ
منظَّمةٌ مِن حوله بَيدَ أنها
تودُّ لو انشقَّ الثرى فتُغيَّبُ
مؤزَّرةٌ بالرُّعب ملدوغةٌ به
ففي كلِّ ثوب عقربٌ منه تَلسِبُ٨٢
ترى الخيلَ مِن كلِّ الجهات تخيُّلًا
فيأخذ منها وَهْمُها والتهيُّبُ
فمِن خلفِها طورًا وحينًا أمامها
وآونةً مِن كلِّ أوْبٍ تألَّبُ٨٣
فوارسُ في طُولِ الجبال وعرضِها
إذا غابَ منهم مِقنَبٌ لاح مِقنَبُ٨٤
فمهما تهِمْ يَسنحْ لها ذو مُهنَّدٍ
ويخرجْ لها من باطنِ الأرض مِحرَبُ٨٥
وتَنزلْ عليها من سماءِ خَيالِها
صواعقُ فيهنَّ الرَّدى المُتصبِّبُ
رُؤًى إن تكن حقًّا يكُن من ورائِها
ملائكةُ الله الذي ليس يُغلَبُ٨٦
التلاقي على سهل فرسالا
و«فرسالُ» إذ باتوا وبِتنا أعاديًا
على السهل لُدًّا يَرقبون ونَرقبُ٨٧
وقام فتانا الليلَ يَحمي لواءَه
وقامَ فتاهُم ليلَهُ يتلعَّبُ
توسَّدَ هذا قائِمَ السيفِ يتَّقي
وهذا على أحلامِه يَتحسَّبُ٨٨
وهل يستوي القِرنان هذا مُنعَّمٌ
غَريرٌ وهذا ذو تَجاريبَ قُلَّبُ٨٩
حَميْنا كِلانا أرضَ «فرسالَ» والسَّما
فكلُّ سبيلٍ بين ذلك مَعطبُ٩٠
ورُحنا يهُبُّ الشرُّ فينا وفيهمُ
وتَشمُلُ أرواحُ القتالِ وتَجنُبُ٩١
كأنَّا أُسودٌ رابضاتٌ كأنهم
قطيعٌ بأقصى السهل حيرانُ مُذئِبُ٩٢
كأنَّ خيامَ الجيش في السهل أينُق
نواشِزُ فوضى في دُجى الليل شُزَّبُ٩٣
كأنَّ السرايا ساكناتٍ موائجًا
قطائعُ تُعطَى الأمنَ طورًا وتُسلَبُ٩٤
كأنَّ القَنا دون الخيام نوازلًا
جداولُ يُجرِيها الظلامُ ويَسكبُ٩٥
كأنَّ الدُّجى بحرٌ إلى النجم صاعدٌ
كأنَّ السرايا موجُه المُتضرِّبُ
كأنَّ المنايا في ضميرِ ظلامِهِ
همومٌ بها فاضَ الضميرُ المُحجَّبُ
كأنَّ صهيلَ الخيل ناعٍ مُبشِّرٌ
تَراهنَّ فيها ضُحَّكًا وهْي نُحَّبُ٩٦
كأنَّ وجوهَ الخيل غُرًّا وسيمةً
دَراريُّ ليل طُلَّعٌ فيه ثُقَّبُ٩٧
كأنَّ أُنوفَ الخيل حرَّى من الوغى
مَجامرُ في الظلماءِ تَهْدا وتَلهبُ٩٨
كأنَّ صدورَ الخيل غُدْرٌ على الدُّجى
كأنَّ بقايا النَّضحِ فيهن طُحلبُ٩٩
كأنَّ سَنا الأبواق في الليلِ برقُه
كأنَّ صداها الرعدُ للبرقِ يَصحبُ
كأنَّ نداءَ الجيش من كلِّ جانبٍ
دويُّ رياحٍ في الدُّجى تَتذأبُ١٠٠
كأنَّ عيونَ الجيش من كلِّ مذهبٍ
من السهلِ جِنٌّ جُوَّلٌ فيه جُوَّبُ١٠١
كأنَّ الوغى نارٌ كأنَّ جنودَنا
مجوسٌ إذا ما يمَّموا النارَ قرَّبوا١٠٢
كأنَّ الوغى نارٌ كأنَّ الرَّدى قِرًى
كأنَّ وراءَ النار حاتمَ يَأدِبُ١٠٣
كأنَّ الوغى نارٌ كأنَّ بَنِي الوغى
فَراشٌ له في مَلمسِ النارِ مَأربُ
وثَبْنا يضيق السهلُ عن وثَباتِنا
وتَقدُمُنا نارٌ إلى الرومِ أوْثَبُ
مشَت في سراياهم فحلَّت نظامَها
فلمَّا مشَيْنا أدبرَت لا تُعقِّبُ
غصب دوموقو
رأى السهلُ منهم ما رأى الوعرُ قبلَهُ
فيا قومُ حتى السهلُ في الحرب يَصعُبُ؟
وحِصن تَسامى من «دموقو» كأنه
مُعشَّشُ نَسرٍ أو بهذا يُلقَّبُ
أشَمُّ على طَودٍ أشمَّ كلاهما
مَنونُ المُفاجي والحِمامُ المُرحِّبُ
تكادُ تُقادُ الغادياتُ لربِّهِ
فيُزجِي وتَنزَمُّ الرياحُ فيركبُ١٠٤
حمَته ليوثٌ من حديدٍ تركَّزَت
على عَجَلٍ واستجمعَت تَترقَّبُ
تَثور وتَستأني وتَنأى وتَدَّني
وتَغدو بما تغدي وترمي وتَنشبُ١٠٥
تأبَّى فظنَّ العالمون استحالةً
وأعيا على أوهامِهم فتريَّبوا١٠٦
فما في القُوى أن السمواتِ تُرتَقى
بجيشٍ وأن النجم يُغشى فيُغضَبُ١٠٧
سمَوتم إليه والقنابلُ دونَهُ
وشُهْبُ المنايا والرصاص المُصوَّبُ
فكنتم يَواقيتَ الحروب كرامةً
على النار أو أنتم أشَدُّ وأصلَبُ١٠٨
صعدتم وما غيرُ القنا ثَمَّ مَصعدٌ
ولا سُلَّمٌ إلا الحديدُ المُذرَّبُ١٠٩
كما ازدحمَت بيزانُ جَوٍّ بمَوردٍ
أو ارتفعت تَلقى الفريسةَ أعقُبُ١١٠
فما زِلتمُ حتى نزلتم بُروجَهُ
ولم تُحتضَرْ شمسُ النهار فتَغرُبُ
هنالك غالى في الأماديحِ مَشرقٌ
وبالغ فيكم آلَ عثمانَ مَغربُ
وزِيدَ حِمى الإسلامِ عزًّا ومَنعةً
ورُدَّ جِماحُ العصرِ فالعصرُ هَيِّبُ
رفعنا إلى النجم الرءُوسَ بنصرِكم
وكنا بحُكمِ الحادثاتِ نُصوِّبُ
ومَن كان منسوبًا إلى دولةِ القنا
فليس إلى شيءٍ سوى العِزِّ يُنسَبُ
أحلام اليونان
فيا قومُ أين الجيش فيما زعمتُمُ
وأين الجواري والدفاعُ المُركَّبُ١١١
وأين أميرُ البأسِ والعزمِ والحِجَا
وأين رجاءٌ في الأمير مُخيَّبُ
وأين تُخومٌ تستبيحون دَوسَها
وأين عصاباتٌ لكم تَتوثَّبُ١١٢
وأين الذي قالت لنا الصُّحْفُ عنكمُ
وأسنَد أهلوها إليكم فأطنَبوا
وما قد روى بَرقٌ من القولِ كاذبٌ
وآخرُ مِن فِعل المُحبِّين أكذَبُ
وما شِدتمُ من دولةٍ عرضُها الثرى
يدين لها الجنسانِ تُركٌ وصَقلَبُ١١٣
لها عَلمٌ فوق الهلال وسُدَّةٌ
تُنَصُّ على هامِ النجوم وتُنصَبُ١١٤
أهذا هو الذَّودُ الذي تدَّعونَهُ
ونصرُ «كريدٍ» والولا والتحبُّبُ
أهذا الذي للمُلكِ والعِرضِ عندكم
وللجارِ إن أعيا على الجارِ مَطلبُ
أهذا سلاحُ الفتح والنصر والعُلا
أهذا مطايا مَن إلى المجد يركبُ
أهذا الذي للذِّكر خلَّب مَعشرٌ
على ذِكرهم يأتي الزمانُ ويذهبُ
أسَأتُم وكان السوء منكم إليكمُ
إلى خيرِ جارٍ عنده الخيرُ يُطلَبُ
إلى ذي انتقامٍ لا ينام غريمُهُ
ولو أنه شخصُ المنام المُحجَّبُ
شقيتُم بها من حيلةٍ مستحيلةٍ
وأين من المُحتالِ عنقاءُ مَغرِبُ١١٥
فلولا سيوفُ التُّرك جرَّبَ غيرُكم
ولكنْ من الأشياءِ ما لا يُجرَّبُ
عفو القادر
فعفوًا أميرَ المؤمنين لأُمَّةٍ
دَعَت قادرًا ما زال في العفو يَرغبُ
ضربتَ على آمالِها ومآلها
وأنت على استقلالها اليومَ تَضربُ
إذا خان عبدُ السوءِ مولاه مُعتَقًا
فما يفعُلُ المولى الكريمُ المهذَّبُ
ولا تضربَنْ بالرأي مُنحَلَّ ملكِهم
فما زِلتَ مُذ هبُّوا بسيفَين تَضربُ
لقد فنِيَت أرزاقُهم ورجالُهم
وليس بفانٍ طيشُهم والتقلُّبُ
فإن يجدُوا للنفس بالعَودِ راحةً
فقد يَشتهي الموتَ المريضُ المُعذَّبُ
وإن همَّ بالعفوِ الكريمِ رجاؤهم
فمِن كَرَمِ الأخلاق ألا يُخيَّبوا
فما زِلتَ جارَ البرِّ والسيِّدَ الذي
إلى فضلِه مِن عدلِه الجارُ يَهربُ
يُلاقي بعيدُ الأهلِ عندكَ أهلَهُ
ويَمرحُ في أوطانِه المتغرِّبُ
التماس القَبول
أمولايَ غنَّتك السيوفُ فأطربَت
فهل لِيَراعي أن يُغنِّي فيُطرِبُ
فعندي كما عند الظُّبا لك نَغْمةٌ
ومختلِفُ الأنغامِ للأُنسِ أجلَبُ١١٦
أُعرِّب ما تُنشي عُلاك وإنهُ
لفي لُطفه ما لا يَنال المُعرِّبُ
مدحتك والدنيا لسانٌ وأهلُها
جميعًا لسانٌ يُملِيان وأكتبُ
أُناوِلُ من شِعرِ الخلافةِ ربَّها
وأكسُو القوافي ما يدومُ فَيَقشبُ١١٧
وهل أنت إلا الشمسُ في كل أمةٍ
فكلُّ لسانٍ في مديحِكَ طيِّبُ
فإن لم يَلِق شِعري لبابك مِدحةً
فمُرْ ينفتحْ بابٌ من العُذرِ أرحَبُ
وإني لَطيرُ النيل لا طيرَ غيرُهُ
وما النيلُ إلا مِن رياضِك يُحسَبُ
إذا قلتُ شعرًا فالقوافي حواضرٌ
وبغدادُ بغدادٌ ويثربُ يثربُ
ولم أَعدم الظلَّ الخصيبَ وإنما
أُجاذِبُك الظلَّ الذي هو أخصَبُ
فلا زِلتَ كهفَ الدين والهاديَ الذي
إلى الله بالزُّلفى له نتقرَّبُ
١
في وصف الوقائع العثمانية اليونانية.
٢
المتطبِّب: المُتعاطي عِلم الطب.
٣
ثكلى: مُصابة ببَنِيها الذين نالهم صارم التأديب وتأديب الصارم.
وأشيب: علاه الشيب؛ لكثرة ما أُدِّب وأُنِّب.
٤
الخطاب للسلطان عبد الحميد. وكيانها: وجودها. وبأسطع: بسَيفٍ شديد
السطوع.
٥
معناه: لكل فجر كوكبٌ يُسايره ويصحبه، وفجر هذا السيف رأيك الوضَّاء،
وما مُنحتَ من نادر الذكاء.
٦
الداجي: المُظلِم. وانجاب: انكشف. والغيهب: الظلام.
٧
أبوَّة: آباء. وحُضَّار وغُيَّب: جمع حاضر وغائب.
٨
معناه: انفردوا بأمر المسلمين فهُم الخلفاء، واستوى عرشهم على
الغرب والشرق فهم قياصر عظماء، وهم الخواقين (ملوك
التُّرك).
٩
معممهم: ذو العمامة منهم، وكذا المعصَّب، هو أيضًا المتوَّج.
والعمامة والعصابة والتاج ممَّا لبس سلاطين آل عثمان.
١٠
مكين: عظيمٌ مرتفع. والمتن: الظَّهر.
١١
الأسواء: جمع سوء، وهو كل ما يسوء. وتتنكب: تحمل.
١٢
الرسم: ما كان لاصقًا بالأرض من آثار الدار. ودرس: أي بلي
وعفا.
١٣
سقراط: خطيب اليونان وحكيمها المشهور.
١٤
هومير: أكبر شعراء اليونان الأقدمين.
١٥
المحجَّل: المُضيء المُشرِق.
١٦
نبا السيف عن الضريبة: كَلَّ وارتدَّ.
١٧
الجهام: السحاب العظيم الذي لا ماء فيه. وهذى في الكلام: أكثر
منه في خطأ.
١٨
أخلب برقُهم: بطل وعيدهم. وتخلب: أي تخدع.
١٩
مضرب: فسطاطٌ عظيم.
٢٠
الفَيلق: الجيش العظيم، والجمع فيالق.
٢١
أدبر: ولَّى. وتعقب: أي تعُود.
٢٢
الشعاب: جمع شِعب، وهي الطريق في الجبل.
٢٣
الأبِيَّات: جمع أبيَّة، وهي التي لا ترضى الدنيَّة كبرًا.
والمَعقل: الملجأ. والذرا: الأمكنة المرتفعة. والثيِّب: نقيض
البِكر.
٢٤
السرايا: جمع سريَّة، وهي القطعة من الجيش. والمرائي: جمع مرأًى،
وهو المنظر.
٢٥
اللج: معظم الماء.
٢٦
الخميس: الجيش.
٢٧
يُنفِذها: يُسيِّرها. والشِّعب: الطريق في الجبل. والعارض
المتشعِّب: السحاب المتفرِّق.
٢٨
انبرى له: اعترض.
٢٩
أغرب الرجل: أتى بشيءٍ غريب.
٣٠
زها: تاه وتكبَّر.
٣١
أزجى الجيش: ساقَه.
٣٢
العشير: القبيلة.
٣٣
دانى: قارب.
٣٤
مَصِيدة ومصْيدة: بمعنًى واحد، وهي ما يُصاد به.
٣٥
بئوز: جمع بازٍ. وأعقُب: جمع عُقاب. وكلاهما من جوارح
الطير.
٣٦
اقتفى أثره: تبِعه.
٣٧
الأشراط: جمع شرط، وهو العلامة.
٣٨
لجة الروم: بحر الروم. والدأماء: البحر.
٣٩
أحدب: من الحدب، وهو التعطُّف.
٤٠
كلاءة: أي حفظ.
٤١
الغوث: الإسعاف. والوابل: المطر الشديد. والصيب: السحاب.
٤٢
الانهمال: دوام الانسكاب.
٤٣
اقتحم الهول: رمى نفسه فيه بشدة.
٤٤
الدجى: الظُّلمة.
٤٥
العوالي: الرماح. والمشمخرُّ: العالي. والمطنَّب. المشدود
بالأطناب.
٤٦
الأسرب: الرصاص.
٤٧
معناه: إذا ارتفعت هذه القنابل خشيت الشمس أن تُخطئ هدفها وأن
تستمر صاعدة فتُصيب مهجتها.
٤٨
الضمير في «فيهن» و«منهن» راجع للقنابل. والتنكُّب: العدول
والتجنُّب.
٤٩
اللواء المخضَّب: هو الراية العثمانية الحمراء. ويحميه بنان
مخضَّب: أي أنثى مخضوبة البنان.
٥٠
ربَّب الصبيَّ: ربَّاه حتى أدرك.
٥١
البعل: الزوج.
٥٢
الحَزْن: ما غلظ من الأرض.
٥٣
القسور: الأسد، والمراد به فارس التُّرك.
٥٤
بكر وتغلب: قبيلتان لم تقِف بينهما العداوة عند حد؛ فتشبيه
المقاتلين بهما جيِّد.
٥٥
أي تحت ظُلمةٍ من الدخان تختفي بها أشباحهم.
٥٦
المذنب: مَسيل الماء إلى الأرض. والمعنى: كما انقضَّ جبل، أو
انحطَّ سيل.
٥٧
تُذرِّي: من التذرية، وهي الإطارة والإثارة. والذُّرا: جمع ذروة،
وهي أعلى الشيء. والشُّم: جمع شمَّاء، من الشَّمَم، وهو الارتفاع.
ويسفح: ينصب. والسفح: عرض الجبل المضطجع.
٥٨
المذنب: ذو الذنَب من القنابل الكبيرة.
٥٩
العوان: الحرب الشديدة.
٦٠
القلة: أعلى الرأس.
٦١
المُصْأب: مَن شرِب حتى ارتوى.
٦٢
الأشمط: الذي يُخالط بياضَ رأسه سواد. والمراد بالأول الفارس،
وبالثاني فرسه.
٦٣
الوهن: الضعف. والمعنى: ليس من الوفاء ولا من حسن الجزاء أن يكون
نصيبه مني في شيبه التَّرك والخذلان، وقد كان نصيبي منه الصبر على
الأهوال، والمعاناة على القتال.
٦٤
تبسل: تشجع.
٦٥
منصَّب: مرفوع.
٦٦
طنَّب البيت: شدَّه بالأطناب، وهي الحبال.
٦٧
السجل: كتاب العهد أو الحكم. وترَّب الكتابة: وضع عليها التراب
لتجفَّ.
٦٨
الشماء: المرتفعة. والبواذخ، من بذخ الجبل: طال. وألوى بثوبه أو
يده: أشار بها.
٦٩
التلبُّب، من تلبَّب الرجل للحرب: تحزَّم وتشمَّر لها.
٧٠
هيَّبه: صيَّره مَهيبًا.
٧١
حباه الشيء: أعطاه إياه.
٧٢
بِنَى: جمع بِنية، بكسر الباء، وهي البنيان، والمراد بها هنا:
القلاع والثكنات.
٧٣
تسرب: من سرب الرجل في الأرض، إذا ذهب على وجهه فيها
ومضى.
٧٤
معناه: تعدَّى بعضهم على بعض بالفُحش والسلب. والأجنب: الأجنبي،
والمراد به التُّرك.
٧٥
أشلاء: جمع شِلو، وهي أعضاء الإنسان بعد البِلى
والتفرُّق.
٧٦
الراجل: الماشي على رجلَيه. وتهوي السنون برجله: أي تزلُّ به
القَدم من ثقل وطأة الهرم.
٧٧
الوأل: الملجأ. مُزج، من أزجاه بمعنى: ساقه ودفعه برفق. الأثاث:
متاع البيت.
٧٨
الذعر: الخوف الشديد. والرواسي: الجبال. والمشعب: الطريق.
٧٩
يلج: يدخل. ويقضم: يأكل. ويقضب: يقطع.
٨٠
مدى البصر: مُنتهاه وغايته. وتنفذ مرماها: تبلغه
وتتجاوزه.
٨١
نكَّبوا: مالوا.
٨٢
أزَّره: غطَّاه وقوَّاه. وتلسب: أي تلدغ.
٨٣
تألب، من التألب وهو: التجمُّع. والأوب: الناحية.
٨٤
أي يجسِّمها لهم الويل فيرَونها كذلك. والمِقنب: الجماعة من
الخيل تجتمع للغارة.
٨٥
المحرب: الشجاع الشديد في الحرب.
٨٦
الرؤى: جمع رؤيا، وهي المنام.
٨٧
اللدُّ: جمع الألد، وهو الشديد الخصومة.
٨٨
يتحسب: يتوسد.
٨٩
القِرن: النظير المُقاوم. والغرير: العديم الخبرة. والقُلب:
المُحتال البصير بتقلُّب الأمور.
٩٠
معطب: مَهلك.
٩١
تشمل، من شملت الريح: هبَّت شمالًا. وجنبت: هبَّت جنوبًا.
٩٢
القطيع: الطائفة من الغنم. وأذأب القطيع: فزع من الذئب، فهو
مذئب.
٩٣
الأينُق: جمع ناقة. ونواشز: مرتفعة. وشُزَّب: متفرِّقة.
٩٤
القطائع: جمع قطيعة، وهي هنا ما قُطِع من الجيش.
٩٥
القنا: جمع قناة، وهي الرمح.
٩٦
نُحَّب: أي منتحبات باكيات.
٩٧
ثقَّب النجم: أضاء. والدراري: النجوم الثواقب.
٩٨
المجامر: جمع مِجمر، وهو ما يُوضَع فيه الجمر.
٩٩
الغدر: جمع غدير. والطحلب: خُضرةٌ تعلو الماء المزمن. والنضح:
رشاش الماء.
١٠٠
تتذأب الريح: تجيء مرةً كذا ومرةً كذا.
١٠١
عيون الجيش: أرصاده وجواسيسه.
١٠٢
قربوا لله: قدَّموا له القربان.
١٠٣
القِرى: ما قُرِي به الضيف؛ أي قُدِّم له. وحاتم: هو حاتم الطائي
المضروب به المثل في الجود.
١٠٤
الغاديات: جمع غادية، وهي السحابة تنشأ غدوة. ويزجي: يسوق.
وتنزمُّ: تُزمُّ بزمام.
١٠٥
استأنى: انتظر. وادَّنى: اقترب.
١٠٦
تأبى: امتنع. وتريَّبوا: تخوَّفوا.
١٠٧
يُغضَب (على البناء للمجهول): يصاب بالغضاب، وهو القذى في
العين.
١٠٨
يقال إن الياقوت لا يحترق بالنار.
١٠٩
الحديد المذرب: المسموم. وذرب السيف: حده.
١١٠
البيزان: جمع بازٍ. والأعقُب: جمع عُقاب. وهما من جوارح الطير.
١١١
الجواري: السفن.
١١٢
التخوم: الحدود.
١١٣
صقلب: الجنس السلافي.
١١٤
تُنصُّ: أي تُرفع.
١١٥
عنقاء مغرب: طائرٌ من طيور الأساطير.
١١٦
الظُّبا: جمع ظُبَة، وهي حدُّ السيف، أو السنان.
١١٧
يقشب الشيء: يجعله جديدًا.
