مُقَدِّمة

بقلم سَعادة الشيخ المحترم الأستاذ خليل ثابت بك المدير العام لجريدة المقطم ورئيس لجنة نشر المؤلفات التيمورية

خلَّف العلامة المحقق المغفور له أحمد تيمور باشا فيما خلف من الآثار العلمية مؤلفات متعددة في التاريخ الإسلامي والعربي والمصري، وفي الفنون الإسلامية والعلوم العربية؛ منها ما هو منشور على الناس يشهدون فيه واسع علمه، وغزير أدبه والتدقيق في بحثه، وخلاصة درسه، ومنها ما خطه الفقيد العزيز، ولكن المنية عاجلته ولم يسعفه وقته بطبعها، وبينها كتاب «لعب العرب»، وهو هذا الذي تقدمه لجنة «نشر المؤلفات التيمورية» لقراء العربية؛ ليقفوا على ناحية أخرى من نواحي قدرة ذلك العلامة المحقق على التوفيق في الاستقراء والاستقصاء، فيعلموا أنه كان يخلص الإخلاص كله في البحث، والتعمق في الدرس، وإعداد مؤلفاته الكثيرة المتعددة.

وكتاب «لعب العرب» خلقه مؤلفه خلقًا مما جمعه من شتات المؤلفات، وما استنبطه من بطون المراجع، وما استخلصه من دراساته.

وكان المؤلف رحمة الله عليه يعتمد على مجموعات مكتبته المشهورة، وما كانت كعبة لأدباء الشرق وحدهم بل لهم ولأدباء الغرب على السواء، ولم يكن يجمعها للفرجة والزينة لكثرة مجلداتها، وتعدد موضوعاتها، بل كان يجمعها — كما يفعل العالم الخبير — يجمعها ليدرس ما فيها، ويخدم كل كتاب تحويه مكتبته، بما يعلقه عليه، من سديد رأيه، وخلاصة فكره، فلم تكن قيمة كتبه في ذاتها وحدها بل بهذا، وما زاد هو عليها كذلك، وما استخرجه من بطونها وأفرده في مؤلفات خاصة، فكانت جميعها نادرة ازدانت بها المكتبة العربية، وبينها تلك المؤلفات التي شرعت «لجنة نشر المؤلفات التيمورية» في طبعها ونشرها، وكان باكورة صنيعها كتاب «ضبط الأعلام»، وأردفته بهذا الكتاب «لعب العرب» وستتبعه إن شاء الله بكتاب «الأمثال العامية»، فكتاب «الألفاظ العامية»، وهي تحقيقات علمية وأدبية واجتماعية، وكلها وما تضمنته المكتبة التيمورية العامرة الزاخرة بالمؤلفات، إن هي إلا حسنة من حسنات ذلك الفقيد العظيم أسداها إلى قراء لغة قومه.

غفر الله له وأثابه على حسن صنيعه ونفع الناس جميعًا بعلمه وفنه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤