الفصل الخامس

في علم البلاغة

اعلم أن علم الأدب ينحصر في عشرة علوم، وهي اللغة والتصريف والنحو والمعاني والبيان والبديع والعروض والقافية وعلم قوانين الكتابة وعلم قوانين القراءة، والذي يليق بالذكر في هذا الموضوع هو علم البلاغة الذي له ثلاثة أجزاء: علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع؛ وأما علم المعاني: فهو علم تُعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق اللفظ لمقتضى الحال، وعلم البيان: علم يُعرف به إيراد المعنى الواحد بتراكيب مختلفة في وضوح الدلالة على المقصود بأن تكون دلالة بعضها أجلى من بعض، وعلم البديع: علم تُعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال وبعد رعاية وضوح الدلالة.

وقد صنَّف فيه جمع من المتقدمين والمتأخرين أحسنها وأشهرها دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة للإمام عبد القاهر الجرجاني، والقسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي، وحسن التوسل في صناعة الترسل، ثم تصدى جمع منهم في تلخيص تلك الكتب، منهم الإمام فخر الدين الرازي له نهاية الإيجاز تلخيص دلائل الإعجاز، ومنهم القاضي عضد الدين الإيجي، له الفوائد الغياثية، وهو تلخيص القسم الثالث من مفتاح العلوم، ومنهم الخطيب القزويني له تلخيص المفتاح، وله الإيضاح، وهو كتاب بسيط جامع كأنه شرح على التلخيص، ثم تصدى جمع منهم في شرح التلخيص، منهم سعد عمر التفتازاني، له كتابان في شرح التلخيص؛ المختصر، والمطول.

(١) وأما علم البديع

فأول من اخترعه وسماه بهذا العلم من العرب عبد الله بن المعتز العباسي، وألَّف فيه كتابًا وجمع فيه سبعة عشر نوعًا، وكان في عصره قدامة بن جعفر الكاتب فجمع عشرين نوعًا توارد معه في سبعة أنواع وبقي في ملكه ثلاثة عشر نوعًا فتكامل ثلاثون نوعًا، ثم مشى الناس على آثارهما في الاستخراج فكان غاية ما جمع منها أبو هلال العسكري سبعة وثلاثين نوعًا، ثم جمع منها ابن رشيق القيرواني مثلها، وتلاهما شرف الدين التيفاشي فبلغ سبعين، ثم تصدَّى له زكي الدين بن أبي الإصبع فأوصلها إلى التسعين، وزاد عليها جماعة جاءوا بعد هؤلاء فتجاوز الأنواع عن مائة وخمسين.

(٢) وأما أهل الهند

وأما أهل الهند قبل زمان الإسلام فإنهم دوَّنوا هذا العلم في لسانهم، واستخرجوا من الكلام أنواعًا من البديع، ومنها مشتركة بين العرب وبينهم، كالتورية، وحسن التعليل، وتجاهل العارف، والمراجعة، والاستعارة، والتشبيه، والجناس، والسجع وغيرها، ومنها مختصة بالعرب، كاستخدام المضمر، وحسن التخلص، والتاريخ على القاعدة الجمل وغيرها، ومنها مختصة بالهند، ونقل السيد غلام علي بن نوح البلگرامي القسم الأخير عن الهندية إلى العربية ما يقبل النقل لعدم الخصوصية بلسان الهند، وهي ثلاثة وعشرون نوعًا، وسمي في العربية بأسماء مناسبة بمسمياتها وهي التي ذكرها في سُبْحَة المرجان: (١) التنزيه. (٢) تشبيه الشيء بنفسه. (٣) تشبيه البرهان. (٤) الانتزاع. (٥) تشبيه السلب. (٦) تشبيه النفي. (٧) تشبيه التقوية. (٨) تشبيه الاستغناء. (٩) تشبيه التمني. (١٠) التفضيل على التفضيل. (١١) تفضيل التعبير. (١٢) براعة الجواب. (١٣) جمع الخزانة وتفريقها. (١٤) قلب الماهية. (١٥) الاستبداد. (١٦) الطغيان. (١٧) التسليط. (١٨) الاعتساف. (١٩) موالاة العدو. (٢٠) المخالطة. (٢١) التأويل. (٢٢) إضمار النهي. (٢٣) التنوع.

ولما نقل غلام علي المذكور تلك الأنواع من الهندية إلى العربية، وقصد إلى استخراج الأمثلة عن المجاميع والدواوين العربية سنحت له نبذة من الأنواع فاختار منها سبعة وثلاثين نوعًا، وهي: (١) التفاؤل. (٢) النذر. (٣) الوفاق. (٤) التثبت. (٥) الغضب. (٦) التوصية. (٧) كلام الروح. (٨) جر الثقيل. (٩) التَّزيُّل. (١٠) التحوُّل. (١١) الخارق. (١٢) الإفحام. (١٣) التشبيك. (١٤) المعارضة. (١٥) المزاح. (١٦) الاقتسام. (١٧) التسوية. (١٨) حسن النصيحة. (١٩) الغبطة. (٢٠) حسن الاعتذار. (٢١) تشبيه الاستخدام. (٢٢) تشبيه الأثر. (٢٣) تشبيه الانتقال. (٢٤) تشبيه الاحتراز. (٢٥) تشبيه الاستفادة. (٢٦) تشبيه الاستدلال. (٢٧) تشبيه الاجتهاد. (٢٨) تشبيه الترقي. (٢٩) المفاضلة. (٣٠) التفضيل المشروط. (٣١) تفضيل الشيء على نفسه. (٣٢) تفضيل الاستخدام. (٣٣) التشقيق. (٣٤) التصدير المعنوي. (٣٥) الدعاء. (٣٦) عكس الانتزاع. (٣٧) عكس المخالفة.

ومما استخرجه الأمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي نوع واحد، وهو أبو قلمون.

(٢-١) ولأهل الهند

ولأهل الهند مصنفات كثيرة في المعاني والبيان والبلاغة، منها شرح بسيط على القسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي للشيخ حسين بن خالد الناگوري، وحاشية على مفتاح العلوم للشيخ معين الدين العمراني، والفرائد المحمودية شرح الفوائد الغياثية للعلامة محمود بن محمد الجونپوري، وهو كتاب نفيس في ذلك الفن. ومنها حدائق البيان للشيخ منور بن عبد المجيد اللاهوري، ومنها حدائق البلاغة للشيخ شمس الدين العباسي الدهلوي، ومنها سبحة المرجان للسيد غلام علي البلگرامي، ومنها نقد البلاغة وشرحه للشيخ خير الدين محمد الإله آبادي، ومنها ميزان البلاغة للشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وشرحه للقاضي إرتضا عليخان الگوپاموي وشرحه للقاضي عبد القادر بن محمد أكرم الرامپوري، ومنها غُصن البان بمحسنات البيان للسيد صديق حسن القنوجي، ومنها حاشية على المطوَّل للشيخ وجيه الدين العلوي الگجراتي، وحاشية عليه للشيخ عبد الحكيم السيلكوتي، وحاشية عليه للسيد محمد بن محمد القنوجي المُتوفَّى سنة ١١٠١، وحاشية عليه للشيخ نور الدين بن محمد صالح الگجراتي وهي المسماة بالمُعوَّل حاشية المطوَّل، وحاشية عليه للشيخ نور الدين الكشميري، وحاشية عليه للقاضي تجف علي بن عظيم الدين الجَهجَّري، وحاشية عليه للقاضي عبد النبي الأحمد نگري، وحاشية عليه للشيخ فريد الدين الأحمد آبادي، وحاشية عليه للشيخ جمال الدين بن ركن الدين الگجرتي المُتوفَّى سنة ١١٢٤ﻫ، وحاشية عليه للحكيم معز الدين الخالص پوري، وحاشية على المختصر للشيخ وجيه الدين المذكور، وحاشية على المختصر للشيخ جمال الدين الگجراتي المذكور، وحاشية على حاشية الخطائي على المطول للشيخ محمد فريد ابن محمد شريف الصديقي الگجراتي.

ورسالة في التشبيه والاستعارة للمفتي سعد الله المراد آبادي، والموهبة العظمى بالفارسية في علم المعاني للشيخ سراج الدين عليخان الأكبر آبادي، والعطية الكبرى رسالة في علم البيان، وخلاصة البديع رسالة بالفارسية للشيخ شمس الدين العباسي المذكور، ومجمع الصنائع في البديع بالفارسية للشيخ نظام الدين بن محمد صالح صنَّفه سنة ١٠٦٠، وتذكرة البلاغة في المعاني والبيان والبديع بالهندية للشيخ ذو الفقار علي الديوبندي، وملخص البلاغة رسالة للسيد محمد حكم بن محمد بن علم الله البربلوي، ورسالة في البلاغة للشيخ الواسع الهانسوي، وكتاب في البلاغة للشيخ شمس الدين الحيدر آبادي المُتوفَّى سنة ١٢٨٣ﻫ، وتحفة الفقير كتاب في الصنائع والبدائع للقاضي رضي الدين مرتضى البجاپوري، صنَّفه في أيام إبراهيم عادل شاه، ومفتاح الصنائع بالفارسي للمفتي نظام الدين الذي كان مفتيًا بشاه آباد، من أعمال سرهند، صنَّفه سنة ١١٧٤، ورسالة في الصنائع بالفارسية والبدائع لمولانا مغيث الدين الهانسوي، وكتاب بسيط في الصنائع للشيخ حبيب الله الأكبر آبادي، وإعجاز خسروي بالفارسي في مجلدات كبار للأمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي، ورشحات الإعجاز في تحقيق الحقيقة والمجاز بالفارسي للشيخ محمد غوث بن ناصر الدين الشافعي المدراسي، وحل أبحاث الفرائد للشيخ محمد شكور بن أمانت علي الجعفري المچهلى شهرى، ومنظومة في البلاغة للمولوي عبد الكريم الحنفي الطوكي، والمقال الطريف للمولوي عبد الغني بن محمد مير الفرُّخ آبادي، ومعيار البلاغة للمولوي سكندر علي خان الخالصپوري، ونهر الفصاحة وشجرة الأماني مختصران بالفارسي المرزا محمد حسن قتيل اللكهنوي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤