عيد الفداء١

أمَّا العتابُ فبِالأحبَّةِ أخلَقُ
والحبُّ يصلُحُ بالعتابِ ويَصدُقُ
يا مَن أُحِبُّ ومَن أُجِلُّ وحسْبُهُ
في الغِيدِ منزلةً يُجَلُّ ويُعشَقُ
البُعدُ أدناني إليكَ فهل تُرى
تقسو وتنفرُ أم تلين وترفقُ
في جاهِ حُسنِك ذِلَّتي وضراعتي
فاعطِف فذاك بجاهِ حُسنِك أليَقُ

•••

خَلُقَ الشبابُ ولا أزال أصونُهُ
وأنا الوفيُّ موَدَّتي لا تَخلَقُ٢
صاحَبتُه عشرينَ غيرَ ذميمةٍ
حالي به حالٍ وعيشيَ مُونِقُ٣
قلبي، ادَّكرتَ اليوم غيرَ مُوفَّقٍ
أيامَ أنتَ مع الشبابِ مُوفَّقُ
فخفَقتَ من ذكرى الشبابِ وعهدِهِ
لهفي عليك لكل ذكرى تخفقُ
كم ذُبتَ من حُرَقِ الجوى واليوم من
أسفٍ عليه وحسرةٍ تتحرَّقُ
كنتَ الشِّباكَ وكان صيدًا في الصِّبا
ما تسترقُّ من الظباءِ وتُعتِقُ
خدَعَت حبائلُك المِلاحَ هُنيهةً
واليومَ كلُّ حبالةٍ لا تَعلَقُ
هل دُونَ أيام الشبيبة للفتى
صفوٌ يحيطُ به وأُنسٌ يُحدِقُ
١  كان لهذه القصيدة يوم نُشِرت ضجَّةٌ هائلة، ولعلها استمدَّت معظمها من تلك الأبيات التي تنطق فيها ذكرى الشباب، والتي قلَّما وُفِّق إلى مِثلها شاعر. ولقد نُظِمت هذه القصيدة معارضةً لأخرى من رويِّها للمرحوم إسماعيل صبري باشا.
٢  خلق الشيء: بلي.
٣  الحالي: الحلو، أو المُزيَّن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤