الأندلس الجديدة

يا أختَ أندلسٍ عليكِ سلامُ
هوَت الخلافةُ عنكِ والإسلامُ١
نزل الهلالُ عن السماءِ فلَيتَها
طُوِيَت وعمَّ العالمين ظلامُ
أزرى به وأزاله عن أوْجِهِ
قدَرٌ يحُطُّ البدرَ وهْو تمامُ٢
جُرحانِ تمضي الأُمَّتانِ عليهما
هذا يسيل وذاك لا يلتامُ٣
بكما أُصيبَ المسلمون وفيكما
دُفِن اليراعُ وغُيِّب الصِّمصامُ٤
لم يُطوَ مأتمُها وهذا مأتمٌ
لبسوا السوادَ عليكِ فيه وقاموا٥
ما بينَ مَصرِعها ومَصرعِكِ انقضَت
فيما نُحِبُّ ونكره الأيامُ
خلَت القرونُ كلَيلةٍ وتصرَّمَت
دُوَلُ الفتوحِ كأنها أحلامُ٦
والدهرُ لا يألو الممالكَ مُنذِرًا
فإذا غفَلنَ فما عليه مَلامُ٧

•••

مقدونيا والمسلمون عشيرةٌ
كيف الخئولةُ فيكِ والأعمامُ٨
أتَرَينِهم هانوا وكان بعزِّهم
وعُلِّوهم يتخايلُ الإسلامُ٩
إذ أنتِ نابُ الليث كلُّ كتيبةٍ
طلعَت عليكِ فريسةٌ وطعامُ١٠
ما زالت الأيامُ حتى بُدِّلَت
وتغيَّرَ الساقي وحالَ الجامُ١١
أرأيتِ كيف أُديلَ من أُسْدِ الشَّرى
وشهدتِ كيف أُبيحَتِ الآجامُ١٢
زعموكِ همًّا للخلافةِ ناصبًا
وهَلِ الممالكُ راحةٌ ومَنامُ١٣
ويقول قومٌ كنتِ أشأمَ مَورِدٍ
وأراكِ سائغةً عليكِ زِحامُ
ويراكِ داءَ المُلكِ ناسُ جَهالةٍ
بالمُلكِ منهم عِلةٌ وسَقامُ
لو آثَروا الإصلاحَ كنتِ لعرشِهم
رُكنًا على هامِ النجومِ يُقامُ١٤
وهْمٌ يُقيِّدُ بعضُهم بعضًا به
وقيودُ هذا العالَمِ الأوهامُ
صُوَرُ العمى شتَّى وأقبَحُها إذا
نظرَت بغيرِ عيونِهنَّ الهامُ
ولقد يُقامُ من السيوفِ وليس من
عثراتِ أخلاقِ الشعوبِ قيامُ

•••

ومُبشِّرٍ بالصلحِ قُلتُ لعله
خيرٌ عسى أن تصدُقَ الأحلامُ١٥
ترك الفريقانِ القتالَ وهذه
سِلْمٌ أمَرُّ من القتالِ عُقامُ١٦
يَنعى إلينا المُلكَ ناعٍ لم يطأ
أرضًا ولا انتقلت به أقدامُ١٧
برقٌ جوائبُه صواعقُ كلُّها
ومن البروقِ صواعقٌ وغَمامُ١٨
إن كان شرٌّ زارَ غيرَ مُفارِقٍ
أو كان خيرٌ فالمَزارُ لِمامُ١٩
بالأمس «أفريقا» تولَّت وانقضى
مُلكٌ على جِيدِ الخِضَمِّ جِسامُ٢٠
نظمَ الهلالُ به ممالكَ أربعًا
أصبحنَ ليس لعقدِهن نظامُ٢١
من فتحِ هاشم أو أُمَيَّةَ لم يضَعْ
آساسَها تَتَرٌ ولا أعجامُ٢٢
واليومَ حُكمُ اللهِ في مقدونيا
لا نقضَ فيه لنا ولا إبرامُ
كانت من الغرب البقيةُ فانقضت
فعَلى بَني عثمانَ فيه سلامُ

•••

أخذَ المدائنَ والقُرى بخناقها
جيشٌ من المتحالفين لُهامُ٢٣
غطَّت به الأرضُ الفضاءُ وُجوهَها
وكسَت مناكبَها به الآكامُ٢٤
تمشي المناكرُ بين أيدي خيله
أنَّى مشى والبغيُ والإجرامُ٢٥
ويحثُّه بِاسمِ الكتاب أقِسَّةٌ
نشطوا لِما هو في الكتابِ حرامُ٢٦
ومُسيطِرونَ على الممالك سُخِّرَت
لهم الشعوبُ كأنها أنعامُ٢٧
من كلِّ جزَّارٍ يرُومُ الصدرَ في
نادي الملوكِ وجَدُّه غنَّامُ٢٨
سِكِّينه ويمينُه وحزامُهُ
والصولجانُ جميعُها آثامُ٢٩

•••

«عيسى» سبيلُك رحمةٌ ومحبةٌ
في العالمين وعصمةٌ وسلامُ
ما كنتَ سفَّاكَ الدماءِ ولا امرَأً
هانَ الضِّعافُ عليه والأيتامُ٣٠
يا حاملَ الآلامِ عن هذا الورى
كثُرَت عليه بِاسمِك الآلامُ٣١
أنت الذي جعل العِبادَ جميعَهم
رَحِمًا وبِاسمِك تُقطَع الأرحامُ
أتت القيامةُ في ولايةِ يوسفٍ
واليومَ بِاسمِك مرتَين تُقامُ٣٢
كم هاجَه صِيدُ الملوكِ وهاجَهم
وتَكافأ الفُرسانُ والأعلامُ٣٣
البغيُ في دينِ الجميعِ دنيَّةٌ
والسِّلمُ عهدٌ والقتالُ زِمامُ
واليومَ يهتفُ بالصليبِ عصائبٌ
هم للإلِه ورُوحِه ظُلَّامُ٣٤
خلَطوا صليبَكَ والخناجرَ والمُدى
كلٌّ أداةٌ للأذى وحِمامُ٣٥
أوَما تراهم ذبَّحوا جيرانَهم
بين البيوت كأنهم أغنامُ
كم مُرضَعٍ في حجرِ نعمتِه غدا
وله على حدِّ السيوفِ فِطامُ٣٦
وصبيَّةٍ هُتِكَت خميلةُ طُهْرِها
وتناثرَت عن نَورِه الأكمامُ٣٧
وأخي ثمانينَ اسْتُبيحَ وقارُهُ
لم يُغنِ عنه الضعفُ والأعوامُ
وجريحِ حربٍ ظامئٍ وأَدُوه لم
يعطفْهمُ جُرحٌ دمٍ وأُوامُ٣٨
ومُهاجِرين تنكَّرَت أوطانُهم
ضلُّوا السبيلَ من الذهولِ وهامُوا٣٩
السيفُ إن ركبوا الفِرارَ سبيلُهم
والنِّطعُ إن طلبوا القَرار مُقامُ٤٠
يتلفتون مُودِّعين ديارَهم
واللحظُ ماءٌ والديارُ ضِرامُ٤١

•••

يا أُمَّةً ﺑ «فروقَ» فرَّقَ بينهم
قدَرٌ تطيشُ إذا أتى الأحلامُ٤٢
فِيمَ التخاذلُ بينكم ووراءَكم
أُمَمٌ تُضاعُ حقوقُها وتُضامُ٤٣
اللهُ يشهدُ لم أكُن مُتحزِّبًا
في الرُّزءِ لا شِيَعٌ ولا أحزامُ٤٤
وإذا دعوتُ إلى الوِئامِ فشاعرٌ
أقصى مُناهُ محبَّةٌ ووِئامُ٤٥
مَن يَضجرِ البلوى فغايةُ جهدِهِ
رُجْعَى إلى الأقدارِ واستسلامُ٤٦
لا يأخذنَّ على العواقبِ بعضُكم
بعضًا فقِدْمًا جارت الأحكامُ
تَقضي على المرءِ الليالي أو له
فالحمدُ من سلطانها والذَّامُ٤٧
من عادةِ التاريخ ملءُ قضائِهِ
عدلٌ وملءُ كِنانَتيهِ سِهامُ٤٨
ما ليس يدفعه المُهنَّدُ مُصلَتًا
لا الكُتْبُ تدفعه ولا الأقلامُ٤٩
إن الأُلى فتحوا الفتوحَ جلائلًا
دخلوا على الأُسْدِ الغِياضَ ونامُوا٥٠
هذا جناه عليكمُ آباؤكم
صبرًا وصفحًا فالجُناةُ كرامُ٥١
رفعوا على السيفِ البِناءَ فلم يدُمْ
ما للبِناءِ على السيوفِ دوامُ
أبقى الممالكَ ما المعارفُ أُسُّهُ
والعدلُ فيه حائطٌ ودِعامُ٥٢
فإذا جرى رَشَدًا ويُمنًا أمرُكم
فامشوا بنورِ العلمِ فهْو زِمامُ
ودَعوا التفاخرَ بالتُّراثِ وإن غلا
فالمَجدُ كسبٌ والزمانُ عِصامُ
إنَّ الغُرورَ إذا تملَّكَ أُمَّةً
كالزَّهرِ يُخفي الموتَ وهْو زُؤامُ٥٣
لا يعدِلنَّ المُلكَ في شهواتِكم
عرَضٌ من الدنيا بدا وحُطامُ٥٤
ومناصبٌ في غيرِ موضعِها كما
حلَّت محلَّ القدوةِ الأصنامُ٥٥
المُلكُ مرتبةُ الشعوبِ فإن يفُتْ
عزُّ السِّيادةِ فالشعوبُ سَوامُ
ومن البهائمِ مُشبَعٌ ومُدلَّلٌ
ومن الحريرِ شكيمةٌ ولجامُ
وقفَ الزمانُ بكم كموقفِ «طارقٍ»
اليأسُ خُلفٌ والرجاءُ أمامُ٥٦
الصبرُ والإقدامُ فيه إذا هما
قُتِلا فأقتَلُ منهما الإحجامُ
يُحصي الدليلُ مدى مطالبه ولا
يُحصي مدى المستقبلِ المِقدامُ
هذي البقيةُ لو حرصتم دولةٌ
صالَ الرشيد بها وطالَ هِشامُ٥٧
قِسْمُ الأئمةِ والخلائفِ قبلكم
في الأرض لم تُعدَل به الأقسامُ٥٨
سرَت النبوَّةُ في طَهورِ فضائِهِ
ومشى عليه الوحيُ والإلهامُ
وتدفَّق النهرانِ فيه وأزهرَت
بغدادُ تحت ظلاله والشامُ٥٩
أثرَتْ سواحلُه وطابَت أرضُهُ
فالدرُّ لُجٌّ والنُّضارُ رَغامُ٦٠

•••

شرفًا أدرنةُ هكذا يقِفُ الحِمى
للغاصبين وتثبتُ الأقدامُ٦١
وتُرَدُّ بالدمِ بقعةٌ أُخِذَت به
ويموتُ دونَ عرينِه الضِّرغامُ٦٢
والمُلكُ يؤخذُ أو يُرَدُّ ولم يزَل
يرثُ الحسامَ على البلاد حسامُ٦٣
عِرضُ الخلافةِ ذادَ عنه مُجاهِدٌ
في الله غازٍ في الرسول هُمامُ٦٤
تستعصم الأوطانُ خلفَ ظُباتِهِ
وتعزُّ حولَ قناتِه الأعلامُ٦٥
«عثمانُ» في بُردَيه يمنعُ جيشَهُ
و«ابنُ الوليد» على الحِمى قوَّامُ٦٦
علِمَ الزمانُ مكانَ «شكري» وانتهى
شكرُ الزمان إليه والإعظامُ٦٧

•••

صبرًا أدرنةُ كلُّ مُلكٍ زائلٌ
يومًا ويبقى المالكُ العلَّامُ٦٨
خفَتَ الأذانُ فما عليكِ مُوحِّدٌ
يسعى ولا الجُمَعُ الحِسانُ تُقامُ٦٩
وخبَتْ مساجدُ كُنَّ نورًا جامعًا
تمشي إليه الأُسْدُ والآرامُ٧٠
يَدرُجنَ في حَرَمِ الصلاةِ قوانتًا
بِيضَ الإزارِ كأنهن حَمامُ٧١
وعفَتْ قبورُ الفاتحين وفُضَّ عن
حُفَرِ الخلائفِ جَندلٌ ورِجامُ٧٢
نُبِشَت على قَعساءِ عِزَّتِها كما
نُبِشَت على استعلائها الأهرامُ٧٣
في ذمَّةِ التاريخِ خمسةُ أشهُرٍ
طالت عليكِ فكلُّ يومٍ عامُ٧٤
السيفُ عارٍ والوباءُ مُسلَّطٌ
والسيلُ خوفٌ والثلوجُ رُكامُ٧٥
والجوعُ فتَّاكٌ وفيه صحابةٌ
لو لم يجوعوا في الجهادِ لصامُوا
ضَنُّوا بعِرضِكِ أن يُباعَ ويُشترى
عِرضُ الحرائرِ ليس فيه سُوامُ٧٦
ضاقَ الحصارُ كأنما حلقاتُهُ
فلَكٌ ومقذوفاتُها أجرامُ٧٧
ورمى العِدا ورمَيتِهم بجهنمٍ
ممَّا يصبُّ اللهُ لا الأقوامُ
بِعتِ العدوَّ بكلِّ شبرٍ مهجةً
وكذا يُباعُ المُلكُ حينَ يُرامُ٧٨
ما زال بينَكِ في الحصارِ وبينَهُ
شُمُّ الحصونِ ومِثلُهنَّ عِظامُ٧٩
حتى حواكِ مقابرًا وحوَيتِهِ
جُثَثًا فلا غَبْنٌ ولا استذمامُ٨٠
١  يا أخت أندلس: يخاطب مدينة أدرنة، وقد كانت من أمهات المدن العثمانية في مقدونية، وبها مقابر كثيرين من سلاطين آل عثمان، جاءت الأنباء بغلبة البلغار عليها في الحرب سنة ١٩١٢م، بعد أن أبلت حاميتها في الدفاع عنها بلاءً حسنًا.
٢  أزرى له: وضع من شأنه. والأوج: العلو.
٣  جرحان: أحدهما خروج أدرنة من أيدي المسلمين، والثاني خروج الأندلس من أيديهم. والأمتان: هما العرب أيام نكبة الأندلس، والتُّرك أيام ضياع أدرنة.
٤  اليراع: القلم. والصمصام: السيف.
٥  لم يُطوَ مأتمها: أي مأتم الأندلس.
٦  خلت: مضت. وتصرَّمت: انقضت.
٧  لا يألو: لا يقصِّر ولا يُبطئ.
٨  مقدونيا: اسم الإقليم الذي تقع فيه أدرنة. والعشيرة: قبيلة الرجل. والخئولة: النسبة إلى الخال، كالعمومة، وهي النسبة إلى العم.
٩  يتخايل: يتبختر.
١٠  إذ أنت ناب الليث: أي مثل ناب الليث في أنه مخوِّف لا يمكن الوصول إليه. والكتيبة: الجيش، وقيل القطعة منه. والمعنى أن الإسلام كان يتخايل بعز أبنائه في مقدونيا، حينما كانت ممتنعة على العدو كامتناع ناب الليث على من يريده، وحينما كانت تفنى دونها جيوش الأعداء.
١١  حال: تحوَّل من حال إلى حال. والجام: إناء من فضة تُسقى فيه الخمر.
١٢  الشرى: مكان تكثر فيه الأُسود. والآجام: جمع أجم، وهو الشجر الملتف تألفه الأُسود أيضًا.
١٣  الهمُّ الناصب: المُتعِب.
١٤  لو آثروا الإصلاح: أي لو اختاروه. والهام: جمع هامة، وهي رأس كل شيء.
١٥  ومبشر بالصلح: يشير إلى ما كان قد جاء من الأنباء بأن الصلح سيتمُّ بين المتحاربين.
١٦  يقال داءٌ عُقام: أي لا يُرجى البُرء منه، وحربٌ عُقام؛ أي شديدة، وكلا المعنيَين صالح هنا. ويشير بقوله هذه سلم … إلخ: إلى ما كان من ممالأة الدول الأوروبية الكبرى لدول البلقان الصغيرة على تركيا، وإرهاقها بشروط الصلح.
١٧  ينعي إلينا … إلخ: يشير إلى الأنباء البرقية التي تنقل شروط الصلح الظالم. والناعي الذي لم يطأ أرضًا … إلخ: هو سلك البرق.
١٨  الجوائب: الأخبار الطارئة، جمع جائبة.
١٩  اللمام: جمع لمة، وهي المرَّة، يقال أنت ما تزورنا إلا لمامًا؛ أي من حين إلى حين.
٢٠  الجيد: العنق. والخضم: البحر. وجسام: عظام، جمع عظيم.
٢١  ممالك أربعًا: هنَّ مصر وطرابلس وتونس والجزائر.
٢٢  من فتح هاشم أو أميَّة: أي هذه الممالك الأربع مما فتحه بنو هاشم وبنو أميَّة في عصر الإسلام الأول. والآساس (بالمد): جمع أساس.
٢٣  المتحالفون: هم دول البلقان؛ اليونان ورومانيا والبلغار والصرب، تحالفوا على حرب الدولة التركية. واللُّهام (بضم اللام): الجيش العظيم، كأنه يلتهم كل شيء.
٢٤  مناكبها: نواحيها. والآكام: التلال، وقيل هي الحجارة المجتمعة في أمكنةٍ واحدة.
٢٥  المناكر: جمع منكر، وهو كل قول أو فعل ليس فيه رضاء الله. وأنى مشى: أي كيف مشى.
٢٦  الأقسة: جمع قسيس. ونشطوا: خفُّوا وأسرعوا.
٢٧  ومسيطرون: أي ويحثه مسيطرون، والمسيطر: المسلَّط على الشيء ليُشرِف عليه ويتعهد أحواله، والمراد بهم ملوك دول البلقان.
٢٨  يروم الصدر: يطلبه. والصدر هنا: معناه أعلى أمكنة النادي.
٢٩  الصولجان: المحجن، وهو عصًا منعطفة الرأس.
٣٠  سفَّاك الدماء: مُريقها بكثرة.
٣١  يشير بقوله: يا حامل الآلام … إلخ: إلى ما يعتقده النصارى من أن السيد المسيح صُلِب ليحمل عن بني آدم خطيئتهم الأولى؛ أي حامل الآلام فيما يزعمه هؤلاء السفَّاكون الذين يزعمون أنهم على طريقك.
٣٢  يوسف: هو السلطان يوسف صلاح الدين الأيوبي، قامت في أيامه قيامة الصليبيين على المسلمين، فحاربهم ونصره الله عليهم.
٣٣  هاجه: أثاره، والضمير ليوسف. وصيدُ الملوك: جمع أصيد، وهو الملك؛ لأنه لا يلتفت من زهوه يمينًا ولا شمالًا، كالبعير الذي أُصيب بداء الصيد في عنقه فلا يلتفت.
٣٤  العصائب: جمع عصابة، وهي الجماعة من الرجال، وقيل ما بين العشرة والأربعين. وظُلَّام: جمع ظالم.
٣٥  خلطوا صليبك: أي الصليب الذي ينسبونه إليك. والحِمام: الموت.
٣٦  كم مرضع: أي طفل ترضعه أمه. والفِطام: فصله عن الرضاع.
٣٧  الخميلة هنا: الدِّثار، من المخمل، وهو ثوب له وبر كالهداب، أو هي الشجر الكثير الملتف. والنور: هو الزَّهر الأبيض. والأكمام: جمع كم، بكسر الكاف، وهو غطاء النور.
٣٨  وأدوه: أي قتلوه، كما تُقتل البنت بالوأد، وهو دفنها حية. وجرحٌ دمٍ: أي يقطر منه الدم. والأوام: العطش ودوار الرأس.
٣٩  هاموا: ذهبوا على وجوههم من الظلم، فلا يدرون أين يتوجهون.
٤٠  النِّطع: بساط من الجلد يُفرَش لمَن يُضرَب عنقه. والقرار: المكان الذي يقرُّ فيه الإنسان، أو هو الثبات في المكان والسكون فيه.
٤١  والديار ضرام: أي مشتعلة نارًا.
٤٢  فروق: الآستانة. والأحلام: العقول.
٤٣  التخاذل: التدابر وأن يخذل بعضهم بعضًا.
٤٤  الرزء: المصيبة. والشيع: جمع شيعة، وهي أتباع الرجل وأنصاره. والأحزام: الأحزاب.
٤٥  الوئام: الوفاق.
٤٦  رجعى إلى الأقدار: أي رجوع إليها.
٤٧  الذَّام: الذمُّ.
٤٨  الكنانتان: تثنية كنانة، وهي جعبة السهام من الجلد أو من الخشب.
٤٩  المهنَّد: السيف.
٥٠  الغِياض: جمع غيضة، وهي مجتمع الشجر في مغيض ماء، وهي أيضًا الأجمة. والمعنى: أن أسلافكم قنعوا من البلاد التي فتحوها بمجرد الفتح والغلبة، ولم يلتفتوا إلى أن أهلها يُضمِرون لهم العداوة، ويتربصون بهم الدوائر.
٥١  هذا: أي ما أنتم فيه من عداوة.
٥٢  الدِّعام: عماد البيت.
٥٣  كالزهر يخفي الموت: ذلك أن الزهر يتنفس فيفسد الهواء في الأمكنة الضيِّقة، فيحدث الاختناق. والزؤام: السريع من الموت.
٥٤  عرض الدنيا: ما لا دوام له منها. وحطامها: ما فيها من مال كثير أو قليل.
٥٥  مناصب جمع منصب، بكسر الصاد، وهو في كلام المولدين ما يتولاه الرجل من العمل، وأصله المقام. والأصنام: جمع صنم، وهو تمثال إنسان أو حيوان يُتَّخذ للعبادة.
٥٦  طارق: هو طارق بن زياد بطل الأندلس المشهور، يروي بعض المؤرخين أنه لمَّا عبَر بجيشه البحر ليقاتل الأعداء، أمر فأُحرِقت السفائن، ثم خطب في الجيش أن البحر وراءه والعدوَّ أمامه، فإذا نكص عن القتال وقع بين عدوَّين ليس منهما غير الهلاك.
٥٧  هذي البقية: أي ما بقي للأتراك من البلاد بعد حرب البلقان. ولو حرصتم: أي لو حرصتم عليها. والرشيد: هو هارون الرشيد الخليفة العباسي. وهشام: هو ابن عبد الملك أحد خلفاء بني أميَّة.
٥٨  القسم (بكسر القاف): النصيب.
٥٩  النهران: دجلة والفرات. وبغداد: حاضرة العراق.
٦٠  أثرت: كثر فيها الغنى والمال. فالدرُّ لجٌّ: أي كثير كاللج. والنضار: الذهب. والرغام: التراب؛ أي إنه لكثرته صار كالتراب.
٦١  شرفًا أدرنة: أي لقد شرفت شرفًا. والحمى: ما يُحمى من الشيء.
٦٢  العرين: مأوى الأسد. والضِّرغام: الأسد.
٦٣  الحسام: السيف.
٦٤  العِرض: جانب الرجل الذي يصونه من نفسه أو سلفه، أو هو موضع المدح والذم منه. وذاد عنه: طرد عنه العدوَّ ودفعه.
٦٥  تستعصم: تلجأ وتمتنع. الظُّبات: جمع ظُبَة، بضم الظاء، وهي حدُّ السيف. وتعزُّ: تصير عزيزة مكرمة.
٦٦  ابن الوليد: هو خالد بن الوليد، قائدٌ عظيم من الصحابة.
٦٧  شكري: هو بطل أدرنة، وقائد حاميتها الذي تولَّى الدفاع عنها أثناء شهور الحصار.
٦٨  صبرًا أدرنة: أي اصبري صبرًا.
٦٩  خفت: سكن وانقطع. والموحِّد: مَن يعتقد أن الله واحد لا شريك له ولا ولد. والجمع: هي صلوات الجمع الأسبوعية.
٧٠  خبتْ: سكنت. والأُسْدُ: هم الرجال الذاهبون إلى المساجد. والآرام: النساء الذاهبات إليها، والرئم: الظبي الأبيض.
٧١  يدرجن: يمشين، والضمير للآرام في البيت المتقدِّم. والقوانت: جمع قانتة، من القنوت، وهو الطاعة والدعاء.
٧٢  عفت: اضمحلت وامَّحت. وفُضَّ جندل ورجام: أي كُسِر متفرقًا. والجندل: الحجارة. والرجام: ما يُبنى عليه البئر، وتعرض فوقه الخشبة للدلو.
٧٣  العزَّة القعساء: المنيعة الثابتة.
٧٤  خمسة أشهر: هي مدة حصار أدرنة.
٧٥  السيف عارٍ: أي مجرَّد من غِمده كما يتجرَّد الإنسان من ثيابه، والمراد أن القتال مستمرٌّ. والوباء مسلط: هو الوباء الذي يحدث عادةً في كل مكان يكثر فيه القتل والقتال، ويكون محصورًا من الخارج. والسيل خوف: أي مخيف. والثلوج ركام: أي متراكم بعضها فوق بعض.
٧٦  الحرائر: جمع حُرَّة. والسوام (بضم السين): أن تُعرَض السلعة ويُذكَر ثمنها.
٧٧  الفلك: مدار النجوم. والأجرام: هي الأجسام التي في الفلك.
٧٨  المهجة: الروح، أو دمُ القلب. أي إن العدوَّ لم ينَلك إلا بعد أن بذل في كل شبر من أرضك رجلًا من رجاله.
٧٩  شمُّ الحصون: أي الحصون العالية.
٨٠  حواك: ملكك. والاستذمام: فعل ما يقتضي الذم. والمعنى: أن الحصون بقيت ثابتة بينك وبين الأعداء كما كان بينك وبينهم من عظام القتلى أكوام كالحصون، فلم يأخذك إلا بعد أن صرتِ مقابر لرجاله جثثًا هامدة؛ وبهذا لم تفعلي ما فيه غبن ولا ما يقتضي الذم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤